لاتبدو منظمة مجاهدي خلق من ذلك النوع من الاطراف السياسية التي تنبهر بنصر سياسي ما و تقف عنده، فهي قد کانت و لاتزال من طراز خاص لايغتر أبدا بنصر أو حتى بمجموعة إنتصارات سياسية وانما تظل تسعى من أجل الاهداف الاساسية التي تٶمن بها و التي تٶکد على ضمان حرية الشعب الايراني و تمتعه بکامل حقوقه الاساسية التي سلبها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منه منذ أکثر من ثلاثة عقود و نصف.
بعد نشر الملف الصوتي للمنتظري(نائب الخميني)، والذي إعترف فيه بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد إرتکب أبشع جريمة في تأريخه منذ تأسيسه، وهو أمر إعتبره معظم المراقبين و المحللين السياسيين بمثابة دليل دامغ ضد طهران، لکن منظمة مجاهدي خلق لم تٶخذ بذلك وانما ظلت کعادتها تسعى للخطوة الاخرى من بعد ذلك، ولهذا فإنها لم تکتفي بما جاء في الملف الصوتي من توثيق تورط العديد من القادة و المسٶولين الايرانيين في المساهمة في تلك الجريمة فحسب وانما قامت أيضا و خلال مٶتمر صحفي هام لها في باريس بالاعلان عن هوية 59 من كبار المسؤولين عن هذه المجزرة الذين كان سجلهم الاجرامي مخفيا على طول 3 عقود وهم الآن يحتلون مناصب سيادية في مختلف أجهزة النظام.هؤلاء الأفراد كانوا قد اشتركوا فيما سمي ب”لجان الموت” بطهران في 10 محافظات في البلاد، وبحسب ما تٶکد المنظمة فإن التحقيقات بشأن كشف أسماء بقية المتورطين مازالت متواصلة. قد لفتت المنظمة الانظار الى أنه و في غضون عدة شهور فقد تم قتل 30 ألف سجين سياسي بعض منهم لم تتجاوز أعمارهم 14 أو 15 عاما. و بحسب المعلومات التي حصلت عليها المنظمة من داخل إيران فإنه قد تم دفن الضحايا في مقابر جماعية سرا. وأکدت المنظمة بأنه وفي قائمة الضحايا هناك أسماء 789 دون 18 عاما و62 امرأة حامل ممن تم اعدامهم و 410 عوائل تم اعدام 3 أو أكثر من أعضائها. وهذه تشكل جزءا من قائمة المعدومين تمكنت الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق في داخل إيران من جمعها في ظل حالة التعتيم والكبت المطبق في ايران.
طهران التي تبدو عليها علامات الترنح من جراء نشر الملف الصوتي للمنتظري و الذي يفضح إجرام النظام بصورة رسمية، جاء المٶتمر الصحفي الاخير لمنظمة مجاهدي خلق في باريس ليضيق الخناق أکثر فأکثر على النظام و يحشره في زاوية ضيقة جدا بحيث لايتمکن فيها من القيام بمناورات و ألاعيب تسمح له بالتغطية على المجزرة و التملص منها.