الشيخ عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ( الروم ـ21)

معنى خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها أي نساء تسكنون إليها . فيها اراء منها [من أنفسكم أي من نطف الرجال ومن جنسكم] نقول هذه المادة من تلك المادة{ وهي نفس الشيء] فكلمة نفس لو اطلقت على الانسان تعني ان المقابل من جنسك. وهنا تعني حواء ..

الراي الثاني ان ” النفس” بمعنى [قوى الخير والشر] لها صفات وخصائص كثيرة؛ منها: القدرة على إدراك الخير ومعرفة الشر، والتمييز بينهما، قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾.

الراي الثالث: جاء في اية المباهلة (فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)، وورد في سورة آل عمران (لَقَد مَنَّ اللّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِّن أَنفُسِهِم.) هنا في ال عمران جاء حرف من للتبعيض. فيكون معنى النفس هي كل نفس بشكل منفرد{أي جميع الناس} كل من له نفس بعث اليه النبي محمد {ص}بينما في (انفسنا) بآية المباهلة جاءت {خاصة]، لان كلمة انفسنا هنا لا تشمل الرسول(ص)، لأنّ الإنسان لا يعقل أن يدعو نفسه، فالمقصود هو الإمام عليّ (ع) لانه من سنخ الانبياء.

معنى الجعل: تأتي كلمة ” جعل ” في اللغة بمعنى “شَرَع” او هو مستوى من القانون التكويني.. مثل قوله تعالى:{ وجعلنا من الماء كل شيء حي} ** وتأتي بمعنى الخلق والاختراع ، كقوله تعالى:( وجعل الظلمات والنور ) أي خلقهما . ثم جعل بينهما نظام التناوب. وكذلك قوله فيما يخص العلاقة الزوجية{ وجعلنا بينكم مودة ورحمة} هذا النظام في الخلقة التكوينية ان تكون في نفس الزوج والزوجة حب وانجذاب لبعضهما فيكون بذلك الجعل قيام الاسرة على الحب والتفاني.

.. اعود الى موضوع النفس{ من انفسكم}قال أمير المؤمنين[ع] في كتابه لابن حُنيف:(وَأَنا مِنْ رَسولِ اللهِ، كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ وَالذِّراعِ مِنَ العَضُدِ):لأنّ الضّوء الأوّل يكون علّةً في الضّوء الثّاني، مثلا الجزء المقابل للشّمس يصير مُضيئاً من الشّمس؟ فالشمس هو الضّوء الأوّل. ووجه الأرض يكون مضيئا منها، فالضّوء الذي على وجه الأرض هو الضّوء الثّاني. وما دام الضّوء الأوّل موجوداً فالضّوء الثّاني موجود، وكلما ازداد الجوّ إضاءةً ازداد وجه الأرض إضاءةً، لأنّ المعلول يتبع العلّة. فشبَّه الامام نفسه بالضّوء الثّاني ،ورسول الله الضّوء الأوّل،قال الرازي في تفسيره(ليس المراد بقوله( أَنفُسَنَا) نفس محمّد (ص)، لأنّ الإنسان لا يدعو نفسه، بل يدعو غيرها، وأجمع العلماء أنّ ذلك الغير كان عليّ بن أبي طالب {ع}فدلت الآية على أنّ(نفس عليّ)هي محمّد.

جاء ابو حنيفة يوما الى الامام الصادق{ع} فراه يمسك عصا. فساله عنها . فقال له الامام انها عصا رسول الله{ص} فقال اتاذن لي ان اقبلها .؟ لان رسول الله مسكها. فحسر له الامام عن ذراعه. وقال له : بدلا من تقبيل العصا قبل ذراعي فانه دم ولحم وعظم رسول الله{ص}

في (المصنف) للصنعاني: قال رسول الله{ص}لوفد ثقيف:(لتسلمنّ أو لأبعث اليكم ــ رجلاً منّي مثل نفسي – فليضرب أعناقكم، وليسبينّ ذراريكم، وليأخذنّ أموالكم)، فقال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلاّ يومئذ، جعلت أنصب صدري رجاء أن يقول: هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ، فأخذ بيده ثم قال: (هو هذا،)في (المصنف) لابن أبي شيبة: (اللهم أنا أو كنفسي، ثم أخذ بيد عليّ)وقال هو هذا).وهذه الرواية منقولة في كتب الجمهور. وهناك رواية ان عمر بن العاص سال النبي{ص} عن احب الناس اليه. فعدد جماعة ولم يذكر عليا{ع} هنا اراد ابن العاص ان يثبت هذه الملاحظة فقال للنبي: يا رسول الله ما ذكرت عليا ضمن الذين تحبهم..؟ فقال له الرسول :{ص} انت سألتني عن الذين احبهم وما سألتني عن نفسي. !!!

** اول شروط الزواج في الاسلام : مقدمة: هناك سؤال يطرح دائما. الزَّواجُ هل هوَ اختيارٌ أمْ قسمةِ؟ ما معنى القسمةِ؟ وهلِ الزَّوجةُ قسمةٌ كما يقولُ بعضُهُمْ؟ الزَّواجُ ليس قسمة بل هو امر اختياري، ولا يوجدُ فيهِ أيُّ جبرٍ منَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقدْ دلَّتْ جملةٌ منَ الأحاديثِ الشَّريفةِ على استحبابِ اختيارِ المرأةِ العفيفةِ، ذاتِ المنبتِ الطَّيِّبِ، وأنْ تكونَ وَلوداً، بمعنى أنْ تلاحظَ قرائِنَها منْ أهلِها هلْ فيهِنَّ صفةُ كثرةِ الولاداتِ أمْ لا. وهناك جملة من الاحاديث التي بين الرسول فيها صحة الاختيار . قال:( ص): (اخْتارُوا لِنُطَفِكُمْ؛، فَإنَّ الْخالَ أَحَدُ الضَّجِيعَيْنِ).لان الجينات الوراثية تنقل عادات اهل الزوجة فتنتقل الى ابناءها. جاء في قول{ص}:(تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ؛ فَإنَّ الْعِرْقَ دَسّاسٌ). جاءَ عنِ الصّادِقِ{ع}: (قامَ النَّبيُّ خَطِيباً، فقالَ: أيُّها النّاسُ، إيّاكُمْ وَخَضْراءَ الدِّمَنِ. قِيلَ: يا رَسُولَ اللهِ، وَما خَضْراءُ الدِّمَنِ؟ قالَ: المَرْأةُ الحَسْناءُ في مَنْبِتِ السُّوءِ).

**نَجِدُ أحاديثَ مثلَها في اختيارِ الزَّوْجِ أيضاً، قالَ{ص}:(إذا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ).فمِنْ مجموعِ هذِهِ الأحاديثِ الشَّريفةِ نفهَمُ أنَّ الزَّواجَ هوَ بالاختيارِ لا بِالجَبْرِ، وَعَلى الإنسانِ أنْ يختارَ الطَّرَفَ الآخرَ بالصِّفاتِ التي حَثَّ عليْها الشَّرْعُ. نَعَمْ، بَعْدَ الاختيارِ وحُصُولِ الزَّواجِ يصِحُّ أنْ نُسمِّيَ هذا الزَّواجَ مِمّا قسَمَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ وقضاهُ، وهذا الأمرُ لا دَخَلَ لهُ بالاختيارِ، بلْ هوَ يدخلُ في العلمِ الغيبي، أيْ إنَّ اللهَ سُبْحانَهُ يعلمُ بأنَّ فُلاناً سيتزوَّجُ فلانةَ مستقبلاً، وهذا العلمُ الإلهيُّ لا جبرَ لهُ في حُصُولِ الزَّواجِ ، ولا يوجدُ جبرٌ حتميٌّ يُفقِدُ الإنسانَ إرادتَهُ في اختيارِ شريكِ حياتِهِ، بلِ الإنسانُ مختارٌ بقراره، لو كانَ الأمرُ جبراً لبطلَ الثَّوابُ والعِقابُ، وبطلَ التَّكليفُ مِنْ أساسِهِ، اما قول الرسول {ص}{ إذا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ).لماذا رد بعض الصحابة حين تقدموا للزهراء. بل قال كلمة عظيمة ان امرها ليس بيدي بل بيد الله.! اما يعرفهم الله.؟.

*** الزواج في الجاهلية قبل الاسلام : كانت العلاقات بين الرجال والنساء في العصر الجاهلي مفتوحة إلى أبعد الحدود وهناك عشر حالات من الزواج : منها نكاح الاستبضاع ونكاح المخادنة ونكاح المضامدة ونكاح الشغار ونكاح المقت ونكاح البدل وهذه العلاقات الزوجية كانت منتشرة بين الشعوب سواء في بلاد فارس او الرومان والاحباش وغيرهم .

سأتكلم عن أنواع الزواج في الجاهلية: 1. نكاح الاستبضاع: ويروي ابن الأثير، إن الاستبضاع نوع من نكاح الجاهلية حيث كانت تنكح المرأة المتزوجة من قبل رجل آخر بموافقة زوجها، ولا يمسها زوجها حتى يتبين إذا حدث الحمل أم لا، وكانت تذهب المرأة إلى شاعراً أو فارس أو شخص ذو مكانة لتنال منه الولد ثم تعود لزوجها وأسرتها، وكان الرجل في الجاهلية يقول لامرأته إذا طهرت من الحيض “اذهبي إلى فلان فاستبضعي منه” وكان يحدث هذا عند العقيم أو ليس له نسب في قومه، والهدف من زواج الاستبضاع هو الحصول ولد فارس او شاعر او يكون له حسب.ولهذا النكاح اسم ثان:(إذا ذهبت المرأة إلى فارس معروف سمي النكاح بـ الاستفحال والمقصود بها صفحات الفحولة، اختفى هذا النوع من الزواج في الجزيرة العربية بعد تحريم الإسلام له. والان يتم اعادته بواسطة النظام العالمي الجديد . تحت عنوان الحرية المدنية.

2. نكاح المخادنة: المخادنة والمقصود بها هي الصاحبة حيث كانت المرأة لها علاقة مع عشيق..ورد في مثل عربي عن المخادنة: “ما استتر فلا بأس به، وما ظهرَ فهو لؤم” نستنتج أن نكاح المخادنة كان يتم بسرية لانه غير محبب بين الناس وقد حرم الإسلام هذا النكاح .يقول تعالى:( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) وقوله تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) ..

** 3. نكاح الشغار :يسميه بعض الناس: نكاح البدل وهو واسع الانتشار في الجاهلية وفي هذا النوع من الزواج كان يزوج الرجل وليته إلى رجل أخر على أن يزوجه الأخر وليته ولا يكون بينهما صداق ولا مهر حيث كانوا يعتبرون أن كل عروس هي مهر للأخرى، وكان العرب يطلقون على زواج الشغار بزواج المقايضة .يقايضون النساء اللاتي تحت ولايتهم, سوء كانت أخت أو بنت حيث كان يقول الرجل “زوجتك بنتي أخي على أن تزوجني ابنتك” ، وقد حرم الإسلام هذا النكاح عن رسول الله{ص} قال: {لا شِغار في الإسلام}، وقال: {الشغار من عمل الجاهلية}.

4ــ نكاح المقت: المقت هو وراثة النكاح حين يموت الاب يتزوج زوجة الاب اكبر ابناءه كونها زوجة ابيه فكما يرث السيف والفرس والبيت يرث زوجته كذلك .وله الحق في منعها من الزواج حتى تموت ، أو يزوجها إلى أحد أخوته ويمكن أن تدفع له الزوجة فدية ترضيه تفدي نفسها بها ليتركها وكان هذا النوع من الزواج منتشر في بلاد فارس وانتشر لدى القبائل العربية وقد حرم الإسلام هذا الزواج وذكر في القرآن “ ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا”.

5ـ نكاح الرهط: وهو ان تتخذ المراة رهطا من الرجال وعددهم من ثلاثة الى عشرة ,و نكاح الرهط الذي انتشر في الجزيرة العربية والهند فيضاجعها كل واحد منهم وعندما تحمل وتضع مولودها ترسل إليهم جميعًا وتنسب المولود إلى من ترغب فيهم أن يكون ابا لمولودها ولا يمكن لأي منهم الاعتراض على هذا أو الامتناع عن الاعتراف به وقد حرم الإسلام هذا النكاح. واشهر شخص في مكة ابن نكاح الرهط هو عمر بن العاص. *** اخيرا أصحاب الرايات: وهن بيوت مشهورة في مكة قبل البعثة وبعدها وهن البغايا, كانت المرأة منهم ترفع الراية أعلى خيمتها لونها احمر يعنى أنها جاهزة فيأتي إليها الرجال. وقد كتب الراحل أسامة أنور عكاشة اشهر المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، عام 2009، تجاوز الخطوط الحمراء بمقال نشره في جريدة الأهرام، بعنوان «أبناء الزنا كيف صاروا أمراءً للمسلمين»، ووضع نفسه في مواجهة أمام الأزهر الشريف، الذي أعلن الحرب على الروائى الشهير، بعد أن نال من شرف أمهات الصحابة والتابعين.

** المعروف ان الامام زين العابدين {ع} تحدث مع يزيد ومن جلس ذلك اليوم في المسجد ان اباءهم وامهاتهم حررها جده رسول الله من هذا الزواج فقال: أنا ابن عديمات العيوب انا ابن نقيات الجيوب انا ابن خديجة الكبرى . انا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء.

** حالات الزواج في الفقه الشيعي: ينقسم الزواج عند الشيعة إلى قسمين: الزواج الدائم والزواج المؤقت. ففي صيغة عقد الزواج المؤقت يجب تعيين المدة ومقدار المهر، وبعد انتهاء المدة ينفصل الزوجان من دون طلاق. اما الزواج الدائم فيجب فيه الرضا والقبول من الزوجين. وهناك شروط اخرى في صحة عقد البكر بحضور وليها.

بعد هذه الجولة في حالات الزواج عند العرب قبل الاسلام. وما يريده الاسلام من المتزوجين في تاسيس عائلة وانجاب ابناء وبنات . يقول الرسول{ص} تزاوجوا وتكاثروا حتى اباهي بكم الامم ..

نجد المجتمع العراقي منذ فترة الربع الاخير من القرن العشرين الى اليوم بسبب الحروب وصعوبة الحياة الاقتصادية وقلة فرص العمل أجبرت تلك الظروف الصعبة، التي يعيشها العراق، الشباب على استبعاد فكرة الزواج، حيث أسهمت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عزوف كثيرين منهم عن تأسيس عائلة، نظراً إلى الغلاء وقلة فرص العمل. وصار الشباب “يستبعد فكرة الارتباط والزواج وتأسيس عائلة، نتيجة الظروف الصعبة، التي يعيشها معظم الشباب العراقي”. وقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي تصفح اراء بعض الشباب عن سبب العزوف عن الزواج.

قال عامل في أحد محلات بيع الملابس، ويتقاضى نحو 20 الف دينار يومياً، تسكن عائلته في منزل بالإيجار، ويعيل والداه اللذان يعانيان من الامراض المزمنة إن “الظروف التي أمر بها لا تجعلني أفكر مطلقا في الارتباط، حيث لا أستطيع توفير أبسط مقومات المعيشة لزوجة وأولاد”. وأكد أن “كثيراً من الشباب لم يفكروا في الارتباط بسبب الظروف الصعبة، وغلاء المهر، وتكاليف العرس، إضافة إلى غلاء الإيجارات، فالرواتب المتدنية، التي يحصل عليها الشاب العراقي لا تؤسس لحياة كريمة”.

** لو سالت والدة البنت التب يرغب الشاب في الزواج منها وشرحت له الوضع الاقتصادي المزرى في البلاد. يجيبك براي لا يعير أي اهمية لراي الاسلام , يقول : وهو راي زوجته : ان الحياة والمتطلبات اختلاف. وهو صادق ولكنه هو يقلد المجتمع ولا يقلد ربه ولا نبيه بما حللوا له تشريع الزواج من البنت المسلمة. في وقت البنات الاخريات في دول الجزار لهن عادات اخرى اقل كلفة . وهن مسلمات كذلك. ولذلك “كثيراً من الشباب والشابات يمتنعون عن الزواج لأسباب لا تعد ولا تحصى، تحت عنوان أسلوب الحياة تغير كثيراً عما كان في السابق، نعم كانت الأمور بسيطة، أما اليوم فكثير من المتطلبات الأساسية غير متوفرة، وغالبية الشباب يسكنون في منازل الأهالي، مما يولد المشكلات بين الأزواج في بعض الأحيان ويتسبب بالطلاق، وإذا لجأ للإيجارات التي المشكلة الاقتصادية الدائمة “. اضافة لهذه المشاكل هناك منظمات تطلق على نفسها منظمات المجتمع المدني وتطالب الرجل بحقوق المرأة . وكان المراة اسيرة حرب والمنظمة تطالب بحقها. ولم تفكر تلك المنظمات يوما ان تعالج مشكلة العنوسة التي هي سبب في ايجادها. خاصة هذه المنظمات افكارها تدفع بعض النساء للطلاق.

**{تدخل الاهل والعشيرة في تحديد بعض المواقف} المعروف ان المجتمع العراقي مجتمع عشائري وله اعراف بعضها يتوافق مع الاسلام وبعضها مخالف للإسلام . يقول تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين} هناك اعمال تركها الاسلام للعرف , فلو صحت بينهم كعرف مقبول , فالإسلام يقبل به. مثلا تحديد المهر. لو اتفقوا على اهداء الزوجة مصحف او خاتم من حديد فانه يصح في الاسلام, واحيانا تتدخل العشيرة للإصلاح بين الزوجين, فان الاسلام يقر ذلك التدخل. ولكن يكون الطرفان بسبب الظروف الاقتصادية يضطر الزوج الى تاخير اعلان حفل الزواج.

لآنه يعيش تحت ضغط كبير وظروف قاهرة. وبما انهما قد عقدا الزواج بينهما واصبحت حليلته, ويكون بينهما حب وانجذاب. ويختلي بزوجته فواقعها قبل اعلان حفل الزواج. هنا تقع الكارثة . فبدلا من الاسراع في حفل العرس يكون مماطلة وقد يظهر الحمل على الزوجة. او هي بعد القيام بهذا العمل تخاف من الفضيحة لو تركها قبل العرس ستكون في نظر اهلها ونظر المجتمع انها{وقعت في شبهة} والمجتمع لا يرحم البنت . والمصيبة لو انكر الزوج قيامه بهذا العمل. ما هي النتائج.؟؟. فمن هو المسبب لتأخير الزواج..؟ هل هي تكاليف اقامة حفل الزواج.. الحلاقة والملابس التي لا طائل منها او القاعة التي تؤجر واصبح اصحاب القاعات من كبار التجار بسبب شروط الامهات .!! ولكن الزوجة والزوج هو الذي تحمل الماساة. هنا نوصي العوائل ان يجعلوا للزوج فرصة الاختلاء بالزوجة خارج بيت اهل الزوجة. واذا اضطرت الامور ان تخرج معه ان يذهب معهم امرأة كبيرة او احد اخوانها. للحد من شبق اللقاء .

** كان رسول الله يوصي الرجال ان يزوجوا بناتهم الى الكفوء وصاحب الدين . ولم نسمع ان مسلما من الصحابة او اصحاب الائمة قام بحفلة صاخبة واعتبره المجتمع انه بيت { راقي ومتحضر} قال الباقر:كَانَ رجل مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ يُقَالُ لَهُ جُوَيْبِرٌ ، أَتَى النبي{ص} أَسْلَمَ و حَسُنَ إِسْلَامُهُ ، فَضَمَّهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لِحَالِه وفقره وأَمَرَهُ أَنْ يَلْزَمَ الْمَسْجِدَ ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ فنظر رسول الله إِلَى جُوَيْبِرٍ ذَاتَ يَوْمٍ ورق عَلَيْهِ . وقال له :يَا جُوَيْبِرُ ، لَوْ تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً فَعَفَفْتَ بِهَا وأَعَانَتْكَ عَلَى دُنْيَاكَ وَ آخِرَتِكَ ؟فَقَالَ جُوَيْبِرٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يَرْغَبُ بِيَّ ، لا حَسَبٍ وَ لَا نَسَبٍ وَ لَا مَالٍ وَ لَا جَمَالٍ ، فَأَيَّةُ امْرَأَةٍ تَرْغَبُ فِيَّ !فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ( ص) : يَا جُوَيْبِرُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ بِالْإِسْلَامِ مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَرِيفاً ، وَ شَرَّفَ مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضِيعاً ،ثُمَّ قَالَ لَهُ : انْطَلِقْ إِلَى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ فَإِنَّهُ مِنْ أَشْرَفِ بَنِي بَيَاضَةَ وقُلْ لَهُ إِنِّ رَسُولُ الله يَقُولُ لَكَ زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ الذَّلْفَاءَ .فَانْطَلَقَ جُوَيْبِر إِلَى زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ ، فِي مَنْزِلِهِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ عِنْدَهُ ، فَاسْتَأْذَنَ ، ، فَأَذِنَ لَهُ .ثُمَّ قَالَ : يَا زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ ، إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكَ فِي حَاجَةٍ لِي ، فَأَبُوحُ بِهَا ، أَمْ أُسِرُّهَا إِلَيْكَ ؟فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : بَلْ بُحْ بِهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ شَرَفٌ لِي وَ فَخْرٌ .فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لَكَ : زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ الذَّلْفَاءَ فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : أَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ إِلَيَّ بِهَذَا ؟!قَالَ : نَعَمْ ، مَا كُنْتُ لِأَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ(ص) فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : إِنَّا لَا نُزَوِّجُ فَتَيَاتِنَا إِلَّا أَكْفَاءَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَانْصَرِفْ يَا جُوَيْبِرُ حَتَّى أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ فَأُخْبِرَهُ بِعُذْرِي.فَانْصَرَفَ جُوَيْبِرٌ وَ هُوَ يَقُولُ : وَ اللَّهِ مَا بِهَذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَ لَا بِهَذَا ظَهَرَتْ نُبُوَّةُ مُحَمَّدٍ .فَسَمِعَتْ ابنتهُ الذَّلْفَاءُ وهِيَ فِي خِدْرِهَا .فَأَرْسَلَتْ إِلَى أَبِيهَا فَدَخَلَ إِلَيْهَا فَقَالَتْ لَهُ : مَا هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنْكَ تُحَاوِرُ جُوَيْبِراً ؟!َقَالَ لَهَا : ذَكَرَ ان رَسُولَ اللَّهِ يقول :زَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكَ الذَّلْفَاءَ !فَقَالَتْ لَهُ : وَ اللَّهِ مَا كَانَ جُوَيْبِرٌ لِيَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَابْعَثِ الْآنَ رَسُولًا يَرُدُّ عَلَيْكَ جُوَيْبِراً .فَبَعَثَ زِيَادٌ رَسُولًا فَلَحِقَ جُوَيْبِراً .فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : يَا جُوَيْبِرُ اطْمَئِنَّ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكَ ثُمَّ انْطَلَقَ زِيَادٌ إِلَى الرَسُولِ وقَالَ لَهُ سيدي إِنَّ جُوَيْبِراً أَتَانِي بِرِسَالَتِكَ وفيها تامرني ان ازَوِّجْ جُوَيْبِراً ابْنَتَكي الذَّلْفَاءَ ، فَلَمْ أَلِنْ لَهُ بِالْقَوْلِ ، وَرَأَيْتُ لِقَاءَكَ ، وَ نَحْنُ لَا نَتَزَوَّجُ إِلَّا أَكْفَاءَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ.فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : يَا زِيَادُ ، جُوَيْبِرٌ مُؤْمِنٌ ، وَ الْمُؤْمِنُ كُفْوٌ لِلْمُؤْمِنَةِ ، وَ الْمُسْلِمُ كُفْوٌ لِلْمُسْلِمَةِ ، فَزَوِّجْهُ يَا زِيَادُ وَ لَا تَرْغَبْ عَنْهُ . وتم زواج جويبر الفقير من اجمل بنات المدينة واغناهم مالا. وليس له مؤهلات الا الايمان والاسلام.فَخَرَجَ زِيَادٌ ، فَأَخَذَ بِيَدِ جُوَيْبِرٍ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى قَوْمِهِ ، وَزَوَّجَهُ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثمَّ قَالُوا لَهجويبر : أَ لَكَ مَنْزِلٌ فَنَسُوقَهَا إِلَيْكَ ؟فَقَالَ : وَ اللَّهِ مَا لِي مِنْ مَنْزِلٍ وَهَيَّئُوا لَهَما مَنْزِلًا ،وفِرَاشاً وَ مَتَاعاً وأُدْخِلَتِ الذَّلْفَاءُ فِي بَيْتِهَا ، وَأُدْخِلَ جُوَيْبِرٌ عَلَيْهَا مسرورا.وابوها فرحا يشكر الله على نعمة الاسلام . ان خطب ابنته رسول الله واختارها من بين بنات المسلمين..

*** عندنا في كربلاء شاب في مرحلة الزواج, ولكن لم يفرح عمه ولا امه

وسار إلى حيثُ الجيوشُ مُقارعاً *** ذوي بغضةٍ لا يفقهونَ العقائدا يُذكّرُهم بالأطهرينَ أَرُومةً ***** ولكنهم صَمُّوا وعَقُّوا الأماجدا وكانَ هُدى الحسَنِ الزكيِّ مُدافِعاً **** عن السِّبطِ عَمَّاً يستزيدُ مَراشِدا يُنادي بهم إنَّ الحسينَ زعيمَنا ***** صدوقٌ لهُ رُوحي الفِداءُ مُسانِدا

ــــــــــــــــــــــــ

بجه اوناداه يا جاسـم اشبيدي// يا ريت السيف كبلك حز وريدي/// هان الكم تخلوني اوحيــدي/// اوعلى خيمي يعمي الخيل تفتــر////ثمّ حمله على صدره- ورجلا القاسم تخطّان الأرض- فجاء به إلى الخيمة ووضعه بجانب ابنه عليّ الأكبر والقتلى من أهل بيته.

جابه الخيمة اعيالـه // اوحطه ابصف علي الأكبر// قعد ما بينهم يبكـي // وعليهم قام يتحســر//نوبه ايعاين اوليـــــده // اونار الحزن بيه تسعر/ اونوبه يعاين الجاسم // يقله والدمــع ســـاجم //يعمي اعلى الترب نايم //وانت زهــرة اخيامـــي// او بدر السـعد وهلالـــه.

يريت إوياك ما ظل يوم بعداك

يجاسم يا جرح الدلاّل بعداك

أظل انحب يـَيـُمـّه دوم بـِعداك

لأن ويّاك ذبحوها الزﭽيــّه

الشيخ عبد الحافظ البغدادي

18/10/2023