22 ديسمبر، 2024 6:13 م

العراق بلد تعددي, تكثر فيه المكونات وتتعدد فيه الشرائح, والأديان, وحتى اللهجات والأعراف! لذى كان ضرورياً أن يكون النظام فيه “نظاماً برلمانياً” ليصبح النائب ممثلاً عن مكونه وشارعه وجمهوره الذي وضع ثقته فيه, عبر الاقتراع, وعلى ما يبدو فان نقطة القوة التي كان يراهن عليها من رسم الخارطة السياسية بعد 2003 صارت ضعفاً كبيراً, ولد شرخاً واضحة في العلاقة بين المكونات والشرائح المجتمعية.

الطوائف المتعددة التي عاشت فترات طويلة متحابة في ال… والوطن, صارت اليوم لا تتحدث سوى بالطائفة والعرق, وخلاف المنهج والفكر, ليصل عمق الصراع الى داخل العائلة العراقية, و يكون الخلاف والاختلاف مصدر كل جلسة اعتيادية.

وبما أن تلك الخلافات التي صارت واقعاً لا بد منه, مضطرين لسماعه ومشاهدته يومياً, فأن الرابح الوحيد من تلك الصراعات, هم النواب, لأن ارتفاع وتيرة الخلاف, والتصعيد الإعلامي؛ الذي نراه يترنم على مسامعنا, ليكسب ود الجمهور, سيما وأن بعض “النوام” غابت عنهم حقيقة عملهم الذي يقضي بالصدق والولاء للوطن والإخلاص, إلا أن بعضهم اتخذ من اللعب بحبال الأزمات وإشعال أتون الحرب الطائفية بين مكونات الشعب العراقي منهجاً لسياسته الشعواء.

الشعب العراقي وبعد كل ما تقدم صار جزء لا يتجزأ من تلك الصراعات , فهو أيضا اعتاد على التصريحات النارية والخلافات المتكررة, وبات يطبل لجهة دون أخرى, ويدافع عن شخص ويهمش الآخر, وهنا يكمن الخلل.!!