23 ديسمبر، 2024 4:21 م

متى يهتز الضمير العالمي” لجريمة العصر” وينهي اسر النساء اليزيديات (الايزيديات )

متى يهتز الضمير العالمي” لجريمة العصر” وينهي اسر النساء اليزيديات (الايزيديات )

منذ 3/8/2014 ونحن لا نزال نعيش وقع الصدمة  التي خلفها الارهابيون على سنجار في حملة ابادة جماعية شاملة , ونحاول فهم حقيقة ماحدث ونتسائل لماذا حدث كل ذلك ؟ ولماذا نحن ؟ وبم اذنبنا ؟ ولم الخيانة ؟ فهل نحن شعب كتب علينا ان نعيش المصائب والاهوال دائما ؟  فلا نكاد ننتهي من مصيبة الا وتبعتها اخرى دون ان ندرك حقيقة ما يجري , ولاي سبب ؟ ولماذا ؟ حتى اننا نعجزعن ايجاد التبريرات لتلك الاعتداءات المتتالية , على الاقل كي نحاول تجاوز الالام والخروج من النفق المظلم الذي ادخلنا فيه بقوة.
 
  فخلال هذه المدة التي ناهزت الشهرين زهقت ارواح الاف الضحايا الابرياء وذبح الالاف وقطعت رؤوسهم كما تذبح الماشية وشردت الاف العوائل الامنة المسالمة الذين لا يزالون في العراء يحييون حياة المشردين في فقر مدقع يعانون مشكلات انسانية وصحية معقدة لا لشيء الا لكونهم يزيديين(ايزيديين ).
 
لكن ان تخطف الاف النساء والفتيات وتسبى كالرقيق والجواري ويتم اغتصابهن بالقوة وبيعهن في اسواق النخاسة والعبيد وتزويجهن بالاكراه لمن يرغب من امرائهم القذرين وكاننا نحيا عصر ما قبل اربع عشرة قرن , فهذه تعد بحق اقسى انواع الجرائم والانتهاكات الانسانية والاخلاقية , لا بل هي ” جريمة العصر”  بامتياز.
 
فلا زالت تداعيات هذه الجريمة تحت الاضواء بسبب الطبيعة القاسية لهذه الجريمة التي تعد الاسوا في تاريخ الفرمانات والغزوات . في مشهد مؤلم ومحزن وتجسيد لممارسة لا اخلاقية  لا تتلائم مع هذا العصر ومع المواثيق والحقوق العالمية لحرية وكرامة الانسان , او على الاقل مراعاة للاعراف والتقاليد والعادات التي تجعل من المراة عنوان لشرف المجتمع وقيمه العشائرية .
 
 
“جرائم جنسية  ”  باسم الدين يتداولها مجرمو داعش، بعدما حلّل فقهاء الارهاب” جهاد النكاح ” التي حولت النساء المختطفات ضحايا الارهاب الى بضاعة مبتذلة أمام الشهوات الجنسية لمقاتلي داعش الذين يعانون في الغالب من الهوس الجنسي ولهذا يسعون الى شرعنة جرائمهم الجنسية البشعة التي يتم فيها  تداول النساء الضحايا بين عدد اكبر من المقاتلين ليعيدونا بافعالهم البشعة الى عصور الرق والتخلف ويوصموا البشرية بالخزي والعار .
                                                                                                                                
في الحروب والنزاعات تكون شريحة النساء والاطفال الاكثر تضرر او ” الضحايا الصامتات ” لهذه النزاعات,  وتدفع النساء الثمن الاغلى بحكم افتقارهم الى وسائل الدفاع عن انفسهم ويجعلهم عرضة لابشع الجرائم واخطر الانتهاكات للحقوق الانسانية والاخلاقية وهي الخطف و الاغتصاب والاكراه على الزواج واساءة المعاملة
وقد ناقش ( مؤتمر القمة العالمية لانهاء العنف الجنسي في حالات النزاع ) الذي عقد في 22/5/2014 هذه القضايا لوضع اسس مواجهة العنف الجنسي واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب اثناء النزاعات وحماية النساء والاطفال والرجال من  الاغتصاب والاعتداءات الجنسية في المناطق التي تشهد حروبا ونزاعات,  بمشاركة عالمية وحضور الممثلة العالمية انجيلينا جولي المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجين التي اذرفت دموعا لقصص نساء من ضحايا الاغتصاب .
وحققت القمة العالمية هدفها باصدار بروتوكول ” والبروتوكول ليست وثيقة قانونية ملزمة ولايطلب من الحكومات ان تتبناه ” يساهم في توثيق جرائم العنف الجنسي خلال الحروب والنزاعات ويساعد على ملاحقة مرتكبي تلك الجرائم قضائيا وتصنيف هذه الجرائم في مصاف الجرائم ضد الانسانية
 
http://arabic.fco.gov.uk/2014/05/22
 
ولكن ماذاعن الاف النساء اليزيديات (الايزيديات)  اللواتي تم اختطافهن واغتصبن واجبرن على اشهار اسلامهن وتزوجن بالقوة ؟ فهل ستتم ملاحقة مجرمو داعش قضائيا؟
 
وهل يدرك المؤتمرون ومعهم الضمير العالمي حجم الوضع الماساوي الذي تعيشه هؤلاء الضحايا ؟ وما يصاحب الاغتصاب من الم وخجل وشعور بالعار يدمر حياة الضحية للابد ؟
 
وهل يدرك المؤتمرون ان هؤلاء الضحايا يواجهن صدمات نفسية واجتماعيةعديدة خاصة وان اغلبهن قد شهدن تشريد وترحيل ومصرع وقتل اهلهن وذويهن امام اعينهن  ؟
 
وهل يدرك العالم ان العنف الجنسي والاغتصاب يشكل تحديات عدة خاصة في مجتمعاتنا الشرقية العشائرية ؟ لانه يسلب انسانية الضحية ويمكن للعار والوصم اللذين يصاحبان الاغتصاب في كثير من الاحيان ان يجبر الفتاة الضحية واسرتها على الهرب من مجتمعهم تاركين خلفهم الارض والممتلكات بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالعار؟ وان اغلبهن يتملكهن الخوف والذعر الشديد من ردة فعل اسرهن ومجتمعهن خوف ان يقتلهن او ينبذهن على اقل تقدير رغم انهن ضحايا .
 
فالاعراف والعادات العشائرية تعتبر النساء حاملات شرف العائلة والمجتمع لهذا فان الاعتداء على ىشرف المراة يعد في العرف العشائري اقوى انواع اسلحة الارهاب لان فيه هزيمة مجتمع كامل لما فيه من اذلال وارهاب وعقوبة مجتمع باكمله .
ان جريمة الاغتصاب هي رسالة واضحة للرجال وللمجتمع مفادها :” ان بامكاننا فعل مانريد بنسائكم دون ان تكونوا قادرين عن الدفاع عنهن لانكم مهزومزن “. لهذا اعتبرت المواثيق الدولية الاغتصاب وسيلة من وسائل اذلال الطرف الاخر وسلاح حرب لانها تشعر الرجل بالخيبة والاهانة الشديدة.
 
فقد اشارت التقديرات الى ان حوالي 3000 امراة يزيدية (ايزيدية ) اختطفت وتعرضت ” للاغتصاب المنهجي ” الذي يقصد به خطف الفتيات وحجزهن ” كاماء ورقيق ” للاستمتاع  بهن من قبل الوحوش المنهكين بسبب المعارك والغزوات والغارات الهائجين الذين يقتلون كل من يعترض سبيلهم  ويروعون  السكان ويفتتون شمل الاسر ويدمرون المجتمعات. وقد بلغت جرائمهم وعنفهم احجاما غير مسبوقة
لكننا للاسف لم نشهد من المنظمات الحكومية او الاقليمية او الدولية اي تحرك سوى الادانة او الاستنكار وهذا لن يغير من واقع الحال شيئا على ارض الواقع.
ان حماية النساء وانتشالهن من الوضع الماساوي الذي فرضه عليهن هو واجب الحكومات اولا ثم المنظمات الدولية المدنية ومنظمات حقوق الانسان والدفاع عن حقوق المراة بحسب بروتوكولات مؤتمر القمة العالمية لانهاء العنف الجنسي , فاين هي دموع الممثلة انجيلينا جولي اما م ماسي النساء اليزيديات (الايزيديات ) اللواتي لم يكتفى باغتصابهن بل تم عرضهن في الاسواق العامة للبيع كجواري واماء ؟
 
ولماذا لم تتحرك لجان هذه القمة العالمية ومعها المنظمات المدنية الدولية وبالاخص منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والمنظمات النسائية لانقاذ هؤلاء النساء المختطفات وحمايتهن  ؟
 
فهل عجزت المنظمات الدولية ومعها امريكا ودول اوربا ودول العالم المتحضر والمنظمات المدنية والنسائية عن التصدي لداعش وانقاذ هؤلاء النساء الضحايا؟
ان هذا الصمت المريب يجعلنا نشك ونتسائل عن قوة الجهة التي تحمي داعش وتدعمه وتتستر على جرائمهم التي فاقت جرائم النازيين في زمن هتلر ؟ 
هل يدرك العالم  ان العشرات من الفتيات اليزيديات ( الايزيديات) انتحرن كي لا يقعن بيد قوات داعش حفاضا على كرامتهن وكرامة اسرهن من الامتهان والذل ؟. حيث يقوم هؤلاء المجرمون باجبار هؤلاء الفتيات على ترديد الشهادتين واسلمتهن تحت تهديد السلاح ومن ثم تزويجهن بالقوة ؟
 
( شيلان برجس ) شابة لم تتجاوز ال 19 ربيعا من عمرها طالبة في الخامس الاعدادي جميلة ومتفوقة  احدى هؤلاء الفتيات اللواتي انتحرن وفضلن الموت على ان يكن جواري لمقاتلي داعش .
 
اما ( زيتون خليل جتو ) وهي احدى الناجيات من جرائم داعش فقد اشارت الى جرائم داعش وكيف تم جمع الفتيات المختطفات وحجزهن في دار كبيرة في حي الطيران قرب مركز عمليات الموصل وهي تعود لمدير شرطة الحدباء . بعد سلب كل مصوغاتهن الذهبية والنقود والموبايلات ثم ترحيل الفتيات على شكل مجموعات متفرقة الى جهات مجهولة بعد ان اجبارهن على ترديد الشهادتين فيما تم حجز الجميلات وصغيرات السن منهن الى امراء الدواعش للتسري والتمتع بهن
في ظاهرة لا تليق باي دين ولا بالبشرية ولا بالتعامل الانساني الا بهؤلاء الوحوش البرابرة
هذه المعلومات بادق تفاصيلها موجودة على الروابط ادناه :.
 
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92764
www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92312
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92329
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92078
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92608
http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?92329http:/
 
هذا بالاضافة الى النساء فان التقديرات تشير الى خطف اعداد كبيرة من الاطفال اليتامى اليزيديين (الايزيديين ) نتيجة هذه الجرائم التي قتلت ذويهم وفككت اسرهم واختطفت امهاتهم , وقد تم حجزهم في دار الايتام في الموصل وتم تلقينهم الشهادتين واسلمتهم , كما ان قسما كبيرا منهم قد تعرضوا لانتهاكات واعتداءات جنسية بسبب صغر سنهم دون اي رادع او ضمير , وهذا له تداعيات عديدة منها انه سوف يعرضهم في المستقبل الى فقد طفولتهم وحرمانهم من الدراسة ,  ويعرضهم الى الاستغلال واساءة المعاملة اضافة الى المخاطر المتعددة مثل الاجبار على ممارسة الجنس .
 
هذه المجازر والجرائم التي يرتكبها مقاتلي الدولة الاسلامية رافعي الرايات السود ترتكب باسم الدين الاسلامي وتحت ” راية لا اله الا الله ” السوداء . دون ان ينتفض المسلمون ويستنكرون هذه الجرائم التي ترتكب باسم دينهم ويبرىء الدين من افعالهم . فاي انطباع يعطي هذا السكوت؟
لماذا لم يستنكر علماء الدين الاسلامي وفقهاؤهم وائمتهم هذه الجرائم في خطبهم ومناراتهم الاسبوعية؟  
الا يعتبر سكوتهم دليل وعلامة رضا  ؟
لم لم نلمس من الكتاب والادباء والمثقفين المسلمين ـ عدا قلة منهم ـ  اية ادانة او استنكار لاعمال داعش الاجرامية او على الاقل تبرئة الدين الاسلامي من اعمالهم الوحشية؟
 
 
 
المسؤولية الاكبر تتحملها الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان التي تخاذلت قواتها المسؤولة عن حماية وامن منطقة سنجار”قوات البيشمركة” وخانوا واجبهم وشرفهم العسكري والوظيفي وهروبهم المخزي وتركهم السكان الامنين تحت رحمة وحوش داعش فريسة سهلة ولقمة سائغة الذين قتلوا من قتل وذبحوا من ذبح وشردوا ونهبوا وخطفوا النساء والاطفال . فهل هناك جهة تستطيع محاسبتهم ؟
الا يحق لنا ان نطلب تحيققا دوليا لاحقاق الحقوق ومحاسبة المقصرين والمتخاذلين؟ و.تفعيل العدالة الاجتماعية الدولية بمساعدة الحكومات من اجل اتخاذ خطوات ملموسة لتاييد المحكمة الدولية من خلال سن وتشريع قوانين تساعد المحكمة في تحقيقاتها وتشاركها في الادلة وتقديم الحماية لانصاف الضحايا من اسوا انواع الوحشية
 
ان العدالة الدولية هي المفتاح لوضع حد وانهاء المعاناة بمقاضاة المجرمين وان عدم الاعتراف بهذه المشكلة سوف يجلب العار والخزي للامم رغم ان الجهود المبذولة ليست بالمستوى الذي يساعد تلك الفتيات وينتشلهن من الواقع المؤلم المزري .
 
 
ان الاكتفاء بالادانة واصدار البيانات والتظاهرات وعقد الندوات هو تقليل من حجم الجريمة وتساهل مع مرتكبيها  . فهل تكفي ادانة الامم المتحدة مع تفاقم خطورة الوضع الماساوي للنساء الضحايا؟
 
يجب العمل حث واستنهاض المنظمات الدولية لتحمل مسؤولياتها والعمل على انقاذ هؤلاء النساء الضحايا وحمايتهن وانقاذهن وانتشالهن من هذه المحنة ومساعدتهن على ترحيلهن الى اوربا وذلك بجمعهن في مجمع خاص ” بالنساء المعنفات ” وتقديم الخدمات الصحية والطبية لهن ومساعدتهن ماديا وتوفير فرص العمل لاعادة اندماجهن بالمجتمع .
 
فهل من امل يبزغ في تعويض الاف الضحايا الذين حطمتهم جرائم داعش جسديا ونفسيا ؟
فالى متى تبقى انسانيتنا مقهورة تحت الظلم والبؤس والعذاب؟