20 مايو، 2024 1:46 م
Search
Close this search box.

مجازفة اللعب بنار اليمن

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ تشكيل مجلس التعاون الخليجي في 25 أيار 1981 في الاجتماع المنعقد بالرياض، للإسهام في دعم الحرب على إيران، من خلال قوات درع الجزيرة المشتركة التي أنشأها عام 1982، بحجة حماية امن الدول الأعضاء، وردع أي عدوان عسكري على أحد أو مجموع الأعضاء. والمسكينة جمهورية اليمن الديمقراطية؛ ذات الحكم (السني) المؤيد للعراق (البعثي)، تتقدم بطلبات الانضمام إليه في كل جلسة يعقدها أعضاؤه، وتقابل جميع طلباتها بالرفض القاطع الشديد.

ومنذ عام 2005 ولغاية بدء الحراك الذي أسقط الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح واليمن تقدم الطلب تلو الآخر؛ ولا يلتفت إليها أحد، وفي كل مرة، يرفض طلبها بحجة أنها بلد فقير يصبح كلاً على باقي الأعضاء، دون النظر إلى العقيدة المشتركة التي تجمعهم بها، وهذا يدلل على أن دول الخليج تنظر إلى مصلحتها أولا وأخيرا, ولا تهمها لا مصلحة الأمة ولا مصلحة الدين ولا مصلحة المذهب، ولذا لم ينظروا إليها كما ينظرون إليها اليوم بعد أن سيطر الحوثيون (الشيعة) على أجزاء كبيرة منها، وأصبح سقوط باقي الأجزاء مسألة وقت لا أكثر.

فبعد سيطرة الحوثيين شمرت الدول الأعضاء في المجلس عن ساقيها، وشكلت تحالفا للقضاء على الخطر الشيعي. ثم بعد أن سحبت عبد ربه منصور هادي (الرئيس المستقيل رسميا) إلى أراضيها أمرته المملكة السعودية بتقديم طلب فوري للانضمام إلى مجلس التعاون، ومن المؤكد أن هذا الطلب سيقبل فورا مقرونا بآيات الشكر والثناء، وستمنح اليمن عضوية المجلس حتى ولو كان طلب الانضمام غير شرعي بكل المقاييس لأن الرئيس هادي لا يمثل إلا نفسه والمملكة ما دام قد قدم بنفسه طلب الاستقالة وخرج من القصر الجمهوري متنازلا عن جميع مهامه الرسمية.

ومتى ما قبلت عضوية اليمن في المجلس، ستقوم المملكة بتحريك قوات درع الجزيرة للدخول إلى الأراضي اليمنية تحت هذه المظلة ما دام الشيعة يسيطرون على الأرض، وهو الأمر الذي تخشاه السعودية وأذنابها أكثر من خوفها لو كانت إسرائيل هي التي سيطرت على اليمن وإمارات خليجية أخرى، فهي وحسب أشرطة الفيديو المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر الخطر الشيعي أشد وطأة من أي خطر آخر، بل تعتبر الآخرين بما فيهم إسرائيل أصدقاء لا يشكلون خطرا عليها.!

إن هذه اللعبة السمجة تؤكد بما لا يقبل الشك طائفية وتحيز وانحياز المشروع الذي يحرك دول التحالف السعودي. وتؤكد أن هذا التحالف شكل بالأساس للوقوف بوجه المد الشيعي أو (الهلال الشيعي) كما يحلو لهم تسميته؛ لا لحماية الشعب اليمني من خطر الحوثيين كما يدعون، فالحوثيون وكما أكدت جميع وكالات الأنباء العالمية، لم يلحقوا ضررا بأحد من الشعب اليمني باستثناء من حاربهم من أتباع القاعدة والمجموعات المتطرفة.

كما أن هذه المسرحية الساخرة ليست باللعبة الهينة السهلة التي من الممكن أن تنتهي بنفس الطريقة الفجة المفاجئة التي بدأت بها، لأنها وضعت المنطقة كلها على حافة هاوية سحيقة خطرة تجعلها مقدمة على مخاطر جسيمة لا يمكن التكهن بها ولاسيما وأن إيران ترفض بشدة أن تتواجد قوات درع الجزيرة على حدودها لأن هذا التواجد يسهل دخول الإرهابيين التكفيريين إلى أراضيها وإلحاق الأذى بشعبها. لكن الانتصار البارد الفارغ التافه الذي حققته قوات درع الجزيرة على الشعب البحريني المسالم الذي بالرغم مما يتعرض له من تنكيل لم يرفع السلاح للدفاع عن نفسه، أوهم المملكة وقواتها أنها قادرة على تكرار التجربة مع الحوثيين الثوار في اليمن.!

إن حديثهم عن انتصاراتهم في البحرين وحديثهم عن الانتصارات المزعومة على الحوثيين؛ التي تتحدث عنها السعودية وحلفها بكبر وخيلاء؛ لن تُخل في ميزان القوى، ولن تنجح بالتأثير على سير الأحداث، لأن ذلك فوق قدرتها وفوق قدرة جميع دول المنطقة. بما يعني أن هناك قوى أخرى هي التي تتحكم بسير الأحداث الذي سيكون حتما ليس بصالح دول الحلف المخدوعة؛ التي ستحاول التملص من هذا الحلف تباعا حفاظا على ماء وجهها الذي أهدرته رخيصا بعدوانها على بلد عربي وشعب عربي عريق.

وسيكون المستفيد الأكبر من هذا الحراك أمريكا وإسرائيل والماسونية وشركات صناعة الأسلحة والأعتدة الغربية، والخاسر الأكبر هو الشعب العربي والأمة الإسلامية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب