22 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

مجزرة الأول من شباط 2004

مجزرة الأول من شباط 2004

لم يتوقف الإرهاب الأعمى عند حد يمنعه من ممارسة أنشطته الإجرامية في أي مكان وزمان كان , فهو تطبيق لما يناسبه من وصف بأن ( الإرهاب لا دين له ) بعد أن إنتهك الحرمات من قتل على الهوية وتعذيب وإغتصاب للنساء وممارسة البيع والشراء للحرائر في سوق النخاسة بأبخس الأثمان , حيث إرتكب أعداء الإنسانية جريمتهم البشعة في الأول من شباط 2004 في أول أيام عيد الأضحى المبارك أثناء إستقبال المهنئين في مكاتب الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني بتفجيرين متزامنين حيث لم يكن بالحسبان من حصول هذه الحادثة وبالأخص في يوم مبارك كهذا , بعد أراد الاصوليين تعطيل حركة الحياة المدنية ومحاولة إجهاض التجربة الكوردية والاستقرار الذي تنعم به منطقة كردستان العراق لتتحول الى ساحة أخرى للارهاب الدولي , لكن الحدث قد وقع بالفعل بتخطيط مسبق وفق آلية خبيثة بالتعاون مع أجندات خارجية لها غاياتها الدفينة , ودفع ثمنه الكثير من القياديين الكورد والأبرياء , علماً إن مراسيم الاستقبال جرت بشكل طبيعي جدا من دون أن تكون هناك أي عراقيل تمنع دخول المواطنين الذين شاركوا الاحتفال بعيد الأضحى كتقليد ديني وشعبي إلى أن سمع دوي الانفجار وتساقط العشرات من الزوار والضيوف , ومن أبرز الشخصيات التي ذهبت ضحية التفجيرين الشهيد سامي عبد الرحمن الذي كان يشغل منصب نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان (إدارة أربيل آنذاك) ، والشهيد شوكت شيخ يزدين وزير شؤون مجلس الوزراء ، والشهيد أكرم منتك محافظ أربيل ، والشهيد شاخوان عباس مسؤول الفرع الثالث للاتحاد الوطني الكوردستاني , وكان هدف الأرهابيين وقف عجلة التقدم وعملية الإعمار والبناء في كوردستان والتي يقودها الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادته الحكيمة والتي نهلت من مدرسة النضال والتضحية والفداء والتي أرسى دعائمها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني ، ولكن الدماء الزكية لشهدائنا الأبرارالتي سالت في هذا اليوم المبارك أضحت خميرة للصمود والمقاومة والمضي نحو توفير المزيد من الأمن والإستقرار والتقدم والمضي في تطوير كوردستان في جميع المجالات.

لكن كوردستان إزدادت أمناً وأماناً بفضل وحنكة القيادة الحكيمة وبطولات قوات البيشمركة الأشاوس وتضحياتهم في مواجهة أعتى منظمة إرهابية عرفها التأريخ المعاصر في سوح الوغى وكسروا شوكتهم في عقر دارهم بعد أن تم إحتلال ثلث مساحة العراق , وأضحى إقليم كوردستان العراق مركز إستقطاب للشركات الأجنبية للإستثمار والملاذ الآمن للنازحين واللاجئين من بطش وجرائم الإرهاب الأعمى من مختلف محافظات العراق وخارجه بمختلف طوائفه وقومياته ومذاهبه وملله ونحله , ليعكس للعالم أجمع بأن كوردستان موطن السلام والتعايش السلمي ومثالاً للمحبة والتسامح بين الجميع دون إستثناء , ويعيش أروع تجربة ديمقراطية على مستوى الشرق الأوسط بعد أن عانى الكورد من شتى أنواع الظلم والتهميش في ظل الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة على إدارة الدولة العراقية منذ تأسيسها في عشرينيات القرن الماضي .

أحدث المقالات