هل ابدوا بعيدا عنها … ام قريب من مدن ( العراق الجديد ) في ظل الأوضاع الغريبة الشاذة التي عانيناها منذ بدء الاحتلال الذي مضى عليه أكثر من ( 17 ) عام لم يبق لنا من ملاذ نلجأ إليه ، أو أمل نتعلق به كلما أطبقت العتمة أعيننا ، غير حبل الذكريات ، ذكريات الأمس ، الزاخر بالحرية والمحبة والألفة والاستقرار , إلا أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلى الواقع المر كلما دوى انفجار أو تعالى صوت إطلاق نار ليؤكد لنا أن الدنيا ليست على خير.وعقول تنفى وكفاءات تتعرض كل يوم إلى الاغتيال، وأشباح الرعب تتحول من مدينة إلى أخرى ومن شارع إلى آخر , فإلى متى سنظل عاجزين عن إيقاف معاول الهدم التي لا تبقي على شيء ؟ متى ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب المنكوب ؟ متى نقتنع أن واقعنا لا يغيره سحر ساحر، ولا تطبب جراحه قصيدة شاعر ؟ متى نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا ؟ لأننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الأولى على أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول إليه، الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات. متى نتنبه إلى خطورة
( الألغام ) عفواً الاحكام التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلى إصلاح حال البلد ؟ متى نمتلك الجرأة على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح الاجتماعية التي اتخذت من أساليب الرفض , ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الإصلاح ويرفدها بفعل ايجابي بناء يؤهلها للانضمام إلى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية ؟