7 أبريل، 2024 2:53 ص
Search
Close this search box.

مجازِيات غير مجازة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعيداً عن السياسة وقادة سوق النخّاسة , وبعيداً ايضاً عن الفن وجمالهنَّ , فسننتقل بكم هنا الى عالمٍ آخرٍ يخلو من الأضواء , ولا علاقةَ لذلك بالكهرباء .!

قد نضطرُّ ” اولاً ” لنُنَوِه للبعض من الذين قد لا يمتلكون درايةً كاملة في بعضٍ من زوايا المجالات اللغوية وتفرّعاتها , بأنّ اللغة العربية هي الأوسع والأكثر في العالم من حيث تعدد التعابير المجازية , ومؤدّى ذلك الى أنّ عدد المفردات العربية ” كما معروف ” يتجاوز 12 مليون مفردة , ممّا يتيحُ ويفسحُ مساحةً اوسع في خيال الكتابة وما يترتب عنها في اطلاق تعابيرٍ مجازيةٍ جميلة , في كلا ميداني الأدب واللغويات وليس ذلك هو السبب الوحيد , وانما يقابله قوة وبلاغة الأدب العربي منذ ايام العصر الجاهلي وما اعقبه من عصورٍ وعهودٍ وعقود .

وبِعَودٍ على بدءٍ , وبقدر ما أنّ بوّابة هذه التعابير المجازية مفتوحةٌ على مصراعيها تقريباً في النثر والشعر والتفرعات الأدبية الأخرى , وكذلك في استخداماتٍ اجتماعيةٍ واعلاميةٍ غيرها .. وإذ لسنا بصدد التعمّق والإفاضة في هذا الشأن , إنّما نؤشّر أنَّ في صياغة الكلمات والتعابير فهنالك حدودٌ ساخنة وخطوط حمراء , بل شديدة الإحمرار عند التحدّث عن الموت والإشارة الى الله تعالى , وبغية الإبتعاد عن الإطالة , فسنختارُ هنا مثالين متقاربين طالما يجري تداولهما بنحوٍ مستمر : –

إذ امسى أمراً تقليدياً عند نعي أحد الأشخاص ” في وسائل الإعلام او اليافطات السوداء وسواها ” بأن يقال < انتقلَ فلان بن فلان الى جوار ربّه إثر مرضٍ عضال او غيره > , فكيف يكون مكان المتوفي بجوار او بجنب الله ! وهذا يعني وفق الدقة اللغوية أنّ الله تعالى والمتوفي يجلسان الى جانب بعضهما والعياذ بالله , وبموازاة ذلك طالما نقرأ في كتابات النعي تعبير : < انتقل سين صاد الى الرفيق الأعلى > ! فكيف , هل أنّ الله رفيقٌ حزبي او صديق او رفيق درب .؟ , ولا ندري لماذا الإمعان والإدمان في استخدام هذه التعابير التي لا تتقبّل ايّ كلماتٍ ومفرداتٍ وجُملٍ بصيغة المبالغة خلال وفي حالة الحزن والإفتقاد التي غالباً ما تغدو مصحوبةً بالأدمع والبكاء وتوتّر الأعصاب , والتغيرات السيكولوجية , وربما بعضاً من الفسلجية على عائلة وأقارب واصحاب الميّت .

والى ذلك , فكيف يا ترى سيضحى الأمر اذا ما تطلّب الأمر ترجمة هذين المثالين اعلاه الى اللغة الأنكليزية او غيرها بترجمةٍ حرفيةٍ .!؟ , فكم ستغدو الترجمة مثيرةً للقهقهة ,

وهنا ادعو القرّاء والقارئات الى إطلاق مزيدٍ من القهقهات , بعيداً عن هذه الأجواء والوباء 19 , علماً أنّ القهقهة التي هي الضحك بصوتٍ عالٍ , فأنها تبطل الصلاة , أما غير الملتزمين بأداء الصلاة , فلهم أن يطلقوا قهقهاتهم الى عنان الفضاء …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب