23 ديسمبر، 2024 8:48 م

متى يشارك المالكي في المعركة؟

متى يشارك المالكي في المعركة؟

مع كل قطرة دم تنزف يتبادر السؤال: هل إستثنى الأرهاب مكون من العراق؟ ولماذا يعشش في مكان ويستطيع ضرب ايّ مكان وزمان؟ الإعتقالات اليومية لماذا لا تقضي على إرهابين قذرين طيلةهذه الفترة؟ ثم هل الجيش العراقي ملك لطائفة او حزب او جهة معينة؟ وهل نحتاج الى إستشهاد الشهيد البطل محمد الكروي لكي تبدأ العمليات؟ ومَنْ هؤولاء المسؤولين المتورطين بدماء العراقيين ويُسكت عن ملفاتهم ولماذا؟ مَنْ يساوم على الدماء ويعتبر المواطن بضاعة إنتخابية لا يهزه بشاعة مناظر ترويع الأطفال والنساء والرجال؟؟
أسئلة لا تحتاج وقت كثير للتأمل والبحث عن إجابة مقنعة؛ الأمن كالعمود الفقري للحياة، والمواطن إنتخب حكومة دورها؛ الحمايه وحفظ الكرامة.
منذ أكثر من عامين أشار بعض القادة”إن مشروع الأمة والدولة في خطر”، منذراً من توسع دائرة الإرهاب في سوريا معلنة إنشاء دولة الكفر ( داعش)، الخوف من إمتداد المسلحين الى صحراء غربي العراق، طورت ستراتيجيتها نحو ما يسمى إحتلال مؤوسسات مهمة للتمهيد لإسقاط محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وأجزاء من ديالى، ثم الى بغداد وكربلاء والنجف.
المعلومات يتناقلها الشارع والساسة يوزعون المعلومة الإستخبارية مجاناً، لا أعرف من أين تأتي الى عضو مجلس محافظة حتى يصرح لكونه من دولة القانون!! ولم يستوعب الدرس، حتى يقال بكل جهل إن عمليات المطاردة اليوم في الرمادي سوف تمتد الى صلاح الدين وكربلاء، وكإنما يقال للإرهابين اهربوا من القوات المسلحة سوف تتجه لها!!
الجندي العراقي وطني شجاع يجود بحياته، وصل الحال أن تجده متذمراً في واجبه، تشيع أمامه ظاهرة ( الفضائيين)، ويعتبر الوظيفة لكسب العيش ليست للعطاء حال باقي مفاصل الدولة، أفقدته الأقاويل الثقة بالنفس، حتى صار يأتي الإرهابي بملابسه الرثة وأفكاره العثة يجهز على مراكز ومواقع كبيرة دون مقاومة أحد، تسقط مؤوسسة بمجرد دخول ثلاثة إنتحارين، يُقتل الحرس والباقي ينهزمون أمامهم.
التظاهرات منذ عامين في مناطق يتوقع إحتضان بعضها الإرهابين، وظهر في أكثر من مرة الخطاب الطائفي النتن من منصاتها، ولاشك إن البعض كحال ابناء البصرة يبحث عن وسيلة عيش وعمل وكرامه، وأخر نواياه سيئة يديرها الخارج.
العمليات الإرهابية تصاعدت وتيرتها، عصفت معظم المدن، الجنوب والشمال والوسط لتصل الى 25 عملية يومياً أحياناً، تفجر في البصرة وبغداد والحلة في وقت متزامن، تسقط مؤوسسات وتحتجز رهائن، يتلوها بيانات الشجب والإستنكار والوعيد و تقليل أرقام الضحايا، وإعلان القبض على قيادات القاعدة، وبالنتيجة يُشاهدون وهم يتجولون بعد فترة محدودة.
رئيس الوزراء في حديثه عن عمليات ثائر الشهيد محمد، صرح إن ساحات الإعتصام حواضن للإرهاب، ولا تفاوض إلاّ بعد إفراغ الساحات، تم تطويقها ثم الإنسحاب، وهذا يعني إنها قادرة الحركة في المحافظة، وشيوخ العشائر والصحوات نفسهم من ذاق مرارة القاعدة وحاربهم مستعد لدعم الجيش. ياترى لماذا لا يكون التفاوض اذا كانت بعض المطالب مشروعة لكي يتم عزل البريء من الأرهابي؟ ولماذا لم يتم إحتواء القوى الوطنية والعشائر التي تقف مع الدولة؟ ثم أين الجهد الإستخباري لملاحقة الإرهابين اللذين يدخلون ويخرجون من الساحة وألقاء القبض عليهم؟ وإذا كان تخرج المفخخة من هنا كيف تصل الى البصرة والناصرية وكربلاء بكل إرتياح؟
شجاعة وبسالة الجندي العراقي لا أحد يساوم عليها، والشعب بجميع مكوناته وقف مع الحملات العسكرية وطرد الإرهاب الذي عاث في الأرض الفساد.
القوات المسلحة أفتقدت الجهد الإستخباري والقيادة الميدانية، وهذه الأسلحة والطائرات لا تحتاج أن يستشهد الشهيد محمد الكروي كي يُحارب الإرهابين. الشعب سأم الحياة والموت يطارده في كل مكان، ولم تحصرالمعلومة في الدوائر الأمنية دون تصرحيات البعض الفاقدة لمقومات القيادة، والقائد العام للقوات المسلحة مطالب منه النزول الى ساحة المعركة، ويذهب للرمادي للوقوف على الواقع ويُعزل الإرهابين. دماء الشعوب غاية سامية لأجلها وجدت الحكومات، والمعركة صراع وجود شعب لا وجود ساسة دائمين في الحكم.