19 ديسمبر، 2024 2:08 ص

المثقال بلغة الذهب تعني خمسة غرامات وبما ان حكومتنا الرشيدة تنظر الينا على اننا من معدن الذهب فقد تعاملت معنا على هذا الاساس لذلك جاءت مكرمتها التي تشبه الى حد كبير مكرمات (القائد الضرورة!!!) الذي تكرم وبثواب موتاه بدجاجة جامدة لكل عائلة عراقية مهما كان عدد افرادها اثناء شهر رمضان الكريم…
وبما اننا نؤمن بالمثل القائل ( اللي تترجاه احسن من التاكلة ) فقد عشنا احلام وردية مع حصتنا من العدس الذي تكرمت به حكومتنا علينا لان ربع الكيلو عدس الذي سيحصل عليه المواطن العراقي خلال شهر رمضان المبارك والذي يصيبه مقدار ثمانية غرامات من العدس في اليوم الواحد فانه بالتاكيد سيكون له حضورا متميزا على مائدة الفقير ..
لا اخفيكم سرا فانني حينما سمعت بخبر العدس اخذت بيدي كمية صغيرة من حبات العدس وتوجهت الى احد اصدقائي من صائغي الذهب وقلت له زن لي مثقال ونص فسالني مستغربا عن هذا الفعل فقلت له اريد ان اعرف حصتك من العدس خلال شهر رمضان المبارك بالساعات وكانت النتيجة ( 24 ) حبة عدس اي ان قوت العراقي حسبته بالساعات ( حبة عدس لكل ساعة ) .
فمبروك للعراقيين هذه المكرمات السخية التي تدل على ان الميزانية العراقية لا زالت بخير والا لما استطاعت ان تؤمن حبة عدس لكل عراقي في كل ساعة من ساعات اليوم وان السبب المباشر في تأخير هذه الحصة المهمة هي بالتاكيد وزارة النفط!!! لانها لم تجهز الباخرة الناقلة للعدس بما يكفيها من الوقود لتصل شواطئنا ( سالمة مسلحة!!!!) لذلك فمن المحتمل ان تكون متوقفة في عرض احد البحار بانتظار قرار وزاري بتزويدها بالوقود حين ذاك نستطيع ان نتمتع بتلك المكرمة السخية التي تدل على ( عزوبية اصحابها ) .
ولا يفوتني بهذه المناسبة ان اهنئ وزارة الكهرباء على انجازاتها في تصدير الطاقة كما وعدنا السيد الوزير في العام الماضي حينما اعلن عن فتح منافذ تصديرية جديدة تعين الميزانية العراقية لكي تتحمل اعباء رواتب المسؤولين والبرلمانيين التي اصابتها بالاعياء وهذا انجاز يحسب الى هذه الوزارة المجاهدة التي جعلتنا لا نعتمد على الاقتصاد الاحادي واوجدت لنا مادة تصديرية جديدة لتخفف عن كاهل النفط الذي لازال يصارع وحيدا على الساحة التصديرية العراقية ..لا يسعني في نهاية مقالتي هذه الا ان اردد مثلا شائعا يقول ( اذا كنت لا تستحي فأفعل ما شئت ).

أحدث المقالات

أحدث المقالات