23 ديسمبر، 2024 10:22 ص

مجلس حسيني ــــ أكاذيب على مسلم بن عقيل (ع)

مجلس حسيني ــــ أكاذيب على مسلم بن عقيل (ع)

قضية تزوير مقتل الإمام الحسين (ع) الذي كتبته الطغمة الأموية ونجحت به نجاحا كبيرا يبدأ من حركة مسلم بن عقيل (ع) .. فقد مرر الكُتاب قصة مسلم بن عقيل بشكل درامي يوحي ان مسلم بن عقيل لا يستحق كلمة الإمام الحسين (ع) التي قالها فيه : إنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي والمفضل عندي من أهل بيتي مسلم بن عقيل ، وأمرته أن يكتب لي بحالكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم، وهو متوجه إليكم إن شاء الله، (فإن كنتم على ما قدمت به رسلكم) فإن كتب إليّ أنه قد اجتمع رأي ملئكم على مثل ما قدمت به رسلكم)فقوموا مع ابن عمّي وبايعوه ولا تخذلوه، فإني أقدم إليكم وشيكاً إن شاء الله، فلعمري ما الإمام القائم بالقسط، على ذات الله، الذي يحكم بغير الحق ولا يهتدي سبيلاً والسلام”.

هذه الرسالة مزورة جملة وتفصيلا من عدة وجوه .. نذكر منها

اولا :.. يتبين من الرسالة من الثورة ضد يزيد لم تكن حسينية بل كوفية , لان الذين حركوا الحسين (ع) هم اهل الكوفة .. هذا يعني انهم اكثر شعورا بالغيرة من الحسين على الاسلام الى درجة انهم نبهوه على الثورة .. وهذا يتعارض مع حوادث ذكرها المؤرخون وهي كالتالي ..

**تحقق أمران في كتابة التاريخ الحسيني , الأول حين قتل الأمويون الحسين {ع} وأصحابه في ملحمة كربلاء ..! وقتلوه مرة أخرى في التوثيق عن الثورة , بذلك قتل مرتين بالسهم والسيف , والأخرى بالقلم والرواية , وقتله الشيعة حين اعتمدوا جميع الروايات التي لا أساس لها في المصادر الإسلامية , ولم يحققوا في كل الروايات كما يحققون الروايات التي يستخرج منها فقهائهم حكما شرعيا , فجاءت روايات لطم الخدود ونشر الشعور وغيرها مما لا يرضاها العقل والتاريخ .(ولاذكر لك السبب – الخبر الذي نقله صاحب البحار , كان بدون سند , أخذه من الطريحي والاسفرائيني ..ولا سند له في جميع الكتب التاريخية . وحين نقله صاحب البحار في ج 45 ص 114 .. لم يذكر سند الرواية , وكان هدفه جمع الأخبار وتوثيقها في بحاره , لذا لا يعتبر كتابه دليلا علينا يجب الأخذ به ” ثانيا :.. لم نسمع في تاريخ العرب ان من يتخذ دليل بعد فترة يضل الدليل دربه , وبشكل يؤدي به ان يموت من العطش , لا توجد قافلة تقطع الصحارى وهي غير متزوده بالماء .. ولو سلمنا ان الجاعة الادلاء لم يكونوا موفقين باختيار الطريق , وماتا في الطريق بسبب العطش.. اذن كيف بقي مسلم بن عقيل(ع) حيا ثم كتب رسالة للحسين (ع) ان يعفيه من المهمة ويستبدله بغيره .

اذن من هنا بدات سيناريو الكذب والتزوير على الثورة الحسينية ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقطة أخرى ورواية أخرى كاذبة …..

رواية كاذبة ويرددها الشيعة , ان عقيل طلب من معاوية مالا ليتزوج بها .. فساله معاوية ولماذا تريد الزواج . فيجيبه حتى تلد لي غلاما يقاتل ولدك يزيد , فيضحك معاوية ويعطيه المال فيتزوج عقيل ثم يلد له مسلم (ع) الذي قاتل يزيد ..!!

هذه رواية لا تثبت ابدا ..! لان معاوية بن ابي سفيان وصل للحكم كما تقول الروايات بعد موت اخيه يزيد بن ابي سفيان والي عمر على الشام .. ورد في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي

يزيد بن ابي سفيان أخو معاوية من أبيه أسلم يوم الفتح وهو من الطلقاء , وكان يعامله رسول الله من اهل الصفة ممن ياخذ راتبا من اجل إسلامه .. وأول من استامره ابو بكر , مع خالد بن الوليد في حروب الردة وحروب المعارضين للخلافة بالسقيفة ..واعتبره احد كبار اهل مكة فقد اشركه في حرب الروم ضمن الأربعة الذين ندبهم أبو بكر لغزو الروم عقد له راية أبو بكر ومشى معه تحت ركابه يسايره ويودعه ويوصيه وما ذاك ..ويبدو انه مناه الشام ..

ولما فتحت دمشق سنة 13 هـ .. ي صفر 13هـ، غزا أبو بكر الإمبراطورية البيزنطية في بلاد الشام وهزم بشكل حاسم الجيش البيزنطي في معركة أجنادين. وسارت جيوش المسلمين اٍلى الشمال وفرض حصارا على دمشق. وسقطت المدينة في أيدي المسلمين بعد أن قام أحد الأساقفة بإبلاغ خالد بن الوليد أنه من الممكن خرق أسوار المدينة بمهاجمة موقع معين دفاعاته ضعيفة في الليل. عندما قام الاسقف توماس، قائد الحامية البيزنطية بالتفاوض على الاٍستسلام السلمي مع القائد أبو عبيدة بن الجراح وتم الاٍتفاق على تسليم المدينة.

وكان الجيش الاسلامي خمسة الوية على واحد منها يزيد بن ابي سفيان .. فجعله ابو بكر واليا على اطراف فلسطين , ولما مات ابو بكر جاء عمر اقره على الشام بعد موت واليها معاذ بن جبل .الى ان مات سنة 21هـ بمرض الطاعون .. فاستبدله عمر باخيه معاوية .. ا هـ . اذن ولاية معاوية على الشام كانت سنة 21 … وولادة مسلم بن عقيل سنة 22 هجرية ..

لأذكر لك رواية عن يزيد بن أبي سفيان اخو معاوية ..يقولون انه كان من احسن المؤمنين وكان يتحدث عن كيفية الوضوء ويعلم الناس دينهم .. له ترجمة طويلة في تاريخ الحافظ أبي القاسم وعلى يده كان فتح قيسارية التي بالشام.روى عوف الأعرابي عن مهاجر أبي مخلد قال غزا يزيد بن أبي سفيان الناس فوقعت جارية جميلة في سهم رجل فاغتصبها يزيد فأتاه أبو ذر فقال رد على الرجل جاريته فتلكأ فقال لئن فعلت ذلك لقد سمعت رسول الله ﷺ يقول ( أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد) فخاف من لسان ابي ذر,فرد على الرجل جاريته….. لنعود الى الرواية التي تقول ان عقيل اخذ مالا من معاوية فما هي علاقة عقيل بمعاوية ..؟

ما يقال من انه ذهب الى معاوية فهناك اختلاف في الأمر بين من يقول انه ذهب الى معاوية بعد وفاة امير المؤمنين (ع) ويقول البعض حينما صار الصلح بين الامام الحسن (ع) ومعاوية ومن قال بأنه ذهب في حياة أمير المؤمنين… المعروف ان الأمام امير المؤمنين (ع) وصل السلطة سنة 35 هـ .. فلو ذهب في اول خلافته على سبيل المثال .. واخذ مالا من معاوية وتزوج به وأنجب مسلم (ع) فهنا يبين كذب الرواية لان مسلم ولد سنة 22 هـ .. والأغرب ان الكاتب يكذب وبنسى نفسه فيقول ان مسلم اشترك في حرب صفين مع عمه الإمام علي(ع)..

ومعركة صفين حدثت في سنة 37 هـ واستمرت لغاية 39هـ بين صلح ومفاوضات وغدر ومؤامرات .. فكيف اشترك مسلم بن عقيل في تلك المعارك وعمره لا يزيد على سنتين لو ان عقيل اخذ مالا من معاوية في زمن أخيه بالخلافة ..؟ في حين رواية تقول إن الإمام علي(ع) أعطى مسلم ابن عقيل قيادة سرايا قاتلت واشترك هو في القتال مع أهل الشام …

**** حقيقة أمر العلاقة بين عقيل ومعاوية .. هي ردة فعل استخبارية ..والذنب في المحاضرات ليس ذنبنا أن التعليم فاسد وأن الشيوخ والمجتمع لا يقبل أي تغيير تعود على سماعه ..فالعوام صم بكم عمى فهم لا يعقلون، همهم البكاء وكثرة الجمهور .. يتعلمون تقديس الخرافة من المحاضرات المعادة سنويا والمدارس وقنوات التليفزيون. ليس ذنبنا أن التعليم لدى المسلمين أصبح تعليما للجهل ونشرا للخرافة بعد أن سيطرت عليه الأديان الأرضية .هذا كله ذنبنا..

((*** حقيقة الصراع بعد دخول معاوية والطلقاء الإسلام .. ان البعض يعتبر يزيد ومعاوية من الناس الذين حسن اسلامهم , وهما من الناحية السياسية خليفتان منصوص عليهما بنصوص شرعية .. لان النصوص الشرعية عندهم هي : ان يكون الخليفة منتخبا او متسلطا بالسيف .

اما الشيعة الأمامية :*** يعتبرون الطلقاء مشكوك في إسلامهم , وليس لهم مقارنة مع المهاجرين والأنصار , وان معاوية ويزيد اغتصبا الخلافة اغتصابا من الامة ..))..

لذلك قام معاوية باستخدام كل الوسائل الدنيئة وعلى رأسها تبديل الإحكام الشرعية بالإسلام ومنها استخدام مال المسلمين في القضاء على ال البيت (ع) …اليك مثال ….

**** لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين(ع)وبيعة الناس الحسن (ع) دس رجلا من حمير إلى الكوفة، ورجلا من القين إلى البصرة، ليكتبا إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن(ع) الأمور. فعرف ذلك الحسن فأمر باستخراج الحميري وكان يسكن عند حجام بالكوفة فأخرج وأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة فاستخرج القيني من بني سليم وضربت عنقه… من هنا نعرف ان بني امية بدئوا بحرب الجواسيس ضد المسلمين الموالين لأهل البيت (ع)..!! ….واذا كان عقيل قد ذهب قبل وفاة الإمام أمير المؤمنين (ع) فهناك روايات تشير إلى ان عقيلا رضوان الله تعالى عليه كان يكتب الكتب لأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره فيها بما كان ينوي معاوية أو أصحاب معاوية فعله او بما فعلوه اذن نستطيع ان نقول بأن عقيلا ممكن ان يكون عينا من عيون الامام في الشام . ليعين الامام امير المؤمنين (ع)…

يلاحظ انه كان يرد على معاوية في اكثر من مرة ويوبخه وكان يصرح اني مررت بمعسكر امير المؤمنين (ع) فكان كمعسكر رسول الله (ص) لا نسمع فيه إلا تاليا للقرآن ومصلي ما بين قائم وراكع ومررت بمعسكرك ويخاطب بكلامه معاوية فلم اجد إلا ابناء الطلقاء وممن نفر ناقة رسول الله (ص) في يوم العقبة وكان يسأل معاوية من هذا الذي يجلس على جانبك فيجيبه معاوية انه عمرو بن العاص فيقول عقيل هذا الذي اختصم فيه ستة نفر من قريش فغلب عليهم جزارها (العاص) ثم يقول فمن هذا الى يسارك فيقول معاوية هذا ابو موسى الاشعري فيقول هذا ابن السارقة …. فيغتاض القوم باجمعهم ثم يحاول معاوية ان يتدارك الموقف فيقول وانا ماذا تقول في فيقول اعفني فيصر معاوية فعند ذلك يقول له عقيل اتعرف حمامة ثم يخرج عقيل من ذلك المجلس فيستدعي معاوية نسابة فيساله عن حمامة فيقول له النساب لي الامان فيقول لك الامان فقال له انها ام ابي سفيان وكانت من ذوات الرايات (بغيةمشهورة في مكة )…

ذات مرة يرسل في طلب عقيل رضوان الله عليه فيدخل فيحاول معاوية الاستهزاء به فيقول يا اهل الشام ان هذا الرجل عمه ابو لهب الذي قال فيه القران ( تبت يدا ابي لهب ) وهنا يبادر عقيل يا اهل الشام ان من قال فيها القران ( وامرته حمالة الحطب ) عمة معاوية. ويلح معاوية عليه بسب امير المؤمنين (ع) فيصعد عقيل ويقول ان معاوية بن ابي سفيان امرني ان العن علي بن ابي طالب فألعنوه ونزل فما زاد ولا نقص فاعترض عليه معاوية بانه لم يبين على من اللعن كان.

وهكذا ثم يصرح عقيل يقول علي مع الحق والحق مع علي وعلي معه الدين ومعك يا معاوية الدنيا فيعطيه معاوية مئة الف دينار ويقول هل يعطيك علي مثل عطائي فيقول له انك تعطي مما ليس لك وعلي يعطي من ماله ويقصد ان عليا امير المؤمنين اكرم من معاوية اذ ان الامام لما راى حالة اخيه واحتياجه وعسره قال انتظرني اعطيك من عطائي الشهري.

فكانت دراهم علي (عليه السلام) عند عقيل اكثر من عطاء معاوية كما صرح له لان معاوية يعطي مما ليس له. ثم بعد ذلك يرمي هذه المئة الف دينار في وجهه ويخرج.

ويصرح معاوية بان وجود عقيل قد افسد مجالسهم ولذا فان المتتبع لاخبار عقيل رضوان الله عليه يجسد موقف اخيه علي وموقف رسول الله (ص) ابن عمه … فلا صحة انهما كانا على علاقة طيبة .. وربما ان عليا (ع) كان يرسله الى الشام بامور لم يذكرها التاريخ . وزلكن هي فيها مصلحة للإسلام ولدولة الإمام أمير المؤمنين ..

أما النص الأول فقول أبي الفرج اسم أمه « علية » اشتراها عقيل من الشام..يقول ابن أبي الحديد في الرواية المرسلة عن المدائني : ان معاوية قال لعقيل : هل لك من حاجة فأقضيها لك ؟ قال : نعم جارية عرضت علي وأبى أصحابها أن يبيعوها إلا بأربعين الفا ، فأحب معاوية أن يمازحه فقال : ما تصنع بجارية قيمتها أربعون ألفا وأنت أعمى ؟ تجتزي بجارية قيمتها خمسون درهما ، قال : أرجو أن أطأها فتلد لي غلاما اذا أغضبته يضرب عنقك بالسيف ، فضحك معاوية وقال : مازحناك يا أبا يزيد ، وأمر فابتعيت له الجارية التي أولد منها مسلما.

**** ملاحظة :.. المدائني لا يوثق بأحاديثه مهما تكثرت في الجوامع بعد ما ضعفه صاحب كتاب الكامل , قال عنه أنه أموي النزعة وممن يحب للبيت الأموي.. ويعتبرهم ممن نزلت فيهم قوله تعالى :« إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا » السند في ولائه لهذا البيت نص ياقوت فإنه قال : كان المدائني البغدادي مولى سمرة بن حبيب بن عبد شمس..

ـــــــــــــــــــــــ من الذي قتل الحسين من أهل الكوفة ..؟

من هم أهل الكوفة..؟ هل المقصود المجتمع الذي سكن مدينة الكوفة ذلك الوقت .؟,المدن الكبيرة , تضم خليط غريب,… يذكر المؤرخون في كتب التاريخ مثل طبقات ابن سعد ،وفتوح البلدان، و تاريخ الكوفة،تقول :{ الكوفة كان فيها خليط من القوميات و الأعراق والأديان و المذاهب، فيهم العرب وفيها من الفرس فلول الجيوش الساسانية, كانوا يسمون الحمر . ونصارى الأنباط و السريانية و الخوارج و الحزب الأموي , والنصارى واليهود الذين أجلاهم عمر بن الخطاب من الحجاز , فسكنوا الكوفة بعد معركة القادسية ..

وفيها حتما من المنافقين و المرتزقة و العبيد والانتهازيين والمؤيدين للسلطة الأموية من هؤلاء تأسس جيش ابن زياد يوم العاشر .. هؤلاء هم الذين قتلوا الإمام الحسين {ع}وال بيته وأصحابه..ليس فيهم شيعي واحد شارك بالجريمة.. إنما الشيعة على قلتهم كانوا في الجبهة الأخرى، جبهة الحق والخلود و الشهادة، انظر إلى: كلماتهم في آخر ليلة من حياتهم – مع علمهم أنها الليلة الأخيرة – ولا شك أنها من أصعب الليالي فهذا زهير بن القيّن انشغل عن أهله وأبناءه بالتفكير في الحسين {ع}وأهله وقال كلمته الخالدة: يا ابن رسول الله وددت أني قُتلت ثم نشرت ثم قتلت ثم نشرت ثم أحييت .. فكيف وهي قتله واحدة ..هذا الشخص شوهه الإعلام , فصوروه عثماني الهوى..!.

نقطة أخرى ..: أراجيزهم يوم عاشوراء في تلك المواقف الصعبة سجلت عظمة لا تقاس، فكل أراجيزهم ذكر لدينهم ونبيهم وامام زمانهم ومرضاة الله عز وجل ,وكأنّه لم يكن للدنيا وما فيها في قاموس فكرهم نصيب . وهم عشقوا الآخرة عن طريق الحسين{ع}…

القبائل التي سكنت الكوفة , تشكل النسيج الاجتماعي الكوفي , هي الأسر التي تنتمي إلى اليمن , ثم استوطنت الكوفة ، ونزلت في الجانب الشرقي مِن المسجد .قبائل مشهورة مِن اليمن ،مذحج وهمدان وكندة ،كانت لها السيطرة والسيادة على الكوفة . ويقول عبد الملك بن مروان بعد دخوله الكوفة ، حينما جاءته مذحج وهمدان : قال : ما أرى لأحد مع هؤلاء شيئاً .أي هؤلاء ليسوا من قريش .أمّا القبائل العدنانية التي سكنت الكوفة ، فكان عددها ثمانية آلاف شخصاً ، وهي مِنْ أسرتين : 1 ـ تميم . 2 ـ قبائل بني بكر : سكنت الكوفة، وهي عدّة اُسر منها : 1 ـ بنو أسد … 2 ـ غطفان .. 3 ـ محارب … 4 ـ نمير .

وهناك مجموعة أخرى مِن القبائل العربية استوطنت الكوفة ، هي كنانة وجديلة وضبيعة وعبد القيس وتغلب وأياد وطي وثقيف وعامر ومزينة.. وهناك عناصر البداوة مِنْ سكان الخيام ، وبيوت الشعر وأصحاب الإبل مِنْ بني دارم التميمي وجيرانهم اليمنيين مِنْ طيء ، ورحالة مِنْ ربيعة وأسد . ثمّ عناصر متحضّرة مِن القبائل الجنوبية الذين نزحوا مِن اليمن وحضرموت ، وهؤلاء كانوا قسمين : عناصر نصف متحضّرة وعناصر متحضّرة تماماً ..

*** ولكن السائد في قبائل الكوفة الروح القبلية فكانت كلّ قبيلة , تنزل في حي معين لها لا يشاركها فيه إلاّ حلفاؤها ، كما كان لكلّ قبيلة مسجدها الخاص ومقبرتها الخاصة .كما سمّيت شوارعها بالقبائل التي كانت تقطن فيها ، وغدت المدينة صورة للحياة القبلية ، وبلغ الإحساس بالروح القبلية والتعصّب لها درجة عالية ، كانت القبائل تتنافس فيما بينها على إحراز النصر كما حدث في واقعة الجمل ؛ ومِنْ هنا غلب على الحياة فيها طابع الحياة الجاهلية..

*** يحدّثنا ابن أبي الحديد عن الروح القبلية السائدة في الكوفة : إنّ أهل الكوفة في آخر عهد الإمام عليٍّ{ع} كانوا قبائل ، فكان الرجل يخرج مِنْ منازل قبيلته فيمرّ بمنازل قبيلة اُخرى ، فينادي باسم قبيلته : يا للنخع أو يا لكندة ، فيتألّب عليه فتيان القبيلة التي مرّ بها فينادون : يا لتميم أو يا لربيعة ، ويقبلون إلى ذلك الصائح فيضربونه , فيمضي إلى قبيلته فيستصرخها , فتُسلّ السيوف وتثور الفتنة…. هذه العشائر في صورتها المجملة ممزقة ومتصارعة ..

وقد استغل ابن سُميّة هذه الظاهرة في إلقاء القبض على حِجْر وإخماد ثورته ؛ فضرب بعض الأسر ببعض ، واستغل هذه الظاهرة ابنه للقضاء على حركة مسلم وهانئ وعبد الله بن عفيف الأزدي .ومن خلالهم تم تاليف جيش اهل الكوفة الذي قتل الإمام الحسين بن علي {ع}

الفرس : إلى جانب العنصر العربي الذي استوطن الكوفة كان العنصر الفارسي ، وكانوا يسمّون الحمراء, سألوا عن أمنع القبائل العربية فقيل لهم تميم فتحالفوا معهم ….وأكبر موجة فارسية استوطنت الكوفة عقيب تأسيسها هي المجموعة الضخمة مِنْ بقايا فلول الجيوش الساسانية التي انضمت إلى الجيش العربي وأخذت تُقاتل معه ، وقد عُرفت في التاريخ باسم ( حمراء ديلم ) ، فكان عددهم فيما يقول المؤرّخون أربعة آلاف جندي , يرأسهم رجل يسمّى ( ديلم ) , قاتلوا تحت قيادة رستم في القادسية ، فلمّا انهزمت الفرس وقُتل رستم عقدوا أماناً مع سعد بن أبي وقاص , وشرطوا عليه أن ينزلوا حيث شاؤوا ، ويحالفوا مَنْ أحبّوا , وأنْ يفرض لهم العطاء ، وقد حالفوا التميمي أحد قادة الفتح , ومن بقاياهم الان جميع من ينتسب الى عشائر الدليم. …و بلغت الحال حين شكل الفرس عنصراً مهمّاً في الكوفة وكوّنوا جالية متميزة ، فكان أهل الكوفة يقولون : جئت مِنْ حمراء الديلم .. يقول البلاذري : إنّ زياداً سيّر بعضهم إلى الشام والبصرة ، وقد شاركت هذه الجالية في الفتوحات الإسلاميّة ، وشاركت في قتال الحسين {ع}, وعلى رأسهم عبيد الله بن زياد .. ومنهم من شارك بالإطاحة بالحكم الأموي في ثورة العباسيين ..

***ـــــــــــــــــ موقف الحسين (ع) من الاحداث الاجتماعية والسياسية ..!!..

وصلت تنظيمات الثورة الحسينية الى مراحل تنظيمية, علنية تجاهر بموقفها من سلطة بني أمية وتدعوا لإسقاط شرعية النظام الأموي الذي يمثل خروجا على العقيدة ..

فعقد المؤتمر الأول في موسم الحج في مكة المكرمة عام 59 , قبل هلاك معاوية بسنة واحدة ,وحضر المؤتمر قائد الثورة ومفجرها الحسين بن علي {ع} .. وكان معه عدد كبير من القادة , وشخصيات من بني هاشم مثل ,عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن جعفر،وعدد كبير من الهاشميين فجمع الحسين {ع} بني هاشم ثم رجالهم ونساءهم ومواليهم, ومن حج من الأنصار ممن يعرفه الحسين وأهل بيته(ع) ، ثم أرسل رسلا: لا تدعون أحدا حج العام من أصحاب رسول اللّه{ص} المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمِعوهم لي، فاجتمع أليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي {ص} فقام فيهم خطيبا:

حمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:….أما بعد فان الطاغية ويعني معاوية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وأريد أن أسألكم عن شيء فان صدقت فصدقوني, وان كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا الى أمصاركم وقبائلكم ومن أمنتم من الناس، ووثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا فاني أتخوف أن يُدْرس هذا الأمر ويذهب الحق ويُغلب، واللّه متم نوره ولوكره الكافرون…

فما ترك شيئا مما انزله الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قال رسول الله{ص} في أبيه وأخيه وأمه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه… وفي كل ذلك يقول أصحابه، اللّهم نعم وقد سمعنا وشهدنا ويقول التابعي: اللهم قد حدثني به من أثق به وائتمنه من الصحابة فقال: أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه ..

كان هذا المؤتمر ثمرة من ثمرات الحراك الذي قاده الحسين {ع} وشيعته الذي فدوا دمائهم ومهجهم في وصول الثورة الى العلن , وفي موسم الحج , وكان المؤتمر ردا على تخرصات السلطة الأموية الغاشمة التي زيفت رسالة السماء , وبدلت قوانين القران ,وولغت في دماء المسلمين , ومن جانب آخر تحديا للسلطة الاستخبارية والحصار الإعلامي الذي ضربته الدولة الأموية ضد حركة الحسين {ع} في تقويض السلطة الأموية في زمن معاوية بن أبي سفيان , الذي عجز عن إيقاف تنفيذ الاجتماع في مكة المكرمة وفي موسم الحج .

**** ولكن الاموين لم يكونوا مغفلين .. فاتخذوا قرارات سلطوية في الحزب الأموي في تصفية الشيعة .. وتم تشكيل أجهزة الأمنية الأموية ومسؤوليتها تصفية المعارضة الشيعية بلا رحمة، وتصاعدت لهجة العداوة بحدة في لعن الإمام علي (ع) وتكفيره على المنابر، علما أنهم لم يلعنوا لا الخوارج ولا أفراد أي حزب معارض آخر.تركوا جميع المعارضين , وناصبوا العداء لال الرسول {ص} وال بيته الكرام وشيعتهم ….

ويستلزم البحث في «دور الأمويين في تصفية المعارضة الشيعية» كتابة ما لا يقل عن مقدمتين، الأولى في كيفية استيلاء الأمويين على الخلافة،وصراعهم مع علي {ع} وشيعته , وقتل جميع العناصر التي يمكن ان تؤثر على هيكل النظام الشيعي العام …

والثانية نشوء المعارضة الشيعية. وسيكون الحديث عن قيام الدولة الأموية طويلاً؛ الأمر الذي لا يسمح به المقام. ومع ذلك لا بدَّ من توضيح بعض النقاط حتى نفهم خلفيات بطش أجهزة القتل الأموية واستخباراتهم بممثلي المعارضة الشيعية بلا رحمة …

التاريخ الإسلامي يبين أن المعارضة المركزية لرسالة السماء هي قريش , بزعامة الأمويون حين قيام الإسلام، وكانوا أشد الناس عداوة للنبيّ(ص)واله . قتل بعضهم في بدر على أيدي الإمام علي(ع) وعمه حمزة(رض)، وأسلم من ظلّ حيا منهم يوم فتح مكة لا عن طواعية وقناعة. وخططوا بالسر والعلن , وصلوا إلى السلطة عن طريق ولاية الشام ذات المواريث المسيحية وتذرعوا بكلِّ عذر للانتقام، ,فاستباحوا الحرمات في كربلاء والحرة وحصار مكة وغير ذلك من الحوادث التي طرزت الأرض بالدم.

المقدمة المهمة في هذا البحث معرفة الآراء حول تاريخ نشوء المعارضة الشيعية ومتى ومن أنشأها، وأين نشأت، والأدوار التي مرّ بها خلال التاريخ. وكيف تعرضت للتصفية ..

يمكن القول: «إن أول من وضع بذرة التشيّع في ارض الإسلام الذي زرعها محمد ابن عبد الله {ص}( ). باعتبار الدعوة الإسلامية مثلت في مكة حركة معارضة للنظام الذي سيطر عليه تجار بني أمية وغيرهم من سادة قريش….والتشيع ارتبط بالإمام علي بن أبي طالب(ع)، وتوسع المفهوم في المدينة المنورة من الأحاديث التي كان يقولها رسول الله {ص} بحق علي وال بيته عليهم السلام.. الطبقات الكبرى . ابن سعد ج2 .. ص194 -عن أبي سعيد الخدري عن النبي{ص} قال : إني أوشك أن اُدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما…

من قتل الحسين ؟ ومن قتل مسلم بن عقيل عليهما السلام ..؟

الذين قتلوا الحسين واهل بيته هم منافقو اهل الكوفة وجيش اهل الشام هم الذين نفذوا القضاء على الثورة الحسينية .. بناء الجيش الاموي …..اول ما قام به معاوية هو جمع الاموال من عرب الشام وإضافتها إلى الأموال الموجودة سابقاً عند الامويين نتيجة خبرتهم في التجارة وما تجتمع ايام عثمان بن عفان ، ثم اخذ يشتري بها ضمائر فلول الجيش الأموي الذي هزمه الاسلام .

وبالتعبير الحديث ، قام بتوظيف المرتزقة والمحاربين القدامى لتكوين جيش ضخم من العرب الذين حاربوا الإسلام في بداية امره ، ومن الذين أصبحت الحرب مهنتهم وحرفتهم ،وكذلك من الموتورين الحاقدين على الاسلام، وقام ايضاً بشراء المرتزقة الاجانب .

1-روى ثقة الاسلام الكليني في الكافي ج4 147) عَن أَبانٍ قالَ سالتُ الصادق (ع) (عَن صَومِ تاسوعاءَ وَعاشوراءَ) فَقالَ: تاسوعاءُ يَومٌ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ (ع) ومن بقي من َأَصحابُهُ بِكَربَلاءَ وَاجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أَهلِ الشّامِ , وَفَرِحَ ابنُ مَرجانَةَ وَعُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوافُرِ الخَيلِ وَكَثرَتِها وَاستَضعَفوا فيهِ الحُسَينَ وأَصحابَهُ رَضي اللهُ عَنهُم .

2 -وفي أمالي الطوسي(ص667) عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن صوم يوم عاشورا فقال: ذاك يومُ قُتِلَ فيه الحسين (ع) فان كنت شامتا فصم.ثم قال: إن لآل أمية لعنهم الله ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذرا إن قتل الحسين (ع) وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا، فصارت سنة إلى اليوم عندهم واقتدى بهم الناس لذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح في ذلك اليوم.

اقول: رواية الكافي صريحة بان الذي قتل الحسين(ع) هم خيل اهل الشام، وهؤلاء هم الموالون لمعاوية من اهل الشام الذين نقل معاوية سكنهم الى الكوفة ليسكنوا دور الموالين لعلي(ع)الذين سيرهم معاوية بعوائلهم الى خر اسان.

قال الطبري: وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد علي(ع) يخرج من الكوفة المستغرب أي من يوالي الامام علي (ع) وينزل دار المستغرب رجل من أهل الشأم وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النواقل في الأمصار قال البلاذري في فتوح البلدان (3/507) ثم ولى زياد بن أبي سفيان الربيع بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان، وحول معه من أهل المصرين من سيعة (الكوفة والبصرة) زهاء خمسين ألفا بعيالاتهم. وكان فيهم بعض الصحابة , ومن بقي كانوا يقتلونه بسبب كلمة وموقف مثل حجر بن عدي واتباعه ..

فكانت خطة معاوية بعد شهادة الحسن  (ع) ملاحقة شيعة اهل البيت (ع) في كل بلدة، وتفريغ العشائر الكوفية خاصة من الشيعة وتسييرهم الى خراسان باسم الجهاد وملئها بشيعة عثمان ومن عشائر اهل الشام: وكان معاوية يوم صفين يسال من حوله عن كل راسة تخرج من جيش الامام علي .. من هؤلاء .. ومن هؤلاء .. ولما صار خليفة انتقم منهم جميعا ..

ولما استلم السلطة اهتم بتاسيس الجيش خاصة الكوفة منذ سنة 51 هـ قد تشكل جيشها من صنفين من الناس:الصنف الاول: جند الشام الموالين لمعاوية من القبائل الشامية كان هؤلاء لا يقل عددهم عن خمس وعشرين الف مقاتل في الكوفة سنة احدى وخمسين وقد تضاعف عددهم بعد عشر سنين من خلال أطفالهم الذين اصطحبوهم معهم من الشام والجزيرة. وهذا لوحده يعبر عن احتلال غير مباشر للكوفة من قبل الشام.

الصنف الثاني: وهم الموالون للشيخين وعثمان ومعاوية من شيوخ القبائل الكوفية واتباعهم ولهم موقف قديم واصحاب الامتيازات والولاء للشام منذ زمن الامام علي (ع) كانت لهؤلاء مساجد خاصة معروفة وقد نهى علي (ع) عن الصلاة فيها 4نظير نهي القرآن عن الصلاة في مسجد ضرار، وهذه المساجد هي:خمسة مساجد كبيرة .. هذا زمن الامام علي(ع)..

.. الخاتمة : هناك نتائج كثيرة تحققت بالنهضة الحسينية نذكر منها ابرز نتيجتين :

الاولى : فضح بني امية في دعواهم خلافة النبي(ص) والامامة الالهية التي تقود الى الله فان خلافة مثل هذه لو كانت صحيحة لما صنعت ما صنعت مع الحسين(ع) فان هذا الموقف جعل كل مسلم يبلغه الخبر يتألم ويراجع نفسه وأقل ما تنتجه هذه الحادثة هو البراءة من بني امية والترحم على الحسين(ع) حتى ولو لم يكن متفقا مع الحسين(ع) في منهجه الاصلاحي ..لقد اختار الحسين(ع) وأصحابه الميتة الكريمة على الحياة الذميمة .. فبعد الحسين(ع) نطمئن إلى هؤلاء القوم ونصدق قولهم ونقبل لهم عهدا ؟ لا ولا نراهم لذلك أهلا .

الثانية : انتشار احاديث النبي(ص) التي تدعو الى امامة اهل بيته واولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم التسعة من ذرية الحسين(ع) ؛ وذلك بسبب تمزق وحدة الدولة بعد موت يزيد واقتتال اهل الشام على الملك وكذلك اقتتال اهل خراسان واهل اليمن ، وكان ذلك اجابة لدعاء الحسين(ع) ا(للهم اجعل باسهم بينهم) . ولم يستقر الامر لبني مروان الا سنة 83هـ .

المصيبة : وصل خبر مقتل مسلم الى الحسين (ع) في الثعلبية من قبل شخصين .. قالا ما خرجنا من الكوفة الا ومسلم بن عقيل وهاني بن عروة يجران في الشوارع …