8 أبريل، 2024 8:32 م
Search
Close this search box.

مجلة  الـهــــــــــــــدى .. ولادة .. وصـــــــــــــــدى.!

Facebook
Twitter
LinkedIn

### مجلة معارضة للديكتاتورية:
صدرت مجلة الهدى، عام 1998 دون موافقة رسمية، وهي خطوة تحدي لقوانين صارمة ، وبمثابة مواجهة للحكم الديكتاتوري المكثف.. ونورد ملاحظات عن هذه المجلة  اهمها:
اولا: صدرت في زمن الحصار والحكم الديكتاتوي، ولم تكن في العراق الا عدد من الاصدارت الحكومية، التي لا يسمح فيها الا للصوت الرسمي.. والمزايدات التي يرددها حزب السلطة..
ثانيا: كانت الهدى هي المجلة الوحيدة التي تصدر من جهة غير حكومية، معارضة، ومن حوزة النجف الأشرف.
ثالثا:   نزلت (الهدى) غيثا .. يروي عطش الملايين من العراقيين، الذين حرمتهم السلطة، حينها، من حق النشر، وقطعت عنهم وسائل الاتصال بالعالم الخارجي، تماما..
 رابعا: صدر منها 11 عدد ثم انقطعت، بعد اغتيال السلطة للسيد الشهيد محمد الصدر (رض)، وصدر عدد اخر، ثم توقف اصدارها.
خامس: بعد 2003 صدرت لعدد واحد.. وتوقفت.. بسبب الضغوط على التيار الصدري حينها، والاعتقالات ..
سادسا: صدرت، حاليا، بعناية واشراف خاص من قبل السيد مقتدى الصدر .. وقال فيها، ما نصه:
((…هي اليوم تطل عليكم لترى النور مرة أخرى وبنفس التسلسل الذي انتهى به آخر عدد منها في زمن السيد الوالد «قدس سره »، لتكون أنموذجاً كاملاً وبثوب جديد ورونق بهي، لا تشدد فيه ولا تعدي، بل لتكون شاملة لكل المواضيع الهادفة بكل أبوابها وفصولها، وتحتوي على الأقلام الإسلامية والعلمية والتخصصية بلا انحياز أو تحييد..))
### انموذج اعلامي وطني:
وفي هذا الصدد يمكن ادراج الملاحظات التالية:
اولا: حسب فهمي، ان هذا انتاج اخر من المصنع الصدري، والذي اصطلح عليه (المصنع الصدري للبدائل).. ليقدم الصدر انموذجا من الاعلام (الغير حزبي) الهادف للخدمة العامة والشاملة، المتحركة لبث القيم الوطنية، وتثبيت اركان الدولة..
ثانيا: ان اشراف سماحته، لا يعني تدخله المباشر، بل هو سيطرة نوعية، تعتمد على (فحص اجمالي) ..اي الاطلاع، الغير دوري، ليعيد المجلة الى منهجيتها التي خطط لها. تاركا للكادر مساحة واسعة جدا للعمل والتكامل الذاتي..
### ملاحظات اعلامية وفنية:
اما اهم الملاحظات الاعلامية والفنية حول (الهدى) هي:
اولا: تميزت الهدى بانتاج فني رائع، من التصميم ومواصفات الورق والطبع.
ثانيا: يتميز الكادر الصدري، عموما، بالاخلاص والتفاني  والديناميكية في العمل الاعلامي، وهو من اهم العوامل التي تخدم هذه المجلة.
ثالثا: ان اسرة التحرير، اكيدا، تحرص على نيل رضا المشرف والقراء، وهو دافع اكيد للنجاح والتكامل.
### نقـــــــــــــــــد :
اولا: من خلال متابعتي، افهم ان نقصا، اكيدا، موجود، في استقراء الانتاج الصدري السابق، فضلا عن استقراء الانتاج الاعلامي العراقي، وقد انعكس ذلك واضحا، في تكرار المواضيع.. والتي تطرحها غالبا اي اصدار جديد في العراق..
ثانيا: كذلك، يبدو ان البداية (صفرية).. ولم تستند على ما انتج سابقا، وهي صفة غالبة، للاسف، اي البداية من الصفر، دون دراسة العمل السابق واتمامه.
ثالثا: ما يتوهم ان له علاقة بالاعداد السابقة من الهدى، لم يلتفت الى السياق، والظروف التي لازمت الاعداد الاولى، فضلا عن الالتفات الى المستوى النوعي الغالبي الثقافي والاعلامي .. وما استجد من تطور في الذوق الشعبي، بعد دخول الفضائيات والانترنيت..
رابعا: كان مضمون (الهدى) ملبيا لاحتياجات المرحلة، ولكونها الوسيلة الاعلامية الوحيدة، وكان التواضع، في انتاجها، متعمدا، لتجنب استفزاز السلطة، كما اخبرني السيد الشهيد مصطفى الصدر (رض).. بعد ان عرضت عليه ملاحظات للنهوض بالهدى، حينها..
خامسا: ان المجلة بوضعها الحالي اقرب الى (صحيفة) وليست مجلة .. لان الانتاج، عموما، تحكمه معادلة الكلفة-النوعية  (optimum quality costs). اي انجاز الوظيفة المطلوبة من المنتج باقل كلفة ممكنة. وان مجلات من هذا النوع الراقي والمكلف، له طريقة خاصة في عرض المواضيع، بعيدا عن السرد النصي، الذي شاع في (الهدى) كثيرا.. لاحظ صفحة 62 و63 و64 و65..فضلا عن اغلب الصفحات.
اي ان مجلة بهذه المواصفات، يكون الطرح فيها صوريا، مع اختصار النص، والاكتفاء بصفحة واحدة لكل موضوع، اكيدا.
سادسا: (الهدى) يفترض بها ان تكون ضلعا من مثلث الهدى-العهد-الاضواء.. ويتحرك هذا المثلث الاعلامي ضمن خطة خمسية وسنوية، وتوزع المهام والادوار لانجاز عدد من الخدمات والاهداف الاستتراتيجية .. كما هو معمول به مهنيا، وهو مطلب عقلائي، لتجنب الفوضى والتكرار والتعارض، وليكون العمل استهدافيا..
سادسا: المجلة تصدر لتبقى طازجة اعلاميا، لزمن معتد به، ويتطلب ذلك:
الف: مواضيع المجلة تكون دائمة الخضرة، مثلا موضوع صفحة 26- 29 وهو اختيار مناسب للهدى..
 باء: وتهتم المجلة بطبيعة الموضوع وعمره، لطول عمرها الاستخدامي Life of priduct ، نسبيا، بالمقارنة مع الصحيفة اليومية، وعمرها ساعات، وورقها رخيص.
جيم:  يلزم المجلة الابتعاد عن المواضيع الخبرية، والمواقف المتغيرة، والتي تعتبر، غالبا، نافدة الصلاحية، بعد ايام، ولا مبرر لنشرها. انظر صفحة 67 مثلا..
سابعا: بالرغم من تبني المجلة عنوان (الإنفتاح).. الا انها توزع في دائرة خاصة.. متكئة على القواعد الخاصة.. فضلا عن عدم وجود تنوع في المضمون..
وللتوضيح، مثلا، موضوع الاتصالات والحاسوب والتكنولوجيا والبرامجيات والتطبيقات، تجده غائبا تماما في صفحات (الهدى) ..! وهومجال يهم شريحة واسعة من المثقفين والأكاديميين والشباب والطلبة. انظر العدد 19.
### المثلث الاعلامــــــــــــــــــــــــي:
ثامنا: شيء اهم.. ان التعرض الى قضايا حساسة، يتطلب القدرة على معالجتها.. مثلا، وللتوضيح في العدد19  الذي صدر مؤخرا..وفي صفحة 18 و19 و20 ناقشت الصحيفة موضوع الازياء.. ويكون السؤال: هل واجهت المجلة هذه الظاهرة..أم روجت لها؟؟
ويبدو إنها بصورها الجذابة اللامعة قد روجت للظاهرة السيئة..!! وللتوضيح ندرج الملاحظات التالية:
الف:  الافضل هو استعراض الملابس الشرقية او الاسلامية، بهذه المجلة الملونة لمواجهة هذه الظاهرة، وليس عرض الظاهرة ذاتها ، وهذا يسمى العلاج بالضد عند علماء الاخلاق..
باء: ضمن المنظومة الفكرية الصدرية، يوجد مبدأن هما:
المبدا الاول: ان اثارة الشبهة يستلزم القدرة على ردها، وكما ورد ((اذا كسرته فعليك جبره)).. وهذا المبدا استند عليه السيد الصدر (رض) في (منة المنان).. ويستدعي هنا، الخبرة الاعلامية الرصينة لرد الظاهرة (الازياء) .. والا فلا..
المبدا الثاني: طرح الحالة الايجابية، والتثقيف نحوها، وينتج بالملازمة، انحسار الحالة السلبية، او كما قال السيد مقتدى الصدر ، ما مضمونه: (( مدح جهة ما لا يستلزم ذم الاخر)) ..في لقائه مع عدد من الطلبة (موثق فيديوي) .. ويطبق هنا، مدح الازياء الشرقية، وعرضها، والتثقيف نحوها، وليس العكس..
جيم: ان مواجهة هذه القضايا الخطيرة، يستلزم عمل منهجي، متصاعد، وليس اجتهادات، فردية، ويكون العمل ضمن مثلث اعلامي ( هدى-عهد-اضواء).. بعيدا عن مبدا الانغلاق، الاداري، السائد!! ويكون الانفتاح ذاتيا، قبل ان يكون شيئا اخر!!
دال: يفترض ان تكون هيئة استشارية وتخطيطية من اساتذة مختصين في علوم الاجتماع والنفس والاعلام.. ضمن عنوان اوسع، تنسيقي، للمثلث الاعلامي.. تخطط وتمنهج العمل لهذه القضايا الخطيرة.
هاء: ينطبق اعلاه على ما ورد في صفحة 72.
وللحديث بقية..
### الكاتب في سطور:
تدريسي في الجامعة المستنصرية. حصل على الدكتوراة في الهندسة من جامعة بغداد. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. تحكمه بعدالة الكفاءات والخبرات.. لتحقيق الخدمات والرفاهية لشعبنا المظلوم..
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب