يسأل الكثيرين عن الاستقرار الذي عاشه العراق خلال الاشهر القليلة الماضية التي سبقت الانتخابات والتي نعيش اجوئها لو استبعدنا البصرة واحدثها التي تحمل جنبات سياسية صرفة ، كما يبحث المختصين عن اجابات : متى يستقر العراق نهائيا ..؟
قبل الحديث عن مفهوم الاستقرار علينا ان نقر بان العراق بعد عام 2014 حقق تطورا كبيرا في مستوى بناء المؤسسة العسكرية والامنية وتمكن الجيش والمتطوعين في الحشد من إعادة الهيبة للمؤسسة العسكرية ، لأن الاستقرار السياسي يحتاج لاكثر من عامل لتحقيقه وقد تكون بدايته الهدوء والاستقرار الذي يعيشه العراق قبل أشهر وحتى الان ، ولكن كيف تحقق ذلك ..
هناك عدة عوامل لعبت في استقرار الاوضاع أبرزها وجود قائد في البلد متزن و هادئ يعرف كيف يدير الأمور ، غير انفعالي ، ولا حتى عاطفي ، يتخذ قرارت ناجحة مفيده ، فلم يؤشر حتى الان اتخاذه لقرار غير صحيح ، وكل ما يقال بشان تردده او ضعفه ليست سوى اكاذيب من نسج الخيال والا كيف يكون ضعيف وقد تمكن مت قيادة القطعات وتحرير المدينة تلو الاخرى ، وكيف انه انهى احلام وطموح الانفصاليين بكردستان دون ان يعطي قطر دام واحدة وخاض معارك في عدة جهات بآن واحد ..
لقد قاد العبادي حربا وجودية كانت تستهدف العراق وشعبه وتواجد في السواتر الامامية مع المقاتلين وتحمل المسؤولية وحقق العراق انتصارا على عصابات داعش الارهابية وحررت كل الاراضي فكيف يكون متردد وغير حازم .
ولا احد ينكر بان مجهوداته تكللت بعودة الامان الى العاصمة الحبيبة بغداد واصبحت بغداد فعلا مدينة السلام وكذلك بقية المحافظات حيث كانت هذه امنية العراقيين جميعا بعد الاحد الدامي والارباء الاسود والثلاثاء المرعب حيث كانت عصابات داعش تصول وتجول في قلب بغداد وتستهدف المناطق بالجملة .
ام الطائفية فقد اصبحت من الماضي بعد اداء ” ابو يسر” وخطاباته التي تركزت على الخطاب الهادىء الذي عزز روح المواطنة و اشعار الجميع انهم في بلد واحد وقارب واحد .
لا ينكر احد بان البلد كان مهددا بالتقسيم عام 2014 والكل يتحدث عن ثلاث دول او ثلاث اقاليم ( شيعستان و سنستان وكردستان) لكن الواقع تغيير بعد عام 2018 وخسر المراهنون على تقسيم البلد بفضل قيادة وحكمة وقوة العبادي .
وربما يفغل الكثيرين بان رئيس الوزراء تمكن من تجاوز اخطر محنة مالية اقتصادية مرت على العراق وتمثلت بانهيار أسعار النفط والتي كانت ستطيح بالعراق وهو يقاتل داعش ولكنه ومن خلال استراتيجيات اقتصادية تمكن من عبور الازمة وتجاوزها .
نعم … ن استمرار العبادي معناه استمرار البلد بنهجه الصحيح وتطوره ونحن ندخل مرحلة البناء و الاعمار ورغبة الدول بالاستثمار بالعراق نتيجة سياسة وانفتاح العبادي الذي غير قناعات الكثير من الدولة ودفعها باتجاه دعم العراق ..
الطامة الكبرى ان تطرح اسماء لتولي منصب رئيس الوزراء الان ، اسماء كانت تقبع في منازلها عندما كان العراق يتعرض لخطر حقيقي وتصدى ابو يسر للمهمة ، اسماء متداولة لا تمتلك اي مقبولة دولية وسجلها زاخر بالفساد ونهب الثروة ولا يمك ان نجتزف ونضع البلد بين يديها لان ذلك معناه عودة العراق الى الوراء وقد تذهب كل الدماء والاموال التي بذلت في السنوات الثلاثة الماضية هباءا.
ان وجود العبادي في رأس السلطة معناه استمرار الاستقرار الامني والسياسي ، ومعناه ان البلد ممكن ان يواصل تقدمه ويواصل قصة النجاح التي بدأت عام 2014 ولن تنتهي …
عند ذلك سيتحقق الاستقرار النهائي وتتعزز روح المواطنة وتشيع ثقافة التسامح ..