ألا يا عين ويحك فاســـــعدينا ***** الا فابك أمير المؤمنينا
رزئنا خير من ركب المطايا**وجال بها و من ركب السفينا
و من لبس النعال و من حذاها***ومن قرأ المثاني والمئينا
وكنا قــــــبل مقتله بخير***** نرى مولى رســول الله فينا
ألا أبلغ معاوية بن حرب***** فلا قرت عيــون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا** **بخير الناس طــرا أجمعينا
كأن الناس اذ فقـــدوا علياَ **** نعام جال في بلد سـنينا
ولو انا سئلنا المال فيه*******بذلنــــا المال فيه والبنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب*****فان بقـــــــــــية الله فينا
كل شخص مستهدف بحقد ويكون له اعداء تقليديين من وسط المتنفذين , هذا الشخص لا بد ان يكون فيه نجاح وامتياز يفوق اعداءه . في وقت هم مغمورين في ضحالة اجتماعية{ بين جهل وضعف ايمان وعدم مجاراة الناجح الشجاع الذي ثبت في جميع المعارك!!. { هذا النجاح في المجتمع يؤسس منظومة اجتماعية يحقد عليه من خلالها الفاسدون}وكل شخص احبه الناس البسطاء الفقراء واليتامى والارامل . وكرهه الفاسدون . هذا لا يشك احد في صواب نهجه..!! وعلى راس المستهدفين في التاريخ هو الامام علي بن ابي طالب{ع} الذي استهدفه اعداءه في حياته وبعد موته . **ـــ من اهم النقاط التي اثارت عليه حقد الصحابة الذين رافقوه وكانوا يعرفون منزلته عند رسول الله .. تلك الاعمال التي يشهد لها التاريخ .وتعتبر خطرة جدا ان يقوم انسان مقابل تكتلات فاسدة يريد اصلاحها بنفس الطريق الذي انحرفوا منه . وعلى راسها المال .
قبل الخوض في موقف الامام علي من المال . نحاول ان نعرف القوى المتصارعة من اجل النفوذ والمال. وموقف الجمهور المتفرج من ازمة في البداية وانحراف الخلافة اقتصاديا وسلوكا.
** اولا : البنية الاجتماعية للعرب ، كانت ولا تزال تنتج – موقفا قبليا ضمن أنماط شتى في السلوك السياسي والاجتماعي.{ في الانتماء او زواج البنات او السكن بجوار بعضهم} ولكن نلاحظ ان بعض الذين ثاروا على عثمان رجال كانوا غير متضررين اقتصاديا .بل محسوبين على الخليفة ومن بطانته .واليك امثلة منهم ..
يذكر التاريخ أن عبد الرحمن بن عوف الذي أثبت عثمان في الخلافة ،من اوائل من أنكر عليه التصرفات المالية، لانه رآه ينهج نهجا بعيدا عن شريعة الله ورسوله. التي توجب توزيع المال للفقراء والمساكين والعاملين عليها وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل وفي سبيل الله}. وعبد الرحمن بن عوف رغم أنه من اغنياء المدينة في عهد عثمان ، ورغم مصاهرته لعثمان ، ورغم خدمته الجليلة لعثمان وهو يعلم انه تجاوز على الحق الشرعي ، في خلع علي (ع) عن الخلافة وتثبيت عثمان .
فإنه انتقد عثمان في موقفه الذي يقوي فيه (عشيرته) . وكذلك طلحة . هو الآخر ، لم يكن متضررا من الحالة الاقتصادية ، بل كانت غلته يومذاك من العراق تعد بألف دينار كل يوم .. اما عبد الرحمن بن عوف الذي كان على مربطه ألف فرس وألف بعير وآلاف من الغنم والبقر .لكن القضية لها خلفيات أخرى .عشائرهم ما استفادت من الخليفة . فلا زهرة استفادت من عبد الرحمن ، ولا تيم من طلحة ما كانت راضية بهذا الوضع الذي آل إليه الأمويون بمؤازرة عثمان ، حيث اوصل ابناء الطلقاء على رقاب الناس . زمن ناحية اخرى سلب عثمان إرث آل البيت (ع) وهو (فدك) وأقطعها الى شخص من عشيرته هو مروان ، وفي ذلك مهانة لبني هاشم. بل هي مهانة وتعدي على رسول الله{ص} اليك موضوع من المخالفات التي اسست نظام حكم في الاسلام من ابناء العاص وقال شمس الدين الذهبي: «وقد وردت أحاديث منكرة في لعنه، لا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص من الصحبة بل عمومها»، وقال ابن حجر العسقلاني: « وردت أحاديث في لعن {الحكم بن العاص} والد مروان وما ولد.
** ومن الحوادث التي تعتبر خروجا واضحا على الدين قضية الحكم بن العاص. فمن هو وما قصته..؟: من الثابت تاريخيا ان مروان بن الحكم مذموم من قبل الكتاب والشخصيات الاسلامية وعلي رأس الذامين له الرسول(ص) و الامام امير المؤمنين{ع} ـــ روي الحاكم ان عبدالرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لاحد بالمدينة ولد الا اتي به النبي(ص) فادخل عليه مروان بن الحكم، فقال:”هو الوزغ بن الوزغ، ملعون بن الملعون” اما امير المؤمنين{ع} وصفه باليهودي حينما اخذ مروان اسيراٌ يوم الجمل فقيل لامير المؤمنين(ع)يريد ان يبايعك فقال(ع):” لا حاجة لي في بيعته انها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته”
هذه النقطة كتب فيها المؤرخون كثيرا وهي مخالفة النبي في اغلب قراراته التي اتخذها بابعاد هذه النماذج المنحرفة عن عاصمة الدولة الاسلامية وممن كتب المحامي احمد حسين يعقوب في كتابه :[ نظرية عدالة الصحابة المحامي احمد حسين يعقوب.] في حديثه عن الحكم والد مروان: قال: الحكم بن العاص بن امية هو عم عثمان بن عفان، ووالد مروان بن الحكم، لعنه رسول الله ـ انظر كنزل العمال ـ و لعن ما في صلبه و قال:” ويل لامتي مما في صلب هذا” ومن حديث لعائشة انها قالت لمروان: اشهد ان رسول الله لعن اباك وانت في صلبه، هذا الحكم نفاه النبي (ص) الي مرج قرب الطائف وحرم عليه ان يدخل المدينة.. لما تولي عثمان الخلافة ادخله معززاٌ مكرماٌ واعطاه مأئه الف درهم و اتخذ مروان ابنه بطانة له، و تسبب مروان ـ فيما بعد بقتل الخليفة وخراب الدولة .وكان مروان يلقب بخيط الباطل، هذا تمام كلام المحامي احمد حسين يعقوب .اما الذهبي في ميزان الاعتدال يقول عنه :له اعمال موبقة ،وهو الذي رمي طلحة بسهم وقتله يوم الجمل وله افعال لا تعد ولا تحصى في الفساد.!!
ولكن نرى ان بسبب ان العاص عنه ارتكب عثمان مخالفة لرسول الله{ص}واعاد الحكم طريد الرسول{ص} ويستقبله في المدينة ،بنفس الوقت يحكم بطرد أحد سيد العرب والمسلمين أبا ذر الغفاري إلى الربذة . يطرد من قال عنه رسول الله{ص) ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، ذا لهجة أصدق من أبي ذر .فينفيه الى الربذة .
** موقف الامام علي من الحوادث المتعلقة بالقيادة : قبل الحديث عن هذا الموضوع لا بد ان نرجع الى المؤتمر الذي عقد في منطقة السنح قبل وفاة رسول الله{ص} من كبار الصحابة الذين حضروا وناقشوا في يوم السقيفة . حيث اتخذ قراران خطيران في منطقة السنح . وهي مِن مَعالم المَدِينَةِ المُنوَّرةِ كان فيه منازل بعض الصحابة . منهم منزل أبي بكر ولما جاء خبر وفاة رسول الله, كان ابو بكر بالسّنح. ومن اخطر القرارات في الاسلام هي التي اتخذت في بيت ابي بكر بالسنح . القرار الاول ابعاد علي بن ابي طالب {ع} من الخلافة . والثاني اخطر من الاول وهو ايجاد بديل عن اهل اهل البيت{ع} وهذا القرار الثاني تم فيه اقصاء اقرب الشخصيات للنبي وللمجتمع الاسلامي. وجاءوا بمصطلح الصحابة واستعملوه متما ومكملا للقران واستبعد اهل البيت{ع} من التشريع. وانتهى تماما حديث رسول الله{ص} اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي. وقد كتب احد الكتاب فقرة تبين حقيقة تصفية الساحة من الكوادر العلمية التي رتبها الله لقيادة الامة .. يقول من اقوال الإمام علي (ع) أنزلني الدهر انزلني الدهر ثم انزلني حتى قيل علي ومعاوية، .. كتب الكاتب جملة غاية في الروعة .. قال : هذا العملاق المملوء مواهب لا توجد عند العرب وغيرهم . تلك القرارات ابعدته حتى أضحى يشرط عليه سفالة العرب ، شروط خلافة الأمة!!. لم يتاثر موقف علي{ع} ولا سمعته بهذا الاجراء { بل تاثرت الامة الاسلامية من قرارات السنح والسقيفة ووصل شخصيات لا تعلم ولا تعرف ما تقول. حتى اضحى مجتمعنا الى اليوم متخلفا صناعيا وعلميا وزراعيا . وتقدمت علينا كل دول العالم .
أخو الذكر والمحراب ان جن ليله// وصنو القنا والسيف ان طلع الفجرُ /وفارس مضمار البيان بــــنهجه //تلاقى البيان الجزل والفكر والغرُ// ستلقاه حياً في الروائع كلها //وفي كل سفر من روائعه سطرُ//فان قيل هذا قبره قلت اربعوا //أهذا الكيان الضخم يجمعه قبرُ// ولكنه باب الى معطياته //يمد غناه من بـــــساحته فقرُ…….
روى أبو القاسم بإسناده عن عطا قال: (دخلنا على عبد الله بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف، فسلمنا عليه وجلسنا، فقال لي: يا عطا من القوم؟ قلت: هم شيوخ هذا البلد. وما زلت أعدّ له واحداً بعد واحد، ثم تقدموا إليه بالسؤال قالوا: يا ابن عم رسول الله إنك رأيت رسول الله {ص}وسمعت منه ما سمعت، فأخبرنا عن اختلاف هذه الأمة، فقوم قدموا علياً على غيره، وقوم جعلوه بعد ثلاثة, قال: فتنفس ابن عباس وقال: (سمعت رسول الله{ص}يقول: علي مع الحق والحق مع علي، وهو الإمام والخليفة من بعدي، فمن تمسك به فاز ونجى، ومن تخلف عنه ضل وغوى).
** هل اخفى النبي{ص} مؤهلات علي{ع} حتى ان القوم استبعدوه ولم يعيروا له اهمية . وقالوا فيه دعابة . او قولهم انه رجل حرب وقتال ولا علم له بالسياسة .. ورد في كتاب شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار , الجزء۲, الصفحة412: عن إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ الانصاري، قَالَ: لَمَّا رجع أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ{ع} عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ {ص}بعدِ ِفَتْحِ خَيْبَرَ . قَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ: يَا عَلِيُّ ، إِنِّي أُخْبِرْتُ خَبَرَكَ وَ وإِنِّي عَنْكَ رَاضٍ. قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا عَلِيٍّ {ع} فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ: لاَ تَبْكِ فَإِنَّ اَللَّهَ وَ مَلاَئِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَ جَبْرَائِيلَ وَ مِيكَائِيلَ وَ إِسْرَافِيلَ عَنْكَ رَاضُونَ ،ثم هنا بين مزاياه التي تساوي الانبياء.. قال: لَوْ لاَ أَنْ تَقُولَ أُمَّتِي فِيكَ مَا قَالَتِ اَلنَّصَارَى فِي اَلْمَسِيحِ لَقُلْتُ اَلْيَوْمَ فِيكَ مَقَالاً لاَ تَمُرُّ عَلَى مَلَأٍ مِنَ اَلنَّاسِ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا إِلاَّ أَخَذُوا اَلتُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ، وَ فَضْلِ طَهُورِكَ،
يَلْتَمِسُونَ بِهِ اَلْبَرَكَةَ وَ يَسْتَشْفُونَ بِهِ، وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وإِنَّكَ تَرِثُنِي وَأَرِثُكَ، وَإِنَّ وُلْدَكَ وُلْدِي، وَ حَرْبَكَ حَرْبِي، وَ سِلْمَكَ سِلْمِي، وسِرَّكَ سِرِّي، وَ عَلاَنِيَتَكَ عَلاَنِيَتِي، وإِنَّ اَلْإِيمَانَ خَالَطَ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِي وَ دَمِي، وإِنَّكَ تُنْجِزُ عِدَاتِي، وَ تُقَاتِلُ عَلَى سُنَّتِي، وَ إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ اَلْحَوْضَ عَلَيَّ، وَإِنَّكَ عَلَى اَلْحَوْضِ خَلِيفَتِي، وَ إِنَّ اَلْحَقَّ بَيْنَ عَيْنِكَ وَ فِي قَلْبِكَ وَ عَلَى لِسَانِكَ،.. وإِنَّ شِيعَتَكَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي، أَشْفَعُ لَهُمْ، وَ يَكُونُونَ فِي اَلْجَنَّةِ جِيرَانِي، وَ كُلُّ مُبْغِضٍ لَكَ وَ أَهْلِ بَيْتِكَ يُذَادُ عَنْ حَوْضِي. قَالَ: فَخَرَّ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ سَاجِداً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اَلسَّمَاءِ فَقَالَ: اَلْحَمْدُ لِلَّهِ .
يا امير البيان هذا بياني ******* احمد الله اني خلقت وفيا
سفر خير الانام من بعد طه**** ما راى الكون مثله ادميا
ان لم يكن علي نبيتا ************فان خلقه كان نبويا
حصحص الحق في المسيحي حتى*** عد من فرط حبه علويا
** اهم النقاط التي يقاس بها عدالة الحاكم هي ..{ اولا نظرته في توزيع المال}..{الثانية نظرته في الحكم بين المتخاصمين وعدم التمييز بين الغني والفقير}..{ الثالثة حدود الحرية التي يبيحها التشريع الاسلامي}.
**نظرة الامام في توزيع المال: – توزيع الأموال الموجودة ببيت مال المسلمين خاصة الذهب والفضة على المستحقين ووفق النصوص الشرعية حتى تتحقق العدالة الاجتماعية، هناك قصة عن احد الخلفاء سأله عن المال المتحصل من الموارد الشرعية فقال{ع}”قسم كل سنة ما اجتمع إليك من المال ولا تمسك منه شيئاً”، والإمام بهذا الراي يبين قاعدة اقتصادية مهمة خلاصتها توزيع الأموال على الناس وهؤلاء سينفقون هذه الأموال في شراء احتياجاتهم فتتحرك عجلة السوق فيتحقق امرين . الاول :يمنع اكتناز الأموال من قبل الدولة أو الأفراد، ثانيا: يتيح للمنتجين التوسع بإنتاجهم الزراعي والصناعي والحيواني لمواجهة الطلب المتزايد الثالثة هذا النموذج الاقتصادي يحافظ على كرامة الإنسان ان تهيء له الدولة العيش الكريم بلا استثناء.
** سياسة الامام في الحكم : هناك جدل حول الدين والدولة قديماً وحديثا بحيث لم تكن هناك فترة من الزمن خلت من هذا الصراع والجدل حول طبيعة الحكم في الدولة هل الدين منفصل عن الدولة أو أن الدين والدولة مندمجان: الناس منقسمون الى قسمين:
{الأول} يرى أن التشريع يضعه البشر بينما {الثاني} يرى أن التشريع ينزل من الله لنبيه{ص} المعروف أن حكومة الامام علي(ع) كان شكلها دمج الدين والدولة وعدم فصلهما فالدين هو المحرك للدولة وهو الذي يحدد سياستها الداخلية والخارجية، وكذلك النظام الاقتصادي والقضائي والعسكري والاجتماعي لأن طبيعة الدين الإسلامي هو دين ودولة وليس مجرد دين منعزل عن حاجات الناس وهذا واضح من خلال حاكمية الرسول(ص) وبناء الدولة الإسلامية التي انطلقت من رؤية سياسية عالمية ويدل أن الفكر الديني هو فكر سياسي وليس مجرد طقوس ومراسيم ، هذا يدل على أن الدين لا ينفصل عن الدولة والدولة لا تنفصل عن الدين وكل منهما يتحرك نحو الآخر كذلك في حكومة الإمام(ع) .
** ألقى الدكتور أبراهيم العاتي عميد الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن محاضرة على طلبة معهد العلمين للدراسات العليا في النجف الأشرف لقسمي القانون والعلوم السياسية . تحدث عن (الرؤية السياسية عند الأمام علي بن أبي طالب “ع” مقارنة بالفكر السياسي الحديث ) ضمن كلامه إن الإسلام لم يكن كغيره من الديانات التي حصرت اهتمامها بالمعابد دون اهتمام بشؤون الحياة وتفاصيلها، بل كان للإسلام فضل غير الجانب العبادي فله رؤية نافذة في مسائل الأقتصاد والسياسة والاجتماع والتربية والتعليم وغيره.وتجلى ذلك في مباحث الامامة والشورى والحكومة والدستور والعدل وشرعية الحاكم والعلاقة بينه وبين المحكومين وغير ذلك مما هو مطروق في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. قال: كانت للامام تجربة سياسية في فترة النبوة. المشهور عن الامام انه بطل الاسلام، وله معرفه بفن الحرب، والحروب ليست معارك عسكرية فقط وانما تحتاج الى سياسه فعندما بعث الرسول (ص) احد الصحابة الى اليمن لم يدخل الاسلام على يديه سوى بضعة افراد، فأرسل الامام علي{ع}.ففي يوم واحد وخلال ساعات دخلت قبيله همدان كلها الى الاسلام وحينما بلغ الخبر الى رسول الله{ص}سجد سجده شكر لله واستمرت همدان في ولائها للامام، وكانت قطب الرحى في معارك الامام علي (ع) حتى قال ( ولو كنت رضوانا على باب الجنه… لقلت لهمدان ادخلي بسلام ) فهذا دليل على ان فن الحرب يقتضي معرفة فن الادارة . ولا يمكن مقارنة حكم الامام مع خصومه التقليديين من بني امية ..
أبا يزيد أين القصور ولهوهــــــــــا // والصافنات وزهوها والســــــــؤددُ// اين الدهاء نحرت عزته علـى // أعتاب دنيا سحرهــالا ينفـدُ//تلك البهارج قد مضت لسبيلهـــــــا// وبقيت وحدك عبرة تتجـددُ //هذا ضريحك لو نضرت لبؤســــه//لا سال مدمعك المصير الأسـودُ//كتل من الترب المهين بخربة//سـكر الذباب بها فراح يعربدُ //ومشى بها ركب البلى فجدارها // عــار يكاد من الضراعة يسجد //حتى المصى مـظلم فـكأنه//مـذ كــان لم يجـتـز به متعـبد//أبا يـزيد وتلك حكمة خالق//ماذا اقول وباب سمعك موصد / قم وارمق النجف الشريـف بـنظرة//يــرتد طرفـك وهــو بـاك أرمــدُ// تلك العـظـام أعـز ربك قـدرهـا//فتكاد لـولا خوف ربـك تـعـبدُ //ابـــداً تباركهـا الوفود يحـثها//من كـل صوب شوقها الـمـتـوقـدُ//نــــازعتها الــــدنيا ففزت بوردهـا//ثم انطوى كـالـحلم ذاك الــمـــــــوردُ..
ـــ يقول السيد ابن طاووس في فرحة الغري بإسناده عن حبان مولى علي بن أبي طالب قال:(لما حضرت أمير المؤمنين الوفاة، قال للحسن والحسين: إذا أنا مِتُّ, فاحملاني على سرير، ثم أخرجاني, واحملا مؤخر السرير، فإنكما تُكفيان مقدمه، ثم آتيا بي الغريين, فإنكما ستريان صخرة بيضاء, فاحتفروا فيها ستجدان فيها ساجة, فادفناني فيها. قال: فلما مات, أخرجناه, وجعلنا نحمل مؤخر السرير ونُكفى مقدمه، وجعلنا نسمع دوياً وحفيفاً في السماء وما مررنا على شجرة الا انحت لجسد امير المؤمنين حتى أتينا الغريين، فإذا صخرة بيضاء تلمع نوراً، فاحتفرنا، فإذا ساجةٌ مكتوب عليها: (ما ادخره نوح لعلي بن أبي طالب). فدفناه فيها وانصرفنا, ونحن مسرورون بإكرام الله تعالى لأمير المؤمنين بهذا القبر الشريف . ثم رجعنا متفرقين حتى لا يعرف احد مكان القبر.
وما كان من الحسن ان سمع انين وبكاء عاليا في بيت للفقراء فطرق الباب فخرج اليه فساله الامام عن سبب بكاءه قال منذ ثلاثة ايام لم يأتي الي رجل يطعمني ويحادثني ويسرني ولا اعلم لم تركني .. فقال له الامام عظم الله لك الاجر انه ابي امير المؤمنين والان رجعت من دفنه ..
امس جاموا احبتنا بعيدين // حذاي واصبحوا عني بعيدين //انا اعيد يوم اشوفنهم بعيدين // وابذل مهجتي وكلبي سويه ..
لفه العيد واهل العيد ماهم .. واتراب الكبر غبر لحاهم // يسوفه على حظي ما حواهم .. اما اليتامى كانوا ينادون..
يا ريت الصبح ما جان ينطر // ولا راسك يبو الحسنين ينطر //جم يتيم ببابك ابامل ينطر // متى تعود يا حامي الحمية ز