عندما استخدمت عبارة ” محترمة” لأصف بها مثلك الاعلى، لم اتوقع منك ان تقول لي ” مادمت قد وصفته بهذا الوصف فلم لا تتبع منهجيته؟ “.. لمن يصف ” فلاناً” بهذا الوصف الرائع لابد ان يكون “تابعاً” لكل ما يمثله . مثلك الاعلى هذا كان مميزاً فعلاً، لا اعتقد اني مؤهل لأكون بعلمه و ادبه و خلقه.. ولا اتصور نفسي و قد تجاهلت اعدائي كما تجاهل اعداءه.. بل و لا اتوقع ان اكون مثله مطلقاً.. فأنا لست هو كما انه ليس انا ! هو لم يتربى في حقبة “حروب الأمة” ونظام الشمولية الأحمق… لم يشاهد بلده يهان بحصار ينافي الانسانية بحجة “معاقبة” النظام الحاكم.. ولم يشاهد نظاماً سياسياً هزيلاً يتشكل بعد احتلال بلاده..هو ليس انا . هو لم يصدم بأدعياء التدين و الوطنية وهم يتصارعون من اجل المناصب و النفوذ ولم يكن طرفاً في حرب طائفية يدعي كل طرف فيها بأن له الحق في ابادة الآخر ! لم يكن شاهداً على تأريخ مزور يروج لهذا الطرف او ذاك… ولم يكن غبياً ليستغل الآخرون سذاجته لترويج افكارهم المسمومة . “مثلك الاعلى” كان غريباً لدرجة انهم لما “باعوه” وهو طفل، افنى عمره و هو يشرح لأبناء من تاجروا بانسانيته مبادىء “دينهم” الذي افتى بوجوب استعباده ! مثلك الاعلى كان مثالياً لدرجة انه نسي انسانيته..وهذا ما لن افعله مطلقاً… فهو بالتأكيد ليس اناش