18 ديسمبر، 2024 7:21 م

مجلس حسيني ـــ الرجعة قبل القيامة في القران والسنة

مجلس حسيني ـــ الرجعة قبل القيامة في القران والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}[النمل: 82]

لو نظرنا الى الآيات المباركة وما قيل عنها من تفسير ، يلاحظ أنّ هناك ثلاثة أحداث مهمّة هي علامات تقع بين يدي الساعة وهي قبل قيام القيامة والنفخ في الصور وخروج الناس من الاجداث.!!

** الحدث الاول :إخراج دابّة من الأرض : ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) من هي الدابة وما معناها . ولماذا جعلها الله من اشراط قيام الساعة.

الحدث الثاني : الحشر الخاص : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ). ثم يأتي الحدث الاخير الثالث: نفخة النشور فتقوم القيامة سنتحدث عن تلك الآيات بدلالة واضحة علىٰ الإعتقاد بالرجعة وعلىٰ النحو الآتي :

الآية الاُولىٰ تتعلّق بالوقائع التي تحدث قبل يوم القيامة باتّفاق المفسّرين ، قال رسول الله {ص}« إنَّ بين يدي الساعة الدجّال والدابّة ويأجوج ومأجوج والدخان وطلوع الشمس من مغربها » .وورد في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعتُ رسول الله{ص} يقول : « إنَّ أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابّة ضحىً »..

** ما هي دابّة الأرض ؟: معنى الدابّة في اللغة تطلق علىٰ كلِّ ما يدبُّ ويتحرّك علىٰ وجه الأرض من إنسان وحيوان وغيره ،لان بعض السفهاء يتندرون حين يذكر علماء الشيعة ان الدابة المشار اليها في تراث اهل البيت{ع} هو الامام علي بن ابي طالب{ع} فيضحكون” بجهلهم البعيد عن القران” والجاهل يستهزيء بالقران دائما.. انظر الى قوله تعالى ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا )وقوله تعالى : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ ) يقول الزمخشري والطبري في تحديد الرزق: على الله رزقها ” ما ” نفي ” من ” زائدة ” دابة ” ” إلا على الله رزقها ” ” على ” بمعنى من الله رزقها.. واشارت ايات عديدة لهذا المعنى كقوله تعالىٰ : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ) ، وفي اية اخرى قوله( وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ) وقد ذكرت الدابّة التي في قوله ( دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) بشكل مجمل ، والوصف الوحيد بإنسانيتها أنّها تكلّم الناس ، أمّا سائر أحوالها وخصوصيّاتها وكيفيّة ومكان خروجها ، فإنّها مبهمة في ظهر الغيب ولا يفصح عنها إلّا المستقبل.

**الروايات الواردة بشأن تفسير هذه الآية كثيرة ، ولو صحّ انها عن الرسول{ص} قبلت ، وإلّا لم يلتفت إليها ، ويمكن تلخيص مضمون هذه الروايات في نقطتين :

۱ ـ طائفة من الروايات تدل علىٰ أنَّ هذه الدابّة كائن حيّ غير معروف ومن غير جنس الإنسان ، ولها شكل مخيف ، فهي ذات وبر وريش ومؤلّفة من كلّ لون ، ولها أربع قوائم ، ولها عنق طويل يبلغ السحاب ، ويراها من بالمشرق ومن المغرب تخرج في آخر الزمان من الصفا ثم الصقوا فيها كل خرافات الدنيا فقالوا: هي من جياد أيّام التشريق ، لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب ،هنا اذكر اراء المذاهب الاسلامية .

** عَنْ قَتادَةَ: ﴿وإذا وقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ﴾ قالَ: إذا وجَبَ الامر عَلَيْهِمْ، ﴿أخْرَجْنا لَهم دابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ ولم يبين متى يوجب عليهم القول في بَعْضِ القِراءَةِ: (تُحَدِّثُهم تَقُولُ لَهم: إنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) . أخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قالَتْ: سَألْتُ أبا العالِيَةِ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وإذا وقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أخْرَجْنا لَهم دابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ ما وُقُوعُ القَوْلِ عَلَيْهِمْ؟ فَقالَ: أوْحى اللَّهُ إلى نُوحٍ أنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إلّا مَن آمَنَ. قالَتْ: فَكَأنَّما كَشَفَ عَنْ وجْهِي شَيْئًا.{ أي علاقة بالجواب بين حوادث ستقع قبل قيام الساعة وبين اخبار الله لنوح بعدد المؤمنين.؟!!

**الراي الثاني: راي يقول ان الدابة وجهها كوجه إنسان وجسمها جسم طير ، وأنّها تصرخ بأعلى صوتها بلسان عربي واضح: ( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ) وهذه الدابة معها عصا موسى.. وخاتم سليمان ، وتميّز بهما بين المؤمنين والكافرين ، فتنكت وجه المؤمن بالخاتم فتكون في وجهه نكتة بيضاء تضيء وجهه ، وتنكت أنف الكافر بالعصا فتكون في وجهه نكتة سوداء يسودّ بها وجهه .

الراي الثالث :يقول:أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب{ع}هو مصداق لهذه الآية ، فقد روي بالاسناد عن سفيان بن عيينة ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، أنّه قال : دابّة الأرض عليّ عليه السلام ميزان الإعتدال ، للذهبيج ١ :ص ٣٨٤ دار المعرفة…..

رواية في الكافي : عن الشيخ الكليني عن الإمام الباقر{ع}قال : « قال أمير المؤمنين{ع}:إنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي “صاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس »(الكافي ١ : ١٩٨ / ٣ باب أنّ الأئمّة عليهم السلام هم أركان الأرض. ).

عن الصادق{ع} قال : « قال رجل لعمّار بن ياسر ، يا أبا اليقظان ، آية في القران أفسدت قلبي وزادت شكي قال عمار :ما هي ؟ قال:( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) فأيّة دابّة هذه ؟(تفسير القمي ج٢ : ١٣١. ومجمع البيان ٧ : ٣٦٦.). قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّىٰ أُريكها ، فجاء عمّار مع الرجل إلىٰ أمير المؤمنين {ع}وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال : يا أبا اليقظان ، هلمّ ، فجلس عمّار ، وأقبل يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام قال له الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان ، حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّىٰ ترينيها. قال عمّار : قد أريتكها ، إن كنت تعقل »(تفسير القمي ٢ : 131..روي أيضاً عن الصادق{ع}قال:« انتهى رسول الله{ص}إلىٰ أمير المؤمنين{ع}وهو نائم في المسجد ، وقد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، فحرّكه ثم قال له : قم يا دابّة الأرض.فقال رجل : يا رسول الله ، أيسمي بعضنا بعضاً بهذا الاسم ؟ قال : لا والله ،هي له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله تعالىٰ في كتابه : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ).وروي عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت علىٰ أمير المؤمنين{ع} وهو يأكل خبزاً وخلّاً وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، قال الله عزّ وجلّ : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) الآية ، فما هذه الدابّة ؟ قال عليه السلام : « هي دابّة تأكل خبزاً وخلّاً وزيتاً ».

*** الراي الرابع : يقول أبو الفتوح الرازي في تفسيره : طبقاً للأخبار التي جاءتنا عن طريق الأصحاب ، فإنَّ دابة الأرض كناية عن المهدي صاحب الزمان (عج)… {يمكن أن يستفاد من مفهوم دابّة الأرض انه مفهوم واسع ينطبق علىٰ أيّ إمام عظيم يرجع في آخر الزمان ، ويميّز الحقّ عن الباطل والمؤمن من الكافر ، وهو آية من آيات عظمة الخالق. والتعبير الوارد في الروايات المتقدّمة بأنّ معه عصا موسىٰ هذه ترمز إلىٰ القوّة والإعجاز ، وخاتم سليمان يرمز إلىٰ الحكومة الإلهيّة ، باعتبار كون الدابّة إنساناً مسدّداً بالقدرة الإلهيّة العظيمة بحيث يكون آية للناس ، إضافة إلىٰ ذلك فإنّ قوله تعالىٰ : ( تُكَلِّمُهُمْ ) .. في نفس المفهوم بالرجعة يقول تعالى اثناء تلك الحوادث : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ).

اذن الاية واضحة الدلالة تشير الى حدث عظيم في الكون . فلا بد ان تلحقها حوادث تابعة ومكملةاولها 🙁 أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ) تتعلّق بالحوادث التي تقع قبل يوم القيامة ، وذلك باتّفاق المفسرين ، ثم تاتي آية الحشر الخاصّ ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) مكملة لها ومرتبطة بها من حيث التسلسل الزمني للأحداث … ولو اتفق ان قال احدهم ان الحشر من كل امة فوجا يكون يوم القيامة..؟ نقول: للقيامة مقدمات مهولة تختلف عن الرجعة .. اليك الادلة من كتاب الله : اهتم به القرآن والسنة النبوية، بما يسبق البعث من أهوال، تتمثل في زلزلة الأرض، ونسف الجبال، وتكوير الشمس، وتفجير البحار، وتناثر النجوم، وتبعثر القبور، وغير ذلك من الأحداث، التي تقع يوم القيامة.قوله:(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ} ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } ، وقال تعالى : { فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير }( 9) . فهو حدث عظيم ، وأمر جليل ، كيف لا وهو مقدمة وبداية ليوم القيامة ، الذي تشيب فيه الولدان ، و{ تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }. تلاحظ لهجة القران هنا فيها تشدد ورعب .مثل قوله :

{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ*وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ*وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ*وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ*وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ*وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ* وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ*وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ* وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ* وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ*وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ*عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) هذه السورة جمعت كل مقدمات القيامة .. يقول المفسرون: ” إذا الشمس كورت “تكورت انطفات وذهب وهجها,” وإذا النجوم انكدرت ” النجوم تتناثر ويذهب نورها,” وإذا الجبال سيرت ” سيرت عن وجه الأرض ونسفت وصارت هباء منبثا,” وإذا العشار عطلت ” العشار هي النوق الحوامل تركت وأهملت ,بسبب الرعب .” وإذا الوحوش حشرت “وإذا الحيوانات الوحشية جمعت واختلطت , ليقتص الله من بعضها لبعض,” وإذا البحار سجرت “وإذا البحار ملئت حتى فاضت, فانفجرت وسالت,” وإذا النفوس زوجت ” تقرن النفوس بأمثالها ونظائرها, تقرن بنا اعمالنا ” وإذا الموءودة سئلت ” المؤودة الطفلة المدفونة حيه سئلت يوم القيامة سؤال لوائدها :” بأي ذنب قتلت “بأي ذنب دفنت؟ ” وإذا الصحف نشرت “وإذا صحف الأعمال عرضت, ” وإذا السماء كشطت “وإذا السماء قلعت وأزيلت من مكانها,” وإذا الجحيم سعرت “وإذا النار أوقدت فأضرمت,” وإذا الجنة أزلفت “وإذا الجنة دار النعيم قربت من أهلها المتقين,” علمت نفس ما أحضرت “سيقع ذلك كله.. عندها تتيقن النفس وتجد انها في ساحة الجزاء تجد كل نفس ما قدمت من خير أو شر.في اخر الاية يقول تعالى :” إنه لقول رسول كريم ” الرسول الكريم محمد{ص}وقوله من قول القرآن لتبليغ رسول كريم- والمبلغ هو جبريل عليه السلام-,

**إذن هناك حشران حشر يجمع فيه من كلِّ أمّة فوجاً وهو الرجعة ، وحشر يشمل الناس جميعاً وهو يوم القيامة ، وبما أنّه ليس ثمة حشر بعد القيامة إجماعاً فيتعيّن وقوع هذا الحشر بين يدي القيامة.اي قبلها ..وأنّ الآية تدلُّ علىٰ حشر فوج من كلِّ أُمّة من أُمم البشريّة ممّن كان يكذّب بآيات الله و( مِن )تفيد التبعيض ، وهذا يعني الاستثناء ، وقد دلّنا الكتاب الكريم علىٰ أنّ يوم القيامة لا يختصّ بقوم دون آخرين ، ولا بجماعة دون أُخرىٰ ، بل يشمل الجميع دون استثناء ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ) من خلال ما تقدّم يتّضح الكلام ان ذلك اليوم علامة بين يدي الساعة. وهي الرجعة التي تعتقد بها الشيعة الأمامية في حقّ جماعة خاصة ممّن محضوا الكفر أو الإيمان ، وتعني عودة هذه الجماعة للحياة قبل يوم القيامة ، أما خصوصيّات هذه العودة وكيفيّتها وطبيعتها وما يجري فيها ، فلم يتحدّث عنها القرآن الكريم ، بل جاء تفصيلها في السُنّة المباركة ، ونحن نستدل على الرجعة كم خلال احاديث الأئمّة{ع} .واستدلّ أئمة الهدىٰ{ع}بهذه الآية علىٰ صحّة الإعتقاد بالرجعة ،روي أبي بصير .قال : قال لي أبوالباقر{ع}: « ينكر أهل العراق الرجعة ؟ » قلتُ : نعم ، قال :وهل قرئواالقرآن ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ » ..روىٰ علي بن إبراهيم ، عن الصادق{ع} قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ ». قلتُ : يقولون إنّها في القيامة .قال{ع} : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلِّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ إنّما آية القيامة قوله : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) »

*** متابعة الروايات ومناقشتها: لا بد من الرجوع الى مصادر التشريع التي تبين هذه العقيدة الدينية .. راي المذاهب السنية :.ينكر فقهاء السنة الرجعة جملة وتفصيلا ويستدلون على نصوص قرانية منها قوله{ قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وفي اية اخرى قوله{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} .. مناقشة هذه الاراء وما راي القران بالموضوع ..

اولا في قوله تعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) قال : فيقول الجبار : ( كلا إنها كلمة هو قائلها ) هذه الاية واضحة المعالم انها عند قبض الروح قبل الموت ولا علاقة للرجعة في الاية ولكن محمد ناصر الالباني اعتبرها تنقض الرجعة ووقع في خطأ فادح حين اعتبرها دليلا ضد الرجعة .

الاية الثانية :قال الثوري ، عن السدي: ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) قال :{ يحييكم في القبر ، ثم يميتكم} لم اجد احدا منهم يناقش السدي الي ذكر تفسيره الطبري كيف يحي الانسان في القبر ومتى يميته. انه هروب الى الامام حتى لا يقر بامامة المهدي المنتظر{عج} وعندنا احاديث عن ائمة الهدى {ع} فقد رود عن الإمام الصادق{ع}: “ليس منّا مَنْ لم…يؤمن برجعتنا”.[ – المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج53، ص 171.]. ومن الاداب التي ادب بها الصادق[ع] شيعتهم في الزيارة :علمهم كيفية زيارة الحسين [ع] يقول الزائر:”…وأشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن” (الاياب العودة والرجوع) وفي زيارة آليس عن الناحية المقدّسة: “.وأنّ رجعتكم حقّ لا ريب فيها” ***الرأي الثاني: هي رجعة الحكم :أَوَّلَ جماعة من الشيعة أحاديث الرجعة هي رجعة الحكم لأهل البيت{ع}ورد عليهم السيد المرتضى أنّ تأويل هؤلاء بسبب عجزهم عن الدفاع عن قضيّة الرجعة، قال: “…فأمّا من تأوَّل الرجعة من أصحابنا على أنّ معناها رجوع الدولة والأمر والنهي، دون رجوع الأشخاص، وإحياء الأموات، فإنّ قومًا من الشيعة لمّا عجزوا عن نصرة الرجعة، وبيان جوازها، عوَّلوا على هذا التأويل للأخبار الواردة في الرجعة”، وقال الشيخ الطبرسيّ: “…على أنّ جماعة من الأمامية تأوّلوا في الرجعة على رجوع الدولة والأمر والنهي دون رجوع الأشخاص لما ظنّوا أنّ الرجعة تنافي التكليف”.وهذا ما يفتح المجال لمناقشة ما استشكل به على القول برجعة الأجسام .إشكالات حول رجعة الأجسام:..

الإشكال الأوّل: إنّ القول برجعة الأجسام يتنافى مع التكليف الإلهيّ للإنسان، إذ كيف يكلَّف الإنسان بعد أن عرف الحقيقة؟الجواب: * ليس في الرجعة تكليفًا لجميع الراجعين، إنّما الرجعة لإذلال بعض، وإعزاز آخرين برجوع الإمام| ودولته.وحالهم كحال الراجعين الذين أحياهم النبيّ عيسى{ع} بعد موتهم، وعاشوا مع الناس، فإنّه من الطبيعيّ أنّهم عاشوا كغيرهم من المكلّفين، إضافةً إلى أنّ مشاهدة الحقيقة ومعرفة الحقّ لو كانت مانعة من التكليف، فكيف نفسِّر حال أولئك الذين رأوا..بأمّ أعينهم المعجزات الباهرة كفلق البحر لموسى{ع}، وتحوُّل عصاه إلى حيّة!!

الإشكال الثاني: كيف يعود الكفار بعد الموت إلى طغيانهم، وقد عاينوا عذاب الله تعالى في البرزخ، وتيقّنوا بذلك أنّهم على باطل؟الجواب:

ليس من المعلوم أنّهم سيعودون إلى طغيانهم، بل قد تكون العودة للمحاكمة فقط، ولرؤية الإمام| ودولته التي طالما كانوا عقبة أمام تحقيقها، ممّا يزيد عذابهم النفسيّ.قال السيد المرتضى: “اعلم أنّ الذي تذهب الشيعة الإماميّة إليه أنّ الله تعالى يعيد، عند ظهور إمام الزمان المهديّ عليه السلام، قومًا ممّن كان قد تقدّم موته من شيعته، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته. ويعيد أيضًا قومًا من أعدائه، لينتقم منهم،ويمكن تعميق فلسفة الرجعة من خلال استحضار هدف خلق الله تعالى للإنسان وهو أن يسير في طريق كماله،؟؟..

واجه نبيّ الله نوح {ع} مجتمعًا بشريًّا لا يؤمن بالتواصل بين الله والإنسان عبر الرسل،وقد استطاع نوح {ع}أن يبني المجتمع المؤمن بذلك التواصل في من بقي معه في السفينة. مع الله.. وكان الثمن طوفان اجتاح الارض ومن عليها ولم ينجو من الغرق الا المؤمنون برسالة نوح {ع} … فلا يستبعد ان تكون نتيجة سيادة الاسلام لرسالة محمد{ص} من خلال الرجعة بقيادة مولانا الامام المهدي المنتظر.. رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين : ج۱۳ ص ۱٥۱ ، وحكم بصحته . روي عن النبي{ص} انه قال : « إنّما مثل أهل بيتي فيكم كسيفنة نوح ، مَن ركبها نجا ، ومَن تخلّف عنها هلك ». رواه أكثر من مائة عالم من علماء السنة ، منهم : مسلم في صحيحه ، وأحمد بن حنبل في مسنده وأبو نعيم الأصبهاني وابن عبد البرّ في الإستيعاب وغيرهم ..

**** هل يعذب الانسان مرتين ؟ في يوم الرجعة ويوم القيامة ..؟ للتوضيح هناك جرائم مختلفة نتناولها بموجب القران الكريم ..بعضها ذنب يستحق أن يقام عليه الحد في الدنيا ،فإذا أقيم عليه هذا الحد ، لا يعذب في الآخرة وهناك ذنوب تغتفر بالدعاء ؟ وهي التي تتعلق بين الانسان وربه .وهناك ذنوب ،يعذب عليها في الدنيا والآخرة ، وبعضها في الدنيا فقط ؟. هذه هي العدالة الالهية .. انظر للاية الكريمة ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا).. اية اخرى تقول﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) بينما بقية الذنوب يغفرها الله لمن يشاء.

جاء في قوله عن الذين يكذبون القران والرسول: {فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}عذاب{ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فافتضحوا عند اللّه وعند خلقه { وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } ذنب هؤلاء التكذيب، فيصيبهم عذاب الخزي في الدنيا وعذاب الاخرة اكبر. جاءت ايات تبين الخزي قوله [ ولا تخزنا يوم القيامة] وقوله [وليخزي الفاسقين ]، وقال: ولا تخزون في ضيفي]يقول الفقهاء الخزي احيانا في القول الذي يؤدي للذل والهوان كمن ينشر الكذب والرذيلة مقابل الذل تاتي كلمة {هون}: الهون والذل لله، ويكون محمودا، ومتى كان من غيره يقال له:الهوان، والذل، ويكون مذموما.

**روي المفضل بن عمر قال : سمعت الصادق{ع} يقول:« وتظهر الأرض من كنوزها حتى تراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك يستغنى الناس بما رزقهم لله من فضله ».وفي رواية انه يظهر في مكة ويحظر معه اصحابة القادة من كل بقاع الارض وعددهم 313 قائدا ويكون في حالة ضعف ..

جاء في روايات أئمة أهل البيت (ع) تصور حركة الإمام المهدي(عج) بعد الظهور المبارك* أشارت يسير من مكة الى الكوفة فينزل في نجفها، ثم يفرق الجنود منها في الأمصار.ذكر القندوزي الشافعي من أمارات خروجه مناد ينادي {ألا إن صاحب الزمان قد ظهر}، وهو في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، فلا يبقى راقد إلا قام، ولا قائم إلا قعد، وإنه يخرج في شوال في وتر من السنين، ويبايعه بين الركن والمقام ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من الاخيار، كلهم شبان لا كهل فيهم، ويكون دار ملكه الكوفة، ويبنى له في ظهر الكوفة مسجد له ألف باب. وروى عن الباقر {ع}قال:

كأني بالقائم {ع} على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد. .يدخل الكوفة وقد اضطربت، فتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك، ثم يأمر ان يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهرا يجري إلى الغريين.. حتى ينزل الماء في النجف، ثم يتوجه الى كربلاء… العالم كله ينظر اليه يصل الى الصحن الشريف يقف امام القبر. يزور جده الحسين{ع} مخاطبا اياه السلام عليك ايها الغريب المظلوم .. السلام عليك يا جداه . فياتيه الجواب من داخل القبر وعليك السلام ولدي .راعي الثار ما يظهر علامه //و ينشر لليتانونه علامه // نسه بمتون عماته علامه // بضرب اسياط زجر وجور اميّه ــــ ثميتقدم صوب قبر ابي عبد الله :…

ايده يمدها بالكبر ضنوة المبرور .. من صوب نحر حسين ولا دمومة تفور .. يطلع رضيعه الذي بالسهم منحور.. يطلع رضيعه اللي انذبح بالغاضرية وتطلع الجثة بلا راس .. ويموج وادي كربلا من ضجة الناس .. ويمشي ابو صالح المهدي لكبر عباس .. يوكف على ذاك البطل حامي الشريعة

يسلم على عمه العباس : السلام عليك يا قطيع الكفين .. السلام عليك يا ساقي عطاشا كربلاء.

..ومن الضريح يكوم حماي الوديعة … ويشاهدون الناس كفينه كطيعه .. وتزيد ضرب الروس وتزيد الفجيعة .. وتصير ضجة توصل السبعة العلية