22 ديسمبر، 2024 1:54 م

مجلس حسيني ـــ خلط العمل الصالح بالعمل السيء

مجلس حسيني ـــ خلط العمل الصالح بالعمل السيء

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [ سورة التوبة: 102]

قبل البحث في الآية المباركة {102} سورة التوبة لا بد ان نتحدث عن اسباب نزول هذه الآية وماذا بينت من بؤر تعشعش في الوسط الاسلامي متخفين وراء شعارات دينية كالصلاة والصوم والحج وغيرها.{لان الاسلام يهتم بالعقيدة .وجوهر الدين ولا يعير اهمية لأشخاص او شعارات ترفع هنا وهناك. سابين في هذا البحث حالات الاسلام والمسلمين ..!هناك أنواع من المسلمين يمكن معرفتهم من خلال انتمائهم للإسلام ولكنهم يمارسون الاسلام حسب اهواءهم. مثلا يعطون اشخاص معينين حقيقة الدين كله وجوهر الاسلام. بحيث لو تكلمت عنه يحسبك انك تمس عقيدة الاسلام. وهم واضحون في الساحة الاسلامية .هذا يسمى .المسلم الظاهري.

اولا:المسلم الظاهري ينتمي للإسلام بالاسم فقط, لكن تفكيره وسلوكه ليس له علاقة بعقيدة الإسلام، فهو مجرد مسلم بالاسم .مسلم بالولادة وينطق بالشهادتين، لكنه لا يمتلك انتماءً وعمق ثقافي واجتماعي وعقائدي ، لذلك تجد شخصيته مهزوزة لا علاقة لها بالدين، واغلب هؤلاء لا يعرف أبسط قواعد الدين وأحكامه. قد يكون عارفا بالصلاة والصوم والحج، لكنه يعرف من الدين المسميات المشهورة في العقيدة الإسلامية، هذا النوع وجوده وعدم وجوده سواء. حين يتحدث تشعر انه يميل الى كل خط يبعد الناس عن الاسلام. بل يفضل النظام المناويْ للاسلام. ظاهر هؤلاء انهم تاثروا بالاستماع فقط دون تحقيق ولا مطالعة الاسس الموضوعية للثقافة الاسلامية ولذلك أمن ضد ما يجهله . وتاثر بعقيدة جاءت من الغرب او الشرق او شخص تحدث امامه ..وبما انه غير مثقف تلقف المفهوم واعتبره حقيقة الحياة. وطبيعي ظاهرة الغزو الثقافي التي عملت عليها جميع الاحزاب والحركات المناوئة للإسلام اعطت هذه النماذج في الساحة الاسلامية. المهم تغيرت عندهم الهوية الإسلامية.

ثانيا: المسلم الشكلي: هذا تعرفه من خلال التزام ببعض الشكليات، وتعني ممارسة العبادات الشعائرية صوم صلاة ,لكن سلوكياته متناقضة ليست لها علاقة بالإسلام، فهو في شكله مسلم، لكنه واقعه عقيدة وثقافة وتصرفاته لا علاقة لها بالإسلام، يرتكب الحرام بصورة طبيعية، واضح التناقض بين عمله وكونه مسلما. لو تلاحظ جميع من يتعاملون بالسحر الان يصلون وظاهرهم انهم مسلمون, بينما في حقيقتهم يعتبرون الاسلام دكانا لترويج تجارتهم. لا يعيرون الاسلام بدينار واحد.

راي اهل البيت{ع} في السحر ومن يمارس السحر: قال رسول الله «ص»: (ثلاثة لا يدخلون الجنة :مدمن الخمر والساحر وقاطع الرحم ) «وسائل الشيعة». هناك قصة لمن يتعامل بالسحر . وانقل راي الفقيه فيض الكاشاني:(أقبلت امرأة الى رسول الله «ص» فقالت ان لي زوجا وبه غلظة علي وإني صنعت شيئا لأعطفه علي؟ فقال لها رسول الله « ص» أفٍ لك كدرت البحار والطين ولعنتك الملائكة الأخيار وملائكة السماء والارض. قال تابت المراة . وبدات تمارس الشعائر الدينية فصامت نهارها، وقامت ليلها، وحلقت رأسها، ولبست المسوح فبلغ ذلك النبي «ص» فقال: ان ذلك لا يقبل منها «الفقيه». ذكر المحدث الفيض الكاشاني في شرح هذا الحديث ان معناه عدم قبول هذه الأعمال منها في الظاهر، ولا تدفع إجراء حد الساحر عليها وهو القتل، حتى اذا كانت توبتها مقبولة في الواقع. وهذا الحكم فريد من نوعه حيث يشدد الاسلام الاحكام ضد السحر والشعوذة.عن امير المؤمنين «ع:»(من تعلم شيئا من السحر قليلا او كثيرا فقد كفر ، وكان آخر عهده بربه ، وحدّهُ أن يقتل إلا ان يتوب) «وسائل الشيعة»وعن امير المؤمنين «ع» انه قال:(الساحر كالكافر في النار) «وسائل الشيعة».

**ثالثا: المسلم الملتزم، لكن طريقة تفكيره لا بدون فهم.وعدم فهمه اما لجهل مركب. اقتنع بممارسات على انها اصل الدين أي جاهل لا يعي ولا يفهم ولا يقبل ان يتعلم. .. القسم الثاني من الجهل والانحراف . قد تجده ملتزما يصلي ويصوم، وحين يتحدث ياتي بنبرة ثقافية . لكن أفكاره ناتجة عن ثقافة غربية، فيتكلم عن راي الغربيين في الاحكام الاسلامية . فهو مثقف غريب عن الاسلام [أكاديميا وثقافة واقتصادا وسياسيا.].

عرض تلفزيون القاهرة ندوة اقتصادية لعدد من المحسوبين على الثقافة وبعض المشايخ من الازهر .اعتبر احدهم ان الربا ليس عليه دليل وان اختلاف الفقهاء { من مذاهب المسلمين} اختلفوا في تحديد صفة الربا. فيعتبر الربا البنكي حلال. وعرضت احدى القنوات المحلية لمعمم سيد يعتبر الغناء حلال , وقال انا استمع لفلان وفلان واتابع المطربة فلانه. اما المصيبة الكبرى لو انحرف فقيه وجاء باراء المذاهب وطبقها على مذهب اهل البيت{ع} حتى وصل بهم الحال الى وجوب تهديم قبر الامام علي{ع} ووجوب شتمه..!! .معمم اخر يقول ان الامامة والتشيع ما كان موجودا في اصول الدين. ولكن الشيخ المفيد ادخله في اصول الدين في القرن الخامس الهجري. هؤلاء يجب ان نتحدث عنهم على المنابر بعد ان نعي دورنا ونفهم عقيدتنا.. والا لو ارتقى الامي المنبر فانه خطره يكون اكثر منه .

**قسم ثالث من المتلونين: قد تجد شخصا ملتزما يمارس وظائف شرعية محددة، لكن ثقافته ومنهجه في الحياة مستمد من الثقافة الغربية،( فهو يؤمن بكثير من الأفكار التي لا يقبلها الإسلام)،يقف ضد حجاب المرأة وسترها.. ربما يؤيد المثلية ولكنه يستحي ان يعلن رايه . يطلقون عناوين على افكارهم انهم { متنورين}شعارهم الاسلام في زمن ولا ونحن نعيش اليوم في عصر التقدم .. الخ.

رابعا: المسلم المتلوّن بالأجواء السياسية في البلاد .لا راي ثابت له , عنده اقنعة يرتديها في أي ظرف ..اذا كانت الاجواء دينية . تجده مع اهل الدين. واذا حان وقت الشعائر الحسينية تجده يخوط بالهريسه يرتدي دشداشه سوداء ويلف وسطه براية خضراء. الو يضعها على راسه ويجلس امام كامرات النقل .اعرف احدهم كان مع من يمنعون العزاء الحسيني والان بنا حسينية تبث منها فضائيات. هذا وامثاله يستخدم الشعائر وسيلة (لتمشية) أموره، هذا منافق، دينه مصالحه الخاصة . ولو عاد النظام لعادوا.

روي عن الإمام علي{ع} لما نظر إلى رايات معاوية وأهل الشام قال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر، فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم لنا، إلا أنهم لم يتركوا الصلاة). واستسلموا في ظاهرهم للوصول إلى أهداف خاصة، أي ركبوا الموجة، هؤلاء ليس لديهم إيمان بل كفر، لذلك هؤلاء (لما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم)، فاستغلوا الأمر وصار لديهم سلطة وقوة، لكنهم في الظاهر يصلّون، وهؤلاء هم المنافقون.

خامسا: عدم الوفاء بالعهد وخيانة الواجب: من تعاليم الاسلام المشددة ان الشريعة الزمت الانسان من خلال موقفه ومن خلال كلمته ,يقول تعالى: { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} معناه: كل عهد تعاهدون عليه الناس سواء العقود التي تعاملون بها فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه في قبره ويوم القيامة: ( إن العهد كان مسئولا ) جاء رجل الى الامام الصادق{ع} ويسالك كيف وصل علي بن ابي طالب لهذه المنزلة.؟ قال له: إن جعفر بن محمد يقول لك: ان سبب ما بلغ به علي{ع} عند رسول الله (ص) فالزمه، فإن علياً (ع) إنما بلغ ما بلغ عند رسول الله (ص) (بصدق الحديث وأداء الأمانة). ثم قال له:[الخيانة دليل على قلّة الورع و عدم الديانة]. من أهل البيت (ع) تؤخذ وسائل التكامل وليس من الأدعياء مجرد معرفة وصلاة ورفع شعارات.

*** هذه النماذج كلها كانت موجودة في زمن الرسول{ص} والامام علي{ع} والائمة الاطهار والى يومنا هذا .. ونزول الاية المباركة دليل على الحالة التي كانت سائدة في المجتمع من قبل الصحابة. بعيدا عن شعارات عدالة الصحابة . ..الظروف التي نزلت فيها الاية . في فترة التهيوء لغزوة تبوك .. وهذه الغزوة تعتبر آخر غزوة خاضها رسول الله [ص] حيث وقعت العام التاسع الهجري ، جاءت الغزوة بعد عام من غزوة مؤتة التي استشهد فيها زيد بن حارثة واستشهد بعده جعفر بن أبي طالب ثم لحقهما عبد الله بن رواحة.{ رحمهم الله جميعا}.

من نتائج غزوة تبوك، انها أرست دعائم الدولة الإسلامية ومهدت لفتوح الشام، وسبب تسميتها, لأنها وقعت عند بئر تبوك وكان في فصل الصيف في شدة الحر وقد بلغ العطش والتعب من المسلمين مبلغهما. من شدة العطش. ومن نتئج هذه الغزوة, انها فضحت المنافقين وكشفت أعذارهم وأقوالهم الكاذبة التي يقدمونها حتى يتخلفوا عن الحرب فهم اساسا لا يعتقدون بأهمية اقوال القران ولا قول النبي{ص} حين يأمرهم.، ومن بين تلك الأعمال بناء [مسجد ضرار] الذي أراد به المنافقون تحقيق مآرب ضد الإسلام لكن الله أخبر رسوله, بما يريده المنافقون ولذا أمره بهدم المسجد. اذن من يبني مسجدا له غاية غير الله{انما المساجد لله} وهناك عشرات الشعائر التي تبنى وهي لغير الله.

****كانت امبراطورية الروم من أقوى الإمبراطوريات ذلك الوقت،وكان العرب يهابونها ويعملون لها ألف حساب، بنفس الوقت اصبح من الضروري تأمين حدود الدولة الإسلامية. وانها كانت تقف بوجه دعوة الناس لدخول الإسلام، فأمر رسول الله{ص} بغزو الروم بعدما جاءته أخبار أنهم يعدون العدة لغزو المسلمين لإنهاء دولة الاسلام الناشئة التي أخذت بالتوسع في المنطقة .أمر الرسول أصحابه بالاستعداد للغزوة وجمع الأموال من أجل تجهيز الجيش، كانت الظروف صعبة جدا ’كان وقت الصيف وقد اجدبت الأرض، واشتد الحر، وقل الماء.ولم يكن أمام رسول الله (ص) حلاً سوى مواجهة الرومان رغم كل التحديات ، أبلغ الرسول القبائل العربية المجاورة وأهل مكة لاستنفارهم على الحرب وحثهم على الصدقات والدعم المادي للجيش الإسلامي، نزلت في هذا التوقيت آية من سورة “التوبة” توصي المسلمين بالقتال والصمود، لذا كان رد فعل المسلمين تجاه قرار الرسول سريع وتدفقت بعض القبائل والأفراد المقاتلون للمدينة، جاء القريب والبعيد استعداداً لقتال الروم.قدَّم الفقراء ما لديهم من نفقة على استحياء؛ وتعرضوا لغمز ولمز المنافقين، لما جاء أحد هؤلاء الصحابة بنصف صاع تمر، وجاء آخر بأكثر منه، فلمزها المنافقون وقالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا وما فعلهما إلا رياء، فنزلت الآية الكريمة “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ”.

جهز الرسول جيشا قوامه 30 الفا مقابل 40 ألفا من جيش الروم، لم يتخلف من جيش الرسول إلا المنافقون أصحاب الأعذار الواهية، والثلاثة المشهورين، واستخلف الرسول محمد بن مسلمة على المدينة وعلى بن أبي طالب على أهله. هنا توجد وقفه من الذين يبغضون عليا[ع] . اليك حديث المنزلة من مختصّات الإمام عليّ (ع)، حيث نُقل بعشرات الطرق منها (البخاري ومسلم) وغيرهما من الكتب ..

عندما عزم النبيّ (ص) الخروج إلى تبوك ترك عليّاً خليفةً له على المدينة، فأخذ المنافقون يشيعون أنّ العلاقة توترت بين النبيّ (ص) وعليّ (ع) ولذلك تركه في المدينة ولم يصحبه معه، فلمّا سمع أمير المؤمنين (ع) ذلك ذهب إلى النبيّ(ص)وأخبره بما يقول الناس، فقال له «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدي».

لما اقترب الجيش الاسلامي من تبوك استعرض القوة وبث الرعب في قلب العدو الذي يفوق المسلمين، لكن الفرق بين الجيشين؛ فجيش الرسول (ص) يحارب من أجل إعلاء كلمة الله وتدمير ممالك الكفر والشرك. ما أن رأى الروم جيش المسلمين حتى فروا هاربين مذعورين وتركوا الاماكن التي كانوا يحتلونها تحقق الغرض من الغزوة دون قتال ودون أي اشتباك مع العدو حين أخلى مواقعه للمسلمين -الدولة الناشئة- ونتيجة لذلك خضعت النصرانية التي كانت تدين بالولاء للروم مثل إمارة [دومة الجندل] وإمارة إيلة “مدينة العقبة حاليا على خليج العقبة”، وكتب رسول الله[ص] بينه وبينهم كتابا يحدد ما لهم وما عليهم. بعد هذا النصر الذي تحقق للمسلمين دون قتال، أصر الرسول (ص) على البقاء في تبوك اكثر من عشرة ايام ’وفي رواية عشرين يومًا؛ لكي يثبت أنه ليس خائفًا من الروم وأعوانهم. الرسول تصرف في هذا الموقف على غير عادة الجيوش في ذلك الزمن حيث كانت الجيوش تمكث في أرض المعركة ثلاثة أيام فقط،

**لم ينتهي النصر عند هذا الحد، بل تضاعفت مكاسبه حينما جاء ملوك وأمراء مدن الشام المتاخمة للجزيرة العربية يصالحون رسول الله على الجزية. بعد الغزوة، ورجع الرسول ومعه المسلمون إلى المدينة. وحاول رسول الله ان يبعث جيشا ليحدث انتصارا في النفوس داخل المدينة من خلال افراغ المدينة من المناوئين الذين كان يعرفهم انهم لا يطيعونه في اغلب القرارات. ومنها تعيين امير المؤمنين[ع] وليا واميرا وقائدا من بعده ومع دنو اجله اراد ان يحقق ذلك.

**تجهيز جيش اسامة بن زيد: ذكر العلماء فقد بعث أسامة قائدا على الجيش وهو شاب معمر الورود، وجعل الصحابة كلهم تحت قيادته.. وهذه النقطة ذات دلالات سياسة مهمه، يتجاهلها الكثيرون, ولا يودون الخوض في الاهداف التي اراد ان يبينها النبي{ص} من تأمير اسامة على كبار الصحابة الذين اصبحوا بعد حين خلفاء. رغم انه كان قد أخبرهم بقرب أجله. فالسؤال هنا هو: ما معنى إصراره على هذا البعث؟! ولماذا يجعل فيه كبار صحابته؟!..ولماذا يلعن من يتخلف عنه؟!..

**الجواب: أنه أراد أن يبعد المناوئين لعلي «ع» عن المدينة، ليبرم أمر خلافته في غيابهم، لكي يضعفوا عن منازعته، والخلاف عليه. واختار أسامة للإمارة عليهم، رداً لجماح من تحدثه نفسه بالأمارة ، ودفعاً لأي نزاع في المستقبل، وتفويتاً للفرصة على من يريد أن يتخذ من السن ذريعة للخلاف على من نصبه الله تعالى ورسوله لهم علماً وإماماً. فهو قد أمر اسامة عليهم وهو بعمر ابناءهم, وعلي اولى بالأمارة منهم جميعا.

ولكنهم امتنعوا من امتثال لأمر رسول الله[ص] وطعنوا في تأمير أسامة، وتثاقلوا عن الخروج، حتى مضى نصف شهر، بعدها توفي رسول الله «ص» ثم قالوا لم يوص النبي {ص} بخليفة من بعده… ليس هذا فقط لقد كانت الأحداث خلال فترة مرض رسول الله «ص»، المعروفة برزية يوم الخميس، بتعبير ابن عباس: «يوم الخميس، وما يوم الخميس، الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله «ص» وبين كتابه» ..بل تلقى رسول الله[ص] في تلك الرزية كلمة لا تقال لمثله .قال عمر: إن النبي غلبه الوجع. انه يهجر وعندنا كتاب الله، حسبنا كتاب الله. فاختلف من في البيت واختصموا وكثر اللغط، من يقول: قربوا يكتب لكم، ومن يقول: ما قال عمر..فقال «ص»: قوموا عني، لا ينبغي النزاع عندي..وفي رواية أخذ الناس لغط شديد فقالت امرأة ممن حضر: ويحكم، عهد رسول الله «ص» إليكم.فقال احدهم: اسكتي، فإنه لا عقل لك. فرد عليهم النبي[ص]:أنتم لا أحلام لكم..خرج ابن عباس وهو يقول: «الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين كتابه» لاختلافهم ولغطهم.

** اذن القران الكريم بين حالات من الاختلافات بين النبي{ص} وبعض الصحابة الذين يعارضون اغلب القرارات. سواء نصوص القران او اوامر النبي{ص}وهذه التصرفات تعتبر اساءة للنبي {ص} والقران. بدليل ان النبي طردهم من مجلسه, فعلا لم يروه بعدها حتى مات. الاية صريحة تبين المعارضة من الصحابة للنبي: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

**هل من الممكن مقارنة موقف أصحاب الحسين{ع} واصحاب النبي{ص} الجواب: أصحاب الحسين(ع) أفضل من كل الأصحاب وقد صرح بذلك قال: (اللهمَّ انك تعلم أني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت خيراً من أهل بيتي).هنا سؤال: لعل المقصود الحسين أنه لم يعلم أصحاباً للأنبياء والأئمة السابقين ،أما من يأتي بعده من الأئمة فهل لا يعلم بهم لأنهم في علام الغيب.؟؟ الجواب. الإمام الحسين(ع) لا يعسر عليه معرفة أصحاب كل إمام يأتي بعده وعددهم والمخلص فيهم وغير المخلص وكلامه شاملاً للجميع من كان قبله ومن يأتي بعده..

هذا يعني ان أصحابه أفضل من أصحاب المهدي (عج) وهذا واضح بينهم فأصحاب الحسين تمسكوا بالحسين وهم يعلمون أن مصيرهم الموت بينما أصحاب المهدي يبايعون المهدي وهم يتوقعون النجاة وهم مقبلون على انتصارات مفرحة فالأفضلية تكون لأصحاب الحسين(ع) الذين رغبوا في الآخرة، وطلقوا الدنيا التي لم تر مثلهم اصحاب قط.

لما حضر وقت الصلاة .قال الحسين{ع}لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي:( تقدما امامي حتى اصلي الظهر .فتقدم سعيد يقيه من النبال بنفسه حتى سقط الى الارض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود اللهم ابلغ نبيك عني السلام وابلغه ما لقيت من الم الجراح فاني اردت ثوابك في نصرة ذرية نبيك . ثم التفت الى الحسين{ع} قال: اوفيت يا ابن رسول الله.؟ تلقى الإمام صوت سعيد الخافت يقول :أوَفيت كأنه يستأذن بالسقوط على الأرض وترك مسؤولية حماية الامام,, فيقول له الإمام: نعم أنت أمامي في الجنة .وابلغ رسول الله عني السلام وقل له اني تركت حسينا في الاثر.فوجد فيه اثنا عشر سهما عدا الضرب والطعن.

شيخان والعوجة اعدلوها** وارواحهم كلها ابذلوها ** لريحانة الهادي فدوها .. يا حيف زينب ما احضروها … من يوم للطاغي خذوها … وتسمع باذنها شتم ابوها ؟؟ هــذا الرمــح بــفــاده تــثـنـه ..وهــذا البيه للنــشـاب رنـه ..وهــذا الخـيـل صـدره رضـرضـنـه… وهــذه وذاك بــالهــنـدي مـوذر … واما زينب تنادي: انا منين ابو فاضل اجعده … واركب جفوفه فوك زنده .. واكله الحرم صارت بشدة ؟؟

الشيخ عبد الحافظ البغدادي