تعتبر طبقة المثقفين في العالم هي من تقود الشعوب وهي من تؤسس الدول وهي من تبقى على الحياد حتى عندما ينجر النظام الحاكم الى الدكتاتورية تقف في وجهه وعندما ترى خطأ تنتقده كي يتم تصحيحه , أما في العراق فهذه الطبقة بدون وجهة وأنا لا أقول جميعها لكن هنالك الأكثرية منها لا تعرف ماذا تريد أو كيف تخدم البلد أو كيف تثبت على موقف .
فأذا أخذنا المفكر والكاتب الكبير والقدير حسن العلوية برغم تاريخه الطويل والعريض لكنه أثبت بأنه بدون وجهة فالرجل بدأ من حزب البعث العربي الأشتراكي وهو حزب قومي ومن ثم تحول الى قائمة أياد علاوي (العراقية )وهو تكتل علماني والان ينضم الى (تيار الأحرار )وهو تكتل اسلامي فما هذا التشضي والاختلاف الفكري الكبير والقفز بين الأفكار السياسية ,لماذا لم يكن مثل المفكر والكاتب المصري محمد حسنين هيكل الذي بقى مستقل أو المفكر اللبناني كمال جنبلاط .
وأما الشعراء ورثة الأنبياء كما يصفوهم فالشاعر والنائب في البرلمان علي الشلاه من الشعراء المعروفين كان السابق ينتمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي أيام صدام حسين وهو حزب قومي وبعد سقوط بغداد انضم الى حزب الدعوة الاسلامي الحاكم الان في العراق , والشاعر والنائب في البرلمان العراقي ايظا حسن السنيد الذي يصف نفسه بنبي الشعراء يتكلم في السلاح دوما وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ولا أعرف أين الربط بين الشعر ولجنة الأمن والدفاع , والشاعر سمير صبيح يطالب في قصيدة له على قناة العراقية رئيس الوزراء بأعلان حالة الطورئ وكأنه وزير الداخلية أو وزير الدفاع أورئيس البرلمان العراقي.
وأما بالنسبة للأعلام فرئيس نقابة الصحفيين مؤيد اللامي صامت ولا يتكلم فالحكومة العراقية أصدر مذكرات أعتقال بحق ثلاثة وأربعين كاتب وصحفي وتعتقل مراسلين وسائل الأعلام وتعتدي بالضرب عليهم ومكاتب القنوات الفضائية والصحف مغلقة وهو صامت ولا يتكلم وكأن الأمر لا يعنيه في حين نرى نقابات الصحافة في الوطن العربي والعالم تقلب الدنيا رأسا على عقب أذا اعتدت جهة حكومية على صحفي , وأما الأعلامي أنور الحمداني مقدم برنامج ستديو التاسعة الذي أضاع وجهة برنامجه مابين كشف ملفات الفساد والسخرية والتسقيط السياسي ومهاجمة السياسيين ودعم العلمانيين من جهة وتقديس رجال الدين من جهة أخرى ولم يلتزم بخط ثابت كما هي البرامج في الدول العربية والقنوات العربية ,فلا برنامجه برنامج سياسي محاور كما هي حال باقي البرامج ولا هو برنامج ساخر مثل برنامج (البرنامج) الذي يقدمه الأعلامي باسم يوسف ولا هو برنامج معارض ولا موالي, وأما الكاتب الكبير عبد الجبار الشبوط مدير قناة العراقية الذي يقطع كلمات وتصريحات كل من يعارض الحكومة أو ينتقدها ويطالب بأدخال قناة العراقية الى البرلمان بالقوة بعد أن منعها البرلمان من الدخول .
واذا ذهبنا الى الأستاذة الجامعين فعميد كلية الأعلام هاشم حسن الذي شتم بعبارات سوقية رخيصة الصحفي زهير الفتلاوي عبر مكالمة هاتفية معه سجلها الأخير لأنه قدم معلومات ووثائق تثبت تورط عميد كلية الأعلام هاشم حسن بممارسات أقصائية وغيرها من الأمور التي تفيد جهة سياسية معينة والقاضي محمود الحسن والأستاذ الجامعي هيثم الجبوري الذي أصبحوا من المصفقين لدولة رئيس الوزراء في الخطأ والصواب .
أن مشكلة العراق هو الكذب فالكل يكذب . رجل الدين يدعى الأيمان وهو يقول ما لا يفعل ورجل السياسة يدعي الوفاء وأكثر الأحزاب تمول من خارج الحدود ورجل الأعلام والصحافة يدعي الحيادية وهو يعمل في وسائل أعلام حزبية أو حكومية .