يبدو ان البعض من الوزراء العراقيين ممن يجلسوا على مقاعدهم الذهبية في وزارتهم ينسون او يتناسون مهام هذه الكراسي وانها تكليف وظيفي بموجب القانون العراقي وليس تشريف ملكي يتوارثونه فيما بينهم , بكل تأكيد فهم كانوا يحلمون بوظيفة كاتب في احدى الدوائر ايام نظام حكم صدام الجائر .. ان الوزارة المختصة حول شؤون المياه في العراق لايوجد لها ذكر في حقيبة الاخبار العراقية اليومية ولعل السبب يعود حول شخصية وزيرها الذي ربما يفضل العيش بعيدا عن الاضواء ظننا منه انه نجم رياضي اوفنان مشهور موهما نفسه انه لايحتاج شرح وتبرير لضعف وزارته في وسائل الاعلام المرئية او المسموعة او المقرؤة … وهو لم يعد مخير اليوم بظهور امام الناس لان الاعلام يمثل اليوم مرأة المواطن العراقي البسيط , وقبل ايام قررت مع مجموعة من الزملاء الصحفيين التجوال نهريا في احد الزوارق العامة التي تؤجر مع سائقها لساعة او اكثر , طلبنا من قائد ذلك الزورق التجول في عموم مياه نهر دجلة في بغداد , وبالفعل نفذ هذا القائد المتواضع ماطلبناه وفقا لمتطلبات وضيفته , فتجولنا في تلك البركة المائية اليائسة ! ظننا منا انا نجول نهرا عظيما في بلاد وادي الرافدين !! ان مياه دجلة اليوم هي عبارة عن برك مائية ضيقة تتوسطها يابسة بمساحات كبيرة تصل الى منتصف النهر احيانا تختلف بحجمها بفترة لاخرى ! وهي بلتأكيد من عجائب الدنيا السبع ؟؟ فنهر دجلة وحتى أي نهر لايمكن ان تتوسطه اراضي يابسة اما ارتفاع المياه فهي قضية مخجلة لاحتوائها على ارقام قد تكون مضحكة او لايمكن قياسها , ان هذا الوصف لنهر دجلة يعرفه جميع سكان اهل بغداد والعراق وهو ليس بشئ يمكن اخفائه فالقاصي والداني يعرف ماذا حل بتلك الانهار العظيمة ولكن السؤال المحير اليوم اين هي دوائر ومؤسسات واجهزة الدولة المختصة بشؤون المياه ؟؟ هل هي بعيدة كل البعد عما تعانيه مياه الانهار العراقية ؟؟ ام هي بمسطلح العراقيين الشعبي ( مغلسة) عما يجري في الانهار ؟؟؟ نحن نتقدم الى دولة رئيس الوزراء العراقي باعتباره السلطة العليا في البلاد ان يلتفت الى هذا الخطر النائم الذي ربما يستقيظ ليضيف ازمة جديدة لأزمات البلاد التي ترافق حياتنا اليومية , فوزارة الموارد المائية !!! أية موارد مائية !! هل هنالك موارد من تلك البرك ؟؟ لابد ان يغير اسم وزارة الموارد المائية بلمجلس الاعلى لانقاذ المياه في العراق , لان الخطر القادم يادولة الرئيس خطر جدا خصوصا ان هنالك اشارات تحلق في الافق على امكانية نشوء حرب المياه في المنطقة , فتصور يادولة الرئيس ان قامت هذه الحرب كيف سيكون وضع العراق مائيا هل سنستجدي اقداح مياه الشرب من تركيا ام نتبادل النفط بالمياه كما يجري الان !! دولة الرئيس اننا كحصفيين نرسل لكم هذه المخاطر بكل الاحترام والتقدير مؤمنين بانكم لاترضون بجفاف مياه وادي الرافدين لانها ان حصلت لن ترحمنا الاجيال القادمة ابدا , نحن نطالبكم بأنشاء سدود جديدة كبيرة منها سد يتميز عن اخوته يكون من اكبر سدود العالم نسميه سد بغداد الكبير يحفظ مياه العراق التي تفقد وترحل الى الخليج العربي دون ان ينتفع منها مواطني هذه الارض , هذا السد سوف يجهز احتياطي مائي عراقي جيد لاايام الجفاف وسوف يروي ارضنا لينعش زراعتنا المتواضعة , لقد فرحت كثيرا يادولة الرئيس عندما انشأ ستاد(البصرة) وعلى الرغم من ان الحديث بشأن الفسادالاداري بخصوصه ولكن المهم اننا انشأنا اخيرا ملعب ومدينة رياضية تقف الى جانب ملعب الشعب الوحيد , غمرتني الفرحة كثيرا عندما شاهدت الجمهور الرياضي العراقي وهو فرح بهذا الانجاز فبعده سوف نتوجه لبناء وبناء وبناء , اذن نحن قادرين على انشاء سدود عملاقة ترحمنا من التحكم التركي فينا وتوفر مخزون مياه العراق فنحن نملك الاموال والايدي العاملة والاستثمار .. نحن نطالب اليوم بأنشاء مجلس انقاذ المياه ولابد ان يصل صوتنا صوت الصحافة الحرة الى اذن السادة المسؤولين في اخذ الجدية والحذر بموضوع نقص المياه الحاد لدى العراق , ربما لمايشهده الوضع الراهن من تردي على الميدان الامني يجعل المسؤول يغض النظر عن ماتعانيه مياهنا من ضياع واهدار ..ولكننا نحذرهم جميعا ان قطرات المياه هي شرايين الحياة انها الطاقة الكهربائية انها الزراعة والصناعة انها القلب النابض للحياة في العراق فلاتحرمونا من الحياة ولاتحكموا علينا بالموت بهدر المياه في ارض بلاد الرافدين .