23 ديسمبر، 2024 5:20 ص

مجلس الخراب العراقي ..!!

مجلس الخراب العراقي ..!!

في كل دول العالم يتم بناء الانظمه الديمقراطيه على أسس وقواعد متينه منها وجود الاستقرار السياسي والاجتماعي وتوفر قدر معين من التعليم وتنشئة سياسيه واجتماعيه ورأي عام فاعل ومنظمات مجتمع مدني وبناء مؤسسي للدوله ، كل هذه الامور هي وسائل للوصول الى الديمقراطيه الحقيقيه ، الا في بلدنا المنكوب والمبتلى فان سرفات الاحتلال الغاشم واللئيم بعد ان أجهزت على كل ما موجود في هذا البلد من تدمير لبنيته الاقتصاديه وتمزيق ماموجود من مؤسسات ومراكز بحثيه وصروح علميه بالرغم من تواضعها ، فانها عملت على تفكيك نسيجه الاجتماعي وتمزيق الروابط الاجتماعيه والرؤيا المشتركه والموروث الاخلاقي والقيمي لدى ابناءه ، وكانت ألطريقه المثلى والنموذجية هي جلب قطعان من المرتزقه والسراق والجواسيس وباعة الضمائر والشذاذ وقليلي الحياء ، لتنفيذ مخططات الأعداء الخبيثه وقد نجحوا في ذلك . فقد قام هؤلاء بتشكيل هيئات ومؤسسات وجمعيات واحزاب على مقاساتهم الخاصه لينفذوا بها مآربهم الدنيئه باقتسام اسلاب هذا البلد ، ومن هذه الهيئات المستقله جدا المفوضيه العليا للانتخابات التي تقاسمتها الأحزاب الحاكمه التي توزع المقاعد البرلمانيه بينهم والحصه الأكبر للحزب الحاكم وما يتبقى تعرضه للمزاد لمن يدفع اكثر والكل يعرف بذلك ، بعد الانتخابات الاخيره وتشكيل هذا البرلمان الاخرق برئاسته التافهه اعتقدت كما اعتقد غيري بانه سيقوم بدوره الاخلاقي والدستوري في إصلاح مايمكن اصلاحه من خراب وتداعيات سببها رئيس الوزراء السابق وزبانيته بعد ان سرقوا ميزانية البلد وافقروا ابناءه وسلموا ثلث مساحة العراق للارهاب وما حادثة سجن ابو غريب والتاجي وألبصره ببعيد خدمة لأجندات اقليميه مشبوهه ، مجلس النواب وبعد سنتين من تشكيله لم يقر او يناقش مشروعا لقانون يمس حياة المواطنين ولم يطرح قانونا واحدا من اجل إصلاح الوضع السياسي او عمليتهم السياسيه الهزيله بل كان طوع امر رئيس الوزراء السابق ومداهنا له من خلال كتلته والمتحالفين معه وأبرزهم مايعرف بسنة المالكي كلابه الذي تركهم يسرقون وغطى عليهم وبذلك سيطر عليهم واصبحوا خنجرا مسموما بيده ينفذون مآربه الحاقده ورئيس مجلس النواب احدهم ، ابسط شئ كان ان يقوموا به هو تغير قانون الانتخابات وتشريع مختلف القوانين التي تمس حياة المواطن ، لكنهم تغافلوا عن كل شئ واندفعوا وراء مصالحهم وامتيازاتهم وعمولاتهم ، مجموعه من الحثالات لا يفهمون دورهم ، كانوا دائما المطيه التي تركب على ظهرها الحكومه لتنفيذ مآربها لطمعهم وبؤسهم وجهلهم ، تصرف عليهم مليارات الدنانير كرواتب ومنافع في حين الشعب الجائع أولى بها ، هؤلاء الاوباش يقومون الان بدور هزيل مشبوه خدمة لاهداف ايرانيه مكشوفة بعد ان عجزت حكومة حزب الدعوه الحاليّه ورئيسها المتردد الذي لايهش ولا ينش ويعاني من عقدة الشعور بالذنب من تقديم اي منجز للشعب ولن يستطيع ليس لان البلد مفلس ولكن لان الإيرادات لا تكفي سرقاتهم ودفع حصة ايران وتمويل مشاريعها في المنطقه ، بعد ان تحرك الناس في الوسط والجنوب بالاحتجاج ومن تيارات مختلفه وخوفا من خروج اللعبه من بين أيديهم حركوا احد التيارات الاسلاميه ليحيدوا احتجاجات الاخرين وكأن الاسلام السياسي يريد ان يصلح او قابل للإصلاح وهذا مستحيل ، والان هذه الحركه المسرحيه الهزيله من قبل نواب كتلة القانون ومؤيديهم مما يسمى سنة المالكي وبعض المتملقين الطامعين بالمناصب يتقافزون كالقرود على منصات الاعلام مطالبين بالإصلاح وكانهم ليسوا انفسهم من دمر البلد واحرق الحرث والنسل وفسد وأفسد ونشر الطائفيه ،والان اصبح رئيس مجلس النواب الذي هو صنيعة المالكي سبب بلاء البلد علما انه ان حضر لا يعد وان غاب لايفتقد، وهذه الاستعراضات ستستمر حتى نهاية  الانتخابات الامريكيه هذا العام وتتبين الحكومه الامريكيه الجديده وسياساتها عندها تتصرف ايران في ضوء مصالحها بالعراق اما إحراقه او تركه عليلا ، فلا إصلاح ولا تغيير خلال هذه الفتره مجرد مماحكات واستعراضات وتظاهرات لا تقدم ولا تؤخر مجرد الهاء وشد للأعصاب ، وعرض يقدم على سيرك كبير يقدمه مجموعه من السماسرة والقوادون والعواهر ، فما اعجب من العاهر عندما تلبس ثوب الطهاره وتتكلم عن الشرف المفقود ، ولا قيمة لمكان يسقط فيه قانون العيب والحياء ، ..!!