23 ديسمبر، 2024 8:37 ص

متى ينتهي عقد المتعة بين إيران وسوريا ؟

متى ينتهي عقد المتعة بين إيران وسوريا ؟

لقد تعمقت العلاقة بين دمشق وطهران كثيرا  بعد الاحتلال الأميركي للعراق وباتت العاصمتان لاعبين رئيسين في الساحة العراقية من خلال سياسة دعم الأضداد  فبينما كانت طهران تدعم وتمول الميلشيات الشيعية وبعض الفصائل السنية المتشددة ، كانت دمشق تدعم فصائل سنية أخرى وحركات مسلحة وتسهل عملية عبور المقاتلين الأمر الذي عقد الأوضاع في عراق ما بعد الاحتلال بطريقة جعلت من واشنطن أن تنشد الحل بطرق أبواب طهران تارة ودمشق تارة أخرى .
سوريا بنظامها لا بشعبها رئة إيران وقلب حزب الله وسقوط هذا النظام يعني تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة بشكل كبير . لذا فإن إيران ومنذ اللحظة الأولى لإندلاع الثورة السورية جندت نفسها وبمختلف إمكانياتها لدعم نظام الأسد  وإستخدمت العراق منفذا لذلك الدعم وقد عبرت صحيفة تايمز عن  سماح المالكي لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي يشير إلى محدودية نفوذ إدارة أوباما في العراق ! .
إيران بدأت تشعر بحقيقة الضغط والحصار عليها شيئا فشيئا ودعمها لنظام الأسد يزيد من حدة  أزمتها الحالية التي خلقتها بنفسها بسبب برنامجها النووي . ومع هذا الشعور وما يرافقه من أحداث إقليمية ودولية بل وأيضا ما تعانيه إيران من معارضة داخلية عليها أن تفكر في طريقة مناسبة للخروج من هذه المآزق . ولعل واحدة من هذه المحاولات هي إستضافتها لمؤتمر عدم الإنحياز والتي أرادت به إيصال رسالة فك العزلة الدولية من دون الإشارة إلى الدفاع عن مصالحها في المنطقة والتي تدار من قبل أجندتها فيها وكذلك أرادت أن تقدم مبادرتها بخصوص حل الأزمة السورية بعد أن يتم طبخها مسبقا مع النظام السوري حيث أرادت أن تكون معالمها مشابهة لمبادرة الخليج في اليمن . وبالفعل ذهب مبعوث خامنئي إلى سوريا والتقى الأسد والشرع وكانت نتيجة التباحث هو الرفض السوري للمبادرة التي تقضي بان يستلم نائب الرئيس دفة الحكم كما حصل في اليمن . وما يشير إلى فشل المبادرة الإيرانية هو عدم تطرق خامئني ونجاد في كلمتيهما في قمة عدم الإنحياز إلى القضية  السورية وكان بمثابة المفاجأة والتي ثنيت بمفاجأة أخرى على لسان مرسي الذي ذم نظام الأسد وضرورة رحيله . وضمن هذه الأجواء كان هناك تصريح للمعلم عبر فيه عن سبب التآمر على سوريا هو لإيقاف أو قطع النفوذ الإيراني وبتصريحه هذا قد أقرّ بوجود النفوذ الإيراني في سوريا  وأيضا يُفهم من تصريحه انه أراد إيصال رسالة إلى إيران مفادها أننا نتعرض إلى الضغط بسبب دعمنا لكم والسماح ببسط نفوذكم وإن دفاعكم عنا هو لأجل مصالحكم ونفوذكم وأيضا فيه رسالة إلى الغرب مفادها أننا فهمنا ما تريدون من إيقاف وقطع النفوذ الإيراني مقابل البقاء في السلطة !