23 ديسمبر، 2024 4:53 ص

مت واقفا أيها المفدى

مت واقفا أيها المفدى

لا تلتفت ذات اليمين وذات الشمال يا أيها البلد الجريح ,لأنك وحدك الان واقفا على مذبح الانسانية ,بعد أن تركتك وحيدا منذ أمد بعيد ,وجرعتك المرارة ,والألم والقهر, وها أنت الان تكشفها أنها هراء فارغ ليس لها على ارض الواقع شيئا, وإلا لو أن هذه الانسانية حقيقة, لما تركت ثراءك يمتلئ نارا وبارود ,ولو أرادت أن تخلصك من هذا يقينا لفعلت ,عزاؤنا إن ذبحت هذه المرة لن تقوم قائمة لكل الذين من حولك ,وكانوا سببا لما أنت فيه وهم من تاجر بدمك .
سنبكيك وتبكيك كل الارض, وتظل عيوننا شاخصة الى السماء عسى الله أن يفديك كما فدى اسماعيل حين قُدم للذبح من قبل أبيه. تجلد كما تجلد الانبياء. واصبر كما صبر أولو العزم. أنت مهبط الانبياء وهم يقينا يرونك لاحول ولاقوة لك ,أنت منارة العلم وكل علمائك مذهولين مما أنت عليه, أنت أرض الرجال العظام فعسى الله أن يمن عليك بواحد من سلالتهم لتعيد دوران الارض من جديد ,وإن لم تنل ما تريد اياك, اياك أن تركع, فأنت أبو المنايا ,فمت واقفا أيها المفدى.