مصدر موثوق من داخل اجتماع التحالف الوطني الشيعي , اكدّ لي أنّ ممثلي التيّار الصدري في اجتماع التحالف الأخير , كانوا مثالا للأدب والهدوء والسكينة , بل وصاغرين ولا يعاكسون ولا يجادلون ولم تكن لديهم أي شروط , وهذا مما يدفع على التساؤل والفضول , أين ذهبت شروطهم ؟ وهل هي شروط بمعنى الشروط ؟ أم لغو فارغ يراد منه إشغال الرأي العام ووسائل الإعلام بموضوع ليس له وجود ؟ وبحكم متابعتي لنشاطات وقرارات التيّار السياسية , أستطيع أن أجزم أنّ القانون الوحيد الذي يحكم هذه القرارات هو قانون ( خالف تعرف ) , فقيادة هذا التيّار هي في خلاف دائم مع الجميع وحتى مع نفسها , وما يتّخذه التيّار من قرارات سياسية هي في الحقيقة رغبات زعيم التيّار التي لا يعرف لها لون أو طعم أو رائحة , بقدر ما هي رغبات متقلبة لا تعرف الثبات والمبدئية وتتحكم بها أهواء زعيم التيّار وانفعالاته الآنية .
فقبل انعقاد اجتماع التحالف الشيعي الأخير , انشغلت وسائل الإعلام بموضوع تعليق التيّار الصدري حضوره اجتماعات التحالف والشروط التي علّق حضوره على الاستجابة لها , وقبل أن يعلن عن هذه الشروط , كان بعض المهتّمين بالشأن السياسي يعتقد أنّ هذه الشروط تتعلق ببرنامج وأهداف هذا التحالف وبهيكله التنظيمي , لكن بعد أن نشرت وسائل الإعلام هذه الشروط الأربعة عشر , اتضح أنّ ليس فيها شرط واحد بمعنى الشرط , وإنما هي عبارة عن رغبات سطحية عامة , كما جاء في الفقرة ثانيا التي تدعو التحالف الشيعي للانفتاح على جميع الأطراف السياسية , وبعضها ساذج كما جاء في الفقرة ثالثا والتي تدعو التحالف أن يكون تحالف عاما وليس مختصا بالسياسة فقط , أو كالدعوة لطرد الفاسدين من التحالف , وكأنّ التحالف مجموعة أفراد وليس تنظيمات سياسية لها برامج سياسية وممثلين في مجلس النوّاب وجماهير تؤيد هذه التنظيمات , وأغلب العراقيون يرون أنّ هذه الشروط ما هي إلا ( فيكات حبيبي ) , أراد بها زعيم التيّار ( التفييك ) برؤوس العراقيين , وهذا هو السبب الحقيقي الذي جعل ممثلي التيّار الصدري مثالا للأدب والهدوء والسكينة في اجتماع التحالف الشيعي الأخير .