بعد أربعون عاما من ظلم الطاغية, أصاب العراقيين اليأس من أي فسحة أمل, بمحاسبة ظالمهم, الذي جلد أيام العراقيين بسياط القسوة, وتحول لفرعون لا ند له, قتل من قتل, وهرب ألاف خارج أسوار الوطن, اتقاء شر (ابن صبيحة), وعمل على تأسيس جيوش عديدة, وأجهزة استخبارات على كفاءة عالية, وتقودها عائلته العفنة, كلها تعمل للحفاظ على عرشه, وإذلال الشعب, لكن الإرادة الإلهية وقفت بالمرصاد, فسقط صدام بيد أسياده الأمريكان, بعضهم يضرب بعض.
بعد حكم الطغاة جاء حكام جدد, ففي زمن الوفرة, تسلق بعض الشخوص, الظروف غير الطبيعية لحكم البلاد.
وصعد احدهم, ليحكم ارض الفقراء, والناس تنتظر أن تعود حقوقهم, بعد أن اقتصت العدالة من جلاد بغداد, وفي أعوام حكمه, ارتفع سعر البترول, لتصل لأرقام قياسية, مما يعني إيرادات غير مسبوقة للعراق, تفوق ما تتحصل عليه عشرات البلدان, ومرت الأعوام مثقلة بهموم كالجبال, بفعل السياسات الخاطئة التي اتبعها, وتبخرت أموال الخزينة, وكانت أموال بأرقام كعدد النجوم, لكن مع الأسف من دون أي منجز للشعب, بل زادت تعاسة الناس.
أهمل البناء, والحقيقة عمل الرجل بكل جد وجهد, للإفساد كل وزارات الدولة, وتم في زمنه إفساد الجيش, بصفقات تسليح فاسدة, وتم تأمير قادة فاشلين ولصوص, بل الأدهى إن بعضهم من بقايا البعث, وعم الخراب في كل وزارات الدولة, لينتج لنا صورة سوداء لبلد يموت, وانتهت حكاية الرجل مع كرسي الحكم, بالمساهمة في قضم ارض الوطن, انه رجل لا يستحق دينار عراقي.
ألان نتساءل, هل من الممكن إن يحاسب هذا الرجل؟ فالطاغوت صدام وبكل جبروته وقسوته, وبحجم زبانيته وجيوشه, التي تدافع عنه, لكنه في الأخير سقط, وتم الاقتصاص منه, لكن بفارق واحد, وهو تأخر الاقتصاص أربعون سنة, لان الشعب سكت طويلا, فكان أخيراً قرار القدر, فهل يستمر سكوت الناس, وننتظر أربعون سنة أخرى, لتتدخل يد الغيب من جديد, وتقتص ممن أمات أحلام العراقيين.
أن للجماهير اليوم, وعي اكبر من السابق, وستتحرك ضد الخروج عن القانون والدين, وبالطرق القانونية والسلمية, بالإضافة للسند الكبير للشعب, وهو المرجعية الصالحة, التي لن تسكت طويلا, بما عرفناه عنها, فالأكيد أنها والشعب سيسقطون الرجل بالضربة القاضية, وسنمسك ذلك اللص.