بسم الله الرحمن الرحيم
: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج 39)
المتابع للسيرة النبوية الشريفة ومعارك الإسلام ، يرى الإسلام لم يكن راغباً الدخول في الحروب إنما فرضت عليه من أعدائه ، لم يحارب إلاّ بعد سلسلة من الممارسات القمعية قادها أعداؤه تجاه المسلمين. فكانت حروب الاسلام حروبا دفاعية ، اما حروب الهجوم إلاّ دفاعا عن النفس بعد التيقن من نكث العدو للعهود ، وإصراره على الغدر والعدوان.
***سبب الحروب: لم يكن هناك سبب الا القوانين الاسلامية , كونها جديدة وتتعارض مع العرف العام, (قيم جديدة تتعارض مع مصالح المتنفذين).. منها منع الربا وشرب الخمر, ومنع التبرج والزنا والغناء) هذه القوانين ادت الى خسائر كبيرة في واردات القوى المتنفذة .الملأ ..
السبب الثاني : الذي حمل الناس الى إعلان العداء للإسلام ,هو ان الإسلام رفع شعار تطبيق العدالة الاجتماعية وإلغى الفوارق والاستغلال. لأقرب لك امثلة لموضوع ىالعدالة الاجتماعية في النظام الاسلامي,
(أ ـ فالمقرض في قانون العرب .. للمقترض كان لا يكتفي باستيفاء الأصل، إذا اضطرَّ المقترض إلى تأجيل السداد عن موعده، فكان المقرض يُضيف زيادة على المبلغ وتتضاعف هذه الزيادة كلما تكرَّر عجز المدين عن السداد في الموعد المحدد. بعدها اما ان يصبح عبدا له , او يخرج من بيته او ان يعطيه بناته اماء له يصنع بهن ما يشاء . هذا النظام منعه الاسلام. ب ـ العلاقة بين العامل وربُّ العمل، هناك مستضعفين من العبيد والارقاء يجبرونهم على العمل . وكان يبخل عليهم بضروريات الحياة, هؤلاء الوارد المالي منهم كبير , جاء الاسلام وقف مع الفقراء والعمال والمستضعفين , وبذلك منع الظلم عن الانسان . .. يقول ابو مسعود ضربت غلاما لي ما شَعرتُ إلاّ ورجل من خلفي يقول:أبا مسعود، اللهُ أقدَر عليك من قدرَتِك عليه، قال: فألتفتٌّ فإذا رسول الله، فقلت: يا رسول الله، هو حرُّ لوجه الله، قال :لو لم تفعل هذا للَفحَتك النار يوم القيامة .. هذا نموذج للتعامل.
قال رسول الله (ص):(للخادِم كسوتُه ونفقتُه، ولا يكلَّف ما لا يطيق). هذه قرارات تترتب عليها اموال بسبب حق العامل والاجير. ثم موقف الاسلام واضح تماما ضد المحتكر، الذي يتحكم في ارزاق الناس يحبسها عن حتى يشتد الطلب عليها، ثم يبتز أموال الناس استغلالا لحاجتهم.
خرج النبي إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: “يا معشر التجار”، فاستجابوا لرسول الله(ص) رفعوا أبصارهم إليه، فقال: “إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبر وصدق”.
*** حقيقة العدل في الإسلام، من مظاهر العدل في الاسلام انه لا ينظر الى العاطفة فلا يتأثَّرُ بحُبٍّ فلان او لغضه . ولا ينظر الى كثرة العبادة بلغ سمعه ان ابا الدرداء جار على حقِّ زوجته بِتَرْكِها، ومداومة صيام النهار، وقيام الليل: فقال له “إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا؛ فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ” ووقف الاسلام ضد الغيبة وعدم التكبر واحترام الجار, والاهتمام بالفقراء والمحتاجين .
هذه المبادئ تروق لهم ان يتحدث معهم الاسلام انهم لا فرق بين الاسود والابيض الا بالتقوى ,ولا فرق بين عربي على اعجمي الا بالتقوى “والعرب شاعرهم يقول: فغض الطرف انك من نمير *** فلا كعب وصلت ولا كلابا.هذا على مستوى المسلمين . فما بك بمن لا يؤمن برسالة محمد (ص) فكان مشروعا للحرب ضد الدين .
النقطة الرابعة : السلم والاسلام :معنى السلم يعني النظام والقانون الذي ليس فيه عداء ولا ظلم للناس مع المسلم وغير المسلم رفع الاسلام شعار ( لا أكراه في الدين ) وحدد الله مسؤولية النبي هو التبليغ فقط .﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ )الإنسان مُخَيَّر لا يُجْبرَهُ احد على شيء، ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)الإنسانٌ يمكن ان ينصح الانسان ويدله على الحق واقناعه فكريا فقط النصيحة.
** أساليب المشركين مع الرسول قبل الحروب: كثيرة ومعروفة ,بينا رسول الله (ص) ساجد في الكعبة فقالوا : من يأخذ سلى الجزور فيقذفه على ظهره ؟ فجاء عقبة بن أبي معيط فقذفه على ظهر النبي(ص).
ثم تحول العداء لأهل مكة عاما .ضد النبي ومن آمن به ، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش ،إذا اشتد الحرّ. كان ممن عُذِّبوا بلال الحبشي ،كان اميّة بن خلف يخرجه إذا حميت الشمس فيطرحه على ظهره في الرمال ثم يأمر بصخرة كبيرة توضع على صدره ، ثم يقول له : لا تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر بمحمّد ، وتعبد اللات والعزّى ، فيقول وهو في ذلك البلاء : أحد أحد. ويستمر يقاوم بصمت ويتحمل العذاب ..!!
وكان بنو مخزوم..يخرجون عمّار بن ياسر وأبيه وأمه يعذّبونهم برمضاء مكّة ، فيمرّ بهم رسول الله (ص) يقول : «صبراً آل ياسر موعدكم الجنة» ، وقتلوا سميّة أم عمّار لأنها امنت بالله . فاستحقت وسام أوّل امرأة شهيدة في الإسلام .. إذن أول مؤمنة بالله وأول شهيدة بالإسلام امرأة .
كان رسول الله(ص) يأمر المسلمين بالصبر ، ولم يتخذ أي موقف مسلح لردّ العدوان ،يدعو إلى الصبر والاكتفاء بالحذر والاستتار عن أعين المشركين ، إلى أن يأذن الله بأمره. وكان اهل مكة يتمنون ان يقوم برد فعل عسكري , كي يجهزوا على المسلمين ..
***الدعوة إلى الهجرة : تمكنت اعمال التعذيب ان تحجم الدعوة الاسلامية لما رأى رسول الله(ص)ما يصيب أصحابه وعرف أنّه لا يقدر على منعهم ممّا هم فيه أمرهم بالخروج إلى الحبشة ،لان بها ملكاً صالحاً لا يظلم ولا يظلم عنده أحد ،هذا يبين ان عرب مكة اغلبهم ظالمين .
اختاروا الهجرة لانّ الإسلام لا يرغب في القتال ابتداءً ، ولا المواجهة المسلحة فكانت الهجرة تجنباً لحدوث الصراع الدموي وهذا دليل ان الاسلام لم يشرع القتال مطلقا من اجل القتال .
لما رأت قريش أنّ أصحاب رسول الله(ص) حصلوا فيه على الامن من القتل وأنّ النجاشي رجل شجاع غير غدار بالضعفاء اجتمعوا وتآمروا أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه ضد بني هاشم على أن لا ينكحوا منهم ولا ينكحوهم ،ولا يبيعوهم شيئاً ، ولا يبتاعوا منهم ، فلما كتبوا الصحيفة علقوها في جوف الكعبة ، فوقف بنو هاشم وبنو المطلب كلهم مع أبي طالب(ع) فدخلوا معه شعبه ، اقاموا على ذلك أربع سنين أصابهم الجهد ، وبعثت قريش إلى أبي طالب : ادفع إلينا محمّداً حتى نقتله ، ونملّكك علينا ، فقال أبو طالب(ع)قصيدته الالفية والتي جاء فيها :
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة **وأبشر وقُر بذاك منك عيونـا
ولقد علمت ان دين محمد ********** من خير اديان البرية دينا
والله لـن يصلـوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينـا
وتوفي أبو طالب (ع) بعد انتهاء المقاطعة بوقت قصير ، فاشتدّ البلاء على رسول الله(ص) ونالت قريش منه مالم تكن تقدر في حياة أبي طالب ، وكان يقول: «ما نالت منّي قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب» فلم يتخذ موقفا يؤدي إلى إراقة الدماء, لان الاسلام لا يقبل بالقتل.
**** الإذن بالهجرة: قبل الهجرة في أحد المواسم التقى مع جماعة من أهل يثرب وعرض عليهم الإسلام،وتلا عليهم القرآن ، فأجابوه ثم انصرفوا إلى بلادهم ، حتى إذا كان العام المقبل لقوه عند العقبة وبايعوه وبعد عام من هذه البيعة خرج جماعة من مسلمي يثرب إلى الحج فواعدوا رسول الله(ص) عند العقبة ، وبايعوه على الحماية والنصرة ، وحينما علمت قريش بالخبر اقبلوا بالسلاح ، فقال رسول الله(ص) للمبايعين : «تفرّقوا» ، فقالوا : يارسول الله أن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا ، فقال رسول الله (ص) : «لم أؤمر بذلك، ولم يأذن الله لي في محاربتهم» ..يتبين ان الاسلام لم يشرع الحرب الا بعد استنفذ جميع الإغراض السلمية , ثم بدأت الهجرة الكريمة الى المدينة .
ـــ الوضع داخل المدينة بعد ستة اشهر من عمر الهجرة بدات بوادر بناء الدولة الاسلامية , فكانت المدينة تعيش الاستقرار, لكنه استقرار على بركان قابل للانفجار، فالمسلمون الآن يحكمون المدينة، ولكن هناك قوى خطيرة تنتشر داخل المدينة، هذه القوى موزَّعة بين مشرك وبين من يكره الدين الجديد كعبد الله بن أُبيّ بن سلول، المنافق ويهود يتحينون الفرصة بالنبي والصحابة ..
*** اما الوضع خارج المدينة ليس فيه استقرار , فقام اهل مكة بمبادرات لإرجاعهم والقضاء عليهم فكل المواقف لا تبشر بخير خاصة علاقات قريش باهل المدينة قويّة، ومصالح كل القبائل تجارية مع اهل مكة اقوى بكثير من مصالح المسلمين ,ولا يستبعد اذا حدث هجوم قرشيّ على المدينة يتعاون الأعراب، والمشركون واليهود، مع المهاجمين.
**بهذه الاجواء جاءت الشرارة الأولى : اجتمع ابو سفيان بالرجال الذين طوقوا بيت الرسول (ص) ليلة الهجرة ,ندموا وشعروا بالذل ان يخرج النبي(ص) من بيته دون تمكنهم منه فقرروا متابعته وقتله .. وجاءوا يقودهم أبو سفيان ونزلوا في قرية قريبة من المدينة ,احتلوها وسالوا اهلها عن قوات المسلمين وتسليحهم فتبين لهم ان النبي (ص) قد عد العدة لأي طاريْ, فسرقوا الخيول وكل شيء ثمين ورجعوا الى مكة …
جاء رجال القرية بعد مغادرة ابي سفيان وجماعته يخبرون النبي (ص) فامر بالتعبئة العسكرية وسار خلفهم ولكنه لم يلحق بهم .. فقرر ان يبني وزارتي الدفاع والداخلية وكان ذلك اول تعبئة في الاسلام , وهي حالة دفاع عن النفس , وحين عاد ابو سفيان قرر المكيون تأميم جميع ممتلكات وعقارات ودواب المهاجرين ومنعهم من الاستفادة من أموالهم ..تقرر على أثرها تأسيس قوات مسلحة .فكانت اول سرية تأسست في الاسم قائدها حمزة بن عبد المطلب :
**بعث رسول الله ﷺ عمه حمزة في ثلاثين رجلا من المهاجرين، عقد له لواء أبيض. وهو أول لواء عقد في الإسلام ،وارسله ليعترض قوافل قريش فالتقى بقافلة فيها أبو جهل في مائة وثلاثين رجل ,فلما تصافوا للقتال حجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان حليفا .ولم يقع بينهم قتال. لما عاد حمزة (رض) إلى رسول الله ﷺ وأخبره بأن مجدي حجز بينهم وأنهم رأوا منه انصافا فقال عنه: إنه ميمون النقيبة: رغم ان مجدي لميك مسلما تلك الفترة . استمرت القافلة ثلاثة أشهر.
ـــ ثم ان النبي (ص) اسس سَرِيّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ وأرسلها إلَى الْخَرّارِ ..قَرِيبٌا مِنْ خُمّ.. فَخَرَجْ فِي عِشْرِينَ رَجُلًا . فكانت هذه السرايا عملية ضغط على قوافل مكة للجلوس والتفاوض حول الاموال التي سلبها المكيون من المسلمين فما وجد الرسول الا مضايقة قوافلهم التجارية .
*** سرية عبد الله بن جحش *وبعد ثلاثة اشهر بعث رسول الله(ص)عبد الله ابن جحش في جماعة من المهاجرين. ما بين 7 الى 10 ..’
هذه السرية تختلف عن السرايا السابقة .فقد كتب له رسول الله (ص) كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم يمضي لما أمره به، وان يأخذ طريق ثقيف الطائف. سار ابن جحش بهم يومين ثم فتح الكتاب فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي فامض بين مكة والطائف، فترصد قريشا وتعلم لنا أخبارهم، وعدد حماية القافلة ,عندها أخبر أصحابه بما في الكتاب.وقال: قد نهاني رسول الله(ص)أن أستكره أحدا منكم فمن كان يريد الشهادة فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله ﷺ فمضى ومضى معه أصحابه كلهم , حتى نزل نخلة، فمرت قافلة لقريش فيها عمرو بن الحضرمي. وعثمان المخزومي وأخوه, وجماعة وجاءت القافلة وعسكرت قريبا منهم ..
وتشاور الصحابة فيهم وكان اخر يوم من رجب، فقالوا: والله لئن تركتموهم هذه الليلة ليدخلن الحرم , وان قاتلناهم فاننا في اخر يوم من اشهر الحرم فقام احدهم كان آخوه قد قتله أهل مكة اسمه واقد فرمى عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله، واسر اثنين من القافلة وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير والأسيرين للمدينة .. ثم قسم عبد الله بن جحش لأصحابه الغنائم واخرج خمسها للنبي , قبل أن ينزل الخمس. وقبل تزول أوامر القتال ..فقال لهم (ص) «ما أمرتكم بقتال» فوضع المال والعير في المسجد وأبى أن يأخذ منها شيئا. فندموا ولاموهم المسلمون وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، وسفك الدماء فلما أكثر الناس قولهم أنزل الله تعالى حكم القتال :{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ }
**** الان اصبح للمسلمين رخصة للقتال لم تكن في التشريع سابقا , ولكن قوة المسلمين ما زالت ناشئة، وعددهم قليل ,فسمع المشركون واليهود والمنافقون قتال , فتهيئوا للقتال اكقر من قبل .وكانت القوافل تحميها قوة عسكرية بسيطة فاخذوا الاحتياط والعدة . فبدات اولا بالقوافق التجارية , منعها من ممارسة التجارة, او الجلوس في مفاوضات.
**هذه حرب معلنة بين دولتين مسلمة ودولة كافرة، وكِلا الطرفين يستحل دم ومال الآخر، وكلا الطرفين يضرب مصالح الآخر، وهذا عرفٌ في حالة الحرب متعارف عليه في كل زمان ومكان . ونزلت ايات تحض المسلمين على الجهاد والذب عن الدين:{إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ }.
تجد روح الجهاد عالية في الصف الإسلامي مع ذلك لم يكن خروج المسلمين إلى القتال خروجًا عشوائيًّا غير مخطَّط،, فجهّز رسول الله مسرح العمليات وعقد معاهدات مع القبائل في التي ستمر بها قوافل قريش، وهذه معاهدات جوارٍ ودفاع مشترك، هذا اعطى الاطمئنان للقباىل في المدينة ومن جانب اخر يطمئن أنه لن يضرب من ظهره في أثناء حربه مع قريش، وتقدم له القبائل الدعم الاستخباري .. وهي الجهات التي اخبرته عن خروج ابي سفيان في قافلة كبيرة .. وكانت هي سبب معركة بدر ..
غزوة بدر بالتفصيل :.. وصلت معلومات للنبي بأمر القافلة يقودها ابو سفيان وفيها أربعون رجلاً وأموال كثيرة لقريش. ندب الرسول (ص)النّاس للخروج إليها، وأمر من كان حاضراً عنده بالنهوض، وخرج مسرعاً مع ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً .. عندما عرف أبا سفيان بخروج الرسول قاصداً إيّاه، استأجر ضمضم بن عمرو الغفاريّ إلى مكّة مستصرخاً قريش يأمرهم بالنفير إلى الحرب ليمنعوه من الرسول وأصحابه، ووصل ضمضم الى مكّة، فلبوه مسرعين دون لم يتخلّف منهم سوى أبو لهب.
حشدوا قبائل العرب, وأقبلوا متحدينّ الله ورسوله. استشار الرسول(ص) أصحابه حول الأمر، فتكلّم المهاجرون وأحسنوا القول، ثمّ استشارهم ثانية ففهمت الأنصار أنّه يعنيهم بكلامه، فأجاب سعد بن معاذ بأنّه والأنصار مع الرسول في أيّ عمل يأتيه، ففرح الرسول(ص) وسار الى عيون بدر، وعلم ان القافلة قد فلتت ونجت منهم .
بعث الرسول(ص) علياً والزبير إلى بدر يتحسسون الاخبار، وجاؤوا بأنّ قريشاً قادمون وراءهم ..وبنا الرسول عريشا يُشرف على المعركة، ثمّ مشى في مكان المعركة وهو يدعو بالنصر.. ووقف الجانبان..
خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة يطلبون القتال، فخرج لهم ثلاثة من الأنصار، لكنّ عتبة وشيبة ردوهم مطالين بلاكفاء ، فبرز إليهما عليّ وعبيدة بن الحارث وحمزة، فقتل عليّ الوليد، وقتل حمزة عتبة، وقيل شيبة. واختلف عبيدة وصاحبه بضربتين، فتقدّم عليّ وحمزة الى قرن عبيدة فقتلاه، وحملا عبيدة وقد قطعت رجله. ثم حمي الوطيس واشتدّ القتال،وأخذ الرسول (ص) بالدعاء والابتهال إلى الله سبحانه حتّى سقط رداؤه عن كتفيه،…
ثم التحم الجيشان فكان صوت علي (ع) يعلو بالتكبير (حتى قتل نصف من قتل من قريش).. وحين هربوا وانتهت المعركة رجع الى رسول الله(ص) وسيفه يقطر من دماء الكافرين , ورسول الله لسانه يلهج بالدعاء .. تمنى امير المؤمنين ان يكون له ولد ينصر الحسين يوم عاشوراء بمثل هذه الصفات والشجاعة .. لذلك قال لعقيل ابحث لي عن امراة ولدتها الفحول من العرب ..
**** .. العباس{ع} حين يطلب من اخيه الحسين {ع} الاذن في القتال بمجرد ان يقول له اخي انت صاحب لوائي وكبش كتيبتي .. يسكت ويرجع الى خيمة الاطفال .. حين دخل عليهم سمعهم ينادون العطش العطش يا عماه .. رجع للحسين يخبره بعطشهم …. الخ وموقفه في المشرعة حين رمى الماء من يده ..عباس ما ناسي السبط ولا يوم ينساه … لمن نزل للمشرعة يتحسس ضماه …ويتحسس اطفال وحرم تفرح بملكاه ظلت تناشد علبطل وين البطل وين ..
وحين اراد حمله رفض واوصى ان يبلغ سلامه للعقيلة : بلغ سلامي يا عزيزي للمصونة .. وكولولها راعي العلم لا يرتجونه.. كطعوا جفوفه وصوبوا بالسهم عينه.. وظمي الاجر لمن وصلتي لام البنين .. كولولها اولادج ضحايا بارض الطفوف … زعباس يم المشرعة مكطوع الجفوف ………………. الحمد لله رب العالمين