18 ديسمبر، 2024 3:39 م

مجلس النواب ..رفض بطعم القبول

مجلس النواب ..رفض بطعم القبول

قرار مجلس النواب اليوم زاد من طينة التقسيم بلة ؛ وأعطى دليلا واضحا للعالم أجمع إن العراقيين منقسمون لكنهم يخجلون من إعلان هذا التقسيم ؛ وعلى العالم أن يساعدهم في تقبل هذا الواقع ؛ هذا في ما إذا كان العالم يرغب في إيقاف نزيف الدم بين العراقيين ..
تاريخ وحدة العراق قد إنتهى ولايمكن العودة الى الوراء ؛ نهاية الوحدة لم تكن وليدة المشروع الأميركي الذي صدر هذه الأيام ؛ بل لأحداث ووقائع وممارسات مارسها رجال الوحدة المزعومة إبتداءً من صدام مرورا بالمالكي وستتكرر الممارسات الوحدوية الدموية طالما لم يعلن التقسيم بشكل رسمي
صاحب الوحدة صدام حسين شن هجماته اللاإنسانية ضد أبناء بلده الأكراد في معركتي حلبجة والأنفال وسياسة الملاحقة والمطاردة ؛ كذلك إرتكب حماقات لاتعد ولاتحصى بحق ابناء البلد الشيعة في معارك الانتفاضة الشعبانية والمقابر الجماعية ووو
جاء الوحدي نوري المالكي وقام بتوزيع اتهامات الخيانة للأكراد والسنة ولمعارضيه الشيعة فالتجربة مع الوحدة ورجالها أثبتت فشلها ولم تعد صالحة لحكم العراق
يجب أن نتصارح ونناقش الموضوع بهدوء بعيدا عن الشعارات القديمة فالمستوى السياسي العراقي لازال طائفيا والمستوى الشعبي أيضا لازال طائفيا وما شعارات “الا طحين ” والتشفي بقطع رأس الآخر الا دلائل تثبت إن العراقيين قد ركبوا موجة الطائفية وأصبح من المستحيل القول إن التعايش السلمي يمكن أن يحدث بالعراق في ظل هذه الأجواء المشحونة بالكراهية والتي تزداد سوءا يوما بعد اخر
الرفض الشيعي إذا تحدثنا بصراحة جاء لسبب الرغبة في حكم العراق ككل وبالتالي كان الرفض مصلحيا ولم يكن من أجل عيون وحدة العراق ؛ سيكون ساسة الشيعة الخاسر الأكبر من خطوة التقسيم لأنهم سيفقدون الكثير من الإمتيازات التي يحظون بها حاليا
سياسة الشيعة في حكم العراق أثبتت فشلها الذريع ولم تعد صالحة للحكم ؛ لم ينجحوا في أي ملف من الملفات والأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية تزداد سوءا لذلك لابد من أن يتنحوا ولاتوجد طريقة لإزاحتهم من الحكم سوى التقسيم لأنهم يمتلكون الأغلبية
لايمكن أن نبقى نتفرج على السنة وهم يُذبحون ويَذبحون ؛ ولايمكن أن نقبل بشيعة يحكمون وشيعة ينقتلون ؛ ولايمكن أن نقبل بأكراد ينعمون بالراحة ويستغلون الخلافات ويبنون مجدهم على أكتاف فقراء العراق
خيار التقسيم لم يكن ورديا ولم يكن خيار الطبقة الواعية ولاهو الأصلح لحكم العراق لكنه الأفضل لإدارة التطرف الطائفي الذي سيطر على عقول غالبية المجتمع العراقي ؛ دعونا نجرب هذا التقسيم لعلنا ننجح ؛ فنحن كعراقيين جربنا الكثيرمن أنواع الحكم ؛ جربنا الحكم الملكي وفشلنا وجربنا الرئاسي وفشلنا وجربنا الدكتاتوري وفشلنا وجربنا الديمقراطي وفشلنا ايضا دعونا نجرب التقسيم الان
نعم إننا منقسمون وحان الوقت لفض هذه الوحدة ونرحب بكل الخطط الرامية لمساعدتنا على إعلان التقسيم ؛ ولو كنا غير منقسمين لأصدر مجلس النواب قراره بالإجماع لرفض مشاريع التقسيم ؛ لذلك أعتقد إن قرار مجلس النواب لهذا اليوم عكس الصورة الواضحة لخلاف المكونات العراقية .
[email protected]