بسم الله الرحمن الرحيم
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾[الأحزاب: 23]
كلمة رجولة كلمة محببة , يتمنى كل إنسان أن تطلق عليه انه رجل .. لأنها تجمع صفات راقية في الإنسانية , نحن نطلقها اجتماعيا على بعض الناس ممن له رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ، وتعاون وتضامن….. ولكن هذه الكلمة أخذت من قبل بعض الناس واستخدمت بشكل بدوي اتجاه بعض الناس مثل , تطويل الشوارب ورفع الصوت والصياح , أو عرض العضلات واستعراض القوة , أو التفاخر بالثياب وما يوضع من شعارات على جسم الإنسان ..
في حين القران الكريم له رأي آخر بعيد جدا عن الشعارات , الله الخالق للناس يسمي شريحة منهم بمصطلح رجال, فمن هم الرجال في منظور القران الكريم ..؟ .. يبين القران الكريم ..إن الرجال: هم.
أولا :.. ممن يحملون عقائد راسخة، العقائد التي تحمل الفضائل . والأخلاق الحسنة.وعلى هذا الرأي يكون الفكر والعقيدة هي الأساس الأول ..
النقطة الثانية :.الرجال ممن في ظلال بيوت الله، في ظلال القران والسنة النبوية…
الثالثة :…الذين يَصدُقون في عهودهم، ويوفون بوعودهم، ويثبتون على الطريق، قال الله تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
لذلك لا يقاس الإنسان بضخامة جسمه ولونه وتصرفاته التي يرعب بها الناس , عن علي بن أبي طالب{ع} قال: أمر النبي {ص} عبد الله بن مسعود ان يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساقه حين صعد فضحكوا من ضعف ساقيه، فقال رسول الله {ص}: «أتعجبون من دقّة ساقيه؟! إنّهما أثقل في الميزان من جبل أحد» ….
الرابعة :.. الرجال: هم الذين يعلمون على تغيير حال الأمة من حال إلى حال أكثر آمنا وتهيئة الأرزاق للناس وسهولة كسب عيشهم … لذلك جميع الأراضي التي عذبها الله , ليس انتقاما منهم لأنهم لم يعبدوه , بل لأنهم ظلموا بعضهم وضاع الفقير بينهم , وسرقوا أموال الناس بقوتهم وسطوتهم ..فهذا المجتمع لا يمكن تغييره إلا بصلاح الأفراد وإيجاد الرجال، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} …
مع الرجولة وصفاتها..مع الرجال الصادقين مع عقيدتهم ومع أنفسهم , ويشعرون بداخلهم إنهم عبيد لله , هذه الحياة دار ممر وستنتهي ويأتي آخرون لينعموا بما قدموه , مع هؤلاء الرجال تُبنى الحضارات وتُشيد الانجازات، الرجال الذين يحبهم الله ويحبهم رسول صلى الله عليه وسلم.
فالرجولة ليست في انقلاب الموازين وتغير المفاهيم الإنسانية , ومحاولة استغلال الموقع واستغلال الاسم والعشيرة او الكتلة , قال رسول الله {ص} :«إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة» … إذن هنا الخطأ الكبير الرجولة ليست في شدة القوة تجاه ممن هو أدنى منك موقعا لتكون ظالما وتستطيل على الآخرين ..يقول{ص} ” من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها , أخافه الله يوم لا ظل الا ظله “..( بحار الأنوار)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هناك قضية تتعلق باللغة في تحديد بعض الشرائح ..
توضيح الفرق بين الرجل والذكر , وبين المرأة والزوجة , تقول :{ امرأتي وزوجتي } والفرق بين المرأة والأنثى .؟ , هناك فرقٌ كبير بين الرجل والذكر، صحيح كل رجل ذكر , ولكن ليس كل ذكر رجل . و ما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل، جاءت كلمة (ذكر) في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك…
الذكورة والأنوثة أمر من الله , وليس لها علاقة بالرجولة أبدا ..يقول تعالى : { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} وفي قصة مريم يقول : { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى}ويقول : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} فالناس متساوون بالخلقة ..
أما كلمة رجل فتأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله تعالى، ولذلك كان رسل الله عليهم السلام إلى الناس كلهم رجال قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا} [يوسف: 109]. ومعنى الرجولة في الآية المباركة { هي تحمُّلُ المسئولية في الدفاع عن التوحيد، والنصح في الله، والدفاع عن أولياء الله}.
ــــــ أما الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم – عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ،نلحظ أن لفظ “زوج”يُطلق على المرأة إذا كانت الحالة الزوجية منسجمة تماما بينها وبين زوجها ، وكان التوافق الفكري والانسجام تامّاً بينهما ، بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي .. ولكن إذا لم يكن التوافق والانسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحققة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها “امرأة” وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني او أي شيْ بينهما ..
ـــــــــ الأمثلة على ذلك قوله تعالى : “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً “هنا يكون انسجام تام ومودة ورحمة سماها القران زوجة .. آية أخرى , وقوله تعالى : “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِن ْأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا” . ولذلك جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى : “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ” . وبهذا الاعتبار جعل القرآن نساء النبي{ص} “أزواجاً” له ، في قوله تعالى : “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِم ْوَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ” .,…. ولكن إذا لم يتحقّق الانسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى”امرأة”وليس”زوجاً”
،،،،،، قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل : زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى : “ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا” لإنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهن امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الانسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست “زوجاً” له ، وإنما هي “امرأة” تحته . وكذلك قال القرآن : امرأة فرعون ، “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امرأة فرعون” . لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الانسجام بينهما ، فهي “امرأته” وليست “زوجه”
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين “زوج” و”امرأة” ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا {ع} ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة . عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة”امرأة” ،قال تعالى على لسان زكريا : ” وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا” . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى :” قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء” وحكمة إطلاق كلمة”امرأة”على زوج زكريا أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتم ّصورها وحالاتها ،رغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .وعدم التوافق بينهما ، كان في عدم الإنجاب ، والهدف “النسلي” من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة . لذلك أطلق عليها القرآن كلمة “امرأة” وبعدما زال المانع من الحمل ،ولدت لزكريا ابنه يحيى ، فأطلق عليها كلمة “زوج” ،لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة .قال تعالى {وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ” قبل ولادتها يحيى “امرأة” وبعد ولادتها هي “زوج” وليست امرأته . بهذا يتضح الفرق الدقيق بين “زوج” و”امرأة” أي التعبير القرآني العظيم …
من هم الرجال في منطق القران ..؟:
تحدث القران الكريم عن جملة من الشرائح , وأطلق عليهم صفة الرجل .. قال تعالى: { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } . الرجل الذي جاء من أقصى المدينة هو حبيب النجار مؤمن آل يس ….روى أبن عباس عن النبي {ص} أنه قال : ” الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل يس ، قال: { يا قوم اتبعوا المرسلين } ، و حزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله } ، و علي بن أبي طالب {ع} وهو أفضلهم … هنا تجلى موقف الرجولة , حين عرف أن هناك مؤامرة لقتل الرساليين , ترك أهله وماله ويمكن أن يتعرض للهلاك والقتل …
ما الذي جعله يأتي من أقاصي المدينة لينقذ موسى {ع} ، وما جاء يمشي بل جاء يسعى لماذا؟ دفاعاً عن أولياء الله والدعاة إلى الله، إنها الرجولة الحقة بكل معانيها. الرجولة: قوةٌ في القول، وموقف قوي لا يتزلزل عن الحق , بالفعل والقول , كلمة حق أمام تيار قوي يستخدم القتل .. قال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}.!
شريحة أخرى هم الأنبياء يسميهم الله تعالى رجال :.{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إليهم } ، كل أنبياء الله عز وجل إلى الناس كانوا رجالاً.
الرجال هم أهل المساجد:
يقول الله تعالى واصفاً المسجد الذي ينبغي أن يكون حاله إنسانية دينية صحيحة ومن هو بداخله، يقول الله تعالى:لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ، يعني ، أسس على التوحيد، أسس على العقيدة الصحيحة، لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التقوى مِنْ أَوَّلِ يوم أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ … كان هناك مسجد ضرار بناه المنافقون،يقول : أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، ما هي صفاته الأخرى، ما هي أهم صفة من صفاته؟{ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ المطهرين } .. أين مكان أولئك الرجال؟ هل هم في الأندية؟ أو في الحفلات؟ هل هم في الأسواق يمرحون ويسرحون؟ هل هم في المجتمعات الفارغة التي تفرغ الرجولة من معانيها؟ كلا هؤلاء الرجال في المسجد ..{ فِيهِ رِجَالٌ، يُحِبُّونَ أَن يتطهروا يأتون إلى المسجد على طهارة، والله يحب هؤلاء الرجال الذين من صفتهم الطهارة،}….
ما هو السبب الديني والاجتماعي في تهديم مسجد ضرار …؟ مسجد الضرار قصة بارزة في غزوة تبوك , لما أفرد المنافقون … قال ابن كثير:سبب نزول هذه الآية الكريمة أنه كان بالمدينة قبل مقدم رسول اللّه – [ ص ] – إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب .كان نصرانيا , قرأ علم أهل الكتاب ; وله شرف في الخزرج . فلما قدم رسول اللّه {ص} مهاجراً إلى المدينة , اجتمع المسلمون عليه , وصارت للإسلام كلمة ,وأظهرهم اللّه يوم بدر , حسد أبو عامر المسلمين , واظهر العداوة , وخرج فاراً إلى مشركي قريش يمنيهم على حرب رسول اللّه{ص} فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب , وقدموا عام أحد فكان من أمر المسلمين ما كان , وامتحنهم اللّه عز وجل , وكانت العاقبة للمتقين . وكان هذا الفاسق قد حفر كثيرة بين الصفين , فوقع في إحداهن رسول اللّه [ ص ] . وأصيب في ذلك اليوم , فجرح وجهه , وكسرت رباعيته اليمنى السفلى , وشج رأسه ,وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره{ أي الخزرج} , فلما عرفوا كلامه قالوا:لا أنعم اللّه بك عيناً يا فاسق يا عدو اللّه ! ونالوا منه وسبوه , فرجع وهو يقول:واللّه لقد أصاب قومي بعدي شر !
كان رسول اللّه – [ ص ] – قد دعاه إلى اللّه قبل فراره , وقرأ عليه من القرآن , فأبى أن يسلم وتمرد , فدعا عليه رسول اللّه – [ ص ] – أن يموت بعيداً طريداً , فنالته هذه الدعوة . . وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد , ورأى أمر رسول اللّه – [ ص ] – في ارتفاع وظهور , ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي – [ ص ] – فوعده ومناه وأقام عنده , وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول اللّه – [ ص ] وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم ومقرا لهم , فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء , وفرغوا منه قبل خروج رسول اللّه – [ ص ] – إلى تبوك ; وسألوا رسول اللّه – [ ص ] – أن يأتي ويصلي في مسجدهم , فيحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته ; وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية ! فعصمه اللّه من الصلاة فيه , فقال:” إنا على سفر , ولكن إذا رجعنا – إن شاء الله – ” فلما رجع إلى المدينة من تبوك , لم يبق بينه وبينها إلا يوم , نزل جبريل بخبر مسجد الضرار , وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين المؤمنين في مسجدهم – قباء – الذي أسس من أول يوم على التقوى . فبعث رسول اللّه – [ ص ] – إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة . . هذا هو مسجد ضرار الذي أمر اللّه رسوله – [ ص ] – ألا يقوم فيه , وأن يقوم في المسجد الأول – مسجد قباء – الذي أقيم على التقوى من أول يوم , والذي يضم رجالاً يحبون أن يتطهروا . (واللّه يحب المطهرين). يعني أصحاب الفتنة ليسوا رجالا…
مسجد الضرار الذي اتخذ على عهد رسول اللّه {ص} مكيدة للإسلام والمسلمين , لا يراد به إلا الإضرار بالمسلمين , والكفر باللّه ,والتستر بالدين …
ـــــــــ هذا المسجد ما يزال يتجدد في صور شتى تلائم العصر في الوسائل الخبيثة التي يتخذها أعداء هذا الدين . تتخذ في ظاهرها للإسلام وباطنها لسحق الإسلام , وتشويهه وتمييعه , رفع لافتات ومؤتمرات ومظاهرات وأعلام وقنوات فضائية ,وتتخذ في صور شتى كثيرة . هذه التجمعات يجب كشفها وإنزال الشعارات الخادعة عنها ; وبيان حقيقتها للناس وما تخفيه وراءها . ولنا أسوة في مسجد الضرار.الكوادر المؤيدة لهذا العمل لا يحسبون رجالا في العرف القرآني( مثلهم مثل الذباحين للمسلمين).
ــــــــــــــــــــــــــ الصفة الرجولية الأخرى التعامل مع الله تعالى ــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعامل يظهر حقيقة ومعدن الإنسان , كثير من الناس لا تعرف حقيقته إلا أن تتعامل معه ..قد يغرك مظهره ولباسه , ولكن حقيقته تبين في التعامل , خاصة البيع والشراء .. هناك صفة عظيمة في التعامل تبين خصائص الإنسان حين يتعامل بالبيع والشراء مع الله .. هنا يظهر معدن الرجال.
يبين لنا القران صنفا من الرجال .. يسميهم رجال .. يقول تعالى : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن ترفع شاء الله أن ترفع، وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمه يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصال{من الذي يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ والآصال .. رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ والأبصار} إذن هذه صفات الرجال , يقول عنهم رِجَالٌ، ثم جاءت بقية الصفات، إشعار بهمم سامية، ونيات وعزائم العالية التي بها صاروا عماراً للمساجد، التي هي بيوت الله في أرضه”.بعد هذه الجولة في الآيات نتوجه للصفات الأخرى..ماذا يتبين من هذا الموقف حتى يسميهم القران رجالا..؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنواع المواقف الرجولية :..
أولا :. صمودٌ أمام المغريات : الإنسان يتعرض لضغوط نفسية كبيرة , منها ضغوط جنسية وأخرى اجتماعية ومادية , هنا تظهر حقيقة الرجال أما أن يبيع موقفه وصوته بدينار ورصيد , او يكون له موقف من المغريات، حذراً من يوم عصيب يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، فما فائدة من نطلق عليه كلمة رجل وهو لا يساوي ثيابه التي عليه لأنه بلا موقف .. المواقف ليست خاصة بالأئمة فقط بل هي للناس جميعا , ولكن نذكر موقفا للإمام علي {ع} حين واجه مشكله تتعلق بالامتيازات والموقف الرجولي .. فقد عانى كثيرا من التغيير في المجتمع الإسلامي إبان خلافة (الثلاثة): فكان موقفه يختلف عن جميع الحكام ، كان رجلاً صلباً، لا يلين في تطبيق أحكام الإسلام.
بعد النبي{ص}, ولسنوات عديدة، تعود المسلمون شيئاً فشيئاً على مسألة إعطاء الامتيازات للمقربين من الخليفة، والسلطة الحاكمة، فلما جاء علي{ع} أبدى تصلباً شديداً إزاء هذه المسائل، وكان يقول:” (فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل، فالجور عليه أضيق) ، حتى إن أصحابه جاءوا إليه يوماً وقد عاتبوه على التسوية في العطاء، فقال لهم: (أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سمر سمير) . أي تطلبون مني أن أسعى لتحقيق أهدافكم بظلم الآخرين ..؟ كلا لن يكون مني هذا أبداً، وإن طال الزمان. … هذا الموقف الأول ..صمود أمام المغريات .
ثانيا:. التوازن ما بين الدنيا والآخرة : المسلم ذكر أم أنثى ..يختلف عن غيره من الناس ذوي العقائد الأخرى , مثلا النظام الاشتراكي أو الرأسمالي يتجه لتحقيق ملذات الدنيا فقط دون الاهتمام للآخرة , بينما الإسلام يقول بالتوازن .. الإسلام يهتم بالجانبين الدنيا والآخرة , يعطي أحكاما للتعامل والارتزاق والأكل الحلال, هنا تدخل معادلة وهي حب الدنيا وترجيحها على الآخرة , فيقف منها الإسلام موقفا يدين من ينسى أخرته ويركض وراء الدنيا .. يقول تعالى : {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} .
جاء تاجر سمن إلى الإمام الصادق {ع} قبل شهر رمضان , وقال :” سيدي أنا امتلك سمنا كثيرا , وسمعت إن المدينة الفلانية تفتقر إلى السمن هذه الأيام, وأريد أن أودعك للسفر.. فقال له الإمام , لا تسافر ..باعتبار ان السفر سيدخل في شهر رمضان, لما خرج جاءه أصدقاءه التجار ونصحوه , فسافر معهم وباع تجارته وربح ربحا وفيرا , لما رجع زار الإمام وقال ضمن كلامه سيدي كان بيعنا وافرا , فقال له ألإمام هل أفطرت في شهر رمضان .؟ قال نعم , ولكني سأصوم بعد أيام أخر .. فقال الإمام {ع} صحيح ستصوم ولكن أنا لك أياماً مثل أيام شهر رمضان ,هذا هو الموقف… التضحية بالمال والربح من اجل ربح الآخرة ..هذه يعرفها جيدا أمير المؤمنين {ع} يا صفراء يا بيضاء غري غيري ..
كان رسول الله {ص} يخطب على المنبر، فجاءت قافلة تجارية ، فخرج أصحابه ولم يبق إلا اثني عشر، فقال{ص} «والله لو تتابعتم ولم يبق منكم أحد، لسال بكم الوادي نارا»، وأنزل تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾.
ثالثا :.. الصلابة في الموقف حيت يتطلب الموقف رجالا:..
يذكر القران قصة مؤمن آل فرعون الذي وقف وحيداً أمام فرعون وجبروته ، ما خاف إلا الله فكان رجل بمعنى الكلمة. قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ﴾ هذا الرجل وقف كالجبل وأظهر إيمانه في وقت كان لابد وأن يظهر ويقف أمام طاغية ومدّعٍ للربوبية , تسانده حاشية سوء، ثم يقوم الرجل بتذكير قومه ويخوفهم من بأس الله ويدعوهم إلى الله ,لكنهم يدعونه إلى الكفر والإشراك بالله , قال تعالى: ﴿ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ .. ويتكرر هذا الموقف في كل عصر وأمام كل طاغية. إنها الرجولة الحق بكل معانيها. الرجولة أن تقول كلمة الحق لا تخاف في الله لومة لائم،عندنا نفس الموقف تكرر في قصة جهاد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه …
في كتاب {سنوات المحنة وأيام الحصار } جاء عدد من ضباط الأمن ومن المستشارين الكبار لصدام إلى السيد الشهيد .. انقل لكم حوارا مع احدهم ألذي سمى نفسه { أبو علي} ذكر سلسلة من الشروط التي طلبها صدام منها أن يعلن السيد الصدر الأول معارضته لنهج السيد الخميني رحمه الله , وان يعارض الحرب , ويعتبرها تدخلا بالشأن العراقي , ويؤيد حزب البعث … فقال له السيد جوابا لم يتوقعه , قال { السماء اقرب أليكم من ذلك ..!! } وخرج منه وعاد بعد أسبوعين يحمل اقتراحات اقل شانا من تلك التي كانت من قبل , وهي أن يصدر بيانا يؤيد فيه خطوات الثورة ومنها 11 آذار ومحو الأمية وغيرها , فأصر السيد على موقفه , فقال له البعوث البعثي , والله يعدموك , فرد عليه السيد رحمه الله وانا مستعد لذلك ..!! قال له راجع نفسك سيدنا .. فقال له راجعت نفسي وقررت أن أقف ضد الظلم الذي تمارسوه .. قال سيدنا ماذا أقول لهم عن هذا اللقاء ..؟ قال السيد : قل لهم الذي سمعته مني الآن , قام الرجل ووقف طويلا ينظر بوجه السيد الصدر ألذي وقف أمام هذا التيار الجارف الذي بدل أخلاق الناس وأخاف حتى غير العراقيين , صار ينظر بوجه السيد محمد باقر الصدر دقائق فنزلت قطرات دمع من عينيه , وقال له : { والله حرامات الأرض تضم هيج رجال مثلك } ..
ــــــــــ أصناف الرجال في القران قوله تعالى : ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ [النساء:34].ـمهمةــــــ
القيِّم في هذه الآية هو الرئيس، الذي يحكم أهله ويُقوِّم اعوجاجهم إذا اعوجوا، وهو المسؤول عن تصرفات أبناءه وتربيتهم , وهو مسؤول عن تصرفاتهم يوم القيامة، قال{ص}: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته» … ولكن لا يعتبر الإنسان إن هذه الرئاسة امتياز على المرأة , إنما هي مسؤولية , ربما هو غير جدير بها ولا يمكن أن يجيدها ..
الواجبات العائلية المشتركة :..ـــــــــــــــــــ
الإسلام جعل على الزوجة تجاه زوجها عدة واجبات، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
أولاً: ينبغي عليها أن تطيع زوجها ولا تعصيه، في كل أمر يأمرها بشرط فيه مصلحة لهما وللعائلة , ما لم يكن مخالفاً للشرع والأعراف .. لا يجوز لها أن تعصيه فتغضبه، فانه كما قال الصادق{ع} فيما روي عنه : أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق، لم يتقبل منها صلاة حتى يرضى عنها. فقد ربط قبول صلاة الزوجة، والصلاة عمود الدين، بإطاعتها لزوجها وعدم إغضابه. بالمقابل على الزوج ان لا يغضب زوجته وان يحترم مشاعرها بالحق وبعيدا عن الخروج عن الدين …
ومن أهم موارد إطاعة الزوج، هو وجوب تمكينه من الانتفاع الجنسي بشكل مطلق كامل على سائر مستويات الانتفاع، لا يحد إرادته لذلك أي مناقشة منها أو صدود. وفي ذلك قال النبي{ص} القَتَبُ : الرَّحْلُ الصغير على سَنام البعير.. حقوق الزوجة الخاصة بها :
للزوجة على زوجها حقوق مالية وهي : المهر ، والنفقة ، والسكن . وحقوق غير مالية : كالعدل في القسم بين الزوجات ، والمعاشرة بالمعروف ، وعدم الإضرار بالزوجة .
1. الحقوق الماليَّة : أ – المهر : هو المال الذي تستحقه الزوجة على زوجها بالعقد عليها ، وهو حق واجب للمرأة على الرجل ، قال تعالى : { وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ} ، وفي تشريع المهر إظهار هذا العقد ومكانته ، وإعزاز للمرأة وإكراما لها .
والمهر ليس شرطا في عقد الزواج ولا ركنا عند الفقهاء . ذكر المهر ليس شرطاً في صحة العقد الدائم، فلو عقد عليها ولم يذكر مهراً أصلاً ـ بان قالت الزوجة للزوج : (زوجتُكَ نفسي)، أو قال وكيلها: (زوجتُ موكِلتَي فلانة)، فقال الزوج: (قبلت) صح العقد، ولو صرحت بعدم المهر بان قالت: (زوجتُكَ نفسي بلا مهر)، فقال: (قبلتُ) صح، ويقال لهذا العقد بلا مهر ـ : (تفويض البضع)… فإن سمِّي العقد : وجب على الزوج ، وإن لم يسمَّ : وجب عليه مهر ” المِثل ” – أي مثيلاتها من النساء …
ب – النفقة : وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن بشرط تمكين المرأة نفسها لزوجها ، فإن امتنعت منه أو نشزت لم تستحق النفقة .
والحكمة في وجوب النفقة لها : أن المرأة محبوسة على الزوج بمقتضى عقد الزواج ، ممنوعة من الخروج من بيت الزوجية إلا بإذن منه للاكتساب ، فكان عليه أن ينفق عليها ، وعليه كفايتها ، وكذا هي مقابل الاستمتاع وتمكين نفسها له .المقصود بالنفقة : توفير ما تحتاج إليه من طعام ، ومسكن ، فتجب لها هذه الأشياء وإن كانت غنية ، لقوله تعالى : ( وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف )..
لأذكر لك قصة لطيفة يذكرها المؤرخون عن هند بنت عتبه, زوجة أبي سفيان بن حرب جاءت للنبي{ص}اشتكت عدم نفقته عليها ” . قالت عائشة : دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله {ص}فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيَّ إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك من جناح ؟ فقال{ص} : خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك . رواه البخاري ( 5049 ) ومسلم ( 1714 ) .
وعن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع : ” فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ” .
واجبات الزوج الشرعية :..
أولا ..السكن : وهو من حقوق الزوجة ، وهو أن يهيئ لها زوجُها مسكناً على قدر سعته وقدرته ، قال الله تعالى : ( أسكنوهنَّ من حيث سكنتم ) .
ثانيا :.. الحقوق غير الماليَّة : منها العدل بين الزوجات : من حق الزوجة على زوجها العدل بالتسوية بينها وبين غيرها من زوجاته ، إن كان له زوجات ، في المبيت والنفقة والكسوة .
ثالثا :.. حسن العشرة : ويجب على الزوج تحسين خلقه مع زوجته والرفق بها ، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها مما يؤلف قلبها ، لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف )وقوله : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) وفي السنة النبوية المطهرة قال {ص} : ” استوصوا بالنساء خيرا ” ..
ــــــــــــــــــــــــــــ الواجب الثاني على الزوجة: أن تتقيد في مصارف المال وإعطاء الهبات والصدقات، في حدود رغبة زوجها وأذنه. لان الزوجة تعيش في كنف الزوج وبين ظهرانيه، فليس من العدل أن ترتكب في داره وأمواله ما يكره من الشراء أو البيع أو الهبات والصدقات. نعم، إذا كان المال ملكها، كان لها التصرف في حدود المشروع في الإسلام.
الواجب الثالث على الزوجة: أن لا تصوم الصوم المستحب إلا بإذنه. والصوم هو تلك العبادة الإسلامية الفضلى التي أوجبها الإسلام في شهر رمضان، وجعلها مطلوبة استحبابا في سائر الأيام. السبب في ذلك: هو إن الزوجة إذا صامت، وأرادت المحافظة على صحة صومها، فان عليها أن تمنع زوجها من نفسها بالشكل المفسد للصيام. وفي ذلك هدر لحق الزوج لا يريده الإسلام. ومن هنا أمر الزوجة بإستحصال إذن الزوج إذا حاولت الصيام المستحب.
الواجب الرابع على الزوجة: أن لا تخرج من بيت زوجها. إلى أي محل ولأي مناسبة وبأي قصد، محرم، ما لم يكن خروجها بإذن الزوج ورضائه. وذلك لإشراف الزوج على تحركات زوجته وعلاقاتها الاجتماعية. فان الزوجة تعتبر في المجتمع، وجها لزوجها وممثلة له ووجوداً كوجوده. فقد أعطى الإسلام للزوج حق الإشراف على علاقات زوجته، لكي يحفظها بفكره وإرادته، ويخطط بيده الأسلوب العام لعلاقات زوجته .ومن هنا تسمع من النبي{ص} التشديد على حرمة الخروج من دون إذن الزوج إذ يقول: وان خرجت بغير إذنه لعنتها ملائكة الأرض وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها.ليس هناك امرأة تود أن تكون موضعا للعن الله ورسوله وملائكته.
ـــــــــــــــــــــــــــ ما الذي يقدح رجولة الرجل في الأسرة؟
انعدام غيرته على أهله: في أمور أهمها …
أ – في أمر لباس زوجته وبناته , فلا يعنيه أن تخرج متبرجة وملابس تُظهر مفاتنها، ترتدي ملابس حاكيه عن تفاصيل ومقاسات جسمها .. والثياب لها علاقة باحترام الإنسان سواء الرجل أو المرأة وتسمى لباس الشهرة , فلا تقلد المرأة المحتشمة المغنيات والفنانات والراقصات ,,,يسميهن الرسول {ص}: «نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن «كسنام البعير» لا يردن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام» .
ب- لا تعنيه الجلسات المختلطة، قد تكون مع الرجال وتعمل مع الرجال وتخالط الرجال فالرسول{ص} يقول: «إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت» ثم قال : « لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر إلا مع ذي محرم».
ج- يقدح في رجولة الرجل أيضاً أن يلقي للزوجة الحبل على الغارب، تخرج متى تشاء، وتعود متى تشاء، ولا يعرف الوجهة التي خرجت إليها، أو أن تسافر بغير محرم، أو عدم وجود الصحبة الطيبة التي تحفظ لها دينها وعفتها في الطريق.
هذه الأمور وعدم انشغال الرجل بها يدل على فقدان الغيرة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «لا يدخل الجنة ديوث» , والديوث هو الذي لا غيرة له على عرضه.
د- ومما يقدح في رجولة الرجل هو أن يسلم قيادة أمره إلى أهله، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «إذا كان أمراؤكم فساقكم وأغنياؤكم شراركم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير من ظهرها»
هذه الأحكام جعل الإسلام قيادتها قيمومة الرجل لتكون الأسرة متزنة نزيهة عفيفة لا يخدشها سوء … فيكون الرجال قوامون على النساء ….
ــــــــــــــــ ماذا تعني كلمة المروءة :..؟ ومن هم أشباه الرجال …؟. المروءة تعني عدم عمل الإنسان عملا في السر يستحي أن يعرف عنه في العلن ,أما كلمة أشباه الرجال , جاءت من علي بن أبي طالب {ع} حين خاطب المتثاقلين عن الجهاد قال : يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ! حُلُومُ الأطفال، وَعُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ ، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكمْ , مَعْرِفَةً ـ وَاللهِ ـ جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعقَبَتْ سَدَماً , قَاتَلَكُمُ اللهُ! لَقَدْ ملأتم قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً،وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالعِصْيَانِ وَالخذْلاَن… فقام إليه رجل ومعه أخوه فقال: يا أمير المؤمنين* أنا وأخي هذا كما قال الله عزّوجلّ عن موسى: (رَبِّ إنِّي لا أمْلِكُ إلا نَفْسِي وَأخِي) فمرنا بأمرك فو الله لننتهين إليه ولو حال بينا وبينه جمر الغضا . فدعا له بخير* ثمّ قال: وأين تقعان مما أريد؟! ثمّ نزل.ــ هل تغيرت الحال اليوم , أو بقي أشباه الرجال على حالهم ..؟ حياتنا مليئة بأصناف البشر, يختلفون بأشكالهم , بطباعهم منهم الحسن والمسيْ نحن مضطرين أن نعتبرهم بشرا,
لان لهم صفات بشر, ولكنهم يختلفون عن الرجال الذين ذكرهم القران , هناك أشباه رجال تكاثرواً اليوم , من هم أشباهُ الرجال؟!هناك من تنظر له تراه رجل في صفاتهِ الخَلقية لكن حين نقضي معه فترة زمنية نكتشف أنهُ ليس رجل بصفاتهِ وما تحملهُ نفسهُ, نراهم بكثرة في حياتنا ونسمعُ قصصهم وما يفعلونهُ ,, قصصٌ المرارة في أقرب الناس لهم ومن وهب ثقته الكاملة فيهم …~هذا ليس رجل بل أشباه الرجال ..!
قسم آخر:.. من اتخذ رجولته ووقوف القانون بجانبه لفرض سيطرته ونشرِ جبروته على الناس وفرض كلمته جبراً وبكل قسوة بموقعه الوظيفي او الاجتماعي , هذا ليس رجل ..
ليس برجل .من استغل قوته في قهر امرأة ضعيفة , يجب أن يكون لها صدرٌا رحيماً وعونٌا على هموم الدنيا ..
ــــ نوع آخر مخزي :.. من باع وطنه واتخذهُ سلعة يهديها لمن يدفعُ أكثر في سبيل المال ونسي الكرامة في ظلِ الوطن واعتب نفسه سيدا على أبناء وطنه بالباطل… وهناك من تاجر في عرضه واتخذ الفقر حجة , ُ يهدي من هي شرفهُ وكأنها بضاعة لمن يغرقهُ بالمال وإن سألتهُ يقول أفعلُ ذلك لكي أُ طعمك.. ليس برجل …~
من مارس القسوة مع أطفاله وحرمهم من حقوقهم التعليمية والصحية , وجعلهم أدوات يقتاتُ بها في راحة
من يغري فتاةً بالحب ويقضي معها فترةً من الزمن ثم يتركها كما المخلفات بعد تسليته وهذا إن لم تنتهي تلك العلاقة بفضيحة …ــــــــ المصيبة من يرمي من سهرت عليه ليالي وأيام في طفولته ترعاهُ , فلذةُ كبدها وتركها تكابد الحياة نزولا لإرضاء وهناءِ زوجتهِ المصونة ليس برجل …~من استغل منصبه في سبيل تحقيق مصالحه وجعل ما أؤتمن عليهِ ساحةً لا تضمُ إلا من لهُ قرابةٌ معه … ليس برجل من سمع داعي الحق ولم ينصره باللسان والدم والمال ..فكلمة رجل لا يجب أن تطلق إلا على من يستحقها ..
كم من امرأة كان لها موقف اشرف من هؤلاء الرجال وأكثر من تحملت مسؤولية أكبر من إمكانياتها وربت أبناءها, تستحق أن يطلق عليها لقب أم الرجال بفعالها الحميدة .الرجل هو من كان رجلاً بكلمتهِ .. سامياً في خلقه عطوفاً بطبعهِ .. أهلاً للأمانةِ التي أؤتمن عليها .. باراً بأهله .. مثالاً يحتذى به وقدوةً لأطفاله ..
لذلك قال الحسين {ع} عن أصحابه :.يصفهم بأفضل الرجال مقاما لا لأنهم قتلوا في سبيل الله بل لأنهم قتلوا في مقطع زمني قل فيه الناصر وتهافت فيه الناس على الدنيا, فكانوا بموقفهم غرباء , لا يوافقهم على نهجهم من ذلك الجمع فرد ، ولقد امتازوا دون غيرهم أنهم كانوا يعلمون بشهادتهم , مع ذلك ذهبوا مع إمامهم موطنين أنفسهم على لقاء الله تعالى،يقول الإمام الحسين{ع} في حقهم: «والله ما رأيت أصحابا كأصحابي “.
موقف جون … وواضح التركي .. ومسلم بن عوسجة ..
شيخان والعوجة أعدلوها .. وأرواحهم كلها ابذلوها … لريحانه الهادي فدوها .. لكن يا حيف زينب ما احضروها .. من يوم للطاغي خذوها .. وتسمع بأذنها شتم أبوها …
التفتت نحو المشرعة ونادت ::… أنا منين أبو فاضل أجعده … واركب جفوفه فوك زنده … واكله الحرم صارت بشدة ….
الحمد لله رب العالمين