{ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـٰرُوتَ وَمَـٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تكفر}(102 البقرة)

توطئة : ما حقيقة السحر والجن والحسد ..؟ وما العلاقة بين الإنس والجن.. هذا العالم فيه مخلوقات مهمة ولها دور فاعل في حياة الناس ولكن رغم تقدم العلم. الا انه لم يصل الى معرفة تلك المخلوقات منها الجن بجميع انواعه وافعاله.

لان عالم الجن وعالم البشر عالمان مختلفان، عالم الإنس بالنسبة للجن مرئي مشاهد، فهم اكثر من الانس عددا ولهم امكانية تفوق امكانية الانسان.. منها السرعة والدخول في الأماكن رغم ان الابواب موصدة. والصعود نحو السماوات والعيش في الجبال والقفار وغيرها .

ثم ان عالم الجن بالنسبة لنا غيبي غير مرئي، والتواصل بيننا وبين الجن في عادة يكون بصورة سيئة تسمى ( تسخير وفيها شعوذة ودجل ) بهذه الصورة يمكن استغلال الانسان من طرف واحد. لذلك يصف القران {تلك العلاقة بالرهق}:{ وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } الرهق هو كل ما يصيب الانسان بحمل اكبر واكثر من طاقته العقلية والجسدية . فنقول {فلان اصابه ارهاق] يعني خارت قواه ولا يتحمل العمل لأنه مرهق..والمُراهَقَةُ هي فترة البلوغ إِلى سنِّ الرشد والرهق اذا اصاب العقل بسبب اعمال الجن يعني الإجهاد العقلي والجنون.

اعود للاية : عادة ما يرغب الانسان ان يجمع الاموال بعضهم عن طريق الحرام ودون دراسة ولا علم ولا كرامة. ويتعلم دروس استدعاءهم . وهم يرحبون بالأغبياء بمجرد ان يتعلم بعض الادعية والمناداة يلبي طلبه خبثاء الجن يستغلونه ابشع استغلال بحيث يخرجونه من الاسلام .اما استمتاع الجن بالإنس، فما ينالونه من شعور بالعظمة والفخر من استعاذة الإنس بهم، فيقولون: قد سيدنا الإنسان على ربه فيطلب منا من دون الله.

فيكون كمن يريد استبدال القوي العزيز بالشيطان وجنوده من الجن . فالإنسي يبذل الطاعة لحد العبادة للجن، بينما الجن يبذلون منافع السحر والشعوذة للإنس، فالعلاقة متبادلة بين الطرفين، ولكن في أسوأ صور العلاقات وأحطها . يقدم الجن بعض الاعمال الخبيثة مثل تفريق الزوج عن زوجته وبالعكس. ويفتح باب الزنا امام النساء . ويستحوذون على العقول تصل الى قتل الزوج او الزوجة . او{ هجمان البيوت}. واهم العلاقات.

أولاً: إضلال العباد وإفسادهم : وهذا غاية ما يطلبه ابليس من الإنس وقد ذكره القران الكريم :[ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ] اذن هذه رسالة ابليس الى قلب الانسان.. وحركة قلب الانسان ونفسه هي الشيطان الذي يستجيب لإبليس. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله{ص}:( إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت).

ثانياً: عبادة الإنس للجن : وهذه أسوأ أنواع العلاقة بين الطرفين وهي علاقة التسخير، قال تعالى: { وجعلوا لله شركاء الجن) قال القرطبي : “هذا ذكر نوع آخر من الجهل، وهو من اعتقد لله شركاء من الجن … ومعنى إشراكهم بالجن أنهم أطاعوهم كطاعة الله عز وجل ” أ.هـ .

ثالثاً: الشياطين يعلمون الناس السحر: .يعتقد البعض أن في السحر قوة خارقة، وأنه يمكّنهم من السيطرة على أبناء جنسهم، ويعتقد آخرون أن الجن يملكون قوة السحر وسبل تعلمه، فيبذلون لهم الطاعة وقد استغلت الابالسه هذا الاعتقاد، وربطوا تحقيقه بالكفر بالله سبحانه، فحققوا بذلك غايتين، الأولى: إخراج الناس من دينهم، والثانية: نشر الفساد بينهم.

قال تعالى: { واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}. لا شك أن السحر هي النافذة الأوسع التي يطل من خلالها ابالسة الجن على شياطين الإنس، وبسببه ضلَّ كثير من الناس. اما حكم العمل في السحر في راي اهل البيت{ع} .. قال الباقر{ع}: ان العمل في السحر تحت اعمال الخير حتا.{الحت ..هو رفع لحاء الغصن}

رابعاً: أذية البشر والإضرار بهم: للجن قدرة يستطيعون بها إلحاق الضرر ببني آدم بإذن الله، عن النبي{ص}أنه قال:( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم) وعمل الجن وأذاهم للإنس إما يكون من المحرمات التي حرمها الله على الجن والإنس،وإما أن يكون فحشاً وظلما بالإكراه ” ودخوله جسم الانسان فيه اراء منها .. دخول بدن الإنسان وصرعه: قال تعالى:{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}{التخبط يستخدم في وصف الفوضى وعدم الترتيب وعدم الاستقرار والتقلب في السلوك والقرارات. ” وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ..قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي: إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن المصروع، قال: يا بني يكذبون، هذا هو يتكلم على لسانه . بما أنّ الجنّ جسم رقيق كالريح ؛ فيتمكّن أن يدخل في الإنسان.

*** اما راي الشيعة ..عن الباقر{ع} : « درس أبو خالد الكابلي دهراً من عمره في المدينة ، ولما أراد أن ينصرف إلى أهله ، أتى عليّ بن الحسين {ع}وبين شدة شوقه إلى والديه فقال له : يا أبا خالد يقدم غداً رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير ، وقد أصاب بنتاً له عارض من أهل الأرض يعني جني ، ويريدون أن يطلبوا معالجاً يعالجها ، فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له : أنا أعالجها لك على أن اشترط على اجر عشرة آلاف درهم فلمّا أصبحوا قدم الرجل ومعه جماعة من أهل الشام فقال : أما من معالج يعالج بنتي هذه.؟ فقال له أبو خالد ، أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم فاتفقوا على المبلغ ، ثمّ أقبل إلى عليّ بن الحسين {ع} فأخبره وتم علاجها, بعد ان علمه الامام زين العابدين كيف يقول:

قال قل له : يا خبيث يقول لك عليّ بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد ، ففعل أبو خالد ما أمره فخرج منها فأفاقت الجارية. وكرر قوله: يا خبيث يقول لك عليّ بن الحسين اخرج من هذه الجارية و لا تعرض لها إلّا بسبيل خير ، فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فخرج منها ودفع المال إلى أبي خالد ، وسافر إلى بلاده ».[ ناقب آل أبي طالب / المجلّد : ٤ / ص : ۱٥۷ دار الأضواء ـ بيروت / الطبعة : ۲. بحار الأنوار/مجلد ٦۰ / ص : ۸٥ ـنشر :مؤسسة الوفاء ـ بيروت ط2. ** وممّا يدفع شرّ الجنّ قراءة آية الكرسي ، واتّخاذ الدواجن في البيت ، وتبخير الحرمل مع اللبان ، وقراءة سور القلاقل الأربعة . قل يا ايها الكافرون وقل لعوذ برب الفلق .. قل اعوذ برب الناس وقل هو الله احد. ومن الظواهر المشهورة يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضربونه ضربا مبرحا .والمصروع لا يحس بالضرب، ولا بالكلام الذي يقوله، ويقوم بأعمال تستوجب مسكه من قبل الجالسين المحرّك لجسمه جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذّب ذلك فقد كَذَبَ على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ” .

أما أسباب دخول الجني بدن الإنسي له اسباب ” قد يكون عن شهوة وهوى ورغبة .. او يريد ان يتعلم التسخير فيتلبس به. السبب الاخر الأكثر شيوعا بسبب البغض ومحاولة الاستعانة بمن يعمل في السحر لايذاغء من يكره يتعمدون ايذاء الناس تصل الى القتل ــ والجن فيهم ظلمة يعاقبون من أساء إليهم بشدة بحيث يذهب عقله وفيهم سفهاء كسفهاء الإنس”.

2. إصابة الجن الإنسَ بالعين: عن أم سلمة – رض- أن النبي (ص) رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة” لطخة سواء” وهو موضع يخالف لون الوجه – فقال:(استرقوا لها فإن بها النظرة) استرقوا أي قراءة رقية ضد العين. .لأنها أصيبت بالعين، وهذا دال على مشروعية الرقي.”.

3. مشاركة الجنِّ بني آدم في أكلهم وشربهم وفي شأنهم كله فعن جابر {رض}قال رسول الله{ص}( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء، حتى عند طعامه، فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها، وليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة ) ولذلك يكون السقي بالماء والطعام. حيث يقوم الساحر بقراءة ادعية لاستجلاب خبثاء الجن يقرأها على الطعام او قدح الماء او الشاي او غيره . فيأكلها ويقدمونها لمن يريدون ضرره فيكون قد سقي تلك الكلمات الخبائث.. وطريقة وقاية هذا كله .. هو البسملة عند تناول الطعام اذكر اسم الله فيذهب كل ما عمل الخبيث ويكون الطعام هنيئا مريئا.

*** يتردد على ألسنة المؤمنين والعلماء أن النبي(ص) مرسل إلى الإنس والجان، وكذلك الإمام يعتبر إمام الإنس والجان، وهناك نصوص في بعض الزيارات نخاطب الأئمة (ع) بعبارة: “السلام عليك يا إمام الإنس والجان”، والسؤال:،هل هناك ما يثبت أنّ النبي(ص) – أيّ نبي- هو مرسل إلى الإنس والجان؟ كذلك الإمام(ع) أيضا إمام الإنس والجان؟. الجواب..

** ذهب بعض العلماء إلى تبني توسيع صلاحيات النبي(ص) لتشمل الانس والجان، على رأس هؤلاء العلامة الحلي في كتابه ” شرح تجريد الإعتقاد” : ” يقول سورة الجن تدل على بعثته (ص) إليهم”. لكن الظاهر هذا الرأي لا يخلو من علامات استفهام ،لأنه ليس هناك أدلة مقنعة تثبت أنّ الأنبياء(ع)، مرسلون للجان، كما هم مرسلون للبشر، بل الشواهد تدلل أنّ الأنبياء أرسلوا لبني الانسان فقط،. كما في قوله:{وما أرسلناك إلا للناس كافة بشيراً ونذيراً}،والناس لا تعني معهم الجن يراد بها الإنسان فقط، وهناك دليل على ذلك في القران هو قوله{من الجنة والناس ولم نجد آية قرآنية تدل على أنّ نبياً من الأنبياء (ع) قد أرسل إلى الجن ليكون نبيا لهم وحجة عليهم. [نعم كون القرآن رسالة الله إلى الإنس لا يمنع من استفادة الجن من هديه وتعاليمه ودروسه] لأنها تتناغم مع الفطرة وتدعو إلى الارتباط بالله ورفض الشرك إلى غير ذلك من التعاليم التي يشترك فيها الإنس والجان،. ولا ننسا أنّ الجن مكلفون كالإنس، بدليل قوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون}. هناك اية في سورة “الجن” عن استماع نفر من الجن إلى رسول الله (ص) وذهابهم إلى قومهم وإبلاغهم بهذا الأمر وإيمان بعضهم به، أفلا يدل هذا على أنّه (ص) مرسل إليهم؟ الجواب: هذا لا يدل على أنه (ص) كان مرسلاً إليهم، ولا من وظيفته أن يبلِّغهم الرسالة كما هو مكلف بتبليغها إلى الإنسان،.. لاحظ النص يقول :{قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنّا سمعنا قرآنا عجباً}، يوحي أن النبي(ص) لم يكن على اطلاع ومعرفة باستماعهم للتلاوة . ثم ان القران ليس فيه امرا للنبي بإبلاغ الجن برسالته .أما قول بعض الجان لما استمعوا لآياته .قالوا :”فآمنا به”، هذا لا يدل على أن إيمانهم ناشىء عن كونه مرسل إليهم،..غاية الأمر أنّهم لما استمعوا إلى كلمات تضمنتها آيات القرآن – وكان ذلك في المرحلة المكية – أذعنت لها نفوسهم وآمنوا بها، لأنها حقائق وجودية ـــ الان كثير من غير المسلمين يستمعون للقران ولكنهم لا يؤمنون برسالة محمد{ص}.

(***) ثم تقول الاية [ وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت]و‏ماذا تعرف عن ’هاروت’ و ’ماروت’‌ وتاريخ السحر؟ ..‏كثر الحديث بين القصص والأساطير عن هذين الملكين، واختلطت الخرافة بالحقيقة بشأنهما، حتی ما عاد بالإمكان استخلاص الحقائق مما كتب عن الحادثة التاريخية، يظهر أن أصح ما قيل بهذا الشأن هي انه ‏شاع السحر في أرض بابل وادا إلی إحراج النّاس ، فبعث اللّه ملكين بصورة بشر، وأمرهما أن يعلما النّاس طريقة إحباط مفعول السحر، ليتخلصوا من شرّ السحرة .‏كان الملكان مضطرين لتعليم النّاس اصول السحر، باعتبارها مقدمة لتعليم طريقة إحباط السحر. كمن يتعلم اكتشاف المرض ليقوم بعلاجه .فاستغلت مجموعة هذه العلوم واصبحوا زمرة الساحرين، وأصبحت مصدر رزق له ومصدر اذى للناس. وقد نبه الملكان وحذرا النّاس- حين التعليم- من الوقوع في الفتنة، والسقوط في الكفر بعد التعلم، لكن هذا التحذير لم يؤثّر في اغلبهم .وتؤيده أحاديث اهل البيت{ع} كما في كتاب عيون أخبار الرضا وعن الامام الحسن العسكري(ع). ‏أمّا حديث بعض كتب التاريخ ودوائر المعارف فمشوب بالخرافات والأساطير، و بعيد كل البعد عمّا ذكره القرآن، من ذاك مثلا أن الملكين أرسلا إلی الأرض لاختبارهما ويثبت سهولة سقوطهما في الذنب لو كانا مكان البشر، فنزلا و ارتكبا أنواع الذنوب و الكبائر!! والنص القرآني بعيد عن هذه الأساطير و منزّه منها.

**** من هما هاروت وماروت‌؟** يقول البعض انهما لفضان فارسيان وان الاسم يدل على عديم الموت.!!والغريب أن البعض ذهب إلی أن هاروت و ماروت من البشر من سكنة بابل!، و قيل أنّهما من الشياطين!! هنا يظهر سؤال: ‏كيف يكون الملك معلما للإنسان؟.وهل يمكن أن تكون بينهما رابطة تعليمية؟ الآيات القرآنية تصرح بأن هاروت و ماروت علّما النّاس السحر، و هذا تمّ من أجل إحباط سحر السحرة في ذلك المجتمع. ‏الأحاديث الواردة تجيب علی السّؤال، تقول: إن اللّه بعثهما علی شكل البشر، هذه حقيقة فهمناها من قوله تعالی:{و لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا}.

***و‏نفهم من قول اللّه أن السحرة غير قادرين علی إنزال الضّر بأحد دون إذن اللّه سبحانه، ..كلّ القوی في هذا الكون تنطلق من قدرة اللّه تعالی، النار تحرق إنما تحرق بإذن اللّه، والسكين تقطع بأمر اللّه. لا يمكن للساحر أن يتدخل في عالم الخليفة خلافا لإرادة اللّه. وهناك {{ موجودات في الكون يمكن الاستفادة منها وهناك يحاول البشر ان يسيْ للناس فيها مثل الحديد والنار والماء والهواء والمواد الكيمياوية والكهرباء وغيرها.

*** الحديث عن السحر و تاريخه طويل، اكتفي بالقول إن جذوره ضاربة في أعماق التاريخ، و لكن كيف كانت بداياته وكيف تطور هذه امور يلفها الغموض ..لذلك لا يمكن انكار ان السحر له وجود في الكون وله تاثير على البشر . وهو نوع من الأعمال الخارقة ، تؤثر في وجود الإنسان، وأحيانا نوع من المهارة والخفة الحركة لإيهام الأنظار، وغالبا ذو طابع نفسي خيالي. فيدخل فيه الخداع و الشّعوذة و الحركة الماهرة.

** بكاء الجن على الحسين{ع}..ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ، ج 3 ، ص 316 عن عمار بن أبي عمار ،قال: سمعت أم سلمة تقول : سمعت الجن يبكين على حسين ، وينوحون عليه .ليس الذهبي فقط بل هناك اكثر من اثني عشر رواية في كتب السنة تذكر بكاء المؤمنين من الجن على مصيبة الحسين{ع}// كما يذكر ابن أبي الدنيا،في كتاب الهواتف، ص86- 87 عن الجصاصين أنهم كانوا يسمعون نوح الجن على الحسين {ع}:

ومن اخبار كتب السنة والشيعة حول ما حدث يوم عاشوراء من الآيات الكونية بعد مقتل الحسين{ع}وصلت حد التواتر بحيث لا يمكن التشكيك بسندها. والمعصومون {ع}يشيرون الى حدوث تغيرات في نظام الطبيعة وقد شكك بها الملحدون والسلفيون والوهابيون. ولحل هذا النزاع لابد من الرجوع الى المصادر التاريخية التي ارخت تلك الفترة. نحن عندنا الكثير من المصادر في هذا المجال .. والمتعارف صاحب الدعوة لايمكن ان يشهد لنفسه . لذا اقتضى البحث في المصادر المعتمدة عند المستشرقين والعلماء الغربيين كونهم اولا حيادية وثانيا مقبولة عند جميع الاطراف وثالثا دقيقة الوصف. ولكن قبل تطبيق هذا المصداق لنر اولا مالذي حدث.

روى زرارة بن أعين عن الصادق{ع} أنه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (ع) أربعين صباحا. قلت: فما بكاؤها؟ قال: كانت تطلع حمراء و تغيب حمراء.وفي المناقب عن الصادق – عليه السلام – قال: بكت السماء على الحسين عليه السلام أربعين يوما بالدم.وعن القائم- عليه السلام – قال: ذبح يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين عليه السلام ولم تبك السماء والأرض إلا عليهما …وفي جلاء العيون، عن ابي بصير، عن ابي عبدالله: “ان الحسين، بكى لقتله السماء والارض، واحمرتا ولم يبكيا على احد قط، الا على يحيى بن زكريا، والحسين ابن علي”.

***من المعاجز ان الله جعل عيون المحبين من تبكي طوال عمرهم . وجعل لهم ثواب البكاء والحسرة… اما بخصوص كربلاء :.. قد ورد ذكر الغاضرية في أدب الطفّ كثيراً، منها القصيدة التي تبين الطف وقبر الحسين (ع)” وحب الزوار لتراب كربلاء.

أصبحت مستشفى الإسلام يوادي كربله//الطبيب احسين ابن عقد الوله //الطبيب اليداوي الناس لو عارض عرض//كلمن اينشده اعله علته ولازم يجس النبض//وتربة احسين أبو اليمه مرهم الكل المرض//والدوه مجان عنده و يربح اليقصد إله//

/الله خص احسين بثلاثة خصال و شرفه//جعل من نسله الأئمة وتربته بيها الشفه// ويستجاب الدعا الداعي لو كصد كبته ولفه//ويفرج المهموم همه ويحل دوم المشكلةــــ كربلاء سقيت بدموع المحبين التي طرزها الحسين (ع) بدمه الطاهر. فأصبحت قبلة للعاشقين // يقول احد الشعراء .

دمعي اسا يجري لاي مصيبة .. ونواظري تبكي لاي رزية .. سالت عليك ادمعها لمحبة .. تبكيك عيني لا لأجل مثوبة .. لكنما عيني لأجلك باكية … **شاعر اخر يقول:لما مررت بكربلا تجارى مدمعي هتن.. لميت بلا غسل ولا كفن … بالله يا وادي بارضك هل دفنوا .. ما زرت ارضك الا ضاق بي شجن …. شاعر اخر يقول: يلي تناشدني عليمن تهمل العين ** كل البكا والنوح والحسره على حسين* حبّه بقلبي وتظهره بصبها دموعي**مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي* يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي **ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن **ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه** انحب وأساعد عالبكا الزهرا لزكيه ** لا زال تندب يا ذبيح الغاضريه ** يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العين .. جواب الامام لشيعته ومحبيه ..

لو تشوفوني يشيعة علترب طايح جريح ** خدي متوسد ترايب والدما مني يسيح.. كم عضيد وكم ولد لي كظى كبلي ذبيح .. ذاك يبقى على الشريعة .. وهذا احمل جثته .**** … شيعتي واللي كسر ظهري ونحل مني الكوى.. وحدتي من طاح يم النهر شيال اللوى .. وصلت يمه ولن مخه ودمومه سوى …

الشيخ عبد الحافظ البغدادي