23 ديسمبر، 2024 7:56 ص

مجتمعات شمعية!!

مجتمعات شمعية!!

تبدو مجتمعاتنا وكأنها شمعية الأحلام والأهداف والطموحات والتصورات والتفاعلات.

أي أنها لا تصمد أمام ما تريد , فكل ما نطقت به وحلمت وفكرت وناضلت من أجله , يبدو وكأنه قطع شمع أذابتها حرارة الحياة وشمسها الساطعة.

وتجدنا اليوم بعد قرون دوّارة بالنوائب والنواكب , نعيد الكَرّة ألف مرة ونتحول إلى قطع شمعية متناثرة , جاهزة للذوبان والإندساس في تراب الأيام.

فماذا حققت أحزابنا وتحزباتنا وفئوياتنا وتمذهباتنا؟

هل هناك إنجاز واحد يستحق الفخر ورفعة الرأس؟

ماذا أنجزت توراتنا القومية الوحدوية ذات الخطب الرنانة والشعارات البراقة؟

أ لم تكن قطعة شمع ذابت في سعير المعتركات…

واليوم يصل بنا الحال إلى أرزء حضيض وأتعس قاع في تأريخ الأمم والشعوب , عندما تتحول المجتمعات إلى طاقات لتدمير ذاتها وموضوعها , وكل ما يمت بصلة إليها.

فاليوم مجتمعاتنا صارت مستوطنات للأوبئة والجراثيم الفكرية , وتعصقت فيها أعاصير الضلال والبهتان والإمتهان , وكَرِه الإنسان وطنه وعروبته ودينه , لأنه بسببها تحول إلى مأساة ذاتية هائمة , أسيرة الرعب والموت والتهجير والضياع.

فماذا أنجزنا؟!

إنها الخيبات ومطاردة سراب العصور والجنون والعقائدي , الذي يسعى لحل مشاكل الذين ماتوا منذ آلاف السنين.

فهل سنصحوا ذات يوم ونعي بأننا في مأزق إنقراض مبين , وعلينا أن نتعلم مهارات الحياة , وننأى عن الإنهماك بصناعة الموت والدمار والخراب المشين!!