الديمقراطيه نوعان ، المباشره والتي تجسد مطالب وخيارات الشعب مباشرة من خلال التجمعات والمهرجانات التي تحدث في الأماكن العامه والساحات ليقول الشعب كلمته في مختلف القضايا كما يحدث في سويسرا بما يسمى نظام حكم الجمعيه .
وهناك الديمقراطيه الغير مباشره والتي تتمثل في انتخاب الشعب نوابا عنه ليكونوا ممثلين له يحملون رأيه وتوجهاته وينفذونها نيابة عن الشعب الذي منحهم التفويض كما يحدث حاليا في برلماننا العتيد ، حيث اختار الشعب شلة من الفاسدين والسفله وقليلي الحياء وبائعي الضميرفي برلمان اخرق ليمثل صوتهم وينفذ مطالبهم ، وسواء جاء هؤلاء باصوات ناخبيهم ام بالتزوير الذي يمارسونه هم واتباعهم وعشائرهم وأحزابهم او بشراء المقاعد من مفوضية الانتخابات كما يحدث كل مره ، المهم تمخض الجمل فولد فأراً ، مجلس فاسد في ماخور للرذيله تُمارس فيه كل انواع الدعاره . المجالس النيابيه تكون دائما هي المشرع للقوانين والمراقب لعمل الحكومه ، وهي اعلى سلطه في البلاد لانها هي التي تعين الرئاسات وتستطيع سحب الثقه عنها ، وتعديل فقرات الدستور ، وهي التي تمنح الثقه للوزراء ورؤساء الهيئات والدرجات الخاصه ، وتستطيع ان كانت حريصه ان تسير بالبلد في سكة السلامه حيث الأمان .
الا برلماننا حيث اصبح مطيه تعتلي ظهره بغال الحكومه وخادما ذليلا ينفذ لها ماتريد بدون نقاش ، بحيث سحبت الحكومه جميع صلاحياته واصبح كسيف خشبي مكسور لا يحمي صاحبه من ذبابه الا تنفيذ قرارات الحكومه والتصويت لها بالحق والباطل ، وهذا ما حذّر منه مونتسكيو في كتاب ( روح القوانين ) من تغول السلطه التنفيذيه على باقي السلطات التشريعيه والقضائيه وهذا ما يحصل في بلادنا لذلك دعا الى فصل شديد للسلطات .الحكومه استخدمت طريقه ذكيه للسيطره على البرلمان وشل عمله وتدجينه للتغطيه على فسادها وإفسادها والتستر على جرائمها وخطاياها ، وذلك بان سمحت للنواب وتغاضت عنهم وهم يقومون بسرقة أموال الشعب عن طريق تشريعات تخص رواتبهم الفلكيه وامتيازاتهم التي لا يوجد لها مثيل في العالم ، وهذا يحدث فوق الطاوله وعلى رؤوس الأشهاد ، اما الفساد الذي يحدث في الخفاء فهو عمليات السرقه وأخذ العمولات والمشاركه في المقاولات وتمرير العقود الفاسده ونهب ثروات البلد ، والمساهمه في تمزيق الوطن وتخريب نسيجه الاجتماعي بإثارة الفتن واشتراكهم بالجرائم الطائفيه سواء بالتحريض او المشاركه وكذلك غض الطرف عن عمالتهم لأطراف اقليميه او دوليه ومن ثم عمل ملفات لهم ليتم تهديدهم بها وبذلك يصبحون قطيعا مسلوب الاراده تحت السيطره لا يقوون على عمل شئ بعد ان باعوا ضمائرهم ، مجرد تنفيذ رغبات الحكومه ورغبات اسيادهم خارج الحدود ، لذلك اصبح برلمانهم عاجزاً خانعاً ذليلاً امام شعبه اضافة الى كونه فاسدا ومفسدا . وكنوع من التعويض عن دورهم الحقيقي الذي لا يستطيعون القيام به نجدهم يتناطحون بينهم كالبهائم تحت قبة البرلمان وامام الاعلام ليثبتوا لأنفسهم الضعيفه وللاخرين انهم احياء فاعلون ، والحقيقه انهم اموات بعد ان باعوا ضمائرهم وارتضوا الذلة والهوان مقابل حطام الدنيا الفاني ، انهم يتمثلون اخلاق العبيد حيث التنافس والتقاتل فيما بينهم بينما هم اذلاء خانعون لاسيادهم ، وفي خضم حفلات الردح اليومي الذي تقوم به هذه الشلل تحت قبة البرلمان امام أنظار الشعب والعالم دون حياء ، نسوا او تناسوا بانهم كالعاهرات يتم المساومه عليهم وعلى مواقفهم من قبل رؤساء كتلهم ، ولو ان العاهره قد تبيع جسدها من اجل لقمة اطفالها اما هؤلاء فيبيعون ضمائرهم ومواقفهم من اجل امتيازات وعمولات . لقد اجتمعت هذه القوارض والحشرات وخرجت علينا من غابات الزمن لتملأ حياتنا خوفا ورعبا وقبحا ووساخه ، قطعان ضاله فاقده لمعاني الشرف والرجوله لا تتحسس معنى الكرامه ، يصفقون لكل من هب ودب اذا ضمن مصالحهم ويعادون كل شريف يحاول ان يكشف زيفهم وفسادهم ودونيتهم ، واصبحوا منظومة فساد ومافيا مجرمه على استعداد لعمل اي شئ لمن يحاول ان يقترب من حظيرتها ، وتركوا امر إصلاح البلد السائر نحو الهاويه وانشغلوا بالسرقة والاجرام ، والدليل انهم لم يُشرّعوا اي قانون يخدم ابناء شعبهم ، فلم يعدلوا الدستور المشوه ولم يغيروا قانون الانتخابات ولم يصلحوا القضاء المثقوب وعدالته العوراء ولم يُشرّعوا قانون النفط والغاز ولا قانون الأحزاب ولا المصالحه الوطنيه ولم يحدوا من تفرعن الحكومه ولم يتدخلوا في تعيين رؤساء الهيئات المستقله والدرجات الخاصه ولم يتابعوا قضية نهب الاموال العراقيه ولم يحققوا بالكوارث التي حلت بالبلد بعد احتلال داعش ، ولم ، ولم ..مجرد صفقات واتفاقات لغرض الحصول على المال والجاه والنفوذ الذين كانوا محرومين منه لأنهم من أوساط دنيا يريدون ان يشبعوا منها غرائزهم المريضه .
انهم يدفعون البلد نحو الهاويه بعد ان كشفت الاحداث فشلهم المريب الذي لم يعد ممكنا تعليقه على مشجب احد ، ينهبون العراق من اجل تضخيم حساباتهم ، يتحدثون عن المليارات المنهوبة من الموازنه وكأن الامر حدث عابر ، اخطر ما في الامر ان مفاتيح المصير العراقي في ايدي فاسدين متعصبين وموتورين لا علاقه لهم بفكرة الدوله ولا المؤسسات ، يوفرون الحمايه للممارسات المذهبيه ثم يطلون منددين بالمحاصصه ، يحمون شبكات الفساد ثم يطالبون بالنزاهة والشفافيه ، تضاعفت نكبة العراق حين أسلس قياده لسحره صغار شرهين مقامرين يصرون على احتكار الوليمه لوحدهم حتى لو سبحوا في دماء من يزعمون تمثيلهم ، لقد اعتاد العراقيون على كمية القتل والتشريد فلا ضرر في ذلك على ضمائرهم ، لم يبقى عراقي واحد الا وقد اصابه من صلف هذا المجلس مصيبه ، هم جزء من أمراء الدم ، ليس من المعقول ان يبقى هؤلاء بعد كل هذا ألكم من الدمار والقتل والتشريد . الاوطان باقيه والتاريخ لن يرحم من ساهم او سكت على جرائم بحق شعبه وساهم بعمليات السطو والكذب والخداع وبيع الوطن ، التاريخ لابد ان يقول كلمته بحق هؤلاء الفاسدين والمزورين الذين خانوا الامانه التي حملهم إياها شعبهم ، انهم يسرقون قوت شعبهم ويعتاشون على دماء الابرياء …!!