عبارة ” المجتمع تعبان ” نسمعها مئات المرات يوميا من أغلب الناس الذين نلتقي بهم ؛ هؤلاء الذين ينتقدون مجتمعهم يتناسون انهم جزء منه وافعالهم لاتختلف عن افعال اي سيئ داخل المجتمع ؛ صاحب التكسي عندما تطلب منه ان يوصلك الى مكان ما يبدأ بكيل الاتهامات للمجتمع ويتظاهر بانه قد خلق من عالم اخر ومن مجتمع اخر ومن ملة اخرى بحيث يشعرك بانه صاحب اخلاق لامثيل لها وعندما يوصلك الى مكانك يطلب اجرة مضاعفة عن الاجرة الرسمية ! وعندما لاتعطيه مايطلبه يظهر على حقيقته من حيث الشتائم والاساليب السوقية الاخرى !
يقول غاندي ” كن أنت التغيير الذي تود رؤيته في العالم ” كم منا من عمل بهذه المقولة ؟ من أصلح نفسه قبل ان ينتقد الآخر ؟ مثل المواطن العراقي المعارض للسياسي و البرلماني كمثل صاحب التكسي فالمواطن عندما يصبح سياسيا أو برلمانيا يتصرف بنفس تصرفات السياسي الحالي وربما يكون اسلوبه وممارسته اشد خطرا على الموطنين الاخرين !
انا وانت ساهمنا في ماوصلنا اليه ولايمكننا أن نبرئ أنفسنا من مانحن عليه اليوم ؛ انظر الى الازدحامات لماذا تحصل ولماذا نحن ننتظر كل هذا الوقت ؟ السبب هو انا وانت لاننا حاولنا ان نجد الطريق الأقصر الذي يضر بالاخرين ! انا وانت نريد مصلحتنا نريد ان نصل الى غايتنا ولانأبه بمصالح الاخرين ؛ انا وانت نعرف صاحب محطة الوقود فدخلنا من باب الخروج وتزودنا بالوقود من دون انتظار وبلا استئذان من السائقين الذين ينتظرون أدوارهم على مضض ؛ انا وانت ذهبنا الى زيارة مريض لكننا نعرف مدير المستشفى فاتصلنا به وادخلنا من الباب الخاص بينما الآخر ينتظر الى اجل غير مسمى ؛ انا وانت ندخل من الخط العسكري لان صديقنا يعمل بالسيطرة والآخر الذي لايمتلك العلاقة مع صديقنا يبقى تحت اشعة الشمس اللاهبة وتحت رحمة السونار والكلب البوليسي ! انا وانت طلبات تعييننا تسير على مايرام بينما الاخر الاكفأ منا لم يجد فرصة تعيين الى يومنا هذا ؛ صديقي يعمل مقدما للبرامج في القناة الفضائية فصرت ضيفا دائما على تلك الفضائية ؛ بينماالآخر الذي يمتلك الكفاءة والاختصاص لم يطرق بابه اي اعلامي او صاحب فضائية ؛ علاقاتي استثمرها لتمشية جميع معاملاتي بينما الاخر لايستطيع ان يحصل على تاييد سكن من المختار !
هل يحق لنا ان ننتقد المجتمع ونحن على هذا الحال و تصرفاتنا لاتقل سوءا عن بقية افراد المجتمع الاخرين ؟
اعتقد ان الذين يحق لهم انتقاد المجتمع العراقي غير موجودين الان ولم يروا النور الى يومنا هذا .
[email protected]