18 ديسمبر، 2024 4:57 م

مجالس المحافظات .. نتائج مخيبة للامال !

مجالس المحافظات .. نتائج مخيبة للامال !

اظهرت النتائج التي اعلنتها المفوضية المستقلة للانتخابات هيمنة احزاب السلطة الفاشلة على مقاعد مجالس المحافظات ، وهي نتائج مخيبة للامال لكنها لم تكن مفاجأة بل هذا ما توقعته اغلب الشخصيات والاحزاب الوطنية بل ما كان يتوقعه ملايين العراقيين البسطاء بحسهم الفطري النقي وغير الملوث .. ومع اعلان النتائج النهائية بدأت تطفو على ساحة الاحداث مظاهر مألوفة تتمثل في لهاث احزاب السلطة الفاشلة على منصب المحافظ ورئيس المجلس ونظمت نفسها في تحالفات تضمن هيمنتها على السلطات المحليه لتكريس حالات الفشل في ادارة المحافظات والمحاصصة والفساد بكل انواعه .. وربما ينتقدنا البعض ويتهمنا بالتشاؤم واستباق الاحداث ، غير ان الواقع الذي نعيشه منذ الاحتلال الى اليوم تؤكد ان الاحزاب التي سيطرت على مقاليد السلطات منذ اكثر من عشرين عاماُ وكانت السبب في كل الكوارث التي مررنا بها لايمكنها ان تسهم في تحقيق نظام يخدم المواطن في المحافظات .. وقد اعترف زعماء هذه الاحزاب في اكثر من مناسبة بفشلهم في ادارة السلطات بشكل سليم وصحيح ، كما ان الادارة المحلية ومجالس المحافظات نسخة مكررة من احزاب السلطة وعنوان اخر لفشلها لذلك فقد رفضها الشعب وطالب بحلها .. وواهم من يظن ان التغيير الجذري وتحقيق نظام ديمقراطي مدني يمكن ان يتحقق باستمرار هيمنة هذه الاحزاب ، التي فصلت قانون الانتخابات على مقاساتها .. وواهم اكثر من يتصور وجود منافسة عادلة بين احزاب السلطة المحاصصاتية الفاشلة وبين التيارات والشخصيات الديمقراطية المدنية .. فبرغم تكراراعلان المفوضية بمنع استخدام المال لعام ومؤسسات الدولة في الدعاية الانتخابية فان واقع الحال يشير الى عدم تطبيق تلك المعايير بشكلها العادل والسليم ..ان من ابرز معايير العدالة هو المساواة في الدعاية الانتخابية وكمثال على ذلك وضع سقف محدد للمبالغ التي تصرف على الدعاية الانتخابية فليس من المقبول ولا المعقول ان تبذخ احزاب السلطة مئات الملايين على مرشحيها اضافة لامتلاكها القوة والسلطة وهو غير متاح لمرشحي التيار الديمقراطي المدني ومعهم المستقلين فاين هي العدالة ؟ .. لم نتفاجأ بنتائج مجالس المحافظات ولن نتوقع منها الكثير فاحزاب المحاصصة التي دأبت ومنذ اكثر من عشرين عاماُ على نشر الخراب والفساد والتدمير لن تقدم للمواطن الا مزيداً من الحرمان والفقر والبطالة والضياع .. ولا نتوقع عراق ديمقراطي معافى يضع في صلب اولوياته حياة كريمة للمواطنين من دون عودة لقيمنا الوطنية التي غيبتها المحاصصة والطائفية وهي المهمة التي ينبغي على الاحزاب الوطنية العمل عليها وايجاد خطاب وطني للتفاعل مع المواطنين وكسب ثقتهم ليكونوا اداة التغيير الحقيقي .. وبغير ذلك نبقى اسيري احزاب السلطة لدورات اخرى سواء لمجلس النواب او مجالس المحافظات .. التي تستنزف مليارات الدنانير ولا تقدم الا العوز والحرمان للشعب المضحي والمبتلي بسياسيين فاسدين .