كنا ومازلنا وسنبقى مُصرّين على رأينا , وثابتين على مواقفنا منذ بداية ظهور ما يسمى القاعدة أواخر القرن الماضي , ومع بداية الألفية الحالية , والآن بروز أبنتها داعش منذ منتصف عام 2014 , وأصبحنا على يقين بأن الأم والأبنة , وربما غداً أو بعد غد الحفيد أو الحفيدة , مجتمعين ما هم إلا صناعة وصنيعة وأداة ماسونية صهيونية فارسية أمريكية بريطانية غربية بامتياز , شئنا أم أبينا , اتفق أم لم يتفق معنا البعض !؟, لكن في نفس الوقت يجب أن نكون منصفين ودقيقين في تشخيص الحالات والظواهر والمنظمات التي طفت على سطح ومسرح الأحداث في العالم , وتحديداً منذ سقوط الدولة العثمانية , التي تلاها اتفاقية ما يسمى بــ ” سايكس بيكو ” عام 1916 , ومن ثم احتلال الأحواز العربية 1925 , مروراً بضياع فلسطين 1948 , وصولاً لاحتلال وتدمير العراق عام 2003 , ومن ثم سوريا واليمن وليبيا .. منذ عام 2011 , وحتى يومنا هذا , بأن القيادات الرئيسية الخفية والمنظمة السرية التي تعمل خلف الكواليس وقادتها أسياد وأساتذة بن لادن والظواهري وأبو بكر البغدادي ومن لف لفهم , هم من أوجدوا وأشرفوا ويشرفون على صناعة الأحداث وصياغة واختيار الأشخاص للعب هذه الأدوار وتنفيذ الأجندة والمخططات , فما بالنا بآلاف و ملايين الناس المغفلين الذين انطلت وما زالت تنطلي عليهم شعارات الجهاد والمجاهدين , والتكفير والتكفيريين .. ألخ .
هذه وغيرها وما خفي كان أعظم , جرت وتجري من أجل إفشال ووأد وتدمير وتشويه سمعة وصورة حركات المقاومة العربية والإسلامية الحقيقية , وعلى رأسها المقاومة العربية الأحوازية , والفلسطينية , والعراقية الباسلة التي أذلت وحطمت المشروع الأمريكي منذ بداية عام 2003 وحتى خروجهم المهين والمذل عام 2011 كقوة وجيوش نظامية , والمقاومة الشعبية اليمنية الباسلة , والسورية المتمثلة بالجيش الحر الباسل , بل وحتى حركات التحرر والمقاومة في أمريكا الجنوبية وفي إفريقيا التي وقفت بوجه المد الإمبريالي الصهيوني الأمريكي والبريطاني والفرنسي والايطالي , أيضاً تم تشويه صورتها ولصق العمليات الإرهابية والإجرامية بها .
يطول ويتشعب الحديث لو أردنا الخوض في أدق تفاصيل وملابسات هذه الأحداث بشكل معمق , منذ نشأتها وحتى اشتداد عودها وقيامها بعمليات إرهابية هنا وهناك , راح ضحيتها مئات الآلاف إن لم نقل الملايين من بني البشر من الأبرياء في مشارق الأرض ومغاربها , ودمرت دول بعينها , وبلدان احتلت , وشعوب هجرت من ديارها بدون وجه حق , وأموال وثروات بددت وسرقت ونهبت , وبنى تحتية وفوقية هدمت وأصبحت أثر بعد عين , بحجة وفرية إعلان الحرب على الإرهاب والإرهابيين , هذا بالإضافة إلى جعل أراضي الدول العربية والإسلامية مسرحاً للحروب العبثية , وساحات تجارب للأسلحة الغربية والشرقية التي تجرب فاعليتها وقوتها التدميرية على رؤوس الشعوب العربية والإسلامية فقط , وجعل جيوشها وأسلحتها ومرافقها الحيوية الفوقية والتحتية عبارة عن مختبر تجارب لمعامل ومصانع التسليح وما أنتجته وتنتجه وتطوره من أسلحة فتاكة تقليدية وغير تقليدية , في حين كعرب وكمسلمين مازلنا نصدق بقادة الجهاد والجهاديين من أمثال بن لادن والظواهري والزرقاوي وأبو عمر وأبو حفص المصري , وأبو بكر البغدادي , والحمصي والحلبي والشامي , وآية الله لبلبي وسيد حسن ناصر المشروع الفارسي وعبد الملك الحوثي وغيرهم من قادة الميليشيات الإجرامية .. ألخ .. جميعهم بدون استثناء بيادق شطرنج تديرهم وتحركهم الدوائر الاستعمارية والماسونية .
لازلت أتذكر جيداً عندما كنا طلاب في أحدى الدول الأوربية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي , عندما جائني أحد الأخوة الفلسطينيين , وقال لي يا أخي الأوربين جداً متعاطفين مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني ؟, فسألته كيف عرفت !, فقال لي حينها لقد التقى به شخصان لا يعرفهم ..!!!؟, وعرضوا عليه تنفيذ عملية فدائية جهادية في هذا البلد ضد السفارة الإسرائيلية ؟, فقلت له كيف !, فأجاب بأنهم سيزودونه بمتفجرات يلقيها على السفارة أو على معبد يهودي ؟, فحذرته حينها بأن هؤلاء ممكن أن يكونوا من عملاء الموساد الصهيوني لتوريطه في عملية إرهابية , لكي يجنوا من خلالها ومن وراءها دعم وتأيد هذه وغيرها من الدول بأنهم مستهدفين في كل مكان , وبهذه الطريقة هم يكسبون ود وتعاطف ودعم دول وشعوب العالم لهم , في حين نحن نصنف كإرهابيين وقتلة ومجرمين .
لم نكتشف سراً إذا قلنا بأن داعش وغيره من الحركات والمليشيات أصبحت ورقة ضغط رابحة بيد أعدائنا شئنا أم أبينا , فباسم القاعدة وداعش والمليشيات الموالية والمدعومة من إيران , أصبحت أربع دول عربية كبيرة في خبر كان , ومسرحاً لحرب عالمية ثالثة غير معلنة على العرب والمسلمين , باتت طائرات ومدافع وبوارج ومدمرات أكثر من 60 دولة تصول وتجول , تدك وتدمر ما فوق وما تحت الأرض , بحجة وذريعة الحرب على ما يسمى الإرهاب الداعشي المزعوم !؟, وخير دليل على ذلك ما حلَّ بمحافظة الأنبار ومدينة الرمادية تحديداً التي أصبحت أثراً بعد عين , وهكذا مصير ينتظر المدن الأخرى , كالفلوجة وعانة وحديثة وراوة وغيرها , وكذلك المصير المجهول الذي ينتظر ثاني أكبر محافظة في العراق , ألا وهي محافظة نينوى , التي تنوي ما يسمى بدول التحالف أما إغراقها بواسطة تدمير وإنهيار سد الموصل الذي بدءوا بالترويح له , وأما حرقها ودكها بالصواريخ بنفس الطريقة التي تم بها حرق وتدمير مدينة الرمادي .
من هنا ندعو ونناشد أبناء الموصل الحدباء وأم الرماح وعشائر ربيعة العربية الأصيلة أن يفشلوا هذا المخطط الجهنمي , وأن يفوتوا هذه الفرصة على الأعداء الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والايطاليين والروس وعلى دواعشهم وشراذمهم وعملائهم من ميليشيات إجرامية موالية لإيران ولغير إيران , وأن يعلنوا حالة التمرد والعصيان المدني فوراً , ويخرجوا عن بكرة أبيهم شيب وشباب أطفال ونساء , وينزلوا إلى الشوارع ويحتلوا المرافق الحيوية والدوائر لكي يطردوا داعش من مدينتهم قبل فوات الأوان , ويوقفوا العدوان الأمريكي الغربي الصهيوني البربري الهمجي المرتقب على مدينتهم التاريخية , التي دمرها داعش ونهب آثارها وقتل خيرة أبنائها بطرق وحشية وسادية لم يسبق لها مثيل , وها هم منذ عدة أيام قد بدءوا بحملتهم الصليبية الجديدة , بتدمير مرافقها الحيوية وعلى رأسها البنوك والمصارف ومبنى المحافظة والجسور وغيرها , بالضبط كما فعلوا في مدينة الرمادي المنكوبة . © 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية