23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

يُحكى أن الأمير بشير الشهابي قال لخادمه يوماً : اشتهي أكل الباذنجان ! فقال الخادم : بارك الله لك في الباذنجان يا مولاي ، هو سيد المأكولات ، يؤكل مقلياً ، ويؤكل مشوياً ، وأنا على أمر الأمير ! فقال الامير : ولكني أكلت منه قبل ايام فأوجعتني معدتي منه .فقال الخادم : لعنة الله على الباذنجان ، ثقيل غليظ نفاخ ! فقال الامير : ويحك ، تمدح الشيء وتذمه في وقت واحد ! فقال الخادم : أنا خادم الامير لا خادم الباذنجان ، إذا قال الامير نعم قلت: نعم ، واذا قال الامير: لا ، قلت: لا
لا اريد ان اتكلم عن مؤيدي الحكام او الأمراء …فسلطة المجتمع هذه الايام اقوى من سلطة الحاكم ، و في أحايين كثيرة تكون ثقافة وسلطة المجتمع أقوى من سلطة الكتب المقدسة كالقرآن مثلا ً…مثال ذلك يقول القرآن ” ولا تزر وازرة وزر أخرى ” وقد تكررت هذه الآية اربع مرات !
ومع ذلك يتحمل المرء جريرة أخيه او اهله او عشيرته !
يقول القرآن ” ولقد كرمنا بني آدم ” والآية فيها اسلوب التوكيد في اللغة العربية ويأتي من يزدري الأنسان بمذهبه او لونه او باللفو وغيرها ، ويعطي لنفسه الحق والأصل في المكان او الوجاهة في أمر معين دون تقديم ثقافة انسانية للتحضر والتمدن وقبول الآخر.
الغرابة والدهشة انهُ لا دور في سلطة المجتمع للأساتذة الجامعيين او المتعلمين والمثقفين..واذا وجد هؤلاء الاساتذة على علمهم ووجاهتهم منقادون لسلطة المجتمع كما نجدهم لسلطة الامير او الحاكم …
كم من متعلم يُردد ما يفتك ُ بالمجتمع دون إدراك كالببغاء !
كم من ثقافة ٍباليةٍ تهدم الفرد لأجل سيادة المجتمع او القطيع الجاهل..
الثقافة او التعلم هي لرفعة شأن الانسان وانعاش فكره بالخير والبناء .
أما ثقافة هز الرؤوس وترديد اقوال الناس دون معرفة عواقب الامور ستكون كمن شاهد زرع لغم كي يقتل انسانا ً او يحرق ارضا ً وسكت وناصر ذلك وحينها نترحم على ثقافة خادم الأمير بقصة الباذنجان .!