يختار الشعب ممثليه على اساس انهم هم الاصلح من بين النخب المرشحة ليكونوا خير ممثلين لهم في مجلس النواب وهذا ما متعارف عليه في اغلب البرلمانات في دول العالم حتى يستطيعون مناقشة القوانين المهمة وتشريعها وخاصه مع التطور العلمي الذي يحصل في العالم والذي نسمع عنه يومياً من هنا وهناك…
الا ان واقع نظام الحكم في العراق يبدو انه مختلف في كل شيء وحتى في تصرفات وسلوكيات السادة اعضاء مجلس النواب والذي تعتبر مهمته الاساسية تشريع القوانين والامور المتعلقة بحياة المواطن العراقي..
فلقد اصبحت المحاصصة ملازمة في كل شيء واصبح قسم من اعضاء مجلس النواب لا يفقهون ما هو عملهم كونهم جاءوا الى هذا الكرسي ليس عن طريق انتخابات عادلة وانما عن طريق ترشيحات حزبية معروفة في الوسط الشعب العراقي..
اننا نرى تحول مجلس النواب العراقي بسبب تصرفات بعض من نوابه الى مهزلة اعلامية يشاهدها كل ابناء العالم عبر وسائل الاعلام المرئي ولا يمكن التغاضي عنها وما نشاهده يومياً من مشادات كلامية بين هذه الكتلة وتلك الكتلة وبين رئيس مجلس النواب وقسم من الاعضاء وبين النواب فيما بينهم واحيانا تصل الى التراشق بالأحذية او الملاسنه بالكلام الجارح والخادش للحياء هو امر معيب لكل ابناء هذا الشعب..
نعم ان ثقافة المجتمع لها دور كبير في قيادة الحياة وبناء مجتمع صحيح سليم خالي من كل الشوائب وانه يجب على البرلمان نفسه ان يضع قانون جديد يسمى قانون التثقيف البرلماني حيث يدخل كل مرشح الى دورة تثقيفية يتعلم من خلالها المرشح الفائز المنطق الصحيح وما هو مسموح له وما هو غير مسموح لأننا اصبحنا نرى النائب احيانا يقلد المهاويل واحيانا اخرى يحتفل بأغنية يرددها باسم قوميته داخل فبة البرلمان.. وهذا ما حدث قبل ايام عندما احتفلت احدى النائبات بأعياد نوروز بطريقتها الخاصة وبعدها احتفل احد النواب من ابناء الجنوب بطريقة مهوالية معروفة وهو يهتف بحياة احد ائمة الشيعة الاطهار وكانه قارئ حسيني ولم يبقى شيئا في الموضوع من المحاصصة الا رقصة الچوبي المتعارف عليه في المناطق السنية وربما سوف نراها قريبا جدا في البرلمان ونرى رئيس مجلس النواب ومن معه وهم يؤدون الدبكة المعروفة في المناطق الغربية من العراق على انغام الطبل والمطبگ ولسان حالهم يردد الاغنية الريفية المعروفة…
(( كل الهلا بالناهي الجاني زعلان….وعفيه لكل من صعدنا بالبرلمان ))..
فعلا اننا شعب اصبحنا نستحق التمجيد بطريقة الصور الكاريكاتيرية دوماً بعد ان وصلت مهازلنا الى المؤسسة التشريعية الاولى فمتى يصحو هؤلاء النواب ويعرفوا بانهم ممثلين لشعب عظيم شعب لديه حضارة ولا يمثله المستوى الهابط شعب لا تهمه كسب العواطف عن طريق الطائفة او القومية او المذهب فنحن كلنا عراقيون مهما تعددت مذاهبنا ومهما كثرت قومياتنا سنبقى تحت خيمه هذا الوطن الذي احتوانا في أسوأ الظروف وفي اصعبها وشاركنا افراحنا واحزاننا..
فاتقوا الله فينا ايها النواب ولا تشهرون بنا امام الاعلام العالمي لأنكم تمثلون شعب عريق شعب يحمل اغلب ابنائه الشهادات الأكاديمية ومن ارقى الجامعات….
شعب ما زال اهله متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة وما زالت عشائرهم العربية تفتح دواوينها ومظائفها امام الزوار وما زلنا متمسكين بعراقييتنا رغم كل السموم التي اردتم ان تبثونها داخل هذا المجتمع السليم…وسواءً احتفلتم بطريقتكم التي تريدون ان تكسبون بها العواطف ام لا فانتم تعرفون انه بينكم وبين الشعب اصبح حاجز كبير وبتصرفاتكم هذه قد تزيدون الطين بلة فابعدوا عن مجلسكم اللطم والرقص والچوبي لأننا قد مللنا ذلك وعودوا مثل ما نريد يوم انتخبناكم ممثلين لنا في المؤسسة التشريعية لتشريع القوانين التي تخدم شعبكم وتخدم الإنسانية جمعاء…