23 ديسمبر، 2024 6:40 ص

مجلس حسيني النفقة في التشريع الاسلامي

مجلس حسيني النفقة في التشريع الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
{ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا } ( الطلاق 7 )

أنواعُ اللامات في اللغة العربية :تأخذ من الناحية البلاغية احكاما لغوية منها اولا: لام حرف جر، مثل: (الكتابُ لِمحمّدٍ)،ومثل قوله تعالى: (ويل لِلمطففين).لام الجحود وهي تنفي .مثل: (ما كان المجتهدُ ليرسبَ).الثالثة لام التّعليل، ويسمونها لام كي ،يعني النتيجة من العمل. مثل: (يجتهدُ محمد لِينجحَ).والرابعة :لام الأمر ،مثل قوله تعالى: (لِينفقْ ذو سعةٍ من سعته). وهناك لامات تستعمل في معاني اخرى لغويا .

**هنا جاء حرف (لام) بصيغة الامر , لينفق ذو سعة من سعته .. ما معنى الانفاق في القران والشريعة ..؟ وما معنى السعة ..؟ النفقة عند فقهاء المذاهب السنية . هي واجب الزوج الإنفاق على زوجته. وتشمل الطعام، الملبس، والعلاج والادوية، الإقامة، وكل ما يلزم لتعيش الزوجة عيشة كريمة ولائقة .لنتعرف على الحقوق التي اوجبها الاسلام على الزوج مقابل الزوجة .. ما لها وما عليها ..

** المعروف ان الحياة الزوجية التي ترتبط بالعقد الشرعي تترتب عليه حقوق وواجبات , ويحرم الاخلال بتلك الشروط . ومن خلال تلك الشروط تنتشر على الابناء من الجنسين. جاء في الرسالة العملية للمرجع الاعلى في النجف الاشرف في الفصل (14) باب النكاح ما يلي: كتاب النكاح » اولا:… باب الانفاق على الزوجة : تجب نفقة الزوجة على الزوج إذا كانت زوجة دائمة ومطيعة للزوج. في الامور الشرعية التي يجب ان تطيعه شرعا.. ولا نفقة للزوجة المتمتّع بها إلّا ان تشترط في عقد زواجها على الزوج والا فلا نفقة. ،{كما لا نفقة للزوجة الناشز} ما هو النشوز عند فقهاء الشيعة /…. ورد سؤال الى مكتب المرجعية بالنص التالي: السؤال: {عندما يتكرر من الزوجة تأخيرها في بيت ابيها بما يتسبب في ضياع حق الزوج الشرعي فهل يعتبر ذلك نشوزاً؟ الجواب: نعم هو نشوز اذا خالفت امر الزوج في ذلك .كان يدعوها الى بيته وهي لم تستجب.

***هناك حالات تحدث كثيرا عند بعض العوائل منها : … اذا نشزت المرأة عن زوجها لمدة خمسة شهور، بقصده الضغط عليه ليوافق على تطليقها، بسبب تزوجه من زوجة ثانية، ولكنه لا يريد طلاقها :هل يسقط حقها في المصرف والملبس والمسكن؟-نعم ليس لها حق في النفقة.. ثانيا:

ــ هل يجوز له اجبارها بالقوة على الخضوع لحقه الشرعي في الاستمتاع بها؟ الجواب نعم يجوز لان عقد الزوجية بني على ذلك..

ثالثا : هل هناك مدة شرعية ينبغي ان يصبر عليها حتى يحقق طلبها في الطلاق؟.. الامر يعود اليه وليس لاحد إجباره على الطلاق منها.

د-هل يجوز له ابقاؤها على هذه الحال حتى آخر العمر، خصوصاً انه متزوج؟ نعم يجوز له اذا زوجها لتبقى له ولم يتم التوافق بينهما.

في القانون الأوربي.{قرار المجلس الأوروبي للإفتاء } قالوا في الخلع: أن تفتدي الزوجة لزوجها من مالها . تدفع له مالا شريطة أن تحصل على الفراق منه، وهذا من التشريعات العملية الموجودة في الشريعة الإسلامية، ولا حرج على المرأة أن تلجأ الى هذا الاجراء إذا تعذر عليها المقام مع زوجها} ، ولا يجوز للزوج “أن يضطرها إليه” للحصول على فدية منها وإلا كان آثما . ويبقى الخلع إجراء يملكه الزوجان إذا تراضيا عليه، قرار المجلس الأوروبي للإفتاء بصدد “الخلع” وصل الى حد التراضي بين الزوجين على الفراق بعوض، وقد ثبتت مشروعيته بالقرآن الكريم والسنة. وحكمته: إزالة الضرر عن المرأة إذا تعذر عليها المقام مع زوجها لبغضها له أو لعدم قيامه بحقوقها . ومن أهم أركان الخلع العوض الذي تدفعه الزوجة إلى زوجها مقابل طلاقها، وهو جائز إلا إذا أقدم الزوج على الإضرار بزوجته حتى يضطرها للتنازل عن مهرها.

واذا امتنعت من التمكين مطلقا لم تستحق النفقة واما اذا امتنعت في بعض الحالات او خرجت من دون اذنه فهي وان كانت ناشزة ولكن لا يسقط حقها في النفقة. /إذا ادّعت المطلّقة أنّها حامل فإن حصل الوثوق بصحّة دعواها على الحمل او اكتشف حالها بإجراء الفحص الطبّيّ او أهل الخبرة فهو، وإلّا لم يجب قبول قولها والإنفاق عليها بمجرّد دعواها.

ــــــــــ هل هناك نفقة في غير الامور الزوجية والعائلية ..؟ ـــــــــــــــــــ

هل تعتبر النفقة في الاسلام محددة بالأمور المادية . او هناك جوانب اخرى يمكن للمسلم ان يمارس النفقة من خلالها..؟ وردت آيات في القران تبين ان هناك صدقات عديدة في الشريعة الاسلامية. ورد في صدر سورة البقرة تصنيف للناس .. بين الله ان الناس ينقسمون لثلاثة اقسام ..

القسم الاول: المؤمنون قال تعالى: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ,وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ, أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ… عن الصادق{ع} : (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) قال مما علمناهم ينبئون ويتلون القرانة .. ثم قال:(الم) هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المتقطع في القرآن الذي خوطب به النبي{ص} والامام فاذا دعا به اجيب والهداية في كتاب الله على وجوه اربعة, منها انهم يؤمنون بالغيب يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد والايمان في كتاب الله على اربعة اوجه منه اقرار باللسان سماه الله ايمان وتصديق بالقلب والاداء ومنه التأييد. أي الثبات والجهاد وحب الدين .كقولنا في زيارة الامام{ اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم }..

القسم الثاني: عبر عنهم بالكافرين:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ, خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.الكفار المعاندون هذه المجموعة تقف في النقطة المقابلة تماما للمتقين، والآيتان المذكورتان بينتا باختصار صفات هؤلاء. الآية الأولى تقول: إن الإنذار لا يجدي نفعا مع هؤلاء، فهم متعنتون في كفرهم إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون بعكس الطائفة الأولى المستعدة لقبول الحق لدى أول ومضة.

هذه المجموعة غارقة في ضلالها وترفض الانصياع للحق حتى لو اتضح لديها. من هنا كان القرآن غير مؤثر في هؤلاء. وهكذا الوعد والوعيد، لأنهم يفتقدون الأرضية اللازمة لقبول الحق والاستسلام له.

الآية الثانية تشير إلى سبب التعصب وتقول: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة، ولذلك استحقوا أن يكون لهم عذاب عظيم.

أجهزة استقبال الحقائق معطوبة عند هؤلاء، العين التي يرى المتقون فيها آيات الله، والاذن التي يسمعون بها نداء الحق، والقلب الذي يدركون به الحقائق، كلها قد تعطلت وتوقفت عن العمل لدى الكافرين. هؤلاء لهم عيون وآذان وعقول، لكنهم يفتقدون قدرة ” الرؤية ” و ” الإدراك ” و ” السمع “. لأن انغماسهم في الانحراف وعنادهم ولجاجهم كلها عناصر تشكل حجابا أمام أجهزة المعرفة.الإنسان قابل للهداية طبعا – إن لم يصل إلى هذه المرحلة – مهما بلغ به الضلال، أما حينما يبلغ في درجة يفقد معها حس التشخيص ” فلات حين نجاة ” لأنه افتقد أدوات الوعي والفهم، ومن الطبيعي أن يكون في انتظاره عذاب عظيم.

– سلب قدرة التشخيص ومسألة الجبر.: سؤال يطرح في هذا المجال يدور حول مسألة الجبر، التي قد تتبادر إلى الأذهان من قوله تعالى: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة … فهذا الختم يفيد بقاء هؤلاء في الكفر إجبارا، دون أن يكون لهم اختيار في الخروج من حالتهم {أليس هذا بجبر؟} وإذا كان جبرا فلماذا العقاب؟

** القرآن الكريم يجيب على هذه التساؤلات ويقول: إن هذا الختم وهذا الحجاب هما نتيجة إصرار هؤلاء وتعنتهم أمام الحق، استمرارهم في موقفهم بالكفر. يقول تعالى: طبع الله عليها بكفرهم ويقول: كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار, أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله .؟.

**ما معنى اتخذ الهه هواه ؟: اختلف المفسرون في قوله(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)قال بعضهم : معنى ذلك {لا يهوى شيئا إلا ركبه}لأنه لا يؤمن بالله ولا يحب الدين مجرد انه مسلم ولكنه لا يحلل ولا يحرم ما حرم الله , إنما دينه ما هوته نفسه يعمل به . معنى الهوى: جاء في قاموس اللغة الهوى يعني ميول وحب الشَّخصُ : لموضوع او شيء معين يسمى هوى مال وحنَّ . فلان هواه مع بني امية وفلان هواه لبني هاشم.. يقول الحاج هاشم الكعبي مخاطبا امير المؤمنين {ع} . أهوى رباك وكيف لي بمنازل***حشدت علي ضغائناً وحقودا//لو شئت أن تعطي حشاي صبابة**فوق الذي بي ما وجدت مزيدا//بشر أقل صفاته ان عاينوا** منهن ما ظنوا به المعبودا/وصفات فضل اشكلت معنى فلا**اطلاق يكشفها ولا التقييدا//سبقت مكارمك المكارم مثلما **** **ختمت لفخار عمرك الترديدا فليحسد الحساد فضلك أنه ******شرف يزيد على المدى تجديدا. اذن الهوى هو الحب والميول لجهة معينة.

***اما معنى الاله : الإلهُ هو كلّ ما اتُّخذ معبودًا بحقّ أو بغير حقّ، ويستعمل لغير الله عند بعض الأقوام في الأساطير القديمة , وياتي اسم الاله من أسماء الله الحسنى، ومعناه:{المعبود بالخالق الحكيم} وعند البابليين إله الخصب: تمُّوز، وعند اليونانيين إله الشِّعر والموسيقى :اسمه أبولّو. وعند المصريين إله الخصب والأمومة: يسمى إيزيس. وعند العلمانيين اله يسمونه الطبيعة . اما في الدين معنى الاله كما جاء في قول الامام علي{ع} يبين معنى قوله( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) هو ذلك الكافر يتخذ دينا بغير هدى ولا برهان مجرد انه يهودي او نصراني بالولادة .هناك مسلمين ممن يكون في صدره قلبين.{اتخذ إلهه هواه) لا يهوى شيئا إلا ركبه لا يخاف الله ولا يعيراهمية للشارع المقدس.

**قال رسول الله{ص} لعلي{ع}قال انظر: فنظر علي{ع}إلى عبد الله بن أبي وقريبا منه نفر من اليهود، فقال علي{ع}: قد شاهدتُ ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم .فقال رسول الله{ص}: أنت يا علي أفضل شهداء الله في الأرض بعد محمد رسول الله.ثم قال: ذلك قوله تعالى:” ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ” تبصرها الملائكة ، ويبصرها رسول الله{ص} ويبصرها خير خلق الله بعده علي بن أبي طالب{ع}. فيعرفونهم بها.. وللإمام علي {ع} اقوال في النفاق وفي القلوب الميتة المختوم عليها. يقول : ما أقبح بالإنسان ظاهراً موافقاً، وباطناً منافقاً… وما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين.

انفاق العلم : ثمرات العقول: يحكى أن معلماً كان يتكلم مع الأطفال في صفه في موضوع إنكار الله تعالى فسألهم: – أيها الأطفال هل تروني؟ .قالوا: نعم قال المعلم: هل ترون هذه السبورة ؟قالوا: نعم .قال: هل ترون هذه الصورة؟ قالوا: نعم. قال: هل ترون الله؟ قالوا: لا! لم نره.. فقال المعلم: إذن ليس هناك إله، فلو يوجد إله لأمكننا رؤيته مثل هذه الطاولة والصورة وغيرها. تحير الأطفال بماذا يجيبون. فوقف أحدهم ورفع يده يستأذن للكلام. قال المعلم: تفضل قل ما تريد .قال التلميذ: هل تسمح لي أن أسأل أسئلة تشبه أسئلتك؟ قال المعلم: لا مانع .قال التلميذ: أيها الأطفال هل ترون الأستاذ؟ قالوا: نعم .قال: هل ترون ثياب الأستاذ؟ قالوا: نعم.قال: هل ترون عين الأستاذ ؟قالوا: نعم .قال: هل ترون عقل الأستاذ؟قالوا: لا!.قال: إذن لا نؤمن ان للأستاذ عقل، حسب متبنياته لأنه قال: إن كل موجود يجب أن يرى، ونحن لا نرى عقله، فإذن لا عقل له. فبهت الذي كفر.

نفقة الجاه: الجاه: هو المنزلة والقدر.. نقول فلان عنده جاه يعني ذو شرف ومكانة. في حديث للأمام موسى بن جعفر{ع} قال: قال الحسن بن على{ع} “إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها” قيل : يا بن رسول الله ومن هم أهل الحاجة؟ قال : الذين ذكرهم الله في كتابه فقال:( إنما يتذكر أولوا الألباب) قال ومن هم اولوا الالباب :قال : هم اهل العقول .ثم قال الامام الحسن{ع} : فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها ، وأشد من المصيبة هي سوء الخلق .وقال الحسن بن علي {ع} : كان رسول الله{ص} إذا سأله أحد حاجة لم يرده إلا بها وبميسور من القول . ***هناك قضية اختلف عليها المسلمون: {هي الجاه الذي يبذل للناس }هل الجاه مقرون بالله فقط .. ام ان الرسول {ص} واهل البيت لهم جاه يبذلونه للطالب. ذهبن المذاهب الاسلامية ان التوسل بجاه النبي {ص} والخلفاء والصحابة من البدع . ” والبدعة هي الفعل المخالف للسنة النبوية، سميت بدعة لأن قائلها ابتدعها من غير دليل ، وهي أمر محدث لم يقم به الصحابة والتابعون ،ولا دليل شرعية عليه فسمي بدعة.

اما راي الشيعة في الجاه : ما هي الأدلّة التي تثبت مشروعيّة التوسّل بأهل البيت عليهم السلام ؟ الجواب : التوسّل بالأنبياء والأئمّة عليهم السلام وأولياء الله وعباده الصالحين يتمثّل في ثلاث وجوه :

الوجه الأوّل : الحضور عندهم لطلب الحاجة ، سواء الحضور عندهم أحياء أو عند قبورهم ، وهذا ورد في قوله تعالى 🙁 وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ).نحن نعتبر الحضور عند الرسول{ص} يؤثر في استجابة الدعاء ، والسرّ في ذلك إنّ الإنسان يتقرب من الله تعالى في مواضع وحالات .من تلك المواضع: المساجد بل كلّ موضع يصلّي فيه المؤمنون وإن لم يكن مسجداً كالمصلّى في مطعم أو فندق ، فالإنسان هناك أقرب إلى الله في غيره من الاماكن . فأولى أن يتقرب الى الرسول أو الإمام أو عالم متعبّد يذكّر الإنسان بالله تعالى ، الله تعالى أقرب إلى كلّ إنسان من نفسه ؛ قال تعالى:(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ونسب الأشياء إليه ، وإنّما البعد يحصل للإنسان من جهة معاصيه وتوجهه إلى الدنيا ، فكلّ موضع يشعر فيه بالقرب ويذكّره بالله تعالى يامل فيه استجابة الدعاء ،قال تعالى : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) بل هناك مواضع يشعر الإنسان فيها بالقرب من الله وإن لم تكن لها قدسيّة ،مثلا تحت السماء ، ولذلك أمر في بعض الصلوات والأدعية أن يخرج الناس من تحت السقوف إلى العراء تحت السماء فإنّ الإنسان يشعر فيها بقربه من الله ، ولذلك أمر في صلاة العيد والاستسقاء أن يصحروا بهما. اما في الكعبة وايام الحج. فأنها تؤثر فيه بشعور القرب ، بنفس الوقت البعد عن زخارف الدنيا ولذلك يلبس الحاج ثوبي الإحرام ويتنعل ويكشف راسه، كلّ ذلك للتأثير في الإنسان ليشعر بالقرب وإلّا فلا شيء يؤثر في الله تعالى. بل الدعاء والصلاة أيضاً تؤثر في الإنسان بالمكان والزمان, انت تعتريك فرحة يوم العيد.

كذلك التوسّل والدعاء والحضور لدى الرسول{ص} والأئمّة {ع} وكلّ ما يذكّر الإنسان بالله تعالى يؤثر فيه. وهناك ايات قرانية تبين منزلة الشهداء عند الله اعطاهم نعيما لا يعد ولا يحصى قال تعالى:( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) بل حياة النبي {ص} والأئمّة عليهم السلام أقوى وأشرف عند الله لمنزلتهم.

في الحديث : إنّ رسول الله{ص}وقف على شفير قليب بدر وخاطب الكفّار المقتولين خاطبهم بأسمائهم قال« قد وجدت ما وعدني ربّي حقّاً ، فهل وجدتم ما وعد ربّكم حقاً ؟ » فتعجّب أصحابه وقالوا : إنّ هؤلاء أموات فكيف تخاطبهم يا رسول الله ؟ ،فقال لهم: « لستم باسمع منهم ولكنّهم لا يقدرون على الجواب »…. ويلحق في هذا اننا نحضر عند النبي يوميا ونسلم عليه في الصلوات يوميا عشرات المرات, وفي ختام كل صلاة . هناك حديث اجمع عليه المسلمون من الفريقين : قوله {ص} {ما من أحدٍ يُسلِّم عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام} .وجدت فقهاء السنة يقعون في ورطة وحيرة في تفسير هذا الحديث. يقولون :لم نقف على حديث في رد روح النبي{ص}عند الصلاة عليه، وإنما روى أبو داود من حديث أبي هريرة أن رسول الله {ص} نعم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام. ولكن لا بد أن نُعلم أن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل ولا تتصور بالقياس على أمور الدنيا. بينما ذكر القاضي عياض: وأبو بكر بن أبي شيبة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله {ص} [من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا بلغته]، وفي رواية: [فإن أحدا لا يصلي علي إلا عرضت صلاته علي حين يفرغ منها،] ولذا يستحب زيارة رسول الله {ص} كل يوم .

روي عن الامام الحسن العسكري (ع) قال: علامات المؤمن خمس: صلاة احدى وخمسين وزيارة الاربعين، والتختّم باليمين وتعفير الجبين والجهر بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، وقد رويت زيارته عن الشيخ الطوسي في التهذيب … عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصّادق {ع}في زيارة الاربعين: تزُور عند ارتفاع النّهار وتقول :اَلسَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللهِ وَحَبيبِهِ، عَلى صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهيدِ، اَلسَّلامُ على اَسيرِ الْكُرُباتِ وَقَتيلِ الْعَبَراتِ، اَللّهُمَّ اِنّي اَشْهَدُ اَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الْفائِزُ بِكَرامَتِكَ، اَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَةِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَةِ، وَاَجْتَبَيْتَهُ بِطيبِ الْوِلادَةِ، .. ونحن نقول هنا اللهم لا تفرق بيننا وبين الحسين طرفة عين .

..العقيلة زينب لما نظرت الى كربلاء ونساء بني اسد .. نادت :..يــا نـازلـين بـكربلاء هـل عـندكم /خــبــرٌ بـقـتـلانا و مـــا اعـلامـهـا** مــا حـال جـثة مـيتٍ فـي أرضـكم … بـقـيـت ثــلاثـاً لا يُـــزار مـقـامـها/ ثم سالت الامام .. اين قبر ابيك فاشار اليها .. فالقت نفسها على القبر .. ولما نظرن النساء القين بانفسهن على القبر الشريف .هون للكاع كلهن فرد هويه .بلايا ارواح ما جنهن بدنيه . دون علكبر بالله شلون دوية .. يراعي الكبر جتك خواتك … يخويه حسين شك اللحد عند .. خواتك يبو السجاد اجنك .. من الشام يا خويه لفنك ….. جلسن حول القبر ..وصوت زينب علا بالبكاء/ عسن عيني العمى يحسين شفت الكبر بعيوني … يهلنا للمدينة امشوا عند ولياي خلوني … شعذري لبني هاشم عنهم من ينشدوني / شلون امشي وخليهم عكبهم من يبارينا …يخويه بيا وجه طبتي المدينة … شكولن لليكول حسين وينه .شكولن لليناشدني من الناس … اخوج حسين وينه ووين عباس , اكول حسين ضل جثه بلا راس .. وعباس البطل كطعوا يمينه .. ثم توجهت نحو قبر ابي الفضل :.يعباس شك اللحد عنك .. زينب والحرم كلهن لفنك … من الشام يا خويه اجنك ..ااخي ما عودتني منك الجفا … فعلام تجفوني وتجفو من معي .. انعم جوابا يا حسين يا حسين ااما ترى … شمر الخنا بالسوط الم اضلعي , فاجابها من فوق شاهقة القنا … حسم القضا بما جرى فاسترجعي … وتكفلي حال اليتامى وانظري … ما كنت اصنع في حماهم فاصنعي .