من حسنات الموازنة الاتحادية للسنوات الثلاث ( 2023 ، 2024 ، 2025 ) إنها لم تهمل شريحة مهمة من مواطني البلاد ، إذ خصصت ضمن نفقاتها ( الكبيرة ) مبالغ لصرف منحة رمزية للمثقفين من الأدباء والفنانين والصحفيين ، وهي منحة صرفت من قبل بعض الحكومات السابقة بعد 2003 إلا إنها تعطلت وعادت للظهور مجددا في العام 2023 ، ورغم إن قيمتها بالأرقام لا تشكل مبلغا ضخماليغطي جانبا من المعاناة المادية التي تواجه البعض ، إلا إن الكثير يستسيغونها لشعورهم بالعرفان الذي تبديه الدولة لما يقدمه المثقفون من نتاجات ، والاتحادات والنقابات المهنية هي من تتولى إعداد قوائم بمن يستحقها بشفافية وعدل ،ومن بعدها تقوم وزارة الثقافة بتوحيد وتبويب القوائم لكي تنتهي مراحلها بإجراءات الصرف منخلال وسائل الدفع الالكتروني ( Master Card ) ،وحسب علم الكثير فان التخصصات السنوية لهامدرجة ضمن نفقات وزارة الثقافة من الموازنة الاتحادية ، وصحفيو العراق مشمولون بهذه المنحة ونقابة الصحفيين العراقيين هي الجهة التي تولت تنظيم قوائم المستحقين من الصحفيين المسجلين بمواعيد وإجراءات وتبسيط ، ولتلافي بعضالأخطاء البسيطة التي حصلت في العام الماضي ، فقد بادرت لانجاز ما عليها في النصف الأول من العام الحالي ، حيث قامت بتجديد انتساب الأعضاء وتدقيق أسماء المستحقين وتوزيعهم في فئات ثم التنسيق مع الجهات المعنية لإصداروتسليم بطاقات الدفع الالكتروني ، وبجهودها وتعاون المعنيين فقد روعي الحرص على تصفير الأخطاء وتيسير الدفع لمن يستحقون .
وتوقع المشمولون بان يتم صرف المنحة خلال شهر آب او أيلول الماضيين بدفعة واحدة او دفعتين ولكن المنحة لم تصرف لحد اليوم دون معرفة الأسباب ، فوزارة الثقافة تقول أنها أنجزت ما عليها من متطلبات وان التخصيص موجود ولكن موعد الصرف يرتبط بإطلاق التمويل ، والتمويل لا يتعلق بها وإنما بوزارة المالية التي لم يصدر عنها تصريحا او موعدا بشان الموضوع والثقافة النيابية تدخلت ودعت لإطلاق المبالغ للفنانين والأدباء والصحفيين قبل نهاية السنة فنحن في الأيامالأخيرة من موعد انتهاء الموازنة الاتحادية لعام 2024 ، وهذا الموضوع يدعوا البعض للتساؤل ألايكفي التأخير ولماذا تنقضي الأشهر والأيام والمنحة لا تزال حبيسة الانتظار وهل سيؤثر صرف المنحة على التضخم في الأسواق وقيمتها المادية نسبيةبكل المقاييس ؟ ، وكما يعلم الكثير فان معيشة المشمولين لم تتوقف على هذه المنحة والاهتمام بصرفها بعد انجاز متطلباتها هي من باب الرمزية لا غير ، فهي ( منحة ) ولا تتحمل غيرها من التسميات ، ومن الضروري أن لا تتحول إلى ( محنة ) بسبب طول الانتظار ، فهناك من يخشى أن يتحول تأخير صرفها كمصدر إزعاج للمشمولينوهم حريصون على مكانتها الاعتبارية كأسبقيات ،و من الأجدر مراعاة تحديد مواعيد الصرف بأسرع ما يمكن خلال هذه الأيام ، والمنحة ليست منة و صدقة وإنما هي اقل مما يستحقه مثقفو العراقوقيمتها ليس بمبلغها النقدي وإنما في الجانب المعنوي ، ولا نريد الإضافة على ما ذكرناه فالقصد واضح وصريح ونتمنى أن يحافظ الموضوع على ما حدد له من غايات و أهداف .