23 ديسمبر، 2024 4:39 م

مثال الآلوسي بين سندان الأحلام ومطرقة دولة القانون

مثال الآلوسي بين سندان الأحلام ومطرقة دولة القانون

لم يكن قرار استبعاد مثال الالوسي عن المشاركة في سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة بالمفاجئ بالنسة للكثيرين ممن يفهمون الواقع السياسي السخيف الذي يعصف بالبلاد منذ عشر سنوات مضت والذي أفرز حفنة كبيرة من أدعياء السياسة ومراهقيها فضلا عن الانتهازيين الذين يقتاتون في كل زمن على موائد التسلق والانتفاع لتبقى النخبة من الأكفاء والمبدعين في شتى المجالات مهمشة ومعزولة وهذا ديدنها في كل زمن ايضا ً ، لأن المحن وفي كل زمن هي من حصة الشرفاء فقط ، لا الأدعياء ومن تسلطوا على رقاب الناس في غفلة من الزمن الأحمق . لقد حلمُ مثال حاله حال كل الشرفاء وعلى مدى عقود من الزمن المظلم بعراق ديمقراطي حقيقي يعيش كل ابنائه تحت مظلته ويرفلون بنعيم خيراته ، تُحفظ فيه كرامة الانسان بعد ان مُسخت لسنين عجاف طويلة . لقد تحقق حلمك يا أبا أيمن ، يا من دفع أعلى ثمنا ً في مزاد تحقيق حُلم تحرير العراق الذي يعجز جميع من قادتهم الأقدار الحمقاء على مسك زمام أمور الوطن وان أجتمعوا على دفعه ، بشيعتهم وسنتهم وأكرادهم . كانت مبالغة غير مدروسة منك يا أبا الشهداء في دفع هكذا مبلغ دون الرجوع الى حسابات كثيرة وأنت المخضرم وصاحب الخبرة في معرفة احوال مزادات و بازارات سياسة عصرنا الذي نعيش ناسياً ان مايحصل في عراق ما بعد 2003 هو انحطاط سياسي واضح بل دعارة وعهر سياسي لم تحصل في اية بقعة على وجه الارض.لقد نسيت ايضا ان حُلم التغيير الذي عشت لأجله كان مجرد كذبة كبيرة من صنع برنارد لويس ومن دار في فلكه ، وان الديمقراطية الموعودة لا تشكل أكثر من سُلما ً لأرتقاء الفاشلين والعاجزين عن بناء الدولة . كما نسيت أيضا ان الزمن ليس لك ولأفكارك وطموحاتك انه زمن التفتيت الاجتماعي والتقسيم والمحاصصة وزرع بذور الطائفية والتي طالما حاربتها قولا وفعلا ، لكن النكتة السمجة ان تُتهم من نكرة فاسد سارق للمال العام يستهين حتى بحياة المواطنين وصحتهم بأنك تُحرَض على الأقتتال بين مكونات الشعب وما أعلمه انك تزعمت حزبا يأوي تحت مظلته كافة اطياف هذا الشعب لعدم ايمانك بكل المسميات الطائفية ، لقد نسيت ايضا ان ائتلاف دولة القانون يعمل وبكل حزم وقوة على تصفية كل من يعلو صوته ناطقا بما يخالف هوى زعيمه ، فدولة الرئيس هو الرب الاعلى للعراقيين منذ 8 سنوات وعلى الجميع الطاعة والعبادة ، لقد اعتقدت متوهما انك شريك في العملية السياسية في ظل غياب العملية السياسية نفسها فدواليب الزمن تعود الى الوراء وسياسة الحزب الواحد نراها متجسدة اليوم وعقلية الدكتاتور هي التي تحكمنا ، فبئس الحلم الذي حلمت وبئس التغيير الذي حصل ونحن نعيش كل يوم على ضفاف نهر الدم الجاري بيننا ومنذ عشر سنوات، فعن أية أحلام نتحدث وهذه هي ثمار التغيير الفاسدة تتدلى أمامنا  ، لقد حولوا أحلامنا الى كوابيس نعيشها كل لحظة ، وهنا أود القول بأنك نسيت لكن دولة القانون لم ينسى بل تناسى أنك حاربت الارهاب قولا وفعلا ودفعت ثمن ذلك غاليا كما اشرنا ، كما تناسى انك من المناضلين اصحاب التاريخ الذي لا ينكر في مقارعة صدام ونظامه ، وتناسى ايضا انك أول لسان نطق بمظلومية اتباع عقيدة دولة القانون ودافع عنهم وعن ما أقترفته ايادي البعث بحقهم ، وتناسى ايضا انك من اوائل من أسس لأجتثاث الفكر البعثي من المجتمع منهجا وتطبيقا ، وتناسى دولة الزعيم الأوحد مواقفك المشرفة في تقديم النصح والمشورة له عند تشكيل حكومته الاولى وذلك كل ما في وسعك لدعمه ومواصلة عملية البناء السياسي للوطن ، فعن أية أحلام تتحدث يا ابا الشهداء ؟ فأن كان صدام  قد سرق منا نحن العراقيين أجمل سنين عمرنا فاعلم يا ابا أيمن ان دولة القانون ومن لف لفهم من الطبالة قد سرقوا منا أغلى ما يملكه الانسان البسيط  فهل تعلم ماهو ؟ انها الأحلام … نعم هي الأحلام فما قيمة كل شئ بعد ان خسرناها وخسرنا الوطن ، فلا مقام لنا في هذا الوطن ولا قيمة لنا في هذا الوطن ولا مشروع لنا في هذا الوطن لأننا في المكان والزمان الخطأ.