اصدر مجلس الوزراء العراقي في الاول من ايلول عام 2019 قرارا باعتبار يوم 3 تشرين اول/اكتوبر العيد الوطني للبلاد ، واعتمد بذلك على تأريخ استقلال العراق من الانتداب البريطاني في الثالث من تشرين الأول عام 1932 ليكون يوما” يحتفى به .
والعيد الوطني في العالم هو
أحد أهم المناسبات الوطنية التي تحتفل فيها الدول لتعبر عن الوحدة الوطنية ، واهمية الحفاظ على تماسك المجتمع من خلال السلام والوئام بين فئات الشعب المختلفة ، وعن مدى ثقتهم بقيادتهم السياسية ، ويمثل كذلك تذكيرا للمواطنين بمدى تقدم ونهضة بلدهم .
وتعتبر عطلات العيد الوطني من احلى الايام التي تعبر عن تآلف وثقافة المجتمع ويندفع المواطنون للاحتفال بها بفرح وحماس كبيرين لما لهذه المناسبات من مكانة مهمة للحفاظ على الهوية الوطنية والتمسك بالمثل العليا .
اما في بلادنا فمازلنا نبحث عن عيدنا الوطني وسط خلافات كثيرة . والطبقة السياسية مستمرة في التسلط على رقاب الشعب ونهب ثروات البلد . ومازال العراق يعاني من الاحتلال السياسي والاقتصادي المبطن ، والفساد ينخر في جسم الدولة ، وبذلك لم يعد العراق دولة مستقلة فعلا ، فانتفى الدافع للاحتفال بالعيد الوطني الذي حدد هو الاخر بالتوافق بين الكتل السياسية بعيدا عن رأي الشعب واهتماماته ، ولذلك لم نشهد اي مظهرا من مظاهر الاحتفال الشعبي بالعيد الوطني المزعوم ، الذي يتطلب التأكيد على قيم المواطنة والحرية والتعددية والاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل ، واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون اسوة بدول العالم كافة . لكون مثل هذه المفاهيم بعيدة عن قاموس الاحزاب السياسية الحاكمة !
وهكذا اعتبر العراقيون هذا اليوم يوما عاديا كباقي الايام ، ولم يهتم احد به ، وتحول إلى احتفال رسمي شكلي فقط .
حيث مازال الشعب يتطلع للعيد الوطني بنظرة مؤسفة لما يجري من انهيار الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والسياسية والامنية بعد ان كان ارض الريادة والثقافة والحضارة .
العيد الوطني هو الفرح بالحقوق المشروعة ، والامن والعدالة والعيش المشترك ، هو الشعور بالمواطنة والمسؤولية وقيم الحرية والنضال في وجه الاستبداد والظلم
هو الكرامة والاستقلال الفعلي .
لذا فان الشعب وحده هو الذي سيحدد عيده الوطني بعد انتصاره على المحاصصة والفساد وتكميم الافواه والفقر والتغييب القسري .
وبناء على ذلك فالاحتفال باليوم الوطني الان سابق لاوانه . وسيكون اليوم الوطني للبلد هو اليوم الذي يتخلص فيه من الطغمة الحاكمة الفاسدة . يوم تكون الحكومة ممثلة للشعب كل الشعب بعيدا عن الطائفية والمناطقية والشوفونية .