بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾[البقرة: 220]
يدعونا الله تعالى إلى التفكر في آياته ببصيرة وتأمل.. وليس اخذ الدين شعارات . او نسمع من فلان وعلان .في تناول هذه الاية المباركة لابد من عرض المقدمات التالية: . توضيح مفردات البحث.:
أ ـ معنى الخرافة: تعني هذه المفردة لغوياً الكلام العبث، والعقائد المزيفة، الموهومة. (فكل كلام غير دقيق لا يقبله العقل يعتبر خرافة) والخرافة تختلف عن مفردة الأسطورة لان الأساطير تعني القصص التي لا واقع لها، وقد استُخدم القرآن هذا المعنى،قال تعالى:( يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}،اذن الاسطورة قصة يؤمن بها الناس.. من القصص الاساطير ان روح الميت تتحول الى طير يسمى الهامة, وهذا الطير يحوم على القبر يصيح اسقوني ولا يرتوي الا بدم القاتل. هذه الاسطورة يؤمن بها اغلب المجتمع ولا يلتفتون لراي الاسلام في القتل. في حين أن الخرافة تطلق على العقائد والقصص الموهومة والزائفة، كونها قصص غير الواقعية، فتكون العقيدة موهومة خرافية..
ب ـ السيرة: السيرة تعني سيرة ومنهاج فلان ، واهم سيرة لها اثر في الناس هي سيرة النبي(ص) وسيرة اهل البيت وقسم من المسلمين يتبعون سيرة الصحابة .. ويستعين الناس بأساليب خاصة في عقيدتهم من خلال السيرة النبوية . لانها تعني دين وسلوك. وهي التي اسست فهم منظومتهم الفكرية الدينية والسلوكية. .ونريد من السيرة النبوية في هذا المجلس دراسة ومعرفة منهجيه الخرافات وعقائد الجاهلية الشائعة آنذاك.
ـ أنواع الخرافة ــ تنقسم الخرافة ـ الى عدة حالات اهمها: الخرافة العقائدية والقصص التاريخية؛ والعلمية؛ والأدبية وغيرها. ولكن الخرافة العقائدية ـ من أسوأ أنواع الخرافة ـ ومن مصاديق هذا النوع من الخرافة القصص والآراء المزيفة في الكتب المقدسة عند اليهود والمسيحيين. منها ما جاء في سفر التكوين كقصة مصارعة الله مع يعقوب . واليك النص:
بقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر ثم قال له: ما اسمك؟ قال: يعقوب، قال: لا يدعى اسمك فيما بعدُ يعقوب، بل إسرائيل؛ لأنك جاهدت مع الله والناس، وقدرت، وسأل يعقوب وقال: أخبرني باسمك، قال: لماذا تسأل عن اسمي، وباركه هناك، فدعا يعقوب اسم المكان قائلاً: لأني نظرتُ الله وجهاً لوجه ونجيت نفسي .كذلك جاء في الباب السادس رأى أبناء الله بنات البشر بأنها جميلات، فكانوا يتزوجون مَنْ يطلبونها. وعشرات الآراء الخرافية .. اشهرها ان المسيحيين يأكلون الخبز ويشربون الشراب، مع ادعية فيتحول ذلك الخبز والخمر الى لحم ودم عيسى(ع) فهم يشربون الخمر من أجل أن يتَّحدوا مع الله. وعندما وجد متكلِّمو المسيحية واليهود أنفسهم عاجزين عن تقديم تفسير عقلي وعلمي لهذه العقائد المزَّيفة تذرّعوا بعقيدة أكثر بطلاناً من العقائد السابقة، وهي تفكيك العقل عن الإيمان، بمعنى أن العقل لا يحقّ له التدخّل في شؤون الإيمان!…
ـ منشأ الخرافة ــــ كيف تنشأ الخرافة في الامة ..؟ المعروف ان الخرافة تتأثَّر في ظروف المنطقة وتتبرعم ضمن ثقافة المنطقة الخاصة بكل شعب، (إلا أن منشأها جميعاً هو الجهل وعدم وعي التحقيق في أي نص كون عقول الناس عاجزة عن التتفكير بالحقائق. وكلّما تخلّف المستوى الفكري والعلمي للمجتمع كلما اتَّسع المجال أكثر أمام نشوء الخرافة والأفكار الهشة. من هنا نرى أن العصر الذي بعث فيه الرسول الأكرم| كان مليئاً بالخرافات والعقائد الجاهلية. وسيأتي الكلام في هذا المقال عن نماذج من هذه الخرافات. والان عادت الجاهلية الاولى وخرافاتها بسبب بعض الخطباء. كونهم غير جديرين بمخاطبة الواقع لانهم متأثرين بالخرافة.
** ظهر الإسلام في وقت كانت الشعوب تحترق بنيران الجهل والخرافة. وكان خطاب القرآن يدعو الناس إلى التفكر في ذات الله والابتعاد عن الخرافة، ثم كانت سيرة الرسول الأكرم، تجسد فكر القرآن.. اليك هذه القصة ( لما هلك إبراهيم ابن رسول الله‘(ص) حزن عليه وذرفت عيناه الدموع الحزن، وصادف أن انكسفت الشمس بعد ساعة فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت ابراهيم ابن الرسول, فلما وصل قولهم إلى مسامع رسول الله‘ صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمره، مطيعان له، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا انكسف أحدهما صلّوا، ثم نزل المنبر، فصلى بالناس صلاة الكسوف”. هنا تلاعب ألا تفكُّر بأذهان الناس، فلما رأوا جزع النبيّ وحزنه على ابنه الوحيد أن السماء بادلته الحزن، وكان من مظاهر حزنها أن انكسفت الشمس وعمّ الظلام يعني هذا يرمز إلى الحزن.!! لو كان شخصاً آخر غير المعصوم لكانت هذه فرصة يستغل ذلك الحدث في علاقته مع الناس ليزيد من تقديسهم له باعتبار السماء والشمس والقمر يحزنان، لحزنه فأولى بالناس أن يعتقدوا به ويربطوا مصيرهم به. رفض النبي تلك العقلية والخرافات , اراد ان يعتقد الناس به انه نبي مرسل من الله للناس كافة , ولا علاقة للخرافات برسالته مطلقا
بين للناس درسا بليغا بأن جميع الخرافات وأفكار الجاهلية هي أمور مزيفة تفتقر إلى العقل لانها تنفي الالهة وتعتقد بأشياء بعيدة عن الواقع فبين لهم ان وظيفته هداية العقول والأفكار نحو التوحيد ـ وإثبات الله ـ اما ما جاء في السيرة الشريفة ..”عندما أرسل معاذا بن جبل إلى اليمن اوصّاه قائلاً: «أمِتْ أمر الجاهلية، إلا ما سنّه الإسلام، وأظهر أمر الإسلام في كل صغيره وكبيره».وقال له كلمة عظيمة: قال «ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل»، و«موت قبيلة أيسر من موت العالم»،..
*** عن ابن عباس قال: بينما النبي(ص) جالس في نفر من أصحابه إذ رمي بنجم في السماء، فقال: ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية؟ قالوا: كنا نقول: يموت عظيم، أو يولد عظيم. فقال النبي: إنها لا ترمى لموت أحد، ولا لحياته. الحاصل أن سيرة النبي(ص) في نفي العلاقة بين الحوادث الفلكية والكونية وما يجري في حياة الناس ـ
هذا الامر من اخطر المواضيع لو جعله معمم او خطيب انه من مظاهر الدين لانه يدافع الناس الى الجهل ويلصقه بالإسلام ,ولا يمكن للجهل أن يكون مدافعاً عن الدين. فالأفكار الجاهلية لو استُغلَّت في سبيل تبليغ الدين لا تعزز الدين، بل تضعف عقيدة الناس بالدين. وللأسف فإن بعض الروايات المنحرفة في تاريخ الإسلام، نشأت من تجاهل هذا المبدأ في السيرة النبوية، تركت جراحاً عميقة على جسد الشريعة المقدسة.
اليوم نجد أن بعض الخطباء اتخذ من تفسير الأحلام أو نقل الروايات الضعيفة، أسلوبا للتبليغ ونصرة الدين رايه في حين أنَّ جميع هذه الأساليب تعارض السيرة النبوية لم يتخذ النبي(ص) من جهل الناس فرصةً لينفع به نفسه أو دينه وعقيدته بل وقف صارماً أمام ذلك. ولا نجد حتى نموذجاً واحداً في تاريخ حياة النبي {ص}المشرق انه قام فيه بدعوة الناس من خلال تفسير الأحلام، أو بيان مفهوم ضعيف وهشّ. ولا بد لنا ان نعرج على مسالة يعتقد بها اغلب المسلمين وغيرهم بخصوص ــ سعد الأيام ونحوستها ــ ولا زالت الفضائيات تخصص برامج عن خرافة هذه النقطة او تفسير الاحلام او الاتصال بالسحرة والمشعوذين.
** اعتقد الناس في عصر الجاهلية في تأثير الحوادث السماوية على مصير الإنسان وهو اعتقاد جاهلي واسع . منها: تقسيم الأيام إلى: سعيدة؛ ونحسة؛ كانوا يعتقدون ـ مثلاً ـ أنه (إذا دخل القمر في برج العقرب) فإن الشروع بأي عمل نحس .يؤدي الى نتائج سريعة لذلك العمل خاصة في ايام دخول القمر في برج العقرب .. كيف يدخل القمر برج العقرب..؟
القمر في مسير حركته كان يقترب مع نجوم كثيرة، ويظهر من هذه المقاربة بصورة خيالية تشبه العقرب، فكانوا يسمونها اصطلاحاً «القمر في العقرب»، وكانوا ،بناء على هذه العقيدة الخرافية والموهومة ـ يستنتجون أحكاماً كثيرة، ويعتمدون في قراءاتهم على هذه الاستنتاجات.
عليه الطريق الصواب إلى فهم هذه المسألة، التي لا طريق للعقل إلى كشفها، هو الشرع المقدس والأئمة المعصومون. فإذا قام بهذا الطريق دليلٌ على صحته نأخذ به، وفيما عدا ذلك علينا أن ندعه جنباً، ولا نأخذ به. لأنه من خرافات الجاهلية ..!! لنرجع الى دراسة سيرة النبي الأكرم| والأئمة المعصومين يثبت أن المعصومين ليس فقط لا يعتقدون بسعد الأيام ونحوستها ـ، بل وقفوا عن ذلك في مواقف متشددة. ومن جملة تلك المواقف: حينما سئل النبي: أيّ يوم تستحب الحجامة؟ قال: «لا تتطيَّروا؛ فإن الأيام كلّها لله» .وحينما اقترح بعضهم على الامام علي{ع} أن يؤجل الحرب إلى يوم آخر؛ بحجة أن القمر قد دخل في العقرب، فلا تحبَّذ الحرب فيه، قال: «قمرنا أم قمرهم»؟ وهو كناية عن سخافة هذه آلاراء كونها ليس لها أساس صحيح. وفعلاً لم ينقض الإمام قراره بالحرب بهذه الفكرة الموهومة، فنال به نصراً عظيماً. وقال أيضاً لأصحابه: «سيروا على اسم الله». وردّ على مَنْ دعا إلى تأجيل الحرب قائلاً: مَنْ صدَّقك فقد كذَّب النبي{ص} يتبين من هذا ان سيرة النبي والأئمة المعصومين{ع} كانت تنفي السعد والنحوسة للأيام، وكانت تحثّ على مفهوم عقلي هو أن نتوكل على الله {والتدبير الصحيح يجعل جميع الأيام سعيدة ومباركة}.المسلم العاقل المؤمن بالله دون خرافات لا يرتب اثرا على تلك الاراء لانها تنتفي التوكل على الله. فالمسلم الحقيقي لا يعتني بهذه الأمور، فعندما يقصد السفر يتصدّق ويتوكَّل على الله، ويتوسل بأولياء الله، ولا يعير اهتماماً لمثل هذه القضايا. والأكثر من ذلك هل وجدتم في تاريخ حياة النبي والأئمة الأطهار أن اتفق ـ ولو لمرة واحدة ـ أن عملوا بهذه الأمور؟!
** قال أحد أصحاب الإمام الهادي{ع} دخلتُ على الامام الهادي، وقد جرح اصبعي, وتلقّاني راكبٌ وصدم كتفي، ودخلتُ في زحمةٍ فخرقوا ثيابي، فقلت: كفاني الله شرّك من يومٍ، ما أشامك! فقال لي الامام(ع): يا فلان, وأنت تغشانا، ترمي بذنبك مَنْ لا ذنب له؟ فأعاد إليّ عقلي، وتبيّنتُ خطئي، فقلت: مولاي، أستغفر الله، فقال:ما ذنب الأيام حتى صرتم تتشأمون بها، إذا جُوزيتم بأعمالكم فيها؟ قال انا أستغفر الله أبداً، وهي توبتي يا بن رسول الله، قال: والله ما ينفعكم، ولكنّ الله يعاقبكم بذمّها على ما لا ذمّ عليها فيه. أما علمت أنّ الله هو المثيب والمعاقب، والمجازي بالأعمال، عاجلاً وآجلاً؟ قلتُ: بلى يا مولاي، قال: لا تعد، ولا تجعل للأيام صنعاً في حكم الله. الواضح من هذه الرواية يجد أن ما ينسب للأيام من نحوسة، كما كان في السيرة النبوية ،وسيرة المعصومين لا صحة له، والأحداث الصعبة التي تمرّ في بعض الأيام على الإنسان هي نتيجة أفعاله الخاطئة، وفي الحقيقة يجب أن نلوم انفسنا، لا الأيام التي هي مخلوقات الله…… العطسة مقدمة لخطر محتمل ـــــ
**من الخرافات الشائعة بين أعراب الجاهلية، ولازالت إلى يومنا هذا، أنهم كانوا يعتقدون بأن العطسة أمر مشؤوم، ومقدمة لخطر محتمل. ولذلك كانوا عندما تأتي العطسة يتوقفون عن أي عمل، ولو سمعوا صوت العطسة من مكان بعيد كانوا يقولون: «بكلابي»، أي ينزل شؤم العطسة على كلابنا. وإذا سمعوا من الأصدقاء والأقارب صوت العطسة رغماً عنهم قالوا: «عمراً وشبابا”. وإذا سمعوها من غير الأصدقاء قالوا: «بك لا بي»، وكانوا يزعمون أن تكرار العطسة علامة لازدياد الشؤم.
مقابل هذا الاعتقاد الخرافي نرى سيرة النبي(ص) يعتبر العطسة نعمة، ولذلك أمر مَنْ يعطس أن يذكر الله بعد عطسته بقوله«الحمد لله»، والآخرين إذا سمعوا عطسته أن يطلبوا له مزيداً من النعمة، بقولهم: «يرحمك الله»، وهو أيضاً يردّ في جوابهم بقوله: «يغفر الله لكم».(قال النبي{ص}«العطاس ينفع البدن كله، ما لم يزد على الثلاث»؛ وقال: «العطاس للمريض دليل العافية وراحة للبدن»؛واقتدى أيضاً الأئمة المعصومون{ع}ـ تبعاً لرسول الله ـ هذه السنّة، فقال الإمام الصادق: «إذا عطس الرجل فسمِّتوه». ويجدر الاشارة إلى الفوائد العلمية للعطسة، والتي اكتشفها العلم في عصرنا الحاضر. إذ اكتشف العلم أن العطسة نتيجة هواء متراكم في الرأس أو الأنف، وبالعطسة يخرج من الجسم، حتى أن بعض الأطباء لمعالجة بعض الأمراض يستخدمون علاجات تُسبِّب العطس في المريض. وهناك من يتطير من انسان معين . أشار القران الكريم إلى موضوع التطيّر لدى أهل أنطاكيا حين تفاءلوا بالشر بدخول بعض الأنبياء إلى مدينتهم،﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. هذه اراء ممن يعتقدون بالخرافة , اخذها منهم قومهم وتطيروا حتى من الانبياء والعلماء حين يتكلمون بالحق والعدل..فكاغر رد القران الكريم:” ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾. ويفهم من هذا التعبير أن نظرة الإنسان إلى المسائل لها دور كبير في نجاحه أو فشله، وأن الطالع الشر أو الخير منشؤه ذات الإنسان، وجاءت سيرة النبي{ص} واللائمة لمعصومين أن اعتبرت المتفائل بالشرّ كمَنْ لا دين له، قال{ص}: «ليس منا من تطيّر، ولا مَنْ تطيّر له».قال الامام علي{ع} التشاؤم في ثلاثة: في المرأة؛ والدابة؛ والدار. أما شؤم المرأة فكثرة مهرها، وعقوق زوجها؛ وأما الدابة فسوء خلقها، ومنعها ظهرها؛ وأما الدار فضيق ساحتها، وشر جيرانها، وكثرة عيوبها.
**الأسماء القبيحة والمرعبة ــــ هناك التقاليد في عصر الجاهلية باختيار الأسماء للأبناء كأسماء الحيوانات الوحشية، وأسماء جميلة للخدام والعبيد. يقول الآلوسي سُئل أبو الدغيش الكلابي: لماذا كان العرب يستخدمون هذا الأسلوب لتسمية أبنائهم وغلمانهم؟ فأجاب: نحن نختار أسماء الحيوانات المفترسة كالأسد والفهد والذئب والكلب، لأبنائنا؛ ليرتعب العدو منهم، ونختار أسماء جميلة لعبيدنا؛ حين نناديهم لخدمة الضيوف مثل مرجان وعيد ونور وفيروز وياقوت وغيره .
*** يتبين من هذا ان حياة الانسان تصبح ساذجة تافهة اذا لم يستخدم العقل ,الانسان الذي لا يستخدم عقله يعتبر تافه . يصفه الامام علي (ع) همجي. وما اكثر الهمج في المجتمع يقول:{ الناس ثلاثة عالم ربـّاني، ومتعلـّم على سبيل نجاة، وهمج رعاع: أتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق).. عندما يُقسّم المعصوم الناس إلى ثلاثة أقسام؛ معنى ذلك أنه لا رابع لهم؛ لأن الذي يقول هذا الكلام، علمه متصل بالسماء: إما مباشرة، ومن خلال علم الرسول (ص).
معنى( العالم الربـّاني).عندما نقرأ بعض الروايات ،مثل: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمه)، ليس معنى ذلك أن طلب علم الهندسة فريضة.. نعم، بعض الأمور واجبات كفائية؛ إذ لابد من وجود طبيب في المجتمع ولكن هنا جاءت كلمة “فريضة”؛ أي على كل مسلم.. فهل على كل مسلم، أن يتعلم الطب والفيزياء والهندسة؟.. المراد بالعلم في هذه الموارد، هو العلم الذي يضمن للإنسان الآخرة، العلم الذي يقرّبه إلى الله عز وجل.. أما العلوم الطبيعية، فهي ضرورية في مجال المعاش، ولكن كل “علم لا يصلحك ضلال،ومال لا ينفعك وبال”.. في عرصات القيامة ليس هناك سؤال عن الكيمياء والفيزياء، إنما السؤال عن العلم الواجب تعلمه، المنطبق على أصول وفروع الدين:والعالم الرباني هو العالم الذي علمه متصل بالله وليس المراد بالعالم هنا أئمة المساجد.. بل قد يكون العالم الرباني إنساناً فيزيائياً أو كيميائياً، ولكن له انكشاف بصيرة؛ ويرى الأمور بمنظار إلهي.ويكون كلامه وعلمه يقرب الناس ويشدهم الى الله.
اما (المتعلـّم على سبيل النجاة).هو الإنسان الذي يعترف بجهله، هذا إنسان جيد. لان الجهل ينقسم الى قسمين: جهل يرجى له النجاة؛ وهو الجهل البسيط.. وجاهل لا يرجى له النجاة؛ وهو الجهل المركب، الذي لا يعلم أنه لا يعلم؛ لذا يبقى في جهله إلى آخر عمره علمه محصور في تقليد الثياب وتسريحة الشعر وشرب الناركيله. تقول الرواية: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً بما يصنع)..هل المراد هنا طالب العلم في الحوزات العلمية، او أنه ينطبق على من يلتحق بالدورات الثقافية التي تقام لفترة معينة في الفقه والعقائد، أو أي علم نافع في أمور الدين، وعلى من يأتي إلى المسجد، بنية تعلم العلم؟.. لهذا يقول المجتهدون: مسجد المرأة بيتها، إلا إذا كان في المسجد علم ينتفع به.
ولذا تجد الجاهل( الهمجي) يصدق كل راي فيتبعه ,تصل الحال ان يتعبد بغير ما امر الله فتتحول مجموعة الممارسات الدينية عنده الى خرافات دخيلة على الفكر الإسلامي. فما هي الخرافة وكيف تصبح بديلا عن الدين؟
** ورد في صحيح البخاري عن ابن أبي نعم، قال: كنت شاهداً لابن عمر سأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت ؟ فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي [ص]، و سمعت النبي [ص] يقول: الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا.
ـــ ** ــ اما نماذج الشيعة, اكثر من هذا الموضوع. اغلب الشيعة تحجرت عقولهم على ثوابت يرفضون ان يحرروا عقولهم منها ,بل اعتبروها هي اساس الدين, مثلا عندنا التاريخ المكتوب عند ابي مخنف مقدس لا يجوز البحث في غيره. وهناك شخصيات نسميها ” خط احمر”
وخطيب يقول على منبر الحسين{ع} اذهب ماشيا الى الحسين ولا تصلي..!! وذاك يشتم المرجع لانه لا يقلده.. هؤلاء يشبهون اولئك الذين طلب منهم الحسين انيسقوا الرضيع ماء فابوا ان يسقوه .. شيعتي مهما شربتم ماء عذب فاذكروني ** أوسمعتم بغريب او شهيد فانذبون /فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني ** و بجرد الخيل بعد القتل عمدا سحقوني/ ليتكم في يوم عاشورا جميعا تنظروني ** كيف استسقي لطفلي فابوا ان يرحموني.. يبني يعبد الله على فركاك صبي فنه ودرت ثداياك / يا دين كلي لحرملة وياك / نيشن عليك بسهم وارداك// يبني التسر كلبي بشرته / كسر خاطري مذبوح شفته / شنهي الذنب يبني العملته / عطشان ولسانك بلعته / والماي حاضر ما شربته ..