العراق الآن في أصعب مخاضات تأريخه الطويل فهو لم يشهد لما يحصل له اليوم مثيل منذ الغزو المغولي رغم الكثير من الحقبات الحالكة التي تخللته ، والمشكلة يتحملها بالصف الأول المسؤولون السياسيون لأسباب عدة أهمها إعلان هؤلاء القدرة على التصدي لكل التحديات مهما كانت وتجاوزها وحماية الوطن والشعب ، الشعب غير معني بما يخطط الأعداء لأنها حالة طبيعية في التأريخ أن تأتي الإعتداءات بأشرس وأحط مدياتها بل في أسوأ وأقبح طرق إجرامها ووحشيتها لكنه معني بكفاءة المتصدين للمسؤولية من أبناء الوطن فلا مصلحة خاصة يمكن أن تسمو وتعلو على مصلحة وأمن الوطن .
إزاء كل هذا وفي تقليب للكفاءات ودراسة لإمكانيات القادة الآن نجد بلا مجاملة إن السيد مثال الآلوسي يحمل القدرة على بناء الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والإستقرار وإيجاد الأرضية الأصلح لجمع المختلفين على محبة العراق ، بالتأكيد إن الآلية المتبعة الآن تهدم الوطن ولاتبنيه لذا فإن تكليف شخصية وطنية كفوءة بعيداً عن سياقات المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية هو الحل الأمثل والأنجع .
بالتأكيد إن الأخطاء الكبيرة القاتلة التي حصلت في العقد المنصرم كانت هي السبب الأكبر في غياب القدرات العسكرية والأمنية والدبلوماسية وتضاؤل إمكانيتها في إحتواء الخروقات التي حصلت ، أما المؤامرات الخارجية والداخلية والفساد والفشل في كل الميادين فكلها محصلة طبيعية لغياب القدرات القيادية الحقيقية للبلد .
وما يمر به العراق من خسارات كبيرة في الأرض لصالح أعداء الوطن وفرض جماعة داعش إرادتها على أبناء المحافظات العراقية التي تقع تحت سيطرتها يدعونا الى البحث بجدية عن الحلول وإن مثل ذلك خسارات مادية على الأصعدة الحزبية .
اليوم نحتاج الى جرأة في الطرح ونقد ذاتي بنّاء يغسل الأحقاد في القلوب وينهي مرحلة سوداء من هجمة همجية متخلفة ظالمة وتحرير الوطن من سيطرة أعداؤه ولنبدأ بمصالحة مع الذات ومع المختلفين معنا في الرأي .
إن مثال الآلوسي يتصدى مع كثير من الوطنيين الليبراليين ( وهم ليسوا الوحيدين في الساحة ) لمشروع بناء الدولة المدنية ودولة المؤسسات الحقيقية الفاعلة والتي أثبتت السنين الماضية إنه من ضمن الخيارات الناجعة للوطن ومستقبله ويحمل رؤية رائعة معتدلة في الحقوق المدنية والحريات الشخصية وإستغلال أمثل للثروات الوطنية وبناء الجيل الجديد ودعم كل الشرائح الفاعلة في المجتمع ، ويشهد تأريخه الطويل على التضحية والإقدام وتحديد مكامن الخلل وبالحروف الصريحة ساعيا الى وضوح الصورة ووضعها أمام أبناء الشعب والشركاء على حد سواء .