18 ديسمبر، 2024 10:03 م

متى يسري القانون على المفسدين الكبار

متى يسري القانون على المفسدين الكبار

أنطوت صفحة عسكرية من تاريخ العراق بالانتصارعلى تنظيم داعش والحاق الهزيمة به في كل بقعة من الوطن وبدأ الشعب يستعيد ثقته باجهزته الأمنية ويتمنى ان ينتقل الى المرحلة الاخرى وهي اشد خطورة من القتال وتحتاج الى تضحية ونعني بذلك الفساد المستشري الذي ينخر جسد كل عراقي , منذو دخول القوات الامريكية للعراق كانت فترة حافلة بصراعات وأقتتال والالم بعد أن يآس الناس واصبحت الحياة لاتطاق في بلد تكالبت كل قوى العالم الشريره ان تغرس انيابها في ارض الوطن لتتمدد في كافة المحافظات العراقية نتجه عنه شلال الدم الذي اريق على تربة العراق عنوان يتصدر الاخبار العالمية وحديث لاينسى كل يوم , وصل الحال بنا ان نقارن بين الماضي والحاضر على الرغم من قساوة الماضي وماحمله من تردي وتدمير للانسان وشخصيته وهتك حرمته ومنعه من التواصل مع الحضارة والحياة المدنية ,اصبح الفساد عام يدفعه كل مواطن عراقي مرغما والغريب من ذلك الجميع دون استثناء تتعالى اصواتهم بل بعضهم يتعصب ويصرخ بصوت عالي ليصف الفساد والمفسدين وكيف وصل البلد الى هذه الحالة في كل محفل محزن مفرح حضور ندوة أو لقاء تلفزيوني أوجلسه عامة لاتسمع غير صوت الانتقاد لسرقة المال العام ومن يحمي المفسدين وكيف اثرت السرقات على البنية التحتية ولم يسلم منها حتى الطفل الرضيع حينما يسرق منه العلاج والضماد والحليب ومستلزمات طبية وهو لم يرى النور بعد , اليوم الشارع معبأ ومطيع لأن يكون مصدر قوة ودعم لكل اجراء تتخذها الحكومة على ان تكون الخطوات جريئة وملموسة بحق من اوصل البلاد الى الدمار وسرقة المليارات لا بالدعاية والتنظير فقط وتأجيل الموضوع وركن ملفات المفسدين في خانة النسيان , مثلما حققنا انتصارا في سوح القتال علينا ان نديم هذا الانتصار بقطع منابع المفسدين وقطع رؤوسهم مهما كان حجمهم ومن يقف ورائهم خارج الحدود ,فما حققته القوات الامنية من انتصارات لاتكتمل الا بمعاقبة المفسدين والا سيعود داعش والتنظيمات الأرهابيىة بمسميات جديدة واهداف موحدة وبقوة لانستطيع مقاومتها مستقبلا , وليكن القانون هو الفيصل بين البرىء والمفسد مع العلم ان هنالك شخصيات قد لايسري القانون عليها لقوتها ومن يقف ورائها وعلى القاضي ان يجعل نفسه جنديا في ارض المعركة ينذر نفسه للشهادة في اي لحظة ويكون صاحب قرار شجاع وجريء وكما قال رسول الله صل الله عليه واله ( القضاة ثلاثة :اثنان في النار وواحد في الجنة , رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة , ورجل عرف الحق فلم يقضي به وجار في الحكم وهو في النار , ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار ) ولايختلف الأمر عند رئيس الوزراء ان يتخذ قرارا شجعا وطنيا لبدء معركة ضد الفاسدين وقد حصل على تأيدا مرجعيا وشعبيا واقليما ودوليا في سياسته ,ومثلما ابدى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز قرارا شجاعا باعتقال 11 اميرا و38 وزيرا الاعتقالات تمت بأوامر من لجنة شكّلها الملك قبل يوم واحد فقط ، وترأسها وليّ العهد محمد بن سلمان، وأعلنت أن مهمتها «حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام»، ويدخل في صلاحياتها «التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أيا كانت صفتها, اليوم الشعب العراقي يتمنى ان لاتكون تصريحات السيد العبادي باعتقال ومحاسبة الفاسدين مجرد كلام استهلاك أوداعية انتخابية سيما ونحن مقبلون عليها ,ان تلك الاجراءات التي ستطال الفاسدين يجب اولا وقبل الشروع بملاحقة المفسدين علينا ان نتذكر كيف نكافح حشرة الارض بالبيبت (الارضة ) هو مهما كافحنا النمل لانستطيع ان نتخلص منه دون البحث عن الام ويتم قتلها لكي ينقطع المدد كذلك في الفساد لانذهب الى صغار الموظفين لانهم سينتهون بمجرد البحث عن الرئس الاول والمخطط والجهة التي يستند اليها واصدار الحكم العادل بحقه على ان يكون ظاهريا وامام وسائل الاعلام , على السيد العبادي ان يعتقل الوزراء الفاسدين وكبار الاحزاب وهم يتناغمون على جراحتنا بعد ان يشكل لجنة نزيهة شفافية تراعي الحقوق والعدالة وتبتعد عن الانتقام والمحسوبية والطائفية وتستطيع ان تمارس دورها الشرعي الوطني وان تستعين بالاجهزة الأمنية المستقلة وخصوصا جهاز مكافحة الارهاب الذي يتمتع بسمعة طيبة كون افراد ذلك الجهاز امتازوا بالشجاعة والنزاهة ومرحب في تطبيق الاوامر من كافة اطياف ومذاهب المجتمع العراقي .