لم تعد تنطلي على الشعب كل اكاذيب وشعارات سياسيي الصدفة اللصوص الفاشلين واكتشف انهم خدعوه بدستور ملغوم ومفرق للشعب وبديمقراطية زائفة محصورة فقط بين احزاب السلطة ومريديها وبحياة كريمة ورفاهية لم يلمس منها غير مزيد من الفقر والجوع والمرض . صار الغالبية من المواطنين يلعن السياسيين يومياً بل في كل لحظة وتسمعه في سيارات النقل العام وفي الدوائر والشارع والمستشفى والمدرسة وفي مواقع التواصل الاجتماعي يلعن كل سياسي نصبه المحتل حتى يكاد الشخص او المتابع يتصور ان مجرد الدعوة لتظاهرة ستخرج الملايين الى الشوارع ولن تعود الا بتحقيق الهدف وهو اجراء التغيير الجذري وسقوط العملية السياسية المحاصصاتية ، غير ان هذا لم يحدث الى الان وحتى في ذروة انتفاضة تشرين 2019 بقي موقف عدد غير قليل من المواطنين ومع الاسف سلبياً ومتفرج وهو يرى الشباب يهتفون للوطن ويدعونه للمشاركة ولكن كم مواطن استجاب ؟!وهذا هو ما اطال عمر العملية السياسية وجعل الاحزاب الاسلاموية تتمادى في غيها وتصر على نهج المحاصصة وصراعها المحموم على مغانم السلطة .. واكيد ان لهذا اسباب عديدة ربما من ابرزها استمرار ضعف تأثير الاحزاب والتيارات الوطنية بمختلف مسمياتها شيوعية او قومية على الشارع قياسا بقدرة تيارات دينيه على تحشيد الملايين .. ولهذا اسبابه وفي مقدمتها استمرار تشتت القوى الوطنية وفشلها في توحيد خطابها وصفوفها ! غير ان هذا لايعطي المبرر للمواطن من اداء واجبه ان لم يكن من اجل الوطن فمن اجل حقوقه المنهوبة .. نقول هذا ليس من باب اليأس ولكن علينا ان نكون صريحين مع انفسنا اولاً ونعترف باخطائنا بعيداً عن المجاملة .. علينا ان نصارح شعبنا بان الوقوف على التل لايحقق التغيير وعلينا جمبعاً ان نحول نقمتنا على الاوضاع المتدهورة للعراق الى فعل قوي في تظاهرات مليونية شعبية بعيدة عن اي احزاب السلطة التي شاركت بالعملية السياسية الفاسدة وتتحمل مسؤولية تدمير العراق وتخريبه .
نعلم جميعا ان زمن الانقلابات العسكرية قد ولى حيث كانت الاحزاب الوطنية في العالم الثالث ومنه العراق تعتمد على العسكر لحدوث التغيير، لذا فان البعض من الباحثين يبعد صفة الثورة عن كثير منها ويعدها انقلاباً وليس ثورة حتى ولو كان هنالك نسبة مشاركة غير قليلة من المدنيين سواء في التخطيط والاعداد للثورة اوالتنفيذ .. وفي هذا تجني ويفتقر الى التوصيفات العلمية خاصة في البلدان التي شهدت قرارات وقوانين تقدمية ما يعني ان عملية الثورة قد تحققت وان تغييراً كثيراً قد حصل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً .. ولان لا مكان للانقلابات العسكرية خاصة في عراق ما بعد الاحتلال ، فانه ليس امام الشعب غير ممارسة دوره باحداث الثورة على الفاسدين والتخلي عن نهج ( المعليه ).. كما ان على الاحزاب الوطنية الصادقة والحقيقية التفكير بوسائل ناجحة وفاعلة للعمل بين المواطنين واستعادة دورها في قيادتها على طريق الثورة والتغيير . والا فان اي حديث عن اسقاط العملية السياسية المحاصصاتية من دون تحقيق ذلك يبقى محظ امنيات .. وصحيح ان الشعب اذا اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر لكن هذا يتطلب العودة الى قيمنا الوطنيه اولاً والايمان بان التغيير من خلال الشعب ليس بالمستحيل ولنا في تجارب الشعوب امثلة كثيرة ومنها ما حصل في مصر عندما خرج الشعب واطاح بحكم محمد مرسي وما حدث في سريلانكا نموذج اخر مع الاخذ بنظر الاعتبار ظروف كل بلد .. غير ان القاسم المشترك هو توفر الايمان الحقيقي بضرورة التغيير .