18 ديسمبر، 2024 9:42 م

مجلس حسيني – صفات الإمام علي (ع) ليلة 21 رمضان

مجلس حسيني – صفات الإمام علي (ع) ليلة 21 رمضان

فلَ الزمـانُ بنـا فصــــــــــــار خرابَا ______وطلعتَ للـدنـيـا فكـنـتَ شِهـــــــــــابَا

يـا مُصلـحًا للـدهـر فـــــــــــي وَثبَاته _____لـولا نضـالُك لاستحـال سَرابــــــــــــا

فـالـحقُّ مـن عـيـنـيك قـــــــــد أرضعته ___عـمْرًا ومـنك قـد استزاد شَبـابــــــــــا

سل خـيبرًا فببـابـهـا قـد طــــــــــوحتْ _____كفٌ وأنـت بِهـا تُذلّ رِقـابـــــــــــــــا

أأبـا تـرابَ وتلك حكـمة خــــــــــــالقٍ ____بفراش أحـمدَ أن تبـيـت مُهـابـــــــــــا

يـا قـائدَ الفقـراءِ نحـوَ شــــــــــواطئٍ ____خضراءَ فـيـهـا مـا استلـذَّ وطـابــــــــا

إن كـان غـيرك فـي الشـراب سميره ______اثنـان أنـتَ جعـلـتَهـم أحـبـابـــــــــا

قـرصُ الشّعـير ومـلـحةٌ يـا ســــــــــيِّدي __وبـهـا غزوت مشـاعـرًا ولـبـابــــــــــا

في هذا المجلس نتعرض إلى بعض المضامين البارزة في حياة الإمام علي بن ابي طالب (ع) ومن أشهر هذه المضامين حب الإمام عند الناس .. فهل هناك دليل على وجوب حبه ..؟ ورد في الصواعق المحرقة : 228 .وكتاب “نظم درر السمطين : 233 ). الحديث : عن رسول الله (ص) قال : قال : « لا يؤمن رجل حتى يحبُّ أهل بيتي لحبّي » فقال عمر بن الخطاب : وما علامة حبّ أهل بيتك ؟ قال « هذا » وضرب بيده على كتف عليّ (ع) هذا غيض من فيض… والأدلة من القران والأحاديث التي تزخر بها كتب المسلمين بوجوب حبه …

هنا تثار قضية .. ما الداعي لهذا الحب , وهل يتميز حب امير المؤمنين عن حب الآخرين , مثلا أنا أحب فلان وفلان فهل هناك ضرر في هذا الحب , وهل افرد الإسلام مشروعا خاصا بعنوان ” حب علي ” وألزم المسلمين بحبه ..؟ إذن لا بد من وجود دليل ملموس في فضل حبه.

** قال رسول الله (ص) « عنوان صحيفة المؤمن حبُّ علي » ( تاريخ بغداد ج4 :وقال(ص) : « براءة من النار حبُّ علي » ( المستدرك على الصحيحين 2 :في المستدرك على الصحيحين ج 3 قول النبي (ص) « يا علي ، طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك »

*** لماذا نحبُّ علياً (ع) : لو سألتني لماذا تحبون عليا , سيكون الجواب ان حبه عنوان صحيفة المؤمن… وانه هو السبب في البراءة من النار .. وهو السبيل الموصل لحب الرسول وحب الله تعالى . *** هنا مسالة نفسيه لا بد ان نقف عندها .. وهي كثير من الناس يحبون الرسول (ص) ولكنه يبغض عليا (ع) مثلا بنو أمية ومن سار في ركابهم الى اليوم .. يجب ان اناقش هذا المبدأ بحيادية .. إذا كان يحب الرسول(ص) ولا يحب عليا .. وثانيا لا يدعي احد مهما كان مؤمنا انه يحب الله .. دون الرسول .. لأنه لا يوجد سبيل للوصول إلى معاني الحب التي يعرفها الناس .. فكيف نحب الله ..؟ هل عن طريق أتباع سبيله والعبادة والدعاء .. هل يكفي هذا ويعتبر حبا لله تعالى او الأمر يحتاج أشياء أخرى .. وتعتبر هذه العبادات ناقصة غير مستوفية لشروط المحبة لله والرسول .. وهل هناك نقطة يمكن ان ننطلق منها للوصول لحب الله ..؟ *** الجواب لكل هذه الأسئلة تحتاج الى أسباب موجبة لأنها تربط المسلم بالنبي وبالله تعالى فهل يكون حب النبي وحب الله عن طريق حب علي (ع) . وما الدليل …؟

أولاً : حبّه بأمر إلهي : فقد أمر الله تعالى رسوله الأكرم (ص) بمحبة أمير المؤمنين(ع) لذلك يتوجب علينا العمل بما أمر به تعالى رسوله (ص) روى بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص)« إنّ الله أمرني أن أحبُّ أربعة ، وأخبرني أنه يحبهم » فقالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال : «علي منهم، علي منهم » يكررها ثلاثاً « وأبو ذرّ، والمقداد، وسلمان أمرني بحبّهم » (سنن الترمذي 5 : 636 |. وسنن ابن ماجة ج 1 : ومسند أحمد ج 5 : 351 . وأُسد الغابة 5 :

وتكرار النبي(ص) لاسم أمير المؤمنين ثلاث مرات يبين مدى اهتمامه بهذا الاَمر ، والاَمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسلمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين(ع) ؛ ذلك لاَنّ هؤلاء الصحابة رضي الله عنه كانوا المصداق الحقيقي لشيعته ومحبيه والسائرين على منهجه ..

ثانياً : إنّ الله تعالى ورسوله (ص) يحبان أمير المؤمنين(ع) والنصوص الدالة على هذا المعنى كثيرة جداً نكتفي منها بحديثين : 1 ـ حديث الطائر المشوي :وهو يثبت أنّ أمير المؤمنين(ع) أحبُّ الخلق إلى الله ، فقد روي عن أنس بن مالك ، قال : كان عند النبي(ص) طير أُهدي إليه ، فقال : « اللهمَّ ائتني بأحبّ الخلق إليك ليأكل معي هذا الطير » فجاء علي فرددته ، ثم جاء فرددته ، فدخل في الثالثة ، أو في الرابعة ، فقال له النبي(ص): « ما حبسك عني ؟ » ، قال : « والذي بعثك بالحق نبياً ، إني لاَضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس »فقال رسول الله (ص)« لِمَ رددته ؟ » قلت : كنت أحبُّ معه رجلاً من الأنصار ، فتبسّم النبي (ص) … أحصى 86 رجلاً كلهم رووه عن أنس . وفي مقتل الحسين عليه السلام | الخوارزمي : 46 ، قال : أخرج ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا )… هذا الدليل الأول ….

2 ـ حديث الراية : الدليل الآخر .. على محبة الله تعالى ورسوله لأمير المؤمنين التي توجب علينا محبته والتمسك بولايته راية الجيش يوم خيبر ،التي بعث بها رسول الله(ص) أبا بكر ، فعاد ولم يصنع شيئاً ، فأرسل بعده عمر ، فعاد ولم يفتح ( الكامل في التاريخ 2 : في رواية الطبري ج3 : فعاد يجبّن أصحابه ويجبّنونه :.. فقام رسول الله(ص) فقال : « لاَعطين الراية غداً رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، كرار غير فرار » وفي رواية : « لا يخزيه الله أبداً ، ولا يرجع حتى يفتح عليه » يذكرها (صحيح البخاري 5 ج :

ثالثاً : هناك حديث بين وواضح ان من يريد ان يعرف نفسه انه يحب الله والرسول , ان يحب عليا (ع) واليك الحديث :.. قال رسول الله(ص) « من أحبَّ علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني » وفي حديث اخر :« من أحبني فليحبُّ علياً ، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ ، ومن أبغض الله أدخله النار» وحديث أخر : « من أحبّ علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزَّ وجلّ » هذه الاحاديث تبين أن محبة أمير المؤمنين(ع) تفضي إلى محبة الرسول ومحبة الله سبحانه ، وذلك غاية ما يصبو إليه المؤمنون بالله ، ومنتهى أمل الآملين .

رابعاً : حبّه إيمان وبغضه نفاق : روي عن أُمّ سلمه، قالت : كان رسول الله(ص) يقول : «لا يحبُّ عليّاً منافق ، ولا يبغضه مؤمن » وقال الإمام علي(ع) في إحدى خطبه « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنّه لعهد النبي الأمي إليَّ أنه لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق »..

*** وقال(ع): « لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجمّانها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه امر قضي فانقضى على لسان النبي الأكرم (ص) أنّه قال : يا علي ، لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبك منافق » عن أبي ذر ، قال : ما كنا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة ، والبغض لعلي.. يقول لو صببت الدنيا جمانا للمنافق ما أحبني .. ما هو الجمان ..لجُمَانُ : اللؤلؤ .. وحين يصاغ الجُمَانُ : فيكون حبٌّ يصاغ من الفضة على شكل اللؤلؤ..وكلمة جمانة أي لؤلؤة ..

**** اذن حبّ أمير المؤمنين علي (ع) من علامات الإيمان ، وليس أحد ممن آمن بالله تعالى ورسوله إلاّ يودُّ التحلي بصفات الأيمان والتي من أهم مصاديقها مودّة من أمر الله تعالى بمودته ومحبة ومن يحبه الله ورسوله(ص) وبغض الإمام علي(ع) من علامات النفاق ، ولا يبغضه إلاّ منافق ، كما هو صريح الأحاديث المتقدمة ، وفي هذا المضمون قال الإمام أحمد بن حنبل :ان الحديث الذي ليس عليه لبس, قول النبي(ص):« لا يحبك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » ، وقال الله عزّ وجلّ ( إنَّ المنَافِقينَ في الدَّركِ الأسفل مِنَ النَّارِ) فمن أبغض علياً فهو في الدرك الأسفل من النار( مختصر تاريخ مدينة دمشق | ابن منظور ج17 : 375 ..

روي عن رسول الله (ص) أنّه أخذ بيد الحسن والحسين فقال : « من أحبني وأحبّ هذين وأباهما وأُمهما كان معي في درجتي يوم القيامة » (صحيح الترمذي ج 5 مسند أحمد ج1 : 77 .

***** الآراء في سبب أطلاق عبارة كرم الله وجهه:.

ما معنى كرم الله وجهه ولماذا أطلقت على أمير المؤمنين (ع) أليك الآراء … منها سبب إطلاق هذه العبارة على علي بن أبي طالب (ع) كما ذكر عنه أن ذلك بسبب عدم جماله .. فعلي لم يكن جميلا , ولذا قدم له الصحابة عبارة لتكون ترويحا للإمام عن عدم جماله , فقالوا كرم الله وجهه .. بل الأكثر من هذا هناك رأي يقول إن فاطمة الزهراء (ع) لم تكن جميلة ايظا , ولم يقبل احد ان يتزوجها , فاعصبها النبي براس علي (ع) والا تبقى عانس .. هذا الرأي شاذ لان الله سماهما في زواجها ” النور من النور “ــــــــ عندما اكتملت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) خطبها شخصيات ورؤساء عشائر وأصحاب الثروة من أشراف مكة المدينة، وعند خطبة بعض هؤلاء قال لبعضهم بعد ان عتبوا عليه ,وردهم عن تزويجها وزوجها عليا (ع): قال كلمته المشهورة .. ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه فهبط جبرئيل (ع) فقال: يا محمد! إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليا (ع) لما كان لفاطمة ابنتك (ع) كفو على وجه الأرض من آدم فمن دونه).

الرأي الثاني :.. انه لم يسجد لصنم … ولكن يقول الحويني ان هذه الكرامة غير خاصة بعلي (ع) فكثير من المسلمين لم يسجدوا لصنم , ولا فضل لاحد على احد .. فلماذا نقول عن علي كرم الله وجهه ولا نقولها عن عامة ممن لم يسجد لصنم …؟ ***** مفهوم التكريم بدأ مع بداية خلق الإنسان قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) بمعنى إعطاء الإنسان الكرامة اللائقة به ككائن حي يتميز عن بقية المخلوقات اللاهية ، أصبح مميزا..؟ على غيره . هناك قول :”عند الامتحان يكرم المرء أو يهان” يقول تعالى { لَقَدْ خَلَقْنَا االانسان في أحسن تَقْوِيمٍ *ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } ولكن من أطلق على الإمام علي (ع) كلمة كرم الله وجهه ولماذا هو فقط له هذا الدعاء .؟

*** حين تكرم المدرسة طالبا معينا فانه حتما يكون مميزا .. وهذا الامتياز يخلق له أعداء من الفاشلين , وفي الأعمال التجارية والصناعية والعلمية يكرم المتميزين النشطين , ولا يخلو هذا التكريم من حسد وغل .. لذلك استكثر البعض هذه الكلمة على الإمام(ع)

الإسلام كرم المتقين عن غيرهم: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الأمثلة كثيرة ودلالتها أعظم في ديننا الإسلامي على وجه الخصوص، وقد أعطى رسول الله (ص) نماذج في تكريم الصالحين والمخلصين والأتقياء، مثل: سلمان الفارسي بالرغم من عدم تمتعه بالقرب العائلي أو القبلي ” ولكن كرمه بقوله: ( سلمان منا أهل البيت )هكذا نجد أن صفة التكريم هي مبدأ ديني، …

عادة المكرم من يقدم ويبذل جهداً أو أعمالاً تتعدى ما يقوم به عامة الناس فيحظى الاستحقاق.

***هناك فتوي أبي اسحاق الحويني ينفي قول علي كرم الله وجهه . يقول عنه احد علماء السنة.ان علم الحويني بالسنة المطهرة لا شئ فهو حضر بعض المحاضرات للشيخ محمد نجيب المطيعى في شرح البخاري ( كما قال هو) ثم مكث مع الألباني شهر واحدا فقط ثم خرج يصحح ويضعف في الأحاديث ويفتي. وهو يقلد شيخه وكان شيخه ومعلمه يجرح في علماء اكثر منه علما افنوا عمرهم في العلم الشرعي وتحصيله ..

.لا نعلم الي متي يستمر مسلسل النيل من اهل البيت (ع) بحجه محاربه ألشيعه وكراهيتهم فالأولى بلحويني ان يقول خيرا او ليصمت.ولا ينتقص من أمير المؤمنين علي كرم الله وجه ومن الذين أنكرها بكر ابو زيد وجعلها من الألفاظ المنهي عنها كتاب (معجم المناهي اللفظية ) الشيخ بكر أبو زيد (ص454) السؤال : يذكر الكثير من المشايخ بعد ذكر علي رضي الله عنه قول: “كرّم الله وجهه”، فهل هذا القول صحيح، و إن كان صحيحاً فلماذا خُص به علىّ رضي الله عنه دون سائر الصحابة؟ لإجابة: هذا القول غير صحيح وهذه المقولة من بدع الشيعة .. بينما الشيعة لا يطلقون بعد ذكر اسم الإمام علي كلمة ” كرم الله وجهه ”

سؤل الشيخ عبد العزيز بن باز عن القول كرم الله وجهه فقال :.. لا ينبغي تخصيص الإمام علي بهذا اللفظ بل يقال في حقه وحق غيره من الصحابة: لعدم وجود دليل على تخصيصه بذلك، وقول بعضهم كرم الله وجهه ذلك لا دليل عليه الأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرأي الثالث : سبب قول كرم الله وجهه : لأنه لم يسجد ولم ينظر إلى شيء فيه حرمة النظر أليه او فيه شبهة مطلقا طوال حياته …. إلى يوم الذي قال : فزت ورب الكعبة .. ويبدو ان عدم سجوده لصنم إضافة لعدم قناعته بالسجود , إلا انه كان لا ينظر للصنم أصلا … أمثلة :.

أخلاق علي مع خصمه في ساحة الوغى: في غزوة أُحد يخرج من صفوف المشركين أحد مبارزيهم الأشداء، هو أبو سعد بن أبي طلحة، وينادي علياً ليبارزه، فيخرج إليه، ويلتقيان في مبارزةٍ ضاريةٍ ويتمكن سيف عليٍ بضربةٍ تطرحه أرضاً، وهو يتلوى من الألم، وبينما يتهيأ عليٌ ليجهز ينحسر جلباب الرجل فتنكشف عورته، فيغمض عليٌ عينيه، ويغضُّ بصره، ويثني إليه سيفه، ويعود إلى مكانه من الصف. فيسأله رسول الله (ص) لم لم تجهز عليه .. ؟ فيقول ظهرت عورته .. وكرهت أن أتقرب أليه ..

**** ومما زاد هذه المواقف انتشارًا أن القصة أوردها الكاتب عباس محمود العقاد في كتابه «عمرو بن العاص» (ص238،طبعة دار الكتب- بيروت – لبنان)، حيث قال: وتقدم علي (ع) بين الصفوف داعيًا معاوية إلى المبارزة، اخرج لمبارزتي فأينا غلب فالأمر له، وتحقن دماء الناس، فنادي: يا معاوية، فقال معاوية لأصحابه: اسألوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يبرز لي فأكلمه كلمة واحدة. فالتفت معاوية إلى ابن العاص فقال: ما ترى يا أبا عبد الله؟ أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم أنك إن نكلت عنه لم تزل سُبة عليك وعلى أبناءك ما بقي عربي، فقال معاوية: يا عمرو ليس مثلي يخدع نفسه، والله ما بارز ابن أبي طالب رجلاً قط إلا سقى الأرض من دمه. ثم قال له ان كنت جادا في نصحي لتخرجن الى علي الان ..

فتلاحيا وعزم معاوية على عمرو ليخرجن إلى علي،” التلاحي هو التلاعن والشتم والنزاع ” ثم قال له : أطمعت بها لنفسك ” اخرج ان كنت جادًا في النصح ولم تكن مغررا طمعًا في مآل وأمره، فخرج للمبارزة مكرهًا وشد عليه عليٌّ(ع) وقبل ان يصل اليه رمى عمرو بنفسه عن فرسه، ورفع ثوبه وافرج رجليه فبدت عورته فصرف عليُّ وجهه عنه …وقام معفرًا بالتراب هاربًا على رجليه، معتصمًا بصفوفه». اهـ.

يذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي قصة في إحدى محاضراته .. يقول : ﺩﺧﻞ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻧﺎﺱ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﻣﻘﺒﻼ ضحك ﻓﻘﺎﻝ : ﺃﺿﺤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻨﻚ ﻭﺃﺩﺍﻡ ﺳﺮﻭﺭك , لا ﺃﺭﻯ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ؟ ﺧﻄﺮ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺻﻔﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﺭﺯﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺸﻴﻚ ﻃﺮﺣﺖ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻦ ﺩﺍﺑﺘﻚ ﻭﺃﺑﺪﻳﺖ ﻋﻮﺭﺗﻚ ﻛﻴﻒ ﺣﻀﺮﻙ ﺫﻫﻨﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﻟﺤﺎﻝ ؟ فعرف عمر انه ينقص من شانه .. ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ : ﻳﺎ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﺿﺤﻜﻚ ﺷﺄﻧﻲ ﻓﻤﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﺎﺿﺤﻚ ﺃﻣﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺘﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺘﻲ لأيتم ﻋﻴﺎﻟﻚ ﻭﻋﺰﻝ ﺳﻠﻄﺎﻧﻚ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺮﺯﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ … ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻳﻮﻡ ﺩﻋﺎﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﺯ ﻓﺎﺣﻮﻟﺖ ﻋﻴﻨﺎﻙ ﻭﻋﺮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻚ ﻭﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻠﻚ ﻣﺎ ﺃﻛﺮﻩ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ : ﺣﺴﺒﻚ ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ… ﻟﻢ ﻧﺮﺩ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ… كتب السير والتاريخ ذكرت هذه الحادثه منها كتاب البدايه والنهاية لابن كثير وموقعة صفين لابن مزاحم ومروج الذهب للمسعودي والمناقب الخوارزمي

**** ورحم الله الشاعر أبو فراس الحمداني : أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر **أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر؟ /// نعم أنا مشتاق وعنـديَ لوعةٌ**ولكنّ مثلي لا يُذاع له سـرُّ /////الى ان يقول : فان عشت فالإنسان لابد ميتاً******وان طالت الأيام وانفسح العمر …….. ولا خير في دفع الردى بمذلة******كما ردها يوماً بسوءته عمرو

***** تاريخ الإمام علي (ع) وتاريخ أبناءه من بعده إنهم ما رأت أعينهم عورة وما جلسوا مجلسا فيه غيبه أو تآمر على المسلمين وغيرهم *” ولذلك اضعف حالة للإمام علي (ع) حين يكون مرغما ان ينظر الى حالة من صميم واجباته الشرعية “* حين ينظر الى يتيم , فيتغير كيانه , فيتحول الى انسان ضعيف خائف .. لا يريد ان يقف بين يدي الله يسأله ربه لماذا كنت شبعانا وهذا الفقير جائعا ..وقد ورد عمن كتبوا عنه ان في زمن حكومته ما كان هناك جائع قط… لا وجود في حكومته لجائع او فقير أو غير متنعم : وهذا شعاره الذي رفعه .. وكان يخطب به على منبر الكوفة أمام الناس 🙁 أأقنع من العيش أن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر وأكون أسوة لهم في جشوبة العيش ، ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له بالشبع أو لا طمع له بالقرص ) ….. كلمة ( لعل ) هي محور الحديث ، حيث ذكر الإمام(ع) ذلك وهو مقيم بالكوفة عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك ، والتي ينقل أرباب التاريخ أن فيها ( أربعة ملايين إنسان ) بالكوفة والمناطق القريبة منها ..

ذلك يعني : أن أمير المؤمنين(ع) كان متأكداً لحد القطع من عدم وجود جائع في الكوفة الحاوية لهذا العدد الكبير والدليل قوله ( لعل ) هذه يقصد بها الاحتمال ان يكون هناك فقير في الحجاز أو اليمامة جائع ومحتاج في ظل حكومته ؟ الظاهر أيضاً من ذات الكلمة ( لعل ) أنه لا وجود لهذا الوصف في الخارج ، لصدور ذلك من لسان المعصوم وهو يتحدث عن صميم واجبه الشرعي ، وأن معناها وحقيقتها حين تصدر من معصوم , هو العالم بأمر الناس والخليفة وولي الله في الأرض متأكد من عدم وجوده ولكن لعل .. فهل تجد في صفحات التاريخ أو في صدر الحاضر ، وهل سمعت أذناك أو رأت عيناك دولة تظم ( أربعة ملايين نسمة ) لا يوجد فيها فقير أو محتاج أو من لا يملك منزل أو طعام أو …. بل ربما يمكن ويصح القول : أن هذا لا يمكن تعقله ، لا أقل في حاضرنا المعاش ومستقبلنا القريب ! نعم كان هناك فقير واحد لم يلتفت أليه علي بن أبي طالب لا في طعام ولا ثياب .. كان يخصف نعله , ويقول لشيعته ومواليه ولعامة المسلمين :.

****”ألا وإن لكل مأموم إمام يُقتدى به، ويستضيء بنور علمه؛ ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طُعمه بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد”……

لنقف عند هذه النقطة ..ما يريد منا الإمام (ع) بهذا القول .؟. لماذا يصف طعامه وشرابه .. ثم يقول , ألا وأنكم لا تقدرون على ذلك .. إذا لم نقدر لماذا تكلم عن تقشفه إذن ..؟ هنا يبين الإمام مبدأ إنساني هو البحث عن “القدوة” والنموذج الناجح الذي يبحث عنه الإنسان الشريف في حياته، بمن نقتدي وكيف نستفيد من هذا النموذج ومدى الفائدة من تجاربه في رضا الله بعدله ووقوفه مع الفقراء والمساكين والثبات ضد الباطل .. لأنه طالبنا بعفة وسداد ..

أليكم مثال : البعض يرى في الاقتداء، نوعاً من التقمّص أو الاستنساخ فيعتبر نفسه نسخة مجددة او معدلة من ذلك الأديب أو الشاعر او المفكر وهكذا. وعندما يصل الأمر الى شخصية كبيرة مثل الإمام علي بن أبي طالب،(ع) وما يحمله من صفات فانه يكون خارج الاستنساخ لسبب بسيط يسوقه , فيقول :”أن الامام، معصوم عن الزلل والخطأ، بينما الناجحون في الأدب والفكر والثقافة والعلم، أشخاص عاديون، يخطئون ويصيبون، حالهم من حال الآخرين، وبالنتيجة من الممكن تكرار شخصياتهم والاستفادة منهم”.

الامام عليه السلام ما يريد منا ان نتقمص شخصيته .. يقول الا وأنكم لا تقدرون على ذلك .. ثم يطالبنا ان نعينه بالعفة والسداد : ما معنى العفة .. هي فضيلةُ عالية يتشابه الإنسان مع الملائكة والأنبياء حين يَمْتنِع عن اللَّذَّات الجَسَديَّة المحرمة والغير شرعية ، الفرج والبطن .. العفة هي تَرْك الشَّهَوات المحرمة من كُلِّ شَيْء. .. حين نقول فلانة عفيفة أي انها لا تقارب أي زلة .. او فلان اشتهر بالعفة والخوف من الله تعالى .. كان عدد كبير من أصحابه يتصفون بها .. “اشْتهرَتْ العِفَّة في رجال كانوا حول علي (ع) ” منهم عبد الله بن عفيف الازدي : حين سمع ابن زياد يقلب الحقائق ..فيقول : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد وأشياعه، وقتل الكذاب ابن الكذاب!! فما زاد على هذا الكلام شيئا حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي، وكان من رؤساء الشيعة وخيارهم، وكانت عينه اليسرى قد ذهبت يوم الجمل، والأخرى يوم صفين، قال: يا ابن مرجانة، إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك، ومن استعملك وأبوه، يا عدو الله، أتقتلون أبناء خير النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين؟.. جرى بينهم نزاع , انقلب احتفال النصر الى هزيمة فقرر ان يقتله .. بعث اليه سرية كاملة .. كسروا الباب واقتحموا عليه الدار .. صاحت ابنته قد اتاك القوم من حيث تحذر , فقال : لا عليك ناوليني سيفي .. فناولته السيف فصار يذب عن نفسه .. يبين موقفه من هؤلاء الاقزام …..*** أنا ابن ذي الفضل عفيف الطاهر عفيف شــيخي وابــن أم عامـــر** كــم دارع مـن جمعكــم وحاســـــر *** وبطــــــــل جـــندلـتـه معـــــــاور .. أي العين السليمة التي ترى في عورها .

***** هنا الإمام يبين مبدأ الأسوة الحسنة , كيف يكون القائد والملك ومدى علاقته بشعبه ,لا ان يكون متسلطا عليهم بالقانون الذي يجلد به ظهورهم , بل ان يرتبط بالناس من خلال مواقفه , وعلي مواقفه صعبة علينا يقول عنها ” الا وانكم لا تقدرون على ذلك ” ولكنه يريد منا ورع واجتهاد وعفة وسداد .. هذه يمكن لكل شخص ان يمارسها مع نفسه ومع ربه ..

*** هذا جعل من الإمام علي بن أبي طالب،(ع) ، اسماً كبيراً ولامعاً في الكتب والبحوث، وعلى لسان الناس ولكن في الواقع الإسلامي ،وفي حياة الناس، هنالك نماذج تتحكم في الآداب والأخلاق والمنظومة الثقافية برمتها، وهذا ما نلاحظه اليوم، حيث تعتمد شريحة من المجتمع، على اسماء اصحابها لا يعرفون العدالة الانسانية .. وعلى القنوات الفضائية ومواقع النت، للحصول على الاسوة الضرورية لنمو الشخصية والخروج بقالب معين في المجتمع.ومما يؤكد رغد العيش تحت ظل حكومته الإلهية قوله(ع) ( ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعماً ، وإن أدناهم منزلة ليأكل البر ، ويجلس في الظل ، ويشرب من ماء الفرات ) …

***** فتكريم الله لوجه علي (ع) انه استخدم كل ما خلقه الله في جسده واوجب عليه فيها حكما شرعيا , كان علي (ع) اكثر العاملين بتلك المخلوقات فيه ..!! فالعين لها عبادة، ومن عبادتها أن تنظر في آيات الله،وأولياءه وأن تغض البصر عن عورات المسلمين، ومن علامة المؤمن أنْ يغضُّ بصره عن النساء، فهو دائماً عفيفٌ في بصره،لنراها كيف طبقها الإمام (ع)…

** وهناك حادثة مشهورة مع عمر بن العاص حين عرف ان خلاصه في عورته ..يقول اابو فراس الهمداني : أراك عصي الدمع شيمتك الصبر * اما للهوى نهي عليك ولا أمر * نعم انا مشتاق وعندي لوعة * ولكن مثلي لا يباح له سر/الى ان يقول : فان عشت فالانسان لا بد ميتا.. وان طالت الأيام وانفسخ العمر* ولا خير في رد الردى بمذلة **كما ردها يوما بسوءته عمر .

**** قال المسعودي في مروج الذهب 2 ص 25: إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بدا فبرز، فلما التقيا عرفه ورفع السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته وقال: مكره أخوك لأبطل. فحول علي وجهه وقال: قبحت. ورجع عمرو إلى مصاف جيشه ….

*** من اللطائف :اجتمع عند معاوية في بعض ليالي صفين في خيمته شخصيات مثل : عمرو بن العاص، وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، وعبد الله بن عامر، وعبد الرحمن ابن طلحة ، فقال عتبة: إن أمرنا وأمر علي لعجيب، ما فينا إلا موتور منه .اما أنا فقتل جدي عتبة وشرك في دم عمي شيبة يوم بدر، وأما أنت يا وليد ؟ فقتل أباك صبرا، وأما أنت يا ابن عامر فصرع أباك وعمك، وأما أنت يا بن طلحة ؟ فقتل أباك يوم الجمل، وأيتم إخوتك، وأما أنت يا مروان، فتاريخ أجدادك معروف مع آل عبد المطلب .. وقد عبر عنه يزيد يوما حين قال : لأهلوا واستهلوا فرحا .. ثم قالوا يا يزيد لا تشل …. قد قتلنا القرم من ساداتهم .. وعدلنا ميل بدر فاعتدل .. هذا تاريخ العداوة بين علي وبين من كرهوه .وإلا الرجل ما عنده عداوة لأحد..

فقال معاوية: هذا الإقرار منكم فاي عمل تريدون ؟ قال مروان: وأي عمل تريد ؟ ! قال: أريد أن تشجروه بالرماح. قال مروان : والله يا معاوية ؟ ما أراك إلا هاذيا او إننا ثقلنا عليك.

فقال ابن عقبة: تريد ان تقول لنا :.. أما فيكم لواتركم طلوب..؟ ولكن نقول لك وهل سمعت في دنياك من يثبت لعلي في الميدان وجها لوجه ..؟ لان امجيْ لعلي في الميدان يخلع القلب من الخوف ..وصار بعضهم يعير الاخر انه غير مؤهل لمقابلة هذا الرجل … فاتخذ قرار من تلك اللحظة ان يقتل علي(ع) غذرا ما دام ليس فيكم رجل .. خططوا لاغتياله غدرا ..

(وفي رواية سبط ابن الجوزي) *: ثم التفت الوليد إلى عمرو بن العاص وقال: إن لم تصدقوني وإلا فسلوا الفرسان وأراد بذلك تحقير ابن العاص , معنى هذا الكلام: إن عليا خرج يوما من أيام صفين ونادى على معاوية فخرج اليه عمرو بن العاص بين صفوف العسكر والناس ينظرون اليه فلما هجم نحوه الامام (ع) وقبل ان يصله ويقتله رمى بنفسه وكشف عورته واستقبل عليا بعورة مكشوفة .. فأعرض عنه ثم عرفه فقال: يا بن النابغة ؟ أنت طليق دبرك أيام عمرك،…لذلك عمل هذا الحزب على قتل الامام امير المؤمنين (ع) وفعلا نجحوا في تنفيذ المؤامرة بواسطة بعض الانتحاريين منهم عبد الرحمن بن ملجم ..روى نصر بإسناده عن ابن عباس قال: تعرض عمرو بن العاص لعلي يوما من أيام صفين، وظن أنه يطمع منه في غرة (أي: في غفلة) فيصيبه، فحمل عليه علي عليه السلام فلما كاد أن يخالطه أذرى (أي: ألقى) نفسه عن فرسه، ورفع ثوبه، و شغر 2 (1) برجله فبدت عورته، فصرف عليه السلام وجهه عنه، وقام معفرا بالتراب، هاربا على رجليه، معتصما بصفوفه، فقال أهل العراق: يا أمير المؤمنين ؟ أفلت الرجل. فقال: أتدرون من هو ؟ قالوا: لا. قال: إنه عمرو بن العاص تلقاني بسوأته فهو طليق عورته …لما رجع عمرو إلى معاوية سأله ما صنعت مع علي ..؟ فقال: لقيني علي فصرعني. قال: احمد الله وعورتك التي سلمتك من سيفه .. هذه النماذج ازكمت التاريخ ومواقفها الغدر بلا رجولة ..

ـــــــــــــ: الوصية عند الانسان المؤمن هي اغلى ما يورثه لاهله ومحبيه قبل موته :

فأوصى إمام المتّقين أولاده بمجموعة من الوصايا :. قال (ع) بني حسن بني حسين , « أوصيكما بتقوى الله ، ولاّ تبغيا الدّنيا وإن بغتكما (ر يعني اذا رغبت في شَيْء وتمنيته او ان الدنيا فتحت ابوابها لكما ” ولا تأسّفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحقّ ، وكونا للظّالم خصماً ، وللمظلوم عوناً.أوصيكما ، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ، بتقوى الله ، ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما (ص) يقول : صلاح ذات البيّن أفضل من عامّة الصّلاة والصّيام. ثم تذكر ايتام المسلمين .. فقال اولادي الله الله في الأيتام ! فلا تغبّوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم. والله الله في جيرانكم ! فإنّهم وصيّة نبيّكم ؛ ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم. ابنائي الله الله في القرآن ! لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله الله في الصّلاة ! فإنّها عمود دينكم. والله الله في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، ثم أوصاهم بأهم ما أهمه . يا بني عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون في دماء المسلمين تقولون : قتل أمير المؤمنين. لا تقتلنّ بي إلّا قاتلي. انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، ولا تمثّلوا بالرّجل ، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول : « إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور » .

**** ثم انتقل الى الوصايا العائلية ( قال بني حسن اذا مت فغسلني وحنطني من بقايا حنوط جدك رسول الله وان تبقي لك منها شيئا , فقال الحسين وانا يا ابه .. قال له بني أنت لا تغسل حنوطك من دم رقبتك … ثم عرق جبينه فساله ولده محمد بن الحنفية , ابه اراك عرق جبينك .؟ فقال له بنيب المؤمن اذا قربت منيته عرق جبينه وسكن انينه …

ثم دار عينيه في ابناءه فقال اين اخاكم العباس , قالوا مكبوب على وجهه .. قال اذهبوا اليه لياتيني , فلما حضر وضع يد العقيلة بيده وقال بني عباس هذه وديعتي عندك ..

ثم صار يدور عينيه على ابناءه واخر كلمة خرجت منه .. الله حاميكم وحافظكم .. ثم مدد رجليه , واسبل يديه . وغمض عينيه .. وقضى نحبه شهيدا ….