ورد في تراث الشيعة عددا من الروايات والاحاديث عن اهل البيت{ع} تتحدث عن الستر.. ومن تلك الروايات التي وردت عن الامام جعفر الصادق عن اباءه (ع) منها ما نقله نقلَ الميرزا النّوريّ في كتابِه مُستدركِ الوسائلِ ج 12 ص 242 عدّةَ رواياتٍ تشيرُ إلى هذا المضمونِ ،واليك بعضا منها .عَن عبدِ اللهِ بن جندبَ ، عَن الصادق(ع) قالَ : ” يا بنَ جندُب ، إنَّ عيسى بنَ مريم{ع} قالَ لأصحابِه : أرأيتُم لو أنَّ أحدَكُم مرّ بأخيهِ فرأى ثوبَه قد انكشف عَن بعضِ عورتِه ، أكانَ كاشفاً عنها كلّها أم يردُّ عليها ما انكشف منها ؟ قالوا : بَل نردُّه عليه : قالَ : كلّا بل تكشفونَ (فعرفوا أنّه مثلٌ ضربَه لهُم) فقيلَ لهُ : يا روحَ اللهِ ، وكيفَ ذلكَ ؟ قالَ : الرّجلُ منكُم يطّلعُ على عورات أخيهِ فلا يسترُها ” .
رواية ثانية: في قصّةِ عيسى{ع} لماَ نزلَت المائدةُ عليهم ، أمرَ بتغطيتِها ، وأن لا يأكلَ احد منها شيئاً حتّى يأذنَ لهم ، ومضى في بعضِ شأنِه ، فأكلَ منها رجلٌ منهم ، فقالَ بعضُ الحواريّينَ : يا روحَ اللهِ ، قَد أكلَ منها رجلٌ [ فساله عيسى : أكلتَ منها ، فقالَ: لا ، فقالَ الحواريّونَ : بلى يا روحَ الله ، لقَد أكلَ منها ، فقالَ {ع}: صدِّق أخاكَم وكذِّب بصرَكم .
** رواية ثالثة: عن الشيخُ المُفيد :عنِ الصّادقِ(ع) قالَ: “لو اطلع مؤمنٍ على ذنبٍ أو سيّئةٍ ، فأفشى ذلكَ عليهِ ولَم يكتُمها ولم يستغفرِ اللهَ له ، كانَ عندَ اللهِ كعاملِها ، وعليهِ وزرُ ذلكَ الذي أفشاهُ عليه ، وكانَ مغفوراً لعاملِها وعقابُه على من أفشاه. في الدّنيا مستورٌ ذلكَ عليهِ في الآخرةِ ، ثمَّ يجدُ اللهُ أكرمَ مَن أن يُثني عليه عقاباً في الآخرةِ “. لان الفاشي بأمره عاقبه في الدنيا, من خلال افشاء سره ..في كتاب لبِّ اللّبابِ : عَن أميرِ المؤمنينَ {ع}، أنّه قالَ له النّبيّ{ص}: ” لو رأيتَ رجلاً على فاحشةٍ ، قالَ : أسترُه ، قالَ : إن رأيتَه ثانياً ، قالَ : أسترُه بإزاري وردائِي ، إلى ثلاثِ مرّاتٍ ، فقالَ النّبيّ{ص}: لا فتى إلّا عليّ ” . وقال{ص} ” استروا على إخوانِكم ” .وقال{ع} ” إنَّ للنّاسِ عيوباً فلا تكشِف ما غابَ عنكَ ، فإنَّ اللهَ يحلمُ عليها ، واستُر العورةَ ما استطعت ، يسترُ اللهُ عليكَ ما تُحبّ سترَه “. وقال {ع} ” شرُّ النّاسِ مَن لا يغفرُ الزّلّةَ ولا يسترُ العورةَ”.
تبين هذه الأحاديثِ لزومُ السّترِ وحُرمةِ نشرِ عيوبِ المؤمنينَ وما يشينُهم ويسقطُهم اجتماعيا ،والحكم بحرمةُ فضحِهم وهتكِهم ، قالَ تعالى : ﴿إِنَّ الَّذينَ يُحِبّونَ أَن تَشيعَ الفاحِشَةُ فِي الَّذينَ آمَنوا لَهُم عَذابٌ أَليمٌ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ﴾[النّور: ١٩] .
ما معنى الستر؟ هو تَغَطية الشَّيء، فلان سَتَر الشَّيء أي: غَطَّاهُ وأخفاهُ. وكلُّ شَيْء سَتَــرْتَه يبقى مستور .فلا بد لك ان تكون بمستوى الرجولة والايمان وتكون ساترا لعورات الناس فتكون عند الله تقيا.{ ان اكرمكم عند الله اتقاكم} {{هنا تتحقق قضية ايمانية كبرى. حين يأمر الله ورسوله واهل البيت{ع} كلهم بوجوب الستر للناس, وترك المسالة بيد الله لاني لست مسؤولا عنها ولا يسالني الله عنها. فلماذا احمل اوزارها على ظهري بسبب قلة اايماني وفقدان التقوى من قلبي فأذيع سر الناس}}.
*** كيف اتصرف حين تقع عيني او تسمع اذني فاحشة من شخص معين.؟ المراد بالسَّتْر على المسلم إن وقع في معصية،ــ شريطة أن لا يعلنها هو ويجهر بهاــ. وقالوا أيضا:(السَّتْـرُ هو إخفاء العيب، وعدم إظهاره، فمن كان معروفًا بالاستقامة، وحصل منه الوقوع في المعصية، تقدم له النصيحة وتستر عليه).
تقديم النصيحة تنقسم الى قسمين :.. القسم الاول الكلام العام .
ورد عن النبي{ص} انه اذا اراد ان ينصح اصحابه .يأتي بدليل من القران في قوله تعالى :{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}، فيبين النبي {ص} ان “الدين النصيحة .. الدين النصيحة .. الدين النصيحة”. يكررها ثلاثا ..فتحدق به العيون. ثم يسترسل بما يريد انه يبينه دون احراج لاحد .. فيقول:{ما بال أقوام يفعلون كذا}،{ ما بال أحدكم يفعل كذا، فيصرح بالجريمة ولا يصرح باسمه ولا يحدثه مباشرة ولا يلتفت اليه حتى لا يسبب له حرجًا بين الناس.
هذه الطريقة التي أرساها النبي{ص} في نصح الناس فيها حكمة بالغة، لتصحيح الخطأ بطريقة غير مباشرة لا تؤدي إلى التشهير بالمخطئ ولا إحراجه وجرحه ولا اسقاط انسانيته .
هذا اسلوب النبي{ص} نحو الناس الذي علمه هو الله تعالى . وسار اهل البيت{ع} على هذه الاخلاق الربانية .والطريقة التي أرساها {ص} في نصح الناس فيها {حكمة بالغة}، كونها تصحح الخطأ من خلال النصيحة بطريقة لا تؤدي إلى التشهير بالمخطئ ولا إحراجه وجرحه.
لنتأمل موقف سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين {ع}. مرا على رجل كبير يتوضأ وكان لا يحسن الوضوء، فاتفقا أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ ولكن بطريقة لا تجرحه أو تهينه، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا أحسن وضوءًا واحكم بيننا، ثم توضأ كل منهما على أحسن ما يكون الوضوء، فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء على أكمل وجه، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح. وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يحب الحياء والسِّتْر) أي: يحب السترَ لعباده المؤمنين، ستر عوراتهم، وستر ذنوبهم ،بالعمل والكلام. فيأمرهم أن يستروا عوراتهم، وأن لا يجاهروا بمعاصيهم في الدنيا، وهو يسترها عليهم في الآخرة،
هُو الْحَييُ فَلَيْسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ عِنْدَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بِالْعِصْيَانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيهِ سِتْرَهُ فَهُو السَّتِير وَصَاحِبُ الغُفْرَانِ
نقطة مهمة : مما لا شك فيه أن العاصي والمخطئ له حق على مجتمعه، هذا الحق يتمثل في نصحه بأفضل الطرق وأحسنها مع الستر عليه، والأصل فيمن رأى منكراً أو خطأً أن يقوم ـ برفق وحكمة ـ بالإنكار على فاعله ونصحه مع الستر عليه وعدم التشهير به،
وكل خطب الرسول {صؤ حين يعلم المجتمع اسلوبا اسلاميا تربويا يستخدم عبارات غاية في التلميح والادب .. فكان إذا رأى شيئا يُنكره ويكرهُه من أحدهم، عرَّض وألمح، ولم يُصَرِّح باسم فاعله، وعادة يخطأ الصحابة كثيرا إذا بلغه ما يكرهه منهم لم يقل: ما بال فلان يقول كذا، ولكن يقول: ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، يُكنى عنه بالفعل المنكر ولا يسمى فاعله.
عن ابن عباس قال: دخل ناس من قريش على صفية بنت عبد المطلب، فجعلوا يتفاخرون ويذكرون أمورهم في الجاهلية. فقالت صفية: منا رسول {ص} فقالوا: تنبت النخلة (أو الشجرة) في الأرض الكبا فقالت: وما الكبا؟ قالوا: الأرض التي ليست بطيبة. وهؤلاء كلهم من الصحابة .فذكرت (ذلك صفية)للنبي {ص}فغضب غضبا شديدا وقال: يا بلال اذن للصلاة فأذن فقام (ص) على المنبر (فنادى بصوت) فقال: (يا) أنها الناس من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله (ص).قال: انسبوني. قالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .قال: ما بال أقوام يؤذونني في أهلي، فوالله إن أهلي لأفضلكم أصلا. فقامت الأنصار وأخذوا السلاح لغضبه فقال للأنصار: الناس دثاري وأنتم شعاري وأثنى عليهم خيرا. الدثار هو الغطاء الذي يتغطى به الانسان .وانتم شعاري يعني الشعر الذي ينبت على الجسم. او الثوب الذي يلامس الجسم وهو اقرب من الغطاء كونه يلامس الجسم بينما الدثار يرتفع عن البدن .وخطب خطبة قال : {أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق ، والله ما علمت منهم إلا خيرا ، ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت منه إلا خيرا ، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي ويعني به علي بن ابي طالب{ع}. عن الامام علي (ع)قال. (قال: قال رسول الله{ص} يا معشر بني هاشم، والذي بعثني بالحق نبيا، لو أخذت بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ مَا بَدَأْتُ إِلَّا بِكُمْ ..
عن ابن عباس عن ابيه العباس عم النبي {ص}قال: يا رسول الله “إنا لنخرج فنرى قريشا تتحدث، فإذا رأونا سكتوا” فغضب النبي{ص}ودر عرق الغضب بين عينيه، ثم قال: “والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي”.(أخرجه أحمد بن حنبل).
ورد في الآية الكريمة{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْعَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}(ال عمران 193). ما معنى كلمة غفران ..؟ تختلف الكلمة من دين لآخر ففي الاسلام يعتبرون كلمة اغفر وغفران تعني في القران العفو عن ذنب.
** وهناك عيد اسمه عيد الغُفْران: هو العيد الاكبر عند اليهود يسمى عيد التوبة عندهم، يُحتفل به في رأس السنة اليهوديّة عشرة أيّام ويقال له: يوم التكفير. والتكفير هو ما يُسْتَغفر به من الإثم، أي لا بد من تقديم شيء عند اليهود يسمى تكفير عن الذنب .. مثلا عندهم كَفَّارة، يقدمون قُربان “ذَبيحة تَكفير”..
والاحتفال وفق الرواية اليهودية انه بعد خروج موسى واليهود عبروا من مصر لسيناء عندها تركهم وذهب يكلم ربه كونهم عبدو العجل ، فلما عاد من التعبد بعد أربعين يوماً ..كان يحمل معه لوحي الشهادة، ليُبلغ أتباعه بأنّ الرب قد غفر لهم خطيئتهم عبادة العجل، ..{لهذا يقوم اليهود بإحياءً هذه المناسبة الدينية باعتبارها الفرصة الأخيرة للتكفير عن ذنوب العام وتغيير مصيرهم ومصير العالم في العام القادم .
اما الغفران في المسيحيّة ،هو{إعفاء جُزئيّ أو كُلِّيّ عن عُقوبة اقترفت فيها خطايا} وتتوسع الطائفة الكاثوليكية .حيث يكون الغفران لكل كاثوليكي يؤدي اعمالا دينية في الكنيسة ــ اما في الاسلام ــ
عن امير المؤمنين{ع} .صَعِدَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع)ِ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ: “إِنَّ الذُّنُوبَ ثَلَاثَةٌ .فَذَنْبٌ مَغْفُورٌ، وَ ذَنْبٌ غَيْرُ مَغْفُورٍ، وَ ذَنْبٌ نَرْجُو لِصَاحِبِهِ وَ نَخَافُ عَلَيْهِ” .فقالوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَيِّنْهَا لَنَا. قال:أَمَّا الذَّنْبُ الْمَغْفُورُ فَعَبْدٌ عَاقَبَهُ اللَّهُ عَلَى ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا، فَاللَّهُ أَحْلَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعَاقِبَ عَبْدَهُ مَرَّتَيْنِ.وهو الذنب الذي بيننا وبين الله.
أَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ، فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَقْسَمَ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا يَجُوزُنِي ظُلْمُ ظَالِمٍ وَلَوْ كَفٌّ بِكَفٍّ،وَ لَوْ مَسْحَةٌ بِكَفٍّ، فَيَقْتَصُّ لِلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ حَتَّى لَا تَبْقَى لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ مَظْلِمَةٌ، ثُمَّ يَبْعَثُهُمْ لِلْحِسَابِ. مثل عدم وفاء الدين .. او ظلم الانسان للإنسان بإهانته او شتمه او الزنا بعرضه.. او غيبته او قتله. او من سبب ضررا على انسان بلسانه او يده .هذا ذنب متروك للمظلوم.
أَمَّا الذَّنْبُ الثَّالِثُ، فَذَنْبٌ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ وهذا يدخل فيه عناوين كثيرة لان الله تعالى َرَزَقَهُ التَّوْبَةَ مِنْهُ، اذا تاب توبة نصوحة . لقد رغب الإسلام في ستر المذنب على نفسه، وان يستر غيره من المسلمين،قال النبي(ص) (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)وقال للذي شهد عنده على رجل بالزنا: ( لو سترته بثوبك لكان خيرا لك). فالستر مطلوب حتى لو كان في الذنب حد شرعي. .بالمقابل {على المذنب أن يتوب ولا يفضح نفسه}،اما ممن ليس له علاقة بذنوب الاخرين ..على المسلم أن لا يسأل الآخرين عما ارتكبوا من الذنوب التي سترها الله عليهم وإذا سالت المذنب او سالت عنه فليس عليه أن يخبرك .قصة السيد الخوئي من رجل اعطى خمسا لرجل دين معتقدا انه هو السيدة الخوئي.. ا{جاب لا اعرفه}.
*** ستر الفضائل متى بدأت وكيف مزقت الامة الاسلامية ..
ـــ من هي الامة التي فضلها الله تعالى ؟يقول تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}”110 ال عمران” مسالة تفضيل امة على امة من اكبر المشاكل التي لا يقرها أي عاقل من امة اخرى.{ نعم هناك فضائل وحسنات لكل الامم يقابلها سيئات وجرائم , وكل امة تدعي بفضلها على الامم دون سيئاتهم. مثلا :..
*العرب يقولون ان الآية المباركة نزلت في العرب .لذا وضعوا احاديث ضد الاعاجم{ما حن أعجمي على عربي) يقول علماء السنة هذا حديث مكذوب موضوع يردده {الجهلة الاميين} لأنه لو صح انه من قول الرسول فانه يتعارض مع قوله تعالى:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}..
ثم ان النبي{ص} قرب اليه جماعة وفضلهم على صحابته العرب مثل سلمان الفارسي قال عنه سلمان منا اهل البيت. وصهيب روميا وبلال الحبشي ،الان جميع المذاهب السنية يتبعون علماء عجم الى اليوم. من اشهر كتب السنة صحيح البخاري فمن هو البخاري..؟ البخاري ولد في بخارى إحدى مدن أوزبكستان. ومات وهو لا يعرف التكلم بالعربية . ادا كان البخاري صحيح كما تدعون فلما لا نقول ما اتاكم البخاري فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ؟. يجب ان تعلم أن الأحاديث تمت كتابتها بعد مقتل الخلفاء عمر وعثمان وعلي.. بل كتبت بعد الفتنة الكبرى وهدم الكعبة والمجازر في مكة والمدينة في زمن الامويين.
** ثم جاءت الوجبة الثانية من الكتابة فكتبت أحاديث بعد ثورة العباسيين على الأمويين وجاءت وجبة ثالثة في زمن المماليك حين بدأت الدولة العباسية في الانهيار وشيوع استقلال الدول والإمارات الصغيرة. ولم يتطرق التاريخ لسبب تخاصم الصحابة وقتالهم فيما بينهم .. مباشرة بعد وفاة الرسول{ص} سموها حروب الردة.. كانت حروب ودماء فيما بينهم ولذلك جاءنا هذا الكم من التزوير من الاحاديث ــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما الامام مسلم النِيْسَابُوري فهو رجل فارسي ولد في نيشابور في شمالي شرق إيران قرب مشهد .فكان هو والبخاري مصدر جميع المذاهب السنية وابعد اهل البيت {ع} ماذا يدل هذا ..؟وقد صح عنه{ص}قوله :أيها الناس: ألا إن ربكم واحد وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى. رواه الإمام أحمد وغيره، وقال : (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
الراي الثاني : ان خير امة هم المهاجرون .. ثم يحصرون ظلما ان الآية نزلت في اصحاب النبي{ص} فقط.. يعني اهل مكة دون بقية المسلمين. وبقية المسلمين ليس لهم فضل وكرامة بالهجرة. نسال: اذا كانوا خير امة اخرجها الله للناس لماذا قتل بعضهم بعضا..؟ بل هناك احاديث تدينهم. أنَّ النبيَّ {ص}قَالَ :في حَجَّةِ الوَدَاعِ )لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ).” صحيح البخاري “كيف يصف النبي خير الامم بالكفار.
هؤلاء { المقدسون كذبا} فيهم احاديث تدينهم ستروها عن الناس ولكن خرجت في امهات المصادر اليك منها : قوله” ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين ” وقال {ص}(ستقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله).وقال:” حربك يا علي حربي وسلمك سلمي ” .. وكان يعلم ان هؤلاء فيهم جماعة انتهازية سيسترون فضائل علي {ع} ولا يذكرونه الا بالسب والشتم . فقال:” من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله، ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار ” اما الخوارج الذي بقي امتدادهم الى اليوم قال عن اهل الحرورية :”هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة ”
اهل الحرورية؟: اسم يطلق على الخوارج ، نسبة إلى المكان الذي اعتزلوا فيه الامام في موضع يقال له ” حروراء ” فسمو بالحرورية ، وقد قاتلهم أمير المؤمنين وقضى عليهم ثم تامروا عليه مع قريش وقتلوه وابناءه.
الراي الثالث : ان خير امة اخرجت للناس هم اهل البيت{ع} .عن علي بن إبراهيم: قال:” قرأت على الصادق{ع} (كنتم خير أمة) فقال أبو عبد الله {ع}خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين{ع} خير امة تركت نبيها قبيل موته وذهبوا لاقتسام الخلافة .. خير امة حرقوا باب فاطمة التي يرضى الله لرضاها .. فقال علي بن ابراهيم جعلت فداك كيف نزلت؟ وبمن نزلت قال: { ألا ترى مدح الله لهم} (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .في تفسير العياشي: عن أبي عمرو الزبيري عن الصادق{ع}قال: قلت له: أخبرني عن أمه محمد {ص}من هم؟ قال: أمة محمد بنو هاشم خاصة: قلت: فما الحجة في ان أمة محمد هم أهل بيته دون غيرهم؟ قال: قول الله: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}. فاستجاب الله لإبراهيم وإسماعيل وجعل من ذريتهما أمة مسلمة، وبعث فيها رسولا منه،
** حاول القوم ان يستروا المعنيين في قوله تعالى : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا .. يقول البخاري مرة انها نزلت في نساء النبي {ص}ومرة يقول: ان رواتها فيهم كذابون .. ولكن أخرج الترمذي في سننه قال: حدثنا فلان عن فلان أم سلمة: أنّ النبي ﷺ جلل علي والحسن والحسين وفاطمة بكساءً ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرّجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟! قال: إنك إلى خير ذكره مسند أحمد بن حنبل..
ولكن في كل مناسبة ياتي الناصبون لهم الحقد وينالون من خدام الحسين ومن مجالس الحسين وزيارته .. عن هارون بن خارجة قال قلت للصادق{ع} انهم يقولون: من زار قبر الحسين{ع} كتبت له حجة وعمرة قال من زاره والله عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
*** بعد مقتل الامام الحسين(ع) اصبح قبره مزاراً مقدسا يقصده اهل البصائر من المؤمنين وكان الشعر الذي قيل في حقه يعبر عن المعاني والاحاسيس التي تموج في صدور المؤمنين .واصبح حبه يجري في الدماء ويتشرف الناس بخدمة زواره ..
هذه الأحاديث تُفيد أنّ هناك بقاعاً يُستجاب فيها الدعاء، وأنّ الله سبحانه يُحبّ أنّ يُدعى فيها، كما دلّ على ذلك صريحاً الحديثُ أنّ الدعاء يوم عرفة فيها يُستجاب حتماً من البرّ والفاجر. اما احباب الحسين يقولون:
/ يا ابن النبي المصطفى ووصيّه ..وأخا الزكي ابن البتول الزكيه ..تبكيك عيني لا لأجل مثوبة.. لكنما عيني لأجلك باكيه ..تبتلّ منكم كربلا بدمٍ ولا.. تبتلُّ مني بالدموع الجاريه..
/لما مررت بكربلا تجارى مدمعي هتن.. لميت بلا غسل ولا كفن … بالله يا وادي بارضك هل دفنوا .. ما زرت ارضك الا ضاق بي شجن .
**يلي تناشدني عليمن تهمل العين// كل البكا والنوح والحسره على حسين //حبّه بقلبي وتظهره بصبه دموعي //مجبور في حبّه ولا اشوفه ابْطوعي//يا ريت قبل ضلوعه انرضّت ظلوعي // ومن قبل خدّه اتعفّرت مني الخديّن//ابكي على مصابه بكل صبح ومسيّه// انحب وأساعد عالبكا الزهرا الزكيه// لا زال تندب ياضحايا الغاضريه // يحسين يبني يا حبيبي وقرّة العين..ـــــــــــــــــ جواب الحسين لزواره ومحبيه .
لو تشوفوني يَشيعه عْلى الثّرى مرمي طريح // خـدّي متوسّـد ترايب و الـدّمــا مـنّي تسـيح//جم عضيد و جم ولــد لـيّـه قـضى قـبلي ذبـيــح // ذاك يبقى على الشريعة وهذا احمل جـثّـتـه// شيعتي و اللي قطع ظهري و نحل منّي القوى //وحــــــدتي مـن وقــع يم النّـهـر شــيّـال اللوا //وصّلت يمّـه و لـقـيـتـه ادمـومـه و مـخّه سـوا….