22 ديسمبر، 2024 1:39 م

مجزرة 1988 بنظر جلادها مجرد مسرحية!

مجزرة 1988 بنظر جلادها مجرد مسرحية!

عندما رد الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي على سٶال للمراسلين الاجانب في بداية إعلان فوزه المثير للجدل بالانتخابات الرئاسية الاخيرة بشأن دوره في مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها تنفيذ حکم الاعدام بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي، بأن ذلك کان دفاعا عن حقوق الانسان، فإن حميد نوري، المسؤول السابق في السجون الإيرانية، لم يختلف عن الرئيس الايراني الذي کان عضوا في لجنة الموت في مجزرة 1988، عندما نفى كل التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أنها “خيالية وفارغة ولا أساس لها وكاذبة وغير موثقة”، واصفا التهم بشأن إعدامات 1988 في إيران بأنها “مسرحية”!
حميد نوري عندما يجيب بهذه الصورة التهکمية التي يفضح من خلالها عقلية النظام واسلوب النظام الذي ينتمي إليه بخصوص کيفية التعامل مع معارضيه والاستخفاف والاستهانة بکرامتهم وإعتبارهم الانساني، فإنه وکذلك رئيسه لايزالا يتصرفان وکأن شيئا لم يحدث أو إن العالم يجهل تماما ماقد حدث خلال صيف عام 1988، بل وحتى إنهما يتصرفان وکأن العديد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والعديد من الشخصيات التي لها خبرة في القوانين الدولية وخصوصا في مجال جرائم الابادة، قد إعتبروا هذه المجزرة جريمة ضد الانسانية وطالبوا بمحاکمة مرتکبيها.
حميد نوري وکذلك إبراهيم رئيسي، اللذان لايعلمان أو بالاحرى يتظاهران بأن مقبرة خاوران في جنوب شرق طهران واحدة من مئات الأماكن التي دفنت فيها جثث من تم إعدامهم في المجازر؛ بشكل جماعي، لم تقتحم الأدب السياسي الإيراني فقط نتيجة لمتابعة أسر ضحايا المجزرة وإصرارهم على التقاضي على دماء أبنائهم بل وحتى الادب السياسي العالمي وصارت تشکل مادة ودليل آخرا لإدانة هذا النظام خصوصا وإن منظة العفو الدولية کانت قد أعلنت بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطا على مسؤولي النظام الإيراني لتحديد مقابر خاوران وغيرها من أماكن المقابر الجماعية كمسارح للجريمة، والتعامل معهم من هذا المنطلق. لکن المثير للسخرية الى أبعد حد إن رئيسي يصف مشارکته في هذه المجزرة بأنها کانت دفاعا عن حقوق الانسان في حين إن تابعه حميد نوري يصفها بالخيالية والفارغة ولاأساس لها من الصحة وإنها مجرد مسرحية، ولاشك بأن تمادي کل من رئيسي ونوري في إستخفافهما وإستهانتهما بالکرامة والاعتبار الانساني لضحايا هذه المجزرة ولعوائله بشکل خاص وللشعب الايراني والانسانية وقيمها بشکل عام، وهذا أمر لايجب أن يمر مرور الکرام على المنظمات المعنية بحقوق الانسان وحتى على منظمة الامم المتحدة والدول التي تجاهر ليل نهار بدفاعها عن حقوق الانسان ومن الضروري جدا أن يکون هناك موقف دولي يجعلهما يدفعان ثمن ذلك غاليا!