8 أبريل، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

مجلس حسيني ـــ سلسلة محاولات اغتيال الامام علي{ع}

Facebook
Twitter
LinkedIn

أخو الذكر والمحراب ان جن ليله ***وصنو القنا والسيف ان طلع الفجرُ

وفارس مضمار البيان بــــنهجه ***** تلاقى البيان الجزل والفكر والغرُ

تزود منه كل عصر كما اشتهى *********** ومازال للدنيا بمزوده ذخرُ

ستلقاه حياً في الروائع كلها **********وفي كل سفر من روائعه سطرُ

فان قيل هذا قبره قلت أربعوا ********أهذا الكيان الضخم يجمعه قبرُ ؟

ولكنه باب الى معطياته ***************يمد غناه من بـــــساحته فقرُ

 

في التاسع عشر من رمضان من كل عام يتذكر المسلمون اغتيال الامام علي ابن ابي طالب ويكررون نفس القصة متهمين الخوارج وعبد الرحمن ابن ملجم المرادي بالاغتيال لانها القصة التي ظلت ماكنة الاعلام الاموي ترددها على مسامعهم حتى أصبحت حقيقة ثابته في اذهانهم متناسين حقيقة ان أبو ملجم لم يكن من الخوارج بل كان الشخص الذي حمل نبأ انتصار جيش الامام علي{ع} على جموع الخارجين عليه في النهروان .وهو اول الملتحقين بالشام والانضمام الى معاوية .

** القصة المزيفة عن حقيقة اغتيال الامام من قبل ثلاثة من الخوارج. وكيف تم الاتفاق بينهم. {اليكم القصة المختلقة}” تقول قصة المؤامرة التي خطّط لها أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي في مكة مع نفر من أصحابه الخوارج الذين تعاهدوا أن يقتلوا كلاً من الإمام عليّ {ع} ومعاوية ابن أبي سفيان وعمرو بن العاص، وكان أمير المؤمنين{ع} من حصّة الشقي ابن ملجم الذي نجح باغتياله واطفاء حياته الشريفة . ثم تستمر القصة بشكل قصة مفبركة .. ان ابن ملجم بعد ذلك الاتفاق قدم الكوفة، فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره، وطوى عنهم ما تعاقد هو وأصحابه عليه بمكة من قتل أمير المؤمنين (ع) مخافة أن ينتشر، وزار رجلا من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب، فصادف عنده قطام بنت الأخضر، من بني تيم الرباب .وكان الإمام قتل أخاها وأباها بالنهروان، فلما رآها شغف بها، وعشقها فتقدم لخطبتها ، فقالت له: ما الذي تدفع لي من الصداق؟ فقال: اطلبي ما تحبين، فقالت: اطلب عليّك ثلاثة آلاف درهم وخادما، وأن تقتل عليّ بن أبي طالب. فوافق مباشرة .. ثم قالت له: أنا طالبة لك بعض من يساعدك على هذا ويقويك ثم بعثت إلى وردان بن مجالد، أحد بني عمومتها فخبرته الخبر، وسألته معاونة ابن ملجم، فتكفل لها ذلك. ثم ان ابن ملجم، أتى رجلا ، يقال له شبيب بن بحيرة، وقال له، يا شبيب، هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك، قال: تساعدني على قتل عليّ نكمن له في المسجد الأعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به، وشفينا أنفسنا منه، وأدركنا ثأرنا، فلم يزل به حتى أجابه.فأقبل به حتى دخلا على قطام، وهي معتكفة في المسجد الأعظم، قد ضربت لها قبة، فقالا لها: قد أجمع رأينا على قتل هذا الرجل، قالت لهما: فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع.فانصرفا من عندها، فلبثا أياما ثم أتياها، ومعهما وردان بن مُجالد، ابن عمها الذي كلفته مساعدة ابن ملجم وذلك في ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين. فدعت لهم بحرير فعصبت صدورهم، وتقلدوا سيوفهم، ومضوا فجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها عليّ (ع) إلى الصلاة. قال أبو الفرج: وقد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة، فخلا به في بعض نواحي المسجد، ومر بهما حجر بن عدي، فسمع الأشعث وهو يقول لابن ملجم، النجاء النجاء بحاجتك! فقد فضحك الصبح. في وقت كان أمير المؤمنين (ع) قبل ضربته يوقظ النائمين في المسجد، وصوت أذانه يدوي في أرجاء الكوفة، وكان الناس يسمعون صوته ، وفجأة تناهى إلى أسماعهم صوت هاتف يقول: (تهدّمت والله أركان الهدى، قتل عليّ المرتضى) وهكذا وصلتنا رواية شهادة .{ هذه القصة لا تصلح للدراما في قصص الاطفال او قصص الف ليلة وليلة ” كون فيها كثير من التناقضات .

**اذن ماهي القصة الحقيقة ومن هم المتآمرون على قتل الامام ؟{ع}في هذا المجلس سنتابع الخيوط التي حبكت مؤامرة اغتيال امير المؤمنين{ع} وهل هذه المؤامرة التي تم تنفيذها ليلة 19 من رمضان بمعزل عن مؤامرات قديمة بدأت مع نزول الوحي على النبي {ص}. وقد كتب التاريخ تفاصيل المؤامرات على النبي وأصحابه واهل بيته عليهم السلام, ولكن تاريخنا يتوقف { تماما } عن المؤامرات التي وقعت بعد الهجرة .

لو رجعنا الى عمليات الاغتيال كما وردت في بطون كتب تاريخ جمهور المسلمين نجد المؤامرات التي{بعد الهجرة}يوم محاولة اغتيال الرسول{ص} اثناء عودته من العقبة … وهذه المؤامرة قام بها جماعة من جيشه المرافق له قام بها أربعة عشر(صحابيا )عرفهم الرسول بأسمائهم ووجوههم واخبر بهم حذيفة بن اليمان وطلب منه ان يحفظ السر .{ لمَّا رجـع رسول الله قافلا من تبـوك إلى المدينة، حتَّى إذا كان ببعض الطريق، مكر به جماعة من أصحابه، وتآمروا أن يرموه وهو على الناقة في العقبة. فأُخبِر رسول الله خبرهم، فقـال لأصحابه :من شاء منكم أن يأخذ بطـن الوادي فإنَّه أوسع لكم. وتوجه النبي {ص} صوب العقبة، وهو طريق ملتوي وصعب وبجانبه وادي كبير عميق .. وأخذ الناسُ بطن الوادي إلاَّ النفر الذين أرادوا قتله، هناك {استعدوا وتلثموا} وأمر رسولُ الله (ص)حذيفة بن اليمان وعمَّار بن ياسر فمشيا معه مشياً، فكان عمّاراً أن يأخذ بزمام الناقة، وحذيفة يسوقها خلفه ، فبينما هم يسيرون، إذ سمعوا وقع اقدام القوم من ورائهم، قد غشوهم. وصلوهم فغضب رسولُ الله وأمر حذيفة أن يراهم، ويتعرَّف عليهم، فرجع لهم ومعه محجن، والمحجن هو شيء مُعْوجُّ الرَّأس كالصَّوْلجان من حديد او خشب قوي فاستقبل وجوه رواحلهم، وضربها بالمحجن، وأبصر القومَ وهم متلثمون، فأُرعبوا حين أبصروا حذيفة، وعرفوا أنَّ مكرهم قد ظهر، فأسرعوا حتَّى خالطوا الناس .دخلوا بينهم ..!! هذه المعلومات عن عملية الاغتيال معروفة ومكشوفة ومنشورة في كتب جمهور المسلمين . كون المنفذين من كبار الصحابة المهاجرين .. يغض الطرف عن ذكر تلك الحادثة.

وادرك المتآمرون ان الرسول عرفهم لذلك كان يجب ان يتحركوا للتخلص منه الرسول وهو ما تم عن طريق دس السم له ومنعوه من كتابة وصيته كما رواه البخاري في كتاب {الجهاد والسير}

. وبعد مقتل الرسول او وفاته ..منع المتآمرون من دفن جثة الشريفة فبقيت متروكة في مكانها ببيته ثلاثة ايام لا يسمح بدفنها كما ورد في حديث عائشة الذي رواه احمد ابن حنبل في مسنده عن عائشة انها قالت تُوُفِّيَ النَّبِيُّ {ص}يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ، وَدُفِنَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ اي ان جثمان الرسول ترك دون دفن ثلاثة ايام حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه كما روى ذلك ابن الجوزي حيث ورد في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم الجزء العاشر، تأليف بن الجوزي وأبو الفرج سنة النشر: 1415 – 1995،

قال ابو خالد، عن عبد الله، أن رسول الله {ص} لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وانتشرت خنصراه. نتيجة لذلك اضطر عمه العباس ابن عبد المطلب كما ذكر ابن منظور في كتابه مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر لمحمد بن مكرم الشهير بابن منظور، تحقيق مجموعة من المحققين، سنة النشر: 1404 – 1984، الجزء الثاني الصفحة 385 فقال العباس إن رسول الله {ص}قد مات فادفنوا صاحبكم كل هذا وعمر ابن الخطاب شاهرا سيفه ويرفض ان يدفن الرسول مما اضطر اهل البيت المحاصرين في بيت الرسول الى دفنه سرا في نفس موضع وفاته لعدم استطاعتهم الخروج بجثمانه بحيث ان عائشة بنت ابي بكر زوجته كانت ممن فوجيء بدفنه بدليل الحديث الذي رواه احمد ابن حنبل والبيهقي في سننه .

** اما اغتيال امير المؤمنين{ع} فقد كتب عن تاريخه انه تعرض لعشرات المحاولات بعد الهجرة . خاصة بعد وفاة رسول الله{ص} منها رواية وردت في قتله وان(اب بكر ابن ابي قحافه) امر في قتل علي ثم تردد عن ذكره أبو بكر الخلال في كتاب” السنة ” ج3 ص 505 تحقيق الدكتور عطية الزهراني ،وذكر في كتاب دائرة المعارف العثمانية ص 175 من ج6 عن أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري

ترى ابا بكر يامر بقتل علي ثم يتراجع والسؤال هنا لماذا تردد في قتل علي؟ الجواب نجده في كتاب الامامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء تأليف محمد بن قتيبه منشورات مطبعة النيل القاهرة سنة 1904 ص19 يذكر ابن قتيبة ثم قام به عمر ومعه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فما تفعلون ؟قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! فقال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله !قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ! وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه . لقد ادرك ابو بكر ما فات عمر فقد ادرك ان وجود فاطمة الى جانب علي سيجعل قلوب المهاجرين والانصار تهفو اليه لذلك نطق بالكلمات التي قتلت الزهراء لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة الى جانبه . هنا دارت افكار بتصفية فاطمة الزهراء وزوجها بعد استشهاد رسول الله ..

** كلمات وافكار كانت مخطط لها في منطقة السنح . وقبل موت رسول الله{ص} وتم تنفيذها بواسطة ايادي يمكنها الوصول الى بيت علي {ع} وفعلا تم قتل السيدة (فاطمة الزهراء) وتم بعد ذلك تنفيذ بقية الخطة ليبقى استهداف علي ابن ابي طالب.. اما تردد الخليفة الاول { عطل التنفيذ }.لانه لو قتل علي{ع} ستنكشف جميع الاوراق تلك اللحظة وينهار كل اتفاق بينهم ولا يستبعد ان تحدث ثورة اهلية في المدينة. وبعد مقتل ابي بكر وتولى عمر الحكم تغيرت الظروف وحصلت احداث جعلت من المستحيل قتل علي داخل المدينة دون اثارة مشاعر المسلمين لذلك تم اختيار أداة التنفيذ وهي( عبد الرحمن ابن ملجم المرادي ) الذي تم ارساله الى مصر ليكون تحت رعاية (عمرو ابن العاص) وبتوصية خاصة من عمر الذي ارسله مصر واوصى عمرو بان يراعي ابن ملجم باعتباره من العباد والقراء كما روى {الصفدي في لسان الميزان} .ولكن مقتل عمر ابن الخطاب على يد (ابي لؤلؤة فيروز) أدى الى تأخير العملية مرة ثانية .

*** ــــــ كانت فترة استلام عثمان ابن عفان الاموي الحكم فترة استراحة اطمئن الحزب الاموي الى ان الحكم سيؤول لهم بعد وفاة عثمان الذي كان شيخا طاعنا في السن لذلك لم يعد هناك حاجة الى قتل علي . ولكن الثورة التي قام بها المسلمون ضد عثمان ومقتله على يد الثوار خربت كل المخططات التي كانت تحلم بانتقال السلطة الى يد الحزب الاموي فقد اختارت جموع المسلمين (علي ابن ابي طالب) لتولي الحكم . هنا تم استعادة الخطط القديمة للتخلص من العقبة الأخيرة بين الحزب الاموي والحكم . هنا تكمن اكبر العقد واهمها , كون علي بن ابي طالب هو نموذج مشرف قدمه الاسلام للإنسانية .. فكان قمة في كل شيء فهو قمة في ايمانه .. وفي شجاعته .. وفي علمه .. وفي كرمه ..وفي تواضعه.

*** في تلك الفترة تم ارسال ابن ملجم من مصر الى الكوفة لينضم الى جيش علي ابن ابي طالب وشهد معه صفين كما روى ذلك {الذهبي في تاريخ الاسلام ــ ووفيات المشاهير و الاعلام} . وكان ابن ملجم في جيش الامام علي الذي قاتل الخوارج في النهروان كما ذكر ذلك كتاب الفتوح لأبي أعثم الكوفي المتوفي سنة 314 للهجرة وقد بلغ فرح ابن ملجم بانتصار جيش الامام كما يروي كتاب الفتوح انه سبق الجيش ودخل الكوفة، فجعل يبشر أهلها بهلاك الخوارج .

ان الروايات ذكرت ابن ملجم بكافة التفاصيل في حين ان المصادر كانت مقتضبة جدا فيما يتعلق بمحاولة اغتيال معاوية او عمرو بن العاص مع التركيز الشديد من قبل المورخين والرواة على ابن ملجم متناسين ان الذين قاموا بالهجوم المباشر ثلاثة حيث ذكر ابن سعد في كتاب الطبقات ولقي عبد الرحمن بن ملجم شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه إلى ذلك..

*** بينما يذكر كبار الكتاب ان الامام علي{ع} تعرض اثناء نزوله من المأذنة الى هجوم من ثلاثة مهاجمين هم ابن ملجم ووردان وشبيب بن بحيرة .. وهؤلاء قتل اباءهم من قبل امير المؤمنين في معركة الخوارج .كما ان شبيب بن بجرة بعد تنفيذ عملية القتل هرب الى الشام وذهب الى معاوية كما ذكر البلاذري في انساب الاشراف ثم عاد الى الكوفة بعد ان استقر الامر لمعاوية وبقي فيها فكيف يتلائم ذلك مع قصة اجتماع الخوارج على قتل الثلاثة .

*** الدليل الاقوى الموجود بين ايدينا ان الامام علي {ع} قد تمت مهاجمته من قبل ثلاثة اشخاص هم عبد الرحمن بن ملجم ووردان ابن مجاهد وشبيب بن بجره بثلاثة اسياف تم نقعها بالسم في بيت قطام بنت الاخضر التيمية وهي امرأة اشتهرت بالبغاء العلني في الكوفة وكان أباها وأخاها من الخوارج، وقد قتلاً معاً في معركة النهروان ، وقد ذكر معظم المؤرخين قصة قطام ودورها في تحريض ابن ملجم على قتل الامام وكذلك تحريضها ابن عمها وردان ابن مجالد على المشاركة في القتل وان اختلفوا حول موضوع زواجها من ابن ملجم فمنهم من قال انه تزوجها ومنهم من قال انه لم يتزوجها ولكنهم اتفقوا على ان تخزين السلاح ومكان الانطلاق للتنفيذ من بيت قطام في محلة بني تيم الرباب في الكوفة . عند هذه النقطة يجب ان نعرف لماذا تم اختيار ابن ملجم بالذات لتنفيذ الجريمة ؟

لمعرفة الجواب على هذا السؤال يجب ان نرجع الى تاريخ ابن ملجم الذي وصف بانه كان قارئ للقران وكان معلما وعرف بالشجاعة لنجد ان ابن ملجم عندما قدم من نجران الى المدينة يذكر الذهبي. ان معاذ هو الذي قدمه لعمر الذ اعجب به وارسله اي ابن ملجم الى مصر مع التوصية بالعناية به وهناك انزله ابن العاص في منزل بالقرب من منزله .. وكان احد جيرانه من قتلة عثمان مع المصريين الذين قتلوا عثمان ..

عند هذه المرحلة يختفي ابن ملجم من التاريخ ليظهر في الكوفة عندما اتخذها الامام علي{ع}عاصمة للدولة فيأتيه ابن ملجم مبايعا وليصبح واحدا من المتحمسين لحرب الخوارج في النهروان بل يكون هو الذي يحمل اخبار هزيمة الخوارج الى الكوفة وفي هذه المرحلة من حياته يتصل بقطام بنت الاخضر التي سبقت الاشارة اليها سابقا فلماذا قطام ؟ ولماذا في ذلك الوقت بالذات ؟

*** نجيب على السؤال الثاني: في تلك المرحلة كان الامام علي قد تخلص من الخوارج الذين كانوا اشد من قبل بموضوع التحكيم في معركة صفين والذين خذلوا الجيش وحولوا النصر الى مؤامرة فكان القضاء عليهم في معركة النهروان واصبح الوضع جاهزا حتى يهيئ الامام علي جيشه مرة ثانية للقضاء على تمرد معاوية في الشام كما ذكر ابن قتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة . لذلك كان لابد ان تتحرك عيون معاوية في الكوفة وعلى راسها الاشعث ابن قيس الذي قال عنه الطبري في تاريخه وكان المسلمون يلعنون الاشعث ويلعنه الكافرون أيضا وسبايا قومه، وسماه نساء قومه عرف النار، وهو اسم للغادر عندهم . ان الاشعث حاقدا على الامام علي لعزلة من ولاية اذربيجان وقد عزم على اللحاق بمعاوية بعد عزله لكنه عاد واتجه الى الكوفة وهو الذي ترأس حركة الخوارج وطلب التحكيم …يروي عن سفيان ابن عيينة أن الأشعث دخل على علي{ع} فأغلظ له علي، فعرض له الأشعث بأن يفتك به ، فقال له علي عليه السلام أبالموت تهددني؟! فوالله ما أبالي وقعت على الموت، أو وقع الموت علي ولكن اصرار الامام على تعبئة الناس لحرب معاوية جعل من الضروري التخلص منه اغتيالا. ****

ولغرض التخلص من الامام علي {ع} تتم الاستعانة بالبغي قطام وبالخارجي . وهذه اللعينة كان ابوها واخوها من عملاء عمرو ابن العاص وكانت تتجسس على انصار الامام علي في الكوفة لحساب ابن العاص والي مصر لمعاوية حيث يذكر لنا التاريخ انها كتبت الى ابن العاص تبلغه بأسماء انصار الامام علي في مصر بعد مقتل محمد ابن ابي بكر عامل الامام علي على مصر وكانت مراسلاتها مع ابن العاص سببا في قتل العديد من انصار اهل البيت{ع} فكانت من المنفذين هي وابن عمها واحد المؤيدين لها خرجوا هذه الليلة كلهم الى جامع الطوفة وضربت خيمة في باحة جامع الكوفة . وانطلق القتله من بيت قطام متجهين الى موقع الجريمة .. ومن جانب اخر حضر الاشعث بنفسه .. وتجمعت كل مسخ الارض في مسجد الكوفة لتنفيذ جريمة الاغتيال . فلما قرب الفجر نادى الاشعث على ابن ملجم ” النجا فقد فضحك الصبح” لتحريضه للاستعجال في تنفيذ الجريمة فانطلق القتلة الثلاث ابن ملجم وابن بجرة وابن مجاهد فلما راوا الامام علي عليه السلام في محراب المسجد للصلاة ابتدروه بسيوفهم . وحانت الليلة ساعة الرحيل . ودنت لحظة الفوز بالشهادة التي طالما انتظرها الإمام . تقول اعقيلة زينب كان ابي يفطر ليلة عند اخي الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد ابن جعفر.. فلما كانت ليلة التاسع عشر من رمضان كان افطاره عندي شاء القدر أن يكون هذه الليلة ضيف ابنته زينب، ويسجل لنا التاريخ بعض اللقطات عن هذه الليلة والساعات الأخيرة والحوار في بيت العقيلة زينب .فلما حان افطاره قدمت له طبق فيه لبن وخبز شعير وملح . فنظر الي وقال بنيه متى رايتي اباك ياكل طعامين في طبق واحد.. اردت ان ارفع الملح فاشار ان ارفع اللبن .. ففطر امامنا هذه الليلة بقرص شعير وماء وملح ومسح على بطنه وقال ” بعدا لمن ادخلته بطنه النار” ولم يزل يصلي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ، ثم يخرج ساعة بعد ساعة يقلب طرفه في السماء وينظر الكواكب وهو يقول : « والله ما كَذبت ولا كُذبت هي والله الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله » .ثم يعود الى مصلاه ويقول : « اللهم بارك لي في الموت ، اللهم بارك لي في لقائك » ويكثر من قول « انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ويستغفر الله كثيراً » .تقول مولاتنا زينب : لما رايته الليلة قلقاً كثير الذكر والأستغفار أرقت معه ليلتي . . وقلت : يا أبتاه مالي اراك هذه الليلة لا تذوق طعم الرقاد ؟ يا أبا مالك تنعى نفسك ؟ .قال : بنيّة قد قرب الأجل وانقطع الأمل.. قالت : فبكيت : فقال لي : يا بنيّة لا تبكي فإني لم أقل لك ذلك الا بما عهد اليّ جدك .ثم انه نعس واراد ان ينام فقال : بنيّة اذا قرب الاذان فاعلميني . . ثم رجع الى ما كان عليه أول الليل من الصلاة والدعاء والتضرع الى الله تعالى.. بينما هو نائم انظر في وجهه .. فتح عينيه وانتبه . ثم استرجع كثيرا.. جئته وسالته ابه اراك اكثرت الاسترجاع .. قال بنيه هومت عيناي فرايت ملكا اخذ حجرين من جبل ابي قبيس وجاء بهما الى الكعبة فضرب احدهما بالآخر فلم يبقى بيت من بيوت المحبين الا ودخله من تراب ذلك الحجر.. قلت وما تفسير رؤياك. قال ان صدق ظني فان اباك مقتول هذه الليلة . فلما لاح الوقت أتيته اناء فيه ماء ، فأسبغ الوضوء ،ولبس ثيابه ، لما اراد ان يخرج .. خرجن وراءه اوزات كانت قد اهديت للحسن صحن في وجهه لم يحدث ذلك من قبل ، فقال) « لا اله الا الله صوائخ تتبعها نوايح وفي غداة غد يظهر القضاء .فقلت : يا أبتاه هكذا تتطير ؟قال : يا بنية ما منا أهل البيت من يتطير، ولكن قول جرى على لساني ، ثم قال :يا بنية بحقي عليك الا ما أطلقي من لا يقدر على الكلام ، اذا جاع أو عطش ، بنيه خلي سبيله يأكل من حشائش الأرض .فلما وصل الى الباب فعالجه ليفتحه ، فتعلق مئزره بالباب فانحل ميزره حتى سقط ، فأخذه وشدّه وهو يقول : أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا ..ولا تجزع من الموت * اذا حــل بناديكا, كما أضحكك الدهر* كذاك الدهر يبكيكا .

ثم قال : اللهم بارك لنا في الموت ، اللهم بارك لي في لقائك .قالت: وكنت أمشي خلفه فلما سمعته يقول ذلك ، قلت: واغوثاه يا أبتاه أراك تنعى نفسك هذه الليلة ! قال : يا بنية ما هو بنعاء ولكنها دلالات وعلامات للموت يتبع بعضها بعضاً . . ثم فتح الباب وخرج .وكان لا يخطو خطوة الا ذكر الله تعالى حتى وصل المسجد .. وسار يجلس النائمين وهو يقول الصلاة الصلاة يا عباد الله .. وحان وقت الاذان فاعتلى الماذنة ورفع الاذان ونزل متوجها نحو المحراب .. انزل ذوابة من عمامته وشرع في صلاة النفل سجد السجدة الاولى ورفع راسه .. ثم سجد السجدة الثانية . واذا باللعين يعلوه بالسيف على راسه . فسقط على الارض وهو يقول ” فزت ورب الكعبة” وسمع صوت الهاتف بين السماء والارض تهدمت والله اركان الهدى انفصمت والله العروة الوثقة . قتل اتقى الاتقياء قتله اشقا الاشقياء .

يناعي بشجه طور النعي هات … يا سامع الثكلى بالاصوات

نادي يا العرب حيدر علي مات .. يا عيدها وفرحة السشمات

ثم رفعه ابناءه الى داره جنب المسجد الاعظم فكانت ابنته زينب واقفه بالباب لما رات اخوتها يحملون اباهم ..

‏صدت او صاحت يالمجبلين ـــ هالشايلينه اويـاكم امـنين ـــ اسمع هضل واصياح صوبين ـــ خـوفي انچتل عودي يطيبين ـــ لـمن سمعها الحسن وحسين ـــ صاحوا يزينب زيدي الونين ـــ أبـوچ انطبر والراس نصّين ــــ

صاحت او هلّت دمعة العين ـــ يـا عـيد الأگشر عالمسلمين ـــ عگبـك يبويه اوجوهنه وين ///………

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب