23 ديسمبر، 2024 3:29 ص

مجريات الأحداث تجري في خفاءٍ واضح !

مجريات الأحداث تجري في خفاءٍ واضح !

كأنّ الدنيا في العراق تنقلب على نفسها وتعاود الكرّة لعدّة مرات , وتبدو ايضاً أنها تدور على نفسها بأتجاهاتٍ متعاكسة , وبأستبعادٍ لكلّ شعب العراق في ذلك , وهذا ما قادتنا اليه العملية السياسية والأنتخابية , كما أنّ ذلك هو الإفراز الطبيعي لأحزابٍ اسلاميةٍ من مذهبٍ واحد وتشنّ على بعضها وبين بعضها صراع السلطة , وهو من اقذر الصراعات عبر التأريخ , وأنّ هذا الصراع او النزاع لم يبلغ مرحلة الذروة بعد , بالرغم من الكميات الهائلة من السلاح التي تحتفظ بها بعض تلكم الأحزاب .!

لا نأتي بأيّ جديدٍ مما امسى مكرراً ومملاً بأنّ ما يجري في الساحة السياسية العراقية هو الترجمة المجسّمة بين ايران والولايات المتحدة , او حتى بين ايران وغالبية الدول العربية وخصوصاً دول الخليج العربي بأستثناء إمارة قطر , ومن الطبيعي أنّ القوى السياسية ورموزها في العراق هي الأدوات والآت لذلك ولا نحبّذ تسميتها بأحجار شطرنج , فتلك الأحجار لا مذاهب لها .!

أما على الصعيد الجماهيري المتفرج من خلف اسوار ملعب او حلبة هذه اللعبة , فمن الطبيعي أن يغدو له اكثر من رأيٍ فيما يجري ولكن ليس عدّة آراء , وفي محصلة ذلك اللجوء السيكولوجي والفكري الى اية قوة او جهةٍ خارجية بمقدورها إنقاذه من هذه المعضلة الشديدة التعقيد والتي كبّلت الجمهور من كلّ زاوية .! , وواقع الحال يفرض ويفترض أنّ الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة او الأولى التي بوسعها فرض ارادتها في العديد من دول المنطقة على الأقل .

البعض من الجمهور يميل الى استثمار او المراهنة على الخلاف الأيراني – الأمريكي لتغيير الوضع المتأزّم في العراق والتخلّص من تشظيّات العملية الأنتخابية وما تفرزه بنحوٍ يومي بحرائقٍ تحرق بشر وحرائق تحرق صناديق اقتراع , ولعلّ قادمات الحرائق الأفتراضية قد تضحى اكثرَ حُرقةً .!

ومع أخذٍ بالأعتبار لهذا الرأي او الرهان , وكذلك للرأي الآخر , فما يتّضح بتدرّجٍ متفاوت , فأنّ الأدارة الأمريكية تبدو وكأنها تمارس دورها وتترجم مواقفها على الساحة العراقية بالضدّ من كافة الأطراف .! وخصوصاً الشعب العراقي وكأنه غير موجود او غير محسوبٌ له حساب .!

فهل بمقدور سيّد دوغلاس سوليمان – السفير الأمريكي في العراق والذي يدور ويجتمع بكلّ الأطراف المتناقضة في العملية السياسية ليوضّح ” عبر وسائل الإعلام ” عن خفايا واسرار اجتماع الجنرال ” الفريق اول جوزيف فوتيل ” القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية , بالسيد نيجرفان البرزاني في اربيل ” مع فرقٍ شاسع بين منصبي الرجلين ” , ولماذا لم يكن ذلك الإجتماع بين السفير الأمريكي او مسؤول سياسي امريكي ارفعُ مستوىً مع الأستاذ البرزاني .! , فماذا تنسجُ واشنطن من خيوطٍ او حبالٍ بالضد من مصلحة كلّ العراقيين .! , ويدرك الأمريكان أنّ ايّ لقاءاتٍ مشتركة مع قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني – البرزاني هي استفزازاتٌ متضادّه لكلّ العراقيين , ودونما ايّ حسابٍ او اعتبارٍ او حتى بغضّ النظر لأحزاب السلطة .!