عجيب امر هؤلاء المثقفين ،وانصاف المثقفين،ومدعي الثقافة،والذين يتبعونهم من الغاوين،مفكرون ..شعراء..كتاب ..صحفيون ..رسامون ..تشكيليون ..سينمائيون ..تلفزيونيون ..مسرحيون ..اساتذة جامعات…..فضحتهم التجربة الديمقراطية وتداعيات سقوط الصنم والمعادلة الظالمة اولا،وعرتهم الوقفة الحازمة لقواتنا المسلحة والحشد الشعبي بوجه شراذم داعش ودحرهم في ملحمة شعبية قل نظيرها ثانيا.
بعضهم – ( وهو النوع الاسوئ) – اعماه التعصب فحجب عن عينيه ضوء شمس تموز في رابعة النهار فصار المصداق الابرز لنظرية المرحوم علي الوردي ( العلمانيون في العراق اكثر طائفية من المتدينيين )!.مركزا جهده في محاربة العملية السياسية،مستغلا ابداعه الثقافي في مجال ومساحة تخصصه ، متصيدا العثرات ،مضخما الازمات ،خالطا الاوراق ،ملبسا الحق بالباطل ،أملا في عودة امتيازات جرفت بزوال حقب التسلط الدكتاتوري .
وبعضهم لزم الصمت وتسربل بالنفاق جريا على ممارساته ايام الحكم الصدامي البائد: ( مذبذبين بينكم لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اذا رأوكم قالوا انا معكم واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم بل نحن مستهزؤون ) .
والبعض الثالث تجذرت فيه عقدة الخوف واصيب بالجبن العقلي ،فهو مرحب بالتجربة الديمقراطية ،ومستفيد من فضاءات الحرية التي وفرتها على طول وعرض خارطة العراق وفي كل المجالات لكنه – وبسبب عقدة الجبن تلك – يخشى الافصاح عن تأييده لمنجزات العهد الجديد ،ويخشى الوقوف مع القوات المسلحة والحشد الشعبي ..ويخشى تسجيل موقف وطني من خلال : لوحة معبرة ..قصيدة رائعة ..نشيد صادح ..تشكيل …تمثال ..نصب ..فلم ..مقالة ..استطلاع ..تحقيق ..اي اسهام داعم ، لذا تشاغل بسفاسف الامور ،وانصرف الى الاعمال الباهتة العديمة اللون والطعم والشكل والرائحة ..بلى لها لون الذل ،وطعم الخوف ،وشكل البلادة ،ورائحة الهوان . اسجل الشكر ( للفيس بوك ) الذي كان له الفضل في كشف معظم هذه العينات والتحف والنماذج و(النمايم ) الراقية المعتبرة !!. اذ لولاه لما عرفت ان مثقفين واساتذة واكاديميين وحملة شهادات عليا بمثل هذا الاسفاف .