اعتذر لقرائي الاعزة عن انقطاعي عنهم هذه الفترة بسبب عمليات اجريتها لعيوني في الهند بعد اعتذار عدد من اطبائنا عن اجرائها لأن نسبة النجاح فيها قليلة جدا ونجحت هناك .. لأبدأ من حدث اليوم مجبرا ، وهذا لا يعني اني لا اشعر بما تشعرون به وهو الفخر والاعتزاز بالملحمة التأريخية التي فجرها شعبنا في فلسطين صاحب الجروح العميقة المزمنة من خلال كتائب القسام وغيرها من الفصائل المجاهدة ، وهذا دين لكم برقبتي فالذي حصل من انجاز هو غير مسبوق حقيقة فاسمحوا لي ان ابدأ بمجزرة المستشفى بعد اختصار شديد لأزالة دهشتكم عن موقف الولايات المتحدة والغرب مما يجري . ولنا عودة الى ملحمة الاقصى وتأثيراتها المستقبلية الخافية جزء منها عن البعض
فكرة (اسرائيل)
قلت في بحث عمره ثلث قرن تقريبا ان الباحثين عن اصل الفكرة تعوزهم الدقة بقولهم ان فكرة قيام (اسرائيل) اوجدها هرتزل في مؤتمر بال/بازل عام 1897 والحقيقة المهمة التي يجب ان نفهمها هي ان الفكرة اوجدها وزير الخارجية البريطاني بالمرستون لمعالجة الحركات التوحيدية التي قام بها محمد علي باشا وشعور بريطانيا بخطر وحدة العرب فقال بالمرستون ” لا بد من ايجاد كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه” وحينها لم يكن هرتزل قد ولد بعد .. ولذلك خصصت بريطانيا لافشال وحدة سوريا ومسر 1958 (50) مليون دولارا تعني الكثير في ذلك الوقت.. هذا ما يوضح لنا بدقة ان (اسرائيل) حاجة اوروبية امريكية ولولا وجودها النشاز لتكلفت امريكا واوربا الكثير من الخسائر والاموال ولما استدامت سيطرتها على الشرق الاوسط بهذه السهولة .. عليه ينبغي لنا ان لا ننفعل عندما نسمع ذلك من بايدن اليوم ” لو لم تكن (اسرائيل) موجودة لأوجدناها اليوم” ولعل ما قالته اوربا ليس اقل من ذلك .. كي نرى الامور على حقيقتها ونترك الهرولة خلف هؤلاء بلا جدوى ونتمكن من تلمس طريقنا فأما ان نترك القضية وأما ان نضع استراتيجية تبنى على هذا الامر والذي سيكون اعظم لأن المصالح بين الامبريالية واسرائيل ستتعزز بطريق الحرير الجديد الذي يجعل ارض فلسطين محور للربط بين الهند واقطار الخليج باوروبا لتكون غزة نتوءا ينبغي ازالته لأن هناك قناة بديلة لقناة السويس ستنجز في غزة
نهج المحتل اينما وجد
في مقابلة متلفزة على الفضائية السورية عن مجزرتي حديثة والاسحاقي التي نسيناها كما سننسى مجزرة المعمدان لاحقا وكان معي اخي الكبير الشيخ جواد الخالصي قلت ” هل يمكن ان نقيم الدعوى على ثعلب سرق دجاجة وأكلها .. سيقول محاميه ان الله خلقه نباتيا ولكي يعيش لا بد له من اكل الدجاج ومنحه الله الحيلة والخبث كوسائل تمكنه من المخادعة وصولا الى غايته .. الاحتلال وجد ليذل الشعوب ويقتل المقاومين منهم فكيف بالمحتل الاسرائيلي الأستيطاني والذي يكمن امنه بزوال شيء اسمه فلسطين او العرب ولكنه مستعد لإقامة اطيب العلاقات مع الخانعين المستسلمين ، والغريب في الامر اننا الضعفاء في كل شيء عدا ما تبقى لنا من اخلاق وقيم نطلب من قوى الاحتلال التي دمرتنا كأمريكا والغرب ومن غوتيرش الذي هو اضعف منا ان يصدق ان (اسرائيل) قامت بمجزرة بضربه لمستشفى المعمدان ،وحزن بايدن كثيرا وصدق الرواية (الاسرائيلية) على ان الجهاد الاسلامي هو الذي اطلق الصواريخ وأن (اسرائيل) المسكينة الوديعة لم تضرب المعمدان ، وهذا قبل ان تظهر نتائج التحقيق .
لنفترض جدلا ان الرواية سليمة فهل ان حذف موضوع المعمدان يبريء (اسرائيل) ؟؟ كلا بالتأكيد فالابادة الجماعية قائمة وسأوضح لكم لاحقا كيف ان ما يحصل اليوم بل ومنذ تاسيس دولة (اسرائيل) هو ابادة جماعية وفق اتفاقية منع الابادة واتفاقية جنيف وبروتوكولاتها فضلا عن كونها جرائم ضد الانسانية .. لنفترض ان الضربة لم تحصل اصلا فهل ان الانذار بأخلاء المعمدان هو ليس من باب الابادة الجماعية ؟؟ وأن كانت ليست ابادة ، فهل ان انذار (24) مستشفى بالاخلاء في غزة ليس ابادة جماعية ؟؟ وهل هناك اقذر من ان تحكم على الجرحى بالموت الجماعي ومعظمهم من الشيوخ والاطفال ؟؟ وهل انك ان اطلقت صاروخا على بيت قيادي في حماس وقتلته ومعه عائلة من (7) افراد يعد عملا عسكريا وليس ابادة جماعية ؟؟ وأن كان ليس ابادة فهل ان الذي يفعلها يحمل ذرة من الشرف العسكري ؟؟ كلا ثم كلا .
التهجير
لنترك المشافي والمساجد فالثعلب (المحتل) لا بد من ان يأكل الدجاج كما اسلفنا ولكن هل الاحتلال الامريكي او البريطاني للعراق غير اسم العراق او طلب تهجير اهل العراق كلهم او تهجير (5) محافظات بمليوني مواطن الى الدول المجاورة ؟؟ بل هل ان جنكيز خان فعلها ام هولاكو ام دراكولا المفترض ؟؟ لنقل ان الفلسطينيين فعلوا كذا وكذا في عملية الاقصى المباركة .. من الذي فعل ؟؟ لنفترض انها حماس ، والتي هجمت بما لا يصل الى جحفل لواء وانهارت فرقة غزة (الاسرائيلية) وسادت اجواء انتصار الشعب الاسير والمحتل وفعل كذا وكذا مما لا يعادل 1% مما فعله العدو فهل ان ذلك يستدعي تهجير شعب كامل مما تبقى له من ارض فلسطين ؟؟ يهجرهم الى مصر اقوى بلد عربي ، وزعيم اقوى بلد عربي يجد البديل في صحراء النقب ولا يرفض الفكرة من اساسها ؟؟ ويطل علينا مقدم برامج ومعه لواء متقاعد مصري في برنامج ليمتدح قرار السيد السيسي وبطولته ويترحمان سوية وبخشوع مبالغ فيه على الرئيس الاسبق مبارك لأنه سبق وان رفض هذا الطلب من الرئيس (الاسرائيلي) وقال له (forget) انسى الموضوع .. هذه هي البطولات العربية .
الحصار الوحشي
ان ما جرى لغزة من تجويع وحصار وتهجير ليس بحاجة لتوضيح فهناك حديث شريف “متفق عليه” يقول ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها …. )